کتابخانه روایات شیعه
[30] باب الاعتقاد في كيفيّة نزول الوحي من عند اللّه بالكتب في الأمر و النهي
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في ذلك أنّ بين عيني اسرافيل لوحا، فإذا أراد اللّه تعالى أن يتكلّم بالوحي ضرب اللوح جبين اسرافيل، فينظر 287 فيه فيقرأ ما فيه، فيلقيه إلى ميكائيل، و يلقيه ميكائيل إلى جبرئيل، فيلقيه جبرئيل إلى الأنبياء.
و أمّا الغشوة التي كانت تأخذ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فإنّها كانت تكون عند مخاطبة اللّه إيّاه حتى يثقل و يعرق 288 .
و أمّا جبرئيل فإنّه كان لا يدخل عليه حتى يستأذنه إكراما له، و كان يقعد بين يديه قعدة العبد 289 .
[31] باب الاعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر 290
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في ذلك أنّ القرآن نزل في شهر رمضان في ليلة القدر جملة واحدة إلى البيت المعمور 291 ثمّ نزل من البيت المعمور في مدّة عشرين سنة 292 و أنّ اللّه عزّ و جلّ أعطى نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم العلم جملة 293 .
و قال له: وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً 294 .
و قال تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ 295 .
[32] باب الاعتقاد في القرآن
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في القرآن أنّه كلام اللّه، و وحيه، و تنزيله، و قوله، و كتابه.
و أنّه لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ 296 .
و أنّه القصص الحق 297 . و أنّه قول فَصْلٌ، وَ ما هُوَ بِالْهَزْلِ 298 .
و أنّ اللّه تعالى محدثه، و منزله، و حافظه، و ربّه 299 .
[33] باب الاعتقاد في مبلغ القرآن
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا أنّ القرآن الذي أنزله اللّه تعالى على نبيّه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هو ما بين الدفّتين، و هو ما في أيدي الناس، ليس بأكثر من ذلك، و مبلغ سوره عند الناس مائة و أربع عشرة سورة.
و عندنا أنّ الضحى و ألم نشرح سورة واحدة، و لإيلاف و أ لم تر كيف سورة واحدة 300 .
و من نسب إلينا أنّا نقول إنّه أكثر من ذلك فهو كاذب.
و ما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن، و ثواب من ختم القرآن كلّه 301 ، و جواز قراءة سورتين في ركعة نافلة، و النهي عن القران بين سورتين في ركعة فريضة، تصديق لما قلناه في أمر القرآن و أنّ مبلغه ما في أيدي الناس.
و كذلك ما روي من النهي عن قراءة القرآن كلّه في ليلة واحدة، و أنّه لا يجوز أن يختم في أقل من ثلاثة أيام، تصديق لما قلناه أيضا 302 .
بل نقول: إنّه قد نزل الوحي الذي ليس بقرآن، ما لو جمع إلى القرآن لكان
مبلغه مقدار سبعة عشر ألف آية.
و ذلك مثل
قَوْلِ جَبْرَئِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لَكَ: يَا مُحَمَّدُ، دَارِ خَلْقِي» 303 .
و مثل
قَوْلِهِ: «اتَّقِ شَحْنَاءَ النَّاسِ وَ عَدَاوَتَهُمْ» 304 .
و مثل
قَوْلِهِ: «عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، وَ أَحْبِبْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ، وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مُلَاقِيهِ. وَ شَرَفُ الْمُؤْمِنِ صَلَاتُهُ بِاللَّيْلِ، وَ عِزُّهُ كَفُّ الْأَذَى عَنِ النَّاسِ» 305 .
و مثل
قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «مَا زَالَ جَبْرَئِيلُ يُوصِينِي بِالسِّوَاكِ حَتَّى خِفْتُ أَنْ أُدْرِدَ وَ أحفر [أُحْفِيَ] 306 ، وَ مَا زَالَ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ، وَ مَا زَالَ يُوصِينِي بِالْمَرْأَةِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي طَلَاقُهَا، وَ مَا زَالَ يُوصِينِي بِالْمَمْلُوكِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَضْرِبُ لَهُ أَجَلًا يُعْتَقُ بِهِ» 307 .
و مثل
قَوْلِ جَبْرَئِيلَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حِينَ فَرَغَ مِنْ غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ: «يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ أَنْ لَا تُصَلِّيَ الْعَصْرَ إِلَّا بِبَنِي قُرَيْظَةَ»
. و مثل
قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «أَمَرَنِي رَبِّي بِمُدَارَاةِ النَّاسِ كَمَا أَمَرَنِي بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ» 308
و مثل
قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ أُمِرْنَا أَنْ لَا نُكَلِّمَ النَّاسَ إِلَّا بِمِقْدَارِ عُقُولِهِمْ» 309 .
و مثل
قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي مِنْ قِبَلِ رَبِّي بِأَمْرٍ قَرَّتْ بِهِ عَيْنِي، وَ فَرِحَ بِهِ صَدْرِي وَ قَلْبِي، يَقُولُ: إِنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ».
و مثل
قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «نَزَلَ عَلَيَّ جَبْرَئِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ زَوَّجَ فَاطِمَةَ عَلِيّاً مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ، وَ أَشْهَدَ عَلَى ذَلِكَ خِيَارَ مَلَائِكَتِهِ، فَزَوِّجْهَا مِنْهُ فِي الْأَرْضِ، وَ أَشْهِدْ عَلَى ذَلِكَ خِيَارَ أُمَّتِكَ».
و مثل هذا 310 كثير، كلّه وحي ليس بقرآن، و لو كان قرآنا لكان مقرونا به، و موصلا إليه غير مفصول عنه 311 كما كان
أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- جَمَعَهُ، فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِهِ قَالَ: «هَذَا كِتَابُ رَبِّكُمْ كَمَا أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّكُمْ، لَمْ يَزِدْ فِيهِ حَرْفٌ، وَ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ حَرْفٌ».
فَقَالُوا: لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ، عِنْدَنَا مِثْلُ الَّذِي عِنْدَكَ. فَانْصَرَفَ وَ هُوَ يَقُولُ:
فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ 312 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ: «الْقُرْآنُ وَاحِدٌ، نَزَلَ مِنْ عِنْدِ وَاحِدٍ عَلَى وَاحِدٍ، وَ إِنَّمَا الِاخْتِلَافُ مِنْ جِهَةِ الرُّوَاةِ» 313 .
و كلّ ما كان في القرآن مثل قوله: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ 314 و مثل قوله تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ 315 و مثل قوله تعالى: وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلًا إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ 316 و ما أشبه ذلك، فاعتقادنا فيه أنّه نزل على 317 إيّاك أعني و اسمعي يا جارة.
و كلّ ما كان في القرآن «أو» فصاحبه فيه بالخيار.
و كلّ ما كان في القرآن: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* فهو في التوراة: يا أيّها المساكين.
و ما من آية أوّلها: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا* إلّا ابن أبي طالب قائدها، و أميرها، و شريفها، و أوّلها.
و ما من آية تسوق 318 إلى الجنّة إلّا و هي في النبيّ و الأئمّة- عليهم السّلام-، و في أشياعهم و أتباعهم.
و ما من آية تسوق 319 إلى النّار إلّا و هي في أعدائهم و المخالفين لهم.