کتابخانه روایات شیعه
[مقدمات التحقيق]
تمتاز هذه الطبعة عمّا سبقها بتعاليق قيّمة فيها فوائد جمّة، و توضيح ما فيه من مشكل اللّغة و بيان ما يحتاج إليها الباحث في درك المغزى من دقائق و رقائق، و تراجم أناس ينبغي أن يقف القارئ عليها.
10 ع 1- 1379 ق 22 شهريور- 1338 ش
الاهداء
من الواجب الضروريّ إهداء هذا المشروع إلى مؤلّفه العبقريّ بما أنّه في الرّعيل الأوّل من حماة الشريعة، و حملة الحديث، و أركان الامّة، و الجاهدين في سبيل رقيّها و تقدّمها، الّذين كشحوا الظلمات عن مسار حياتنا بما ألّفوا، و كشفوا الدّياجير من أمام أرجلنا بما صنّفوا «رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ».
فإليك يا فخر الشيعة و محيي آثارها، و يا فقيه الطائفة و فقيد أسرتها نهدي هذا العمل الخالص إجلالا لشأنك المنيع، و إعلاء لمجدك الباذخ، و روحانيّتك المقدّسة، و إبقاء لعظمتك السامية، و شخصيّتك المثلى، و تآليفك القيّمة، و حقيق بك أن نقول أنّ حقائق آل العصمة تجلّت على مرآة نفسك الطاهرة فانعكس ضياؤها على تصانيفك فكانت للامّة هدى و نورا منذ عهدك الزّاهي إلى يومنا الحاضر الّذي مرّ ألف عام من كارثة فقدانك المفجع، فنسأل اللّه الّذي حباك نعمه أن يسبل عليك شآبيب رحمته و يسكنك بحبوحة جنّته.
الغفارى 1379 ه- ق
كلمة المصحح
نحمدك اللّهمّ على ما أرشدتنا إلى صراطك الأقوم، و هديتنا إلى سبيلك بنبيّك الأكرم، و غرست في قلوبنا محبّة العترة الطاهرة و الشجرة الطيّبة الّتي أصلها ثابت و فرعها في السماء، و أمرتنا باتّباعهم، و وفّقتنا لطاعتهم، و أنقذتنا بهم من شفا جرف الهلكات و أخرجتنا بنورهم من الظلمات، هداة الأبرار، و نور الأخيار، الّذين أعلنوا دعوتك، و بيّنوا فرائضك، و أقاموا حدودك، و نشروا أحكامك، الّذين يبلّغون رسالاتك و لا يخشون أحدا إلّا إيّاك، فصلواتك على نبيّك و عليهم أجمعين.
أما بعد فإنّي منذ عهدي بالكتاب أتمنّى أن أقوم بنشر بعض آثار شيخنا الصدوق- رحمه اللّه- فانتخبت منها على كثرتها هذا الأثر النفيس و ذلك لأهميّة موضوعه بين كتبه، لأنّه في بيان غرائب الأحاديث و مشكلات الأخبار عن لسان أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، و كأنّه بمنزلة القاموس في فهم كلماتهم، و معاني ألفاظهم، و مغازي أخبارهم، و هو ممّا لم يسمح الدّهر بمثله، و لم ينسج على منواله، و لا حرّر على شاكلته و مثاله، و قلّ ما توجد فوائده في غيره. فصمّمت- و للّه الحمد- على الشروع، و قمت بإخراجه و تصحيحه و تبيينه، و أعددته للطبع، لكن كثرة المشاغل عاقتني عن ذلك حتّى آل الأمر إلى أن جمع اللّه تعالى بيني و بين الأخ الألمعيّ و الفاضل اللّوذعي (مؤسّس المكتبة الحجّتيّة) الحاجّ الشيخ مهديّ الحائري- دام علاه- بمدينة قم المشرّفة، فجرى بيننا الكلام من نواحي شتّى حتّى استفسر عن مطبوعاتنا الحديثة و ما مهّدناه للطبع، فأخبرته بالكتاب فراقه ذلك و أعجبه، فحثّني على القيام بشأنه و شوّقني إلى إبرازه، فلبّيت من غير تأخير رغبته، و هيّأت بتوفيق اللّه أسباب الطبع و أهبته، و شرعت في المقصود، و لم آل جهدا في الترقين و لم افرّط سعيا في التبيين، و إنّي معترف بأنّ الّذي خلق من عجل لا يسلم من الخطأ و الزّلل، فخرج الكتاب- بحول اللّه و طوله- بحيث يروق مظهره كلّ محدّث دينيّ يطلب فهم حقائق كلمات الأئمّة عليهم السّلام. و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء و اللّه ذو الفضل العظيم.
