کتابخانه روایات شیعه
الْكُورَةِ إِيَّاهُ وَ اسْتِخْفَافِهِمْ بِهِ وَ بِخَاصَّتِهِ وَ عَامَّتِهِ ثُمَّ إِنَّهُ ع انْصَرَفَ إِلَى مَرْكَزِهِ وَ اسْتَحْضَرَ الْمِيضَاةَ وَ تَوَضَّأَ وَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَ قَنَتَ فِي الثَّانِيَةِ فَقَالَ اللَّهُمَّ يَا ذَا الْقُدْرَةِ الْجَامِعَةِ وَ الرَّحْمَةِ الْوَاسِعَةِ وَ الْمِنَنِ الْمُتَتَابِعَةِ وَ الْآلَاءِ الْمُتَوَالِيَةِ وَ الْأَيَادِي الْجَمِيلَةِ وَ الْمَوَاهِبِ الْجَزِيلَةِ يَا مَنْ لَا يُوصَفُ بِتَمْثِيلٍ وَ لَا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ وَ لَا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ يَا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَ أَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَ ابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَ عَلَا فَارْتَفَعَ وَ قَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَ صَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَ أَجْنَحَ فَأَبْلَغَ وَ أَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَ أَعْطَى فَأَجْزَلَ يَا مَنْ سَمَا فِي الْعِزِّ فَفَاتَ خَوَاطِفَ الْأَبْصَارِ وَ دَنَا فِي اللُّطْفِ فَجَازَ هَوَاجِسَ الْأَفْكَارِ يَا مَنْ تَفَرَّدَ بِالْمُلْكِ فَلَا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطَانِهِ وَ تَوَحَّدَ بِالْكِبْرِيَاءِ فَلَا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ يَا مَنْ حَارَتْ فِي كِبْرِيَاءِ هَيْبَتِهِ دَقَائِقُ اللَّطَائِفِ الْأَوْهَامِ وَ حَسَرَتْ دُونَ إِدْرَاكِ عَظَمَتِهِ خَطَائِفُ أَبْصَارِ الْأَنَامِ يَا عَالِمَ خَطَرَاتِ قُلُوبِ الْعَارِفِينَ وَ شَاهِدَ لَحَظَاتِ أَبْصَارِ النَّاظِرِينَ يَا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَ خَضَعَتِ الرِّقَابُ لِجَلَالَتِهِ وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ وَ ارْتَعَدَتِ الْفَرَائِصُ مِنْ فَرَقِهِ يَا بَدِيءُ يَا بَدِيعُ يَا قَوِيُّ يَا مَنِيعُ يَا عَلِيُّ يَا رَفِيعُ صَلِّ عَلَى مَنْ شَرَّفْتَ الصَّلَاةَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَ انْتَقِمْ لِي مِمَّنْ ظَلَمَنِي وَ اسْتَخَفَّ بِي وَ طَرَدَ الشِّيعَةَ عَنْ بَابِي وَ أَذِقْهُ مَرَارَةَ الذُّلِّ وَ الْهَوَانِ كَمَا أَذَاقَنِيهَا وَ اجْعَلْهُ طَرِيدَ الْأَرْجَاسِ وَ شَرِيدَ الْأَنْجَاسِ قَالَ أَبُو الصَّلْتِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ الْهَرَوِيُّ فَمَا اسْتَتَمَّ مَوْلَايَ دُعَاءَهُ حَتَّى وَقَعَتِ الرَّجْفَةُ فِي الْمَدِينَةِ وَ ارْتَجَّ الْبَلَدُ وَ ارْتَفَعَتِ الزَّعْقَةُ 2884 وَ الصَّيْحَةُ وَ اسْتَفْحَلَتِ النَّعْرَةُ 2885 وَ ثَارَتِ الْغَبَرَةُ وَ هَاجَتِ الْقَاعَةُ فَلَمْ أُزَايِلْ مَكَانِي إِلَى أَنْ سَلَّمَ مَوْلَايَ ع فَقَالَ لِي يَا أَبَا