کتابخانه روایات شیعه
[39] باب الاعتقاد في التقيّة
قال الشيخ- رحمه اللّه-: اعتقادنا في التقيّة أنّها واجبة، من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة 421 .
وَ قِيلَ لِلصَّادِقِ- عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّا نَرَى فِي الْمَسْجِدِ رَجُلًا يُعْلِنُ بِسَبِّ أَعْدَائِكُمْ وَ يُسَمِّيهِمْ. فَقَالَ: «مَا لَهُ- لَعَنَهُ اللَّهُ- يَعْرِضُ بِنَا».
و قال اللّه تعالى: وَ لا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ 422 .
قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْآيَةِ: «لَا تَسُبُّوهُمْ فَإِنَّهُمْ 423 يَسُبُّونَ.
عَلَيْكُمْ» 424 .
وَ قَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «مَنْ سَبَّ وَلِيَّ اللَّهِ فَقَدْ سَبَّ اللَّهَ».
وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِعَلِيٍّ: «مَنْ سَبَّكَ- يَا عَلِيُّ- فَقَدْ سَبَّنِي، وَ مَنْ سَبَّنِي فَقَدْ
سَبَّ اللَّهَ تَعَالَى» 425 .
و التقيّة واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم- عليه السّلام-، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين اللّه و دين الإمامية 426 و خالف اللّه و رسوله و الأئمّة.
وَ سُئِلَ الصَّادِقُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ قَالَ:
«أَعْمَلُكُمْ بِالتَّقِيَّةِ» 427 .
و قد أطلق اللّه تبارك و تعالى إظهار موالاة الكافرين في حال التقية.
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «إِنِّي لَأَسْمَعُ الرَّجُلَ فِي الْمَسْجِدِ وَ هُوَ يَشْتِمُنِي، فَأَسْتَتِرُ مِنْهُ بِالسَّارِيَةِ كَيْ لَا يَرَانِي» 430 .
وَ قَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ: «خَالِطُوا النَّاسَ بِالْبَرَّانِيَّةِ، وَ خَالِفُوهُمْ بِالْجَوَّانِيَّةِ، مَا دَامَتِ الْإِمْرَةُ صِبْيَانِيَّةً» 431 .
وَ قَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ: «الرِّيَاءُ مَعَ الْمُؤْمِنِ شِرْكٌ، وَ مَعَ الْمُنَافِقِ فِي دَارِهِ عِبَادَةٌ» 432 .
قَالَ عَلِيٌّ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «مَنْ صَلَّى مَعَهُمْ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ، فَكَأَنَّمَا صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِي الصَّفِّ الْأَوَّلِ» 433 .
وَ قَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «عُودُوا مَرْضَاهُمْ، وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ، وَ صَلُّوا فِي مَسَاجِدِهِمْ» 434 .
وَ قَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «كُونُوا لَنَا زَيْناً، وَ لَا تَكُونُوا عَلَيْنَا شَيْناً» 435 .
وَ قَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً حَبَّبَنَا إِلَى النَّاسِ، وَ لَمْ يُبَغِّضْنَا إِلَيْهِمْ» 436 .
وَ ذُكِرَ الْقَصَّاصُونَ عِنْدَ الصَّادِقِ، فَقَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «لَعَنَهُمُ اللَّهُ يُشَنِّعُونَ عَلَيْنَا».
وَ سُئِلَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- عَنِ الْقُصَّاصِ، أَ يَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ لَهُمْ؟ فَقَالَ: «لَا».
وَ قَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «مَنْ أَصْغَى إِلَى نَاطِقٍ فَقَدْ عَبَدَهُ، فَإِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنِ اللَّهِ فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ، وَ إِنْ كَانَ النَّاطِقُ عَنْ إِبْلِيسَ فَقَدْ عَبَدَ إِبْلِيسَ» 437
. وَ سُئِلَ الصَّادِقُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: الشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ 438 قَالَ:
«هُمُ الْقُصَّاصُ».
وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «مَنْ أَتَى ذَا بِدْعَةٍ فَوَقَّرَهُ فَقَدْ سَعَى فِي هَدْمِ الْإِسْلَامِ» 439 .
و اعتقادنا فيمن خالفنا في شيء 440 من امور الدين كاعتقادنا فيمن خالفنا في جميع امور الدين.
[40] باب الاعتقاد في آباء النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 441
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في آباء النبي 442 أنّهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبد اللّه، و أنّ أبا طالب كان مسلما، و امّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة.
وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «خَرَجْتُ مِنْ نِكَاحٍ وَ لَمْ أَخْرُجْ مِنْ سِفَاحٍ مِنْ لَدُنْ آدَمَ».
وَ رُوِيَ أَنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ كَانَ حُجَّةً وَ أَبَا طَالِبٍ كَانَ وَصِيَّهُ 443 .
[41] باب الاعتقاد في العلويّة
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في العلوية أنّهم 444 آل رسول اللّه، و أنّ مودّتهم واجبة، لأنّها أجر النبوّة 445 .
قال عزّ و جلّ: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى 446 .
و الصدقة عليهم محرّمة، لأنّها أوساخ 447 أيدي الناس و طهارة لهم، إلّا صدقتهم لامائهم و عبيدهم، و صدقة بعضهم على بعض.
و أمّا الزكاة فإنّها تحل لهم اليوم 448 عوضا عن الخمس، لأنّهم قد منعوا منه.
و اعتقادنا في المسيء منهم أنّ عليه ضعف العقاب، و في المحسن منهم أنّ له ضعف الثواب.
و بعضهم أكفاء بعض،
لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حِينَ نَظَرَ إِلَى بَنِينَ وَ بَنَاتِ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرٍ ابْنَيْ [أَبِي] طَالِبٍ: «بَنَاتُنَا كَبَنِينَا، وَ بَنُونَا كَبَنَاتِنَا» 449 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «مَنْ خَالَفَ دِينَ اللَّهِ، وَ تَوَلَّى أَعْدَاءَ اللَّهِ، أَوْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، فَالْبَرَاءَةُ مِنْهُ وَاجِبَةٌ، كَائِناً مَنْ كَانَ، مِنْ أَيِّ قَبِيلَةٍ كَانَ».
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: «تَوَاضُعُكَ فِي شَرَفِكَ أَشْرَفُ لَكَ مِنْ شَرَفِ آبَائِكَ».
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «وَلَايَتِي لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وِلَادَتِي مِنْهُ».
وَ سُئِلَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: «آلُ مُحَمَّدٍ مَنْ حَرُمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ نِكَاحُهُ» 450 .
و قال اللّه عزّ و جلّ: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ 451 .
وَ سُئِلَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَالَ: «الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ مِنَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ حَقَّ الْإِمَامِ، وَ الْمُقْتَصِدُ الْعَارِفُ بِحَقِّ الْإِمَامِ، وَ السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ هُوَ الْإِمَامُ» 452 .
وَ سَأَلَ إِسْمَاعِيلُ أَبَاهُ الصَّادِقَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-، فَقَالَ: مَا حَالُ الْمُذْنِبِينَ مِنَّا؟
فَقَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ 453 .
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ: «لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ، أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ أَتْقَاهُمْ لَهُ وَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ. وَ اللَّهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَّا بِالطَّاعَةِ، مَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَ لَا عَلَى اللَّهِ لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ. مَنْ
كَانَ لِلَّهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ، وَ مَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ. وَ لَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ الْعَمَلِ» 454 .
وَ سُئِلَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ قَالَ: «مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ إِمَامٌ وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ» قِيلَ: وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً؟ قَالَ: «وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً» 456 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «لَيْسَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ مَنْ خَالَفَكُمْ إِلَّا الْمِطْمَرُ». قِيلَ:
فَأَيُّ شَيْءٍ الْمِطْمَرُ؟ قَالَ: الَّذِي تُسَمُّونَهُ التُّرَّ، فَمَنْ خَالَفَكُمْ وَ جَازَهُ فَابْرَءُوا مِنْهُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً» 457 .