کتابخانه روایات شیعه
وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيُّ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- قَتَلَهُ الْمُعْتَمِدُ 374 بِالسَّمِّ.
و اعتقادنا في ذلك أنّه جرى عليهم على الحقيقة، و أنّه ما شبّه للناس أمرهم كما يزعمه من يتجاوز الحدّ فيهم 375 ، بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة و الصحة، لا على الحسبان و الخيلولة، و لا على الشك و الشبهة. فمن زعم أنّهم شبّهوا، أو واحد منهم، فليس من ديننا على شيء، و نحن منه برآء.
و قد أخبر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم- و الأئمة- عليهم السّلام- أنّهم مقتولون، فمن قال إنّهم لم يقتلوا فقد كذّبهم، و من كذّبهم فقد كذّب اللّه و كفر به و خرج من الإسلام، وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ 376 .
وَ كَانَ الرِّضَا- عَلَيْهِ السَّلَامُ- يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الْحَوْلِ وَ الْقُوَّةِ، فَلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ 377 .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الَّذِينَ ادَّعَوْا لَنَا مَا لَيْسَ لَنَا بِحَقٍّ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا فِينَا مَا لَمْ نَقُلْهُ فِي أَنْفُسِنَا.
اللَّهُمَّ لَكَ الْخَلْقُ 378 وَ مِنْكَ الْأَمْرُ، وَ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ .
اللَّهُمَّ أَنْتَ خَالِقُنَا وَ خَالِقُ آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ وَ آبَائِنَا الْآخِرِينَ.
اللَّهُمَّ لَا تَلِيقُ الرُّبُوبِيَّةُ إِلَّا بِكَ، وَ لَا تَصْلُحُ الْإِلَهِيَّةُ إِلَّا لَكَ، فَالْعَنِ النَّصَارَى الَّذِينَ صَغَّرُوا عَظَمَتَكَ، وَ الْعَنِ الْمُضَاهِينَ لِقَوْلِهِمْ مِنْ بَرِيَّتِكَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا عَبِيدُكَ وَ أَبْنَاءُ عَبِيدِكَ، لَا نَمْلِكُ لِأَنْفُسِنَا ضَرّاً وَ لَا نَفْعاً وَ لَا مَوْتاً وَ لَا حَيَاةً وَ لَا نُشُوراً.
اللَّهُمَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّنَا أَرْبَابٌ فَنَحْنُ إِلَيْكَ مِنْهُ بِرَاءٌ، وَ مَنْ زَعَمَ أَنَّ إِلَيْنَا الْخَلْقَ وَ عَلَيْنَا الرِّزْقَ فَنَحْنُ إِلَيْكَ 379 مِنْهُ بِرَاءٌ كَبَرَاءَةِ عِيسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ- مِنَ النَّصَارَى.
اللَّهُمَّ إِنَّا لَمْ نَدْعُهُمْ إِلَى مَا يَزْعُمُونَ، فَلَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا يَقُولُونَ وَ اغْفِرْ لَنَا مَا يَزْعُمُونَ 380 .
. وَ رُوِيَ عَنْ زُرَارَةَ أَنَّهُ قَالَ قُلْتُ لِلصَّادِقِ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: إِنَّ رَجُلًا مِنْ وُلْدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبَأٍ يَقُولُ بِالتَّفْوِيضِ، قَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «وَ مَا التَّفْوِيضُ»؟ قُلْتُ: يَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ عَلِيّاً- عَلَيْهِ السَّلَامُ- ثُمَّ فَوَّضَ الْأَمْرَ 382 إِلَيْهِمَا، فَخَلَقَا، وَ رَزَقَا، وَ أَحْيَيَا، وَ أَمَاتَا.
فَقَالَ: «كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِ فَاقْرَأْ عَلَيْهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي سُورَةِ الرَّعْدِ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ 383 . فَانْصَرَفْتُ إِلَى الرَّجُلِ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- 384 فَكَأَنَّمَا أَلْقَمْتُهُ حَجَراً، أَوْ قَالَ: فَكَأَنَّمَا خَرِسَ.
و قد فوّض اللّه تعالى إلى نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمر دينه، فقال: وَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا 385 و قد فوّض ذلك إلى الأئمّة- عليهم السّلام-.
و علامة المفوضة و الغلاة و أصنافهم نسبتهم 386 مشايخ قم و علماءهم إلى القول بالتقصير.
و علامة الحلاجية من الغلاة دعوى التجلّي 387 بالعبادة مع تديّنهم 388 بترك الصلاة و جميع الفرائض، و دعوى المعرفة بأسماء اللّه العظمى، و دعوى اتباع الجنّ 389 لهم، و أنّ الولي إذا خلص و عرف مذهبهم فهو عندهم أفضل من الأنبياء- عليهم السّلام-.
و من علاماتهم أيضا دعوى علم الكيمياء و لا يعلمون منه 390 إلّا الدغل و تنفيق الشبه و الرصاص على المسلمين 391 .
