کتابخانه روایات شیعه
[41] باب الاعتقاد في العلويّة
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في العلوية أنّهم 444 آل رسول اللّه، و أنّ مودّتهم واجبة، لأنّها أجر النبوّة 445 .
قال عزّ و جلّ: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى 446 .
و الصدقة عليهم محرّمة، لأنّها أوساخ 447 أيدي الناس و طهارة لهم، إلّا صدقتهم لامائهم و عبيدهم، و صدقة بعضهم على بعض.
و أمّا الزكاة فإنّها تحل لهم اليوم 448 عوضا عن الخمس، لأنّهم قد منعوا منه.
و اعتقادنا في المسيء منهم أنّ عليه ضعف العقاب، و في المحسن منهم أنّ له ضعف الثواب.
و بعضهم أكفاء بعض،
لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حِينَ نَظَرَ إِلَى بَنِينَ وَ بَنَاتِ عَلِيٍّ وَ جَعْفَرٍ ابْنَيْ [أَبِي] طَالِبٍ: «بَنَاتُنَا كَبَنِينَا، وَ بَنُونَا كَبَنَاتِنَا» 449 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «مَنْ خَالَفَ دِينَ اللَّهِ، وَ تَوَلَّى أَعْدَاءَ اللَّهِ، أَوْ عَادَى أَوْلِيَاءَ اللَّهِ، فَالْبَرَاءَةُ مِنْهُ وَاجِبَةٌ، كَائِناً مَنْ كَانَ، مِنْ أَيِّ قَبِيلَةٍ كَانَ».
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ: «تَوَاضُعُكَ فِي شَرَفِكَ أَشْرَفُ لَكَ مِنْ شَرَفِ آبَائِكَ».
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «وَلَايَتِي لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ وِلَادَتِي مِنْهُ».
وَ سُئِلَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- عَنْ آلِ مُحَمَّدٍ، فَقَالَ: «آلُ مُحَمَّدٍ مَنْ حَرُمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ نِكَاحُهُ» 450 .
و قال اللّه عزّ و جلّ: وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَ إِبْراهِيمَ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ 451 .
وَ سُئِلَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَالَ: «الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ مِنَّا مَنْ لَا يَعْرِفُ حَقَّ الْإِمَامِ، وَ الْمُقْتَصِدُ الْعَارِفُ بِحَقِّ الْإِمَامِ، وَ السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ هُوَ الْإِمَامُ» 452 .
وَ سَأَلَ إِسْمَاعِيلُ أَبَاهُ الصَّادِقَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-، فَقَالَ: مَا حَالُ الْمُذْنِبِينَ مِنَّا؟
فَقَالَ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ وَ لا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ 453 .
وَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ: «لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ، أَحَبُّ الْخَلْقِ إِلَى اللَّهِ أَتْقَاهُمْ لَهُ وَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ. وَ اللَّهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِلَّا بِالطَّاعَةِ، مَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ، وَ لَا عَلَى اللَّهِ لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ. مَنْ
كَانَ لِلَّهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ، وَ مَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ. وَ لَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْوَرَعِ وَ الْعَمَلِ» 454 .
وَ سُئِلَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ قَالَ: «مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ إِمَامٌ وَ لَيْسَ بِإِمَامٍ» قِيلَ: وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً؟ قَالَ: «وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً» 456 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «لَيْسَ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ مَنْ خَالَفَكُمْ إِلَّا الْمِطْمَرُ». قِيلَ:
فَأَيُّ شَيْءٍ الْمِطْمَرُ؟ قَالَ: الَّذِي تُسَمُّونَهُ التُّرَّ، فَمَنْ خَالَفَكُمْ وَ جَازَهُ فَابْرَءُوا مِنْهُ وَ إِنْ كَانَ عَلَوِيّاً فَاطِمِيّاً» 457 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- لِأَصْحَابِهِ 458 فِي ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ: «إِنَّهُ لَيْسَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا أَنْتُمْ عَلَيْهِ، وَ إِنِّي أَبْرَأُ مِنْهُ، بَرِئَ اللَّهُ مِنْهُ».
[42] باب الاعتقاد في الأخبار المفسّرة و المجملة
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في الحديث المفسّر أنّه يحكم على المجمل، كما قال الصادق- عليه السّلام-.