الصَّلْتِ اصْعَدِ السَّطْحَ فَإِنَّكَ سَتَرَى امْرَأَةً بَغِيَّةً غَثَّةً رِثَّةً مُهَيِّجَةَ الْأَشْرَارِ مُتَّسِخَةَ الْأَطْمَارِ يُسَمِّيهَا أَهْلُ هَذِهِ الْكُورَةِ سُمَانَةَ لِغِبَاوَتِهَا وَ تَهَتُّكِهَا وَ قَدْ أَسْنَدَتْ مَكَانَ الرُّمْحِ إِلَى نَحْرِهَا قَصَباً وَ قَدْ شَدَّتْ وِقَايَةً لَهَا حَمْرَاءَ إِلَى طَرَفِهِ مَكَانَ اللِّوَاءِ فَهِيَ تَقُودُ جُيُوشَ الْقَاعَةِ 2886 وَ تَسُوقُ عَسَاكِرَ الطَّغَامِ 2887 إِلَى قَصْرِ الْمَأْمُونِ وَ مَنَازِلِ قُوَّادِهِ فَصَعِدْتُ السَّطْحَ فَلَمْ أَرَ إِلَّا نُفُوساً تُزَعْزَعُ 2888 بِالْعِصِيِّ وَ هَامَاتٍ 2889
تُرْضَخُ بِالْأَحْجَارِ وَ لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَأْمُونَ مُتَدَرِّعاً قَدْ بَرَزَ مِنْ قَصْرِ شَاهْجَانَ مُتَوَجِّهاً لِلْهَرَبِ فَمَا شَعَرْتُ إِلَّا بِشَاجِرْدِ الْحَجَّامِ قَدْ رَمَى مِنْ بَعْضِ أَعَالِي السُّطُوحِ بِلَبِنَةٍ 2890 ثَقِيلَةٍ فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الْمَأْمُونِ فَأُسْقِطَتْ بَيْضَتُهُ بَعْدَ أَنْ شُقَّتْ جِلْدُ هَامَتِهِ فَقَالَ لِقَاذِفِ اللَّبِنَةِ بَعْضُ مَنْ عَرَفَ الْمَأْمُونَ وَيْلَكَ هَذَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَسَمِعْتُ سُمَانَةَ تَقُولُ اسْكُتْ لَا أُمَّ لَكَ لَيْسَ هَذَا يَوْمَ التَّمَيُّزِ وَ الْمُحَابَاةِ وَ لَا يَوْمَ إِنْزَالِ النَّاسِ عَلَى طَبَقَاتِهِمْ فَلَوْ كَانَ هَذَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَمَا سَلَّطَ ذُكُورَ الْفُجَّارِ عَلَى فُرُوجِ الْأَبْكَارِ وَ طُرِدَ الْمَأْمُونُ وَ جُنُودُهُ أَسْوَأَ طَرْدٍ أَبْعَدَ إِذْلَالٍ وَ اسْتِخْفَافٍ شَدِيدٍ.
43 باب ذكر ما أنشد الرضا ع المأمون من الشعر في الحلم و السكوت عن الجاهل و ترك عتاب الصديق و في استجلاب العدو حتى يكون صديقا و في كتمان السر 2891
1- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْمُتَوَكِّلُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ الْكُلَيْنِيُّ وَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ وَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْوَرَّاقِ وَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الدَّقَّاقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ ره قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيُّ الْجَوَّانِيُّ عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ عَنْ رَجُلٍ ذَكَرَ اسْمَهُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع أَنَّ الْمَأْمُونَ قَالَ لَهُ هَلْ رَوَيْتَ مِنَ الشِّعْرِ شَيْئاً فَقَالَ قَدْ رَوَيْتُ مِنْهُ الْكَثِيرَ فَقَالَ أَنْشِدْنِي أَحْسَنَ مَا رَوَيْتَهُ فِي الْحِلْمِ فَقَالَ ع
إِذَا كَانَ دُونِي مَنْ بُلِيتُ بِجَهْلِهِ
أَبَيْتُ لِنَفْسِي أَنْ تُقَابِلَ بِالْجَهْلِ
وَ إِنْ كَانَ مِثْلِي فِي مَحَلِّي مِنَ النُّهَى
