کتابخانه روایات شیعه
[21] باب الاعتقاد في الشفاعة
قال الشيخ- رحمه اللّه- اعتقادنا في الشفاعة أنّها لمن ارتضى اللّه دينه من أهل الكبائر و الصغائر، فأمّا التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة.
وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِشَفَاعَتِي فَلَا أَنَالَهُ اللَّهُ شَفَاعَتِي» 203 .
وَ قَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «لَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ» 204 .
و الشفاعة للأنبياء و الأوصياء و المؤمنين و الملائكة.
و في المؤمنين من يشفع في مثل ربيعة و مضر، و أقل المؤمنين 205 شفاعة من يشفع لثلاثين إنسانا.
و الشفاعة لا تكون لأهل الشك و الشرك، و لا لأهل الكفر و الجحود، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد.
[22] باب الاعتقاد في الوعد و الوعيد
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في الوعد و الوعيد أنّ من وعده اللّه على عمل ثوابا فهو منجزه له، و من أوعده 206 على عمل عقابا فهو فيه بالخيار، فإن عذّبه فبعدله، و إن عفا عنه فبفضله 207 ، و ما اللّه بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ* .
و قد قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ* 208 .
[23] باب الاعتقاد فيما يكتب على العبد
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في ذلك انّه ما من عبد إلّا و له 209 ملكان موكلان به يكتبان عليه 210 جميع أعماله.
و من همّ بحسنة و لم يعملها كتب له حسنة، فإن عملها كتب له عشر حسنات. و إن همّ بسيّئة لم تكتب عليه 211 حتى يعملها، فإن عملها 212 كتب عليه سيّئة واحدة.
و الملكان يكتبان على العبد كل شيء حتى النفخ في الرماد 213 .
قال تعالى: وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ 214 .
وَ مَرَّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- بِرَجُلٍ وَ هُوَ يَتَكَلَّمُ بِفُضُولِ الْكَلَامِ، فَقَالَ:
«يَا هَذَا، إِنَّكَ تُمْلِي عَلَى مَلَكَيْكَ كِتَاباً إِلَى رَبِّكَ، فَتَكَلَّمْ بِمَا يَعْنِيكَ، وَ دَعْ مَا لَا
يَعْنِيكَ» 215 .
وَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : «لَا يَزَالُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ يُكْتَبُ مُحْسِناً مَا دَامَ سَاكِتاً، فَإِذَا تَكَلَّمَ كُتِبَ إِمَّا مُحْسِناً أَوْ مُسِيئاً» 216 .
و موضع الملكين من ابن آدم الترقوتان 217 . صاحب اليمين يكتب الحسنات، و صاحب الشمال يكتب السيّئات. و ملكا النهار يكتبان عمل العبد بالنهار، و ملكا الليل يكتبان عمل الليل.
[24] باب الاعتقاد في العدل
قال الشيخ أبو جعفر- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا انّ اللّه تبارك و تعالى أمرنا بالعدل، و عاملنا بما هو فوقه، و هو التفضّل، و ذلك انّه عزّ و جلّ يقول: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ 218 .
و العدل 219 هو أن يثيب على الحسنة، و يعاقب على السيّئة.
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ 220 إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ».
[25] باب الاعتقاد في الأعراف
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في الأعراف أنّه سور بين الجنّة و النّار، عليه رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ 221 و الرجال هم النبيّ و أوصياؤه- عليهم السّلام-.
لا يدخل الجنّة إلّا من عرفهم و عرفوه، و لا يدخل النّار إلّا من أنكرهم و أنكروه.
و عند الأعراف المرجون لِأَمْرِ اللَّهِ، إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ، وَ إِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ .
[26] باب الاعتقاد في الصراط
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في الصراط أنّه حق، و أنّه جسر جهنّم، و أنّ عليه ممرّ جميع الخلق.
قال تعالى: وَ إِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا 222 .
و الصراط في وجه آخر اسم حجج اللّه، فمن عرفهم في الدنيا و أطاعهم أعطاه اللّه جوازا على الصراط الذي هو جسر جهنّم يوم القيامة 223 .
وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِعَلِيٍّ: «يَا عَلِيُّ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَقْعُدُ أَنَا وَ أَنْتَ وَ جَبْرَئِيلُ عَلَى الصِّرَاطِ، فَلَا يَجُوزُ عَلَى الصِّرَاطِ إِلَّا مَنْ كَانَتْ مَعَهُ بَرَاءَةٌ بِوَلَايَتِكَ» 224 .
[27] باب الاعتقاد في العقبات التي على طريق المحشر
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في ذلك أنّ هذه العقبات اسم كل عقبة منها على حدة اسم فرض 225 ، أو أمر، أو نهي.
فمتى انتهى الإنسان إلى عقبة اسمها فرض، و كان قد قصّر في ذلك الفرض، حبس عندها و طولب بحق اللّه فيها.
فإن خرج منه بعمل صالح قدّمه 226 أو برحمة تداركه، نجا منها إلى عقبة اخرى. فلا يزال يدفع من عقبة إلى عقبة، و يحبس عند كل عقبة، فيسأل عمّا قصر فيه من معنى اسمها.
فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء، فحيي حياة لا موت فيها أبدا، و سعد سعادة لا شقاوة معها أبدا، و سكن 227 جوار اللّه مع أنبيائه و حججه وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ من عباده.
و إن حبس على عقبة فطولب بحق قصّر فيه، فلم ينجه عمل صالح قدّمه، و لا أدركته من اللّه عزّ و جلّ رحمة، زلت به قدمه عن العقبة فهوى في 228 جهنّم نعوذ باللّه منها.
و هذه العقبات كلّها على الصراط.
اسم عقبة منها: الولاية، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين و الأئمّة من بعده- عليهم السّلام-، فمن أتى بها نجا و جاز 229 ، و من لم يأت بها بقي فهوى 230 ، و ذلك قوله تعالى: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ 231 .
و اسم عقبة منها: المرصاد، و ذلك قوله تعالى 232 : إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ 233 .
وَ يَقُولُ تَعَالَى : «وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا يَجُوزُنِي ظُلْمُ ظَالِمٍ».
و اسم عقبة منها: الرحم.
و اسم عقبة منها: الامانة.
و اسم عقبة منها: الصلاة.