[43] باب الاعتقاد في الحظر و الإباحة
قال الشيخ- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في ذلك أنّ الأشياء كلّها مطلقة حتى يرد في شيء منها نهي.
[44] باب الاعتقاد في الأخبار الواردة في الطب
قال الشيخ أبو جعفر- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب أنّها على وجوه:
منها: ما قيل على هواء مكّة و المدينة، فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية.
و منها: ما اخبر به العالم- عليه السّلام- على ما عرف من طبع السائل و لم يتعد موضعه، إذ كان أعرف بطبعه منه.
و منها: ما دلّسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس.
و منها: ما وقع فيه سهو من ناقله 459 .
و منها: ما حفظ بعضه و نسي بعضه.
وَ مَا رُوِيَ فِي الْعَسَلِ أَنَّهُ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ 460
فهو صحيح، و معناه أنّه شفاء من كل داء بارد.
وَ مَا رُوِيَ فِي الِاسْتِنْجَاءِ بِالْمَاءِ الْبَارِدِ لِصَاحِبِ الْبَوَاسِيرِ 461
فإنّ ذلك إذا كان
بواسيره من حرارة.
وَ مَا رُوِيَ فِي الْبَاذَنْجَانِ مِنَ الشِّفَاءِ
462 فإنّه في وقت ادراك الرطب لمن يأكل الرطب، دون غيره من سائر الأوقات 463 .
و أمّا أدوية العلل الصحيحة عن الأئمّة- عليهم السّلام- فهي آيات القرآن و سوره و الأدعية على حسب ما وردت به الآثار 464 بالأسانيد القوية و الطرق الصحيحة.
وَ قَالَ الصَّادِقُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: «كَانَ فِيمَا مَضَى يُسَمَّى الطَّبِيبُ: الْمُعَالِجَ، فَقَالَ مُوسَى- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: يَا رَبِّ، مِمَّنِ الدَّاءُ؟ فَقَالَ: مِنِّي يَا مُوسَى. قَالَ: يَا رَبِّ، فَمِمَّنِ الدَّوَاءُ؟ فَقَالَ: مِنِّي. قَالَ: فَمَا يَصْنَعُ النَّاسُ بِالْمُعَالِجِ؟ فَقَالَ: يطيب [تَطِيبُ] أَنْفُسُهُمْ بِذَلِكَ، فَسُمِّيَ الطَّبِيبُ لِذَلِكَ» 465 .
و أصل الطب التداوي.
وَ كَانَ دَاوُدُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ- تَنْبُتُ فِي مِحْرَابِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ حَشِيشَةٌ، فَتَقُولُ: خُذْنِي فَإِنِّي أَصْلُحُ لِكَذَا وَ كَذَا، فَرَأَى آخِرَ عُمُرِهِ حَشِيشَةً نَبَتَتْ فِي مِحْرَابِهِ، فَقَالَ لَهَا: مَا اسْمُكِ، فَقَالَتْ: أَنَا الخروبية [الْخُرْنُوبَةُ] 466 فَقَالَ دَاوُدُ- عَلَيْهِ السَّلَامُ-: خَرِبَ الْمِحْرَابُ، فَلَمْ يَنْبُتْ فِيهِ شَيْءٌ بَعْدَ ذَلِكَ».
وَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: «مَنْ لَمْ تَشْفِهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَلَا شَفَاهُ اللَّهُ تَعَالَى» 467 .
[45] باب الاعتقاد في الحديثين المختلفين
قال الشيخ أبو جعفر- رضي اللّه عنه-: اعتقادنا في الأخبار الصحيحة عن الأئمّة- عليهم السّلام- أنّها موافقة لكتاب اللّه تبارك و تعالى، متّفقة المعاني غير مختلفة، لأنّها مأخوذة من طريق 468 الوحي عن اللّه تعالى، و لو كانت من عند غير اللّه تعالى لكانت مختلفة. و لا يكون اختلاف ظواهر الأخبار إلّا لعلل مختلفة:
مثل ما جاء في كفّارة الظهار عتق رقبة.
و جاء في خبر آخر صيام شهرين متتابعين.
و جاء في خبر آخر إطعام ستّين مسكينا.
و كلّها صحيحة، فالصيام لمن لم يجد العتق، و الإطعام لمن لم يستطع الصيام.
و قد روي 469 أنّه يتصدّق بما يطيق، و ذلك محمول على من لم يقدر على الإطعام.