أَخَذْتُ بِحِلْمِي كَيْ أَجِلَّ عَنِ الْمِثْلِ
وَ إِنْ كُنْتُ أَدْنَى مِنْهُ فِي الْفَضْلِ وَ الْحِجَى
عَرَفْتُ لَهُ حَقَّ التَّقَدُّمِ وَ الْفَضْلِ
فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ مَا أَحْسَنَ هَذَا مَنْ قَالَهُ فَقَالَ بَعْضُ فِتْيَانِنَا قَالَ فَأَنْشِدْنِي أَحْسَنَ مَا رَوَيْتَهُ فِي السُّكُوتِ عَنِ الْجَاهِلِ وَ تَرْكِ عِتَابِ الصَّدِيقِ فَقَالَ ع
إِنِّي لَيَهْجُرُنِي الصَّدِيقُ تَجَنُّباً
فَأُرِيهِ أَنَّ لِهَجْرِهِ أَسْبَاباً
وَ أَرَاهُ إِنْ عَاتَبْتُهُ أَغْرَبْتُهُ
فَأَرَى لَهُ تَرْكَ الْعِتَابِ عِتَاباً
وَ إِذَا بُلِيتُ بِجَاهِلٍ مُتَحَكِّمٍ
يَجِدُ الْمُحَالَ مِنَ الْأُمُورِ صَوَاباً
أَوْلَيْتُهُ مِنِّي السُّكُوتَ وَ رُبَّمَا
كَانَ السُّكُوتُ عَنِ الْجَوَابِ جَوَاباً
فَقَالَ الْمَأْمُونُ مَا أَحْسَنَ هَذَا هَذَا مَنْ قَالَهُ فَقَالَ لِبَعْضِ فِتْيَانِنَا قَالَ فَأَنْشِدْنِي عَنْ أَحْسَنِ مَا رَوَيْتَهُ فِي اسْتِجْلَابِ الْعَدُوِّ حَتَّى يَكُونَ صَدِيقاً فَقَالَ ع
وَ ذِي غِلَّةٍ سالمة [سَالَمْتُهُ] فَقَهَرْتُهُ
فَأَوْقَرْتُهُ مِنِّي لِعَفْوِ التَّحَمُّلِ
وَ مَنْ لَا يُدَافِعُ سَيِّئَاتِ عَدُوِّهِ
بِإِحْسَانِهِ لَمْ يَأْخُذِ الطَّوْلَ مِنْ عَلُ
وَ لَمْ أَرَ فِي الْأَشْيَاءِ أَسْرَعَ مَهْلَكاً
لِغِمْرٍ 2892 قَدِيمٍ مِنْ وِدَادٍ مُعَجَّلٍ
فَقَالَ الْمَأْمُونُ مَا أَحْسَنَ هَذَا هَذَا مَنْ قَالَهُ فَقَالَ ع بَعْضُ فِتْيَانِنَا قَالَ فَأَنْشِدْنِي أَحْسَنَ مَا رَوَيْتَهُ فِي كِتْمَانِ السِّرِّ فَقَالَ ع
وَ إِنِّي لَأَنْسَى السِّرَّ كَيْ لَا أُذِيعَهُ
فَيَا مَنْ رَأَى سِرّاً يُصَانُ بِأَنْ يُنْسَى
مَخَافَةَ أَنْ يَجْرِيَ بِبَالِي ذِكْرُهُ
فَيَنْبِذَهُ قَلْبِي إِلَى مُلْتَوَى الْحَشَا
فَيُوشِكُ مَنْ لَمْ يُفْشِ سِرّاً وَ جَالَ فِي
خوَاطرِهِ أَنْ لَا يُطِيقَ لَهُ حَبْساً
فَقَالَ الْمَأْمُونُ إِذَا أَمَرْتَ أَنْ يُتَرِّبَ الْكِتَابَ كَيْفَ تَقُولُ قَالَ تَرِّبْ قَالَ فَمِنَ السَّحَا قَالَ سَحِّ قَالَ فَمِنَ الطِّينِ قَالَ طن [طَيِّنْ] قَالَ فَقَالَ الْمَأْمُونُ يَا غُلَامُ تَرِّبْ هَذَا الْكِتَابَ وَ سَحِّهِ وَ طنه [طَيِّنْهُ] وَ امْضِ بِهِ إِلَى الْفَضْلِ بْنِ سَهْلٍ وَ خُذْ لِأَبِي الْحَسَنِ ع ثَلَاثَمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه كان سبيل ما يقبله الرضا ع من المأمون سبيل ما كان يقبله النبي ص من الملوك و سبيل ما كان يقبله الحسن بن علي ع من معاوية و سبيل ما كان يقبله الأئمة من آبائه ع من الخلفاء و من كانت الدنيا كلها له فغلب عليها ثم أعطي بعضها فجائز له أن يأخذه و مما أنشده الرضا ع و تمثل به
2- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الدَّقَّاقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْكُوفِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ الْآدَمِيِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيِّ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي مُعَمَّرُ بْنُ خَلَّادٍ وَ جَمَاعَةٌ قَالُوا دَخَلْنَا