ثمّ كان من الواجب عليّ أن أشكر جميل مساعي زميلي المحترم البارع المفضال الشيخ محمّد تقيّ اليزديّ المشتهر به «مصباح الهدى» أدام اللّه إفضاله و كثّر أمثاله، حيث عاضدني بإحياء قسم كبير من هذا التراث الدينيّ العلميّ الأدبيّ فأبان من الكتاب ما أشكل فهمه على الطالب و أوضح منه ما احتاج إليه الباحث، و ذلك و إن كان في باكورة أعماله و زهرة ربيعه و أوّل نفحاته، لكن يرى الباحث في تضاعيف الصفحات دروسا راقية، و آراء علميّة كلّها تعرب عن تعمّقه في الأبحاث، و تدبّره في الكلام، و حسن تيسيره في إيضاح المشاكل و دقّته في الاستنباط، و هذا هو المشاهد لمن سبر غور الكتاب و طاف طوره، فرمزت إلى تعاليقه ب (م) شاكرا له مثنيا عليه.
و قد اطّلع على موسوعتنا هذه الشيخ المتتبّع الخبير، و الناقد المتضلّع البصير، الشيخ عبد الرحيم الربّانيّ الشيرازيّ نزيل قمّ المشرّفة فشكر هذا المشروع و قدّر هذا المجهود و رأى أن يرسل إلينا كلمة موجزة في عبقريّة المؤلّف و تاريخ حياته و تآليفه و مشايخه و تلاميذه، و رحلاته في الأقطار و الأمصار و العواصم الإسلاميّة، و مناظراته مع علماء المخالفين، فتفضّل بإرسالها مع كثرة ما يشغله عنها، و هي على إيجازها تعرب عن مكانة الشيخ في الثقافة و علوّ مقامه في التحقيق، و تبحّره في الفنّ، و براعته في الدّراية، و معرفته بالرّجال، فزيّنا الكتاب بمقاله تقديرا لسعيه و إكبارا لمقامه.
على أكبر الغفارى
(النسخ التي كانت عندنا حين التصحيح)
1- نسخة مخطوطة صحّحها و قابلها محمّد بن محمّد محسن بن مرتضى المدعوّ بعلم الهدى. تاريخها شهر رجب المرجّب سنة ثلاث و سبعين بعد الألف من الهجرة النبويّة، تقع في 410 صحيفة، بقطع 27 في 15 سانتيمترا، في كلّ صفحة 19 سطرا، طول كلّ سطر 5/ 8 سانتيمترا.
تفضّل بإرسالها الأستاذ العلّامة السيّد محمّد حسين الطباطبائي التبريزيّ- أبقاه اللّه سيفا صارما و منارا للحقّ- نزيل قم المشرّفة.
2- نسخة مخطوطة مصحّحة لخزانة كتب العلّامة النسّابة الآية الحجّة السيّد شهاب الدّين النجفيّ المرعشيّ- دامت بركاته- لم يؤرّخها كاتبها لكن هي ضميمة مع أمالي الصدوق- رحمه اللّه- و أرّخ الأماليّ هكذا: تمّت النسخة في العشر الأوّل من ربيع الأوّل من السنة السابعة و الثمانين بعد المائتين و الألف، تقع في 168 صحيفة، بقطع 5/ 21 في 5/ 11 سانتيمترا، في كلّ صفحة 31 سطرا، طول كلّ سطر 5/ 6 سانتيمترا.
3- نسخة مطبوعة مع كتاب علل الشرائع سنة 1299 ه.
4- نسخة مطبوعة مع العلل أيضا سنة 1311 ه.