[38] باب الاعتقاد في الظالمين
قال الشيخ- رحمه اللّه-: اعتقادنا فيهم أنّهم ملعونون، و البراءة منهم واجبة.
قال اللّه تعالى: وَ ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ* 392 .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: إِنَّ سَبِيلَ اللَّهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-.
و الأئمّة في كتاب اللّه تعالى إمامان 394 : إمام هدى 395 ، و إمام ضلالة.
قال اللّه تعالى: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا 396 .
و قال اللّه تعالى: وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ لا يُنْصَرُونَ وَ أَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ 397 . 398
و لمّا نزلت هذه الآية وَ اتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً 399
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «مَنْ ظَلَمَ عَلِيّاً مَقْعَدِي هَذَا بَعْدَ وَفَاتِي، فَكَأَنَّمَا جَحَدَ نُبُوَّتِي وَ نُبُوَّةَ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي»
. و من تولّى ظالما فهو ظالم.
قال اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ 400 .
و قال تعالى: وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 401 .
و قال تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ 402 .
و قال تعالى: وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ 404 .
و الظلم وضع الشيء في غير موضعه، فمن ادّعى الإمامة و ليس بإمام فهو ظالم ملعون، و من وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون.
وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «مَنْ جَحَدَ عَلِيّاً إِمَامَتَهُ بَعْدِي فَقَدْ جَحَدَ نُبُوَّتِي، وَ مَنْ جَحَدَ نُبُوَّتِي فَقَدْ جَحَدَ اللَّهَ رُبُوبِيَّتَهُ» 405 .
وَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِعَلِيٍّ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «يَا عَلِيُّ، أَنْتَ الْمَظْلُومُ بَعْدِي، مَنْ ظَلَمَكَ فَقَدْ ظَلَمَنِي، وَ مَنْ أَنْصَفَكَ فَقَدْ أَنْصَفَنِي، وَ مَنْ جَحَدَكَ فَقَدْ جَحَدَنِي، وَ مَنْ وَالاكَ فَقَدْ وَالانِي، وَ مَنْ عَادَاكَ فَقَدْ عَادَانِي، وَ مَنْ أَطَاعَكَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَ مَنْ عَصَاكَ فَقَدْ عَصَانِي».
و اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و الأئمّة من بعده- عليهم السّلام- أنّه بمنزلة من جحد نبوّة جميع الأنبياء 406 .
و اعتقادنا فيمن أقرّ بأمير المؤمنين 407 و أنكر واحدا من بعده من الأئمّة أنّه بمنزلة من أقرّ بجميع الأنبياء و أنكر نبوّة نبيّنا محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 408 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «الْمُنْكِرُ لِآخِرِنَا كَالْمُنْكِرِ لِأَوَّلِنَا» 409 .
وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ، أَوَّلُهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ آخِرُهُمُ الْقَائِمُ، طَاعَتُهُمْ طَاعَتِي، وَ مَعْصِيَتُهُمْ مَعْصِيَتِي، مَنْ أَنْكَرَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ أَنْكَرَنِي» 410 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «مَنْ شَكَّ فِي كُفْرِ أَعْدَائِنَا وَ الظَّالِمِينَ لَنَا فَهُوَ كَافِرٌ».
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «مَا زِلْتُ مَظْلُوماً مُنْذُ وَلَدَتْنِي أُمِّي، حَتَّى إِنَّ عَقِيلًا كَانَ يُصِيبُهُ الرَّمَدُ فَيَقُولُ: لَا تَذُرُّونِي حَتَّى تَذُرُّوا عَلِيّاً، فَيَذُرُّونِّي وَ مَا بِي رَمَدٌ».
و اعتقادنا فيمن قاتل عليّا- عليه السّلام-
قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «مَنْ قَاتَلَ عَلِيّاً فَقَدْ قَاتَلَنِي، وَ مَنْ حَارَبَ عَلِيّاً فَقَدْ حَارَبَنِي، وَ مَنْ حَارَبَنِي فَقَدْ حَارَبَ اللَّهَ».
وَ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِعَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ: «أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ وَ سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ» 411 .
و أمّا فاطمة صلوات اللّه عليها فاعتقادنا فيها أنّها سيدة نساء العالمين من الأوّلين و الآخرين، و أنّ اللّه يغضب لغضبها، و يرضى لرضاها 412 و أنّها خرجت من الدنيا ساخطة على ظالميها و غاصبيها و مانعي إرثها 413 .
وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي، مَنْ آذَاهَا فَقَدْ آذَانِي، وَ مَنْ غَاظَهَا فَقَدْ غَاظَنِي 414 وَ مَنْ سَرَّهَا فَقَدْ سَرَّنِي» 415 .
وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «إِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَ هِيَ رُوحِيَ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيَّ، يَسُوؤُنِي مَا سَاءَهَا، وَ يَسُرُّنِي مَا سَرَّهَا» 416 .