عَلَى الرِّضَا ع فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاكَ مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرَ الْوَجْهِ فَقَالَ ع إِنِّي بَقِيتُ لَيْلَتِي سَاهِراً مُتَفَكِّراً فِي قَوْلِ مَرْوَانِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ
أَنَّى يَكُونُ وَ لَيْسَ ذَاكَ بِكَائِنٍ
لِبَنِي الْبَنَاتِ وِرَاثَةُ الْأَعْمَامِ
ثُمَّ نِمْتُ فَإِذَا أَنَا بِقَائِلٍ قَدْ أَخَذَ بِعِضَادَةِ الْبَابِ وَ هُوَ يَقُولُ
أَنَّى يَكُونُ وَ لَيْسَ ذَاكَ بِكَائِنٍ
لِلْمُشْرِكِينَ دَعَائِمُ الْإِسْلَامِ
لِبَنِي الْبَنَاتِ نَصِيبُهُمْ مِنْ جَدِّهِمْ
وَ الْعَمُّ مَتْرُوكٌ بِغَيْرِ سِهَامٍ
مَا لِلطَّلِيقِ وَ لِلتُّرَاثِ وَ إِنَّمَا
سَجَدَ الطَّلِيقُ مَخَافَةَ الصَّمْصَامِ 2893 قَدْ كَانَ أَخْبَرَكَ الْقُرْآنُ بِفَضْلِهِ
فَمَضَى الْقَضَاءُ بِهِ مِنَ الْحُكَّامِ 2894 إِنَّ ابْنَ فَاطِمَةَ الْمُنَوَّهَ بِاسْمِهِ
حَازَ الْوِرَاثَةَ عَنْ بَنِي الْأَعْمَامِ
وَ بَقِيَ ابْنُ نَثْلَةَ وَاقِفاً مُتَرَدِّداً
يَبْكِي وَ يُسْعِدُهُ ذَوُو الْأَرْحَامِ
2895 .
3- حَدَّثَنَا أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا ع يَقُولُ
إِنَّكَ فِي دَارٍ لَهَا مُدَّةٌ
يُقْبَلُ فِيهَا عَمَلُ الْعَامِلِ
أَ لَا تَرَى الْمَوْتَ مُحِيطاً بِهَا
يُكْذَبُ فِيهَا أَمَلُ الْآمِلِ
تُعَجِّلُ الذَّنْبَ لِمَا تَشْتَهِي
وَ تَأْمُلُ التَّوْبَةَ فِي قَابِلٍ
وَ الْمَوْتُ يَأْتِي أَهْلَهُ بَغْتَةً
مَا ذَاكَ فِعْلَ الْحَازِمِ الْعَاقِلِ
.
4- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ 2896 بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَبَّازِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ كَاتِبُ أَبِي الْفَيَّاضِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَضَرْنَا مَجْلِسَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى ع فَشَكَا رَجُلٌ أَخَاهُ فَأَنْشَأَ يَقُولُ
أَعْذِرْ أَخَاكَ عَلَى ذُنُوبِهِ
وَ اسْتُرْ وَ غَطِّ عَلَى عُيُوبِهِ
وَ اصْبِرْ عَلَى بُهْتِ السَّفِيهِ
وَ لِلزَّمَانِ عَلَى خُطُوبِهِ
وَ دَعِ الْجَوَابَ تَفَضُّلًا
وَ كِلِ الظَّلُومَ إِلَى حَسِيبِهِ
2897 .
5- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ: أَنْشَدَنِي الرِّضَا ع لِعَبْدِ الْمُطَّلِبِ
يَعِيبُ النَّاسُ كُلُّهُمْ زَمَاناً
وَ مَا لِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا
نَعِيبُ زَمَانَنَا وَ الْعَيْبُ فِينَا
وَ لَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ بِنَا هَجَانَا
وَ إِنَّ الذِّئْبَ يَتْرُكُ لَحْمَ ذِئْبٍ
وَ يَأْكُلُ بَعْضُنَا بَعْضاً عِيَاناً
لَبِسْنَا لِلْخِدَاعِ مُسُوكَ طِيبٍ
وَ وَيْلٌ لِلْغَرِيبِ إِذَا أَتَانَا
.
6- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَدَوِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرُّمَّانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ع عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع يَقُولُ
خُلِقَتِ الْخَلَائِقُ فِي قُدْرَةٍ
فَمِنْهُمْ سَخِيٌّ وَ مِنْهُمْ بَخِيلٌ
فَأَمَّا السَّخِيُّ فَفِي رَاحَةٍ
وَ أَمَّا الْبَخِيلُ فَشُومٌ طَوِيلٌ
.
7- حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَبَّادٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَمِّي قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا ع يَوْماً يُنْشِدُ وَ قَلِيلًا مَا كَانَ يُنْشِدُ شِعْراً
كُلُّنَا نَأْمُلُ مَدّاً فِي الْأَجَلِ
وَ الْمَنَايَا هُنَّ آفَاتُ الْأَمَلِ
لَا تَغُرَّنَّكَ أَبَاطِيلُ الْمُنَى
وَ الْزَمِ الْقَصْدَ وَ دَعْ عَنْكَ الْعِلَلَ 2898 إِنَّمَا الدُّنْيَا كَظِلٍّ زَائِلٍ
حَلَّ فِيهِ رَاكِبٌ ثُمَّ رَحَلَ
فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا أَعَزَّ اللَّهُ الْأَمِيرَ فَقَالَ لِعِرَاقِيٍّ لَكُمْ قُلْتُ أَنْشَدَنِيهِ أَبُو الْعَتَاهِيَةِ لِنَفْسِهِ فَقَالَ هَاتِ اسْمَهُ وَ دَعْ عَنْكَ هَذَا إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى يَقُولُ وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ 2899
وَ لَعَلَّ الرَّجُلَ يَكْرَهُ هَذَا.
8- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمَدَانِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ قَالَ: بَعَثَ الْمَأْمُونُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع جَارِيَةً فَلَمَّا أُدْخِلَتْ إِلَيْهِ اشْمَأَزَّتْ مِنَ الشَّيْبِ فَلَمَّا رَأَى كَرَاهِيَتَهَا رَدَّهَا إِلَى الْمَأْمُونِ وَ كَتَبَ إِلَيْهِ بِهَذَا الْأَبْيَاتِ شِعْراً
نَعَى نَفْسِي إِلَى نَفْسِي الْمَشِيبُ
وَ عِنْدَ الشَّيْبِ يَتَّعِظُ اللَّبِيبُ
فَقَدْ وَلَّى الشَّبَابُ إِلَى مَدَاهُ
فَلَسْتُ أَرَى مَوَاضِعَهُ يَئُوبُ
سَأَبْكِيهِ وَ أَنْدُبُهُ طَوِيلًا
وَ أَدْعُوهُ إِلَيَّ عَسَى يُجِيبُ
وَ هَيْهَاتَ الَّذِي قَدْ فَاتَ عَنِّي 2900
تُمَنِّينِي 2901 بِهِ النَّفْسُ الْكَذُوبُ
وَ رَاعَ الْغَانِيَاتِ بَيَاضُ رَأْسِي
وَ مَنْ مُدَّ الْبَقَاءُ لَهُ يَشِيبُ
أَرَى الْبِيضَ الْحِسَانَ يجدف [يَحِدْنَ] عَنِّي
وَ فِي هِجْرَانِهِنَّ لَنَا نَصِيبٌ
فَإِنْ يَكُنِ الشَّبَابُ مَضَى حَبِيباً
فَإِنَّ الشَّيْبَ أَيْضاً لِي حَبِيبٌ
سَأَصْحَبُهُ بِتَقْوَى اللَّهِ حَتَّى
يُفَرِّقَ بَيْنَنَا الْأَجَلُ الْقَرِيبُ
.
9- حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو ذَكْوَانَ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: كَانَ الرِّضَا ع يُنْشِدُ كَثِيراً
إِذَا كُنْتَ فِي خَيْرٍ فَلَا تَغْتَرِرْ بِهِ
وَ لَكِنْ قُلِ اللَّهُمَّ سَلِّمْ وَ تَمِّمْ
.
44 باب في ذكر أخلاق الرضا ع الكريمة و وصف عبادته 2902
1- حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ بِنَيْسَابُورَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَ خَمْسِينَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي عَبَّادٍ قَالَ: كَانَ جُلُوسُ الرِّضَا ع فِي الصَّيْفِ عَلَى حَصِيرٍ وَ فِي الشِّتَاءِ عَلَى مِسْحٍ 2903 وَ لُبْسُهُ الْغَلِيظَ مِنَ الثِّيَابِ حَتَّى إِذَا بَرَزَ لِلنَّاسِ تَزَيَّنَ لَهُمْ.
2- حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَبَلَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرِّضَا ع عَنْ أَبِيهِ ع أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ع كَانَ يَقُولُ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَسْأَلُنِي الْحَاجَةَ فَأُبَادِرُ بِقَضَائِهَا مَخَافَةَ أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا فَلَا يَجِدَ لَهَا مَوْقِعاً إِذَا جَاءَتْهُ.
3- حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصَّوْلِيُّ قَالَ حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أُمُّ أَبِي وَ اسْمُهَا عُذْرٌ 2904 قَالَتْ اشْتُرِيتُ مَعَ عِدَّةِ جَوَارٍ مِنَ الْكُوفَةِ وَ كُنْتُ مِنْ مُوَلَّدَاتِهَا قَالَتْ فَحُمِلْنَا إِلَى الْمَأْمُونِ فَكُنَّا فِي دَارِهِ فِي جَنَّةٍ مِنَ الْأَكْلِ وَ الشُّرْبِ وَ الطِّيبِ وَ كَثْرَةِ الدَّنَانِيرِ فَوَهَبَنِي الْمَأْمُونُ لِلرِّضَا ع فَلَمَّا صِرْتُ فِي دَارِهِ فَقَدْتُ جَمِيعَ مَا كُنْتُ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ وَ كَانَتْ عَلَيْنَا قَيِّمَةٌ تُنَبِّهُنَا مِنَ اللَّيْلِ وَ تَأْخُذُنَا بِالصَّلَاةِ وَ كَانَ ذَلِكَ مِنْ أَشَدِّ شَيْءٍ عَلَيْنَا فَكُنْتُ أَتَمَنَّى الْخُرُوجَ مِنْ دَارِهِ إِلَى أَنْ وَهَبَنِي لِجَدِّكَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى مَنْزِلِهِ كُنْتُ كَأَنِّي قَدْ أُدْخِلْتُ الْجَنَّةَ قَالَ الصَّوْلِيُّ وَ مَا رَأَيْتُ امْرَأَةً قَطُّ أَتَمَّ مِنْ جَدَّتِي هَذِهِ عَقْلًا وَ لَا أَسْخَى كَفّاً وَ تُوُفِّيَتْ سَنَةَ سَبْعِينَ وَ مِائَتَيْنِ وَ لَهَا نَحْوُ مِائَةِ سَنَةٍ وَ كَانَتْ تُسْأَلُ عَنْ أَمْرِ الرِّضَا ع كَثِيراً فَتَقُولُ مَا أَذْكُرُ مِنْهُ شَيْئاً إِلَّا أَنِّي كُنْتُ أَرَاهُ يَتَبَخَّرُ بِالْعُودِ الْهِنْدِيِّ السَّنِيِ 2905 وَ يَسْتَعْمِلُ بَعْدَهُ مَاءَ وَرْدٍ وَ مِسْكاً وَ كَانَ ع إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ وَ كَانَ يُصَلِّيهَا فِي أَوَّلِ وَقْتٍ ثُمَّ يَسْجُدُ فَلَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى أَنْ تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ ثُمَّ يَقُومُ فَيَجْلِسُ لِلنَّاسِ أَوْ يَرْكَبُ وَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ فِي دَارِهِ كَانَتْ مَا كَانَ إِنَّمَا يَتَكَلَّمُ النَّاسُ قَلِيلًا قَلِيلًا وَ كَانَ جَدِّي عَبْدُ اللَّهِ يَتَبَرَّكُ بِجَدَّتِي هَذِهِ فَدَبَّرَهَا يَوْمَ وُهِبَتْ لَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ خَالُهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْأَخْنَفِ الْحَنَفِيُّ الشَّاعِرُ فَأَعْجَبَتْهُ فَقَالَ لِجَدِّي هَبْ لِي هَذِهِ الْجَارِيَةَ قَالَ هِيَ مُدَبَّرَةٌ فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْأَخْنَفُ 2906
أيا [يَا] غدر [عُذْرُ] زُيِّنَ بِاسْمِكِ الغدر [الْعُذْرُ ]
وَ أَسَاءَ لَا يُحْسِنُ بِكِ الدَّهْرُ