کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

الإختصاص


صفحه قبل

الإختصاص، المقدمة، ص: 3

كلمة المصحّح‏

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم‏

حمدا لك يا وليّ النعم، و صلاة عليك و آلك يا سيّد ولد آدم.

أعدّ من سعادتي الخالدة وقوفي على سفر كريم ألّفته يمنى فذّ من أئمّة الدهر و أوحديّ من زعماء العالم و علم مفرد من أعلام الدين و كبير من جهابذة العلم و فطاحل الفضيلة، شيخ الشيعة و زعيمها الأكبر و معلّمها المناضل المجاهد: أبي عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان الملقّب بالشيخ المفيد- رضوان اللّه عليه- ابن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهيب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبد الدّار بن الرّيّان بن فطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن غلّة بن خالد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان‏ 1 المعروف بابن المعلّم‏ 2 .

كان- قدّس سرّه- في الرّعيل الأوّل من أعاظم علماء الإماميّة في القرن الرابع، انتهت إليه رئاسة متكلّمي الشيعة في عصره و أصفقت الأمّة المسلمة على تقدّمه في كلّ فضيلة يتحلّى بها الإنسان من مآثر العلم و العمل، ضع يدك على أيّ مأثرة و مزيّة تجده ابن بجدتها، تقصر ألسنة البلاغة دون وصفه، و تكلّ أسنّة الأقلام مهما حاولت الإفاضة حول نعته، و يقلّ كل ثناء بليغ عن التبسّط في شخصيّته.

أنّى ثمّ أنّى يسع البيان استكناه عظمته، كان- رحمة اللّه عليه- أعلم علماء عصره و إمام من تأخّر عنه، منار الحقّ و الدّين، نادرة الدنيا، حسنة الدّهر، أعجوبة الزمان، آية محكمة في العبادة و النسك و الورع و التقى و الزهد.

قال ابن حجر: كان كثير التقشّف و التخشّع و الإكباب على العلم، تخرّج على‏

الإختصاص، المقدمة، ص: 4

جماعة و برع في مقالة الإماميّة حتّى يقال: له على كلّ إمام منّة، كان أبوه معلّما بواسط و ولد بها و قتل بعكبرى و يقال: إنّ عضد الدولة كان يزوره في داره و يعوده إذا مرض.

و قال الشريف أبو يعلى الجعفريّ- و كان تزوّج بنت المفيد-: ما كان المفيد ينام من اللّيل إلّا هجعة ثمّ يقوم يصلّي أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن‏ 3 . ا ه.

و نقل العماد الحنبليّ عن ابن أبي طيّ الحلبيّ في تاريخه أنّه قال: هو شيخ من مشايخ الإماميّة رئيس الكلام و الفقه و الجدل و كان يناظر أهل كلّ عقيدة مع الجلالة العظيمة في الدولة البويهيّة، قال: و كان كثير الصدقات، عظيم الخشوع، كثير الصلاة و الصوم، حسن اللّباس.

كان عضد الدولة ربّما زار الشيخ المفيد و كان شيخا ربعة نحيفا أسمر، عاش ستّا و سبعين سنة و له أكثر من مائتي مصنّف جنازته مشهورة شيّعه ثمانون ألفا من الرافضة و الشيعة، و كان موته في رمضان- رحمه اللّه- 4 .

و قال ابن النديم: ابن المعلّم أبو عبد اللّه في عصرنا انتهت رئاسة متكلّمي الشيعة إليه، مقدّم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه، دقيق الفطنة، ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعا و له كتب انتهى‏ 5 .

و قال أيضا في موضع آخر: ابن المعلّم أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان في زماننا إليه انتهت رئاسة أصحابه من الشيعة الإماميّة في الفقه و الكلام و الآثار، مولده سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة.

و قال اليافعيّ في وقائع سنة 413: و فيها توفّي عالم الشيعة و إمام الرافضة صاحب التصانيف الكثيرة، شيخهم المعروف بالمفيد و بابن المعلّم، البارع في الكلام و الفقه و الجدل و كان يناظر أهل كلّ عقيدة مع الجلالة و العظمة في الدولة البويهيّة 6 .

راجع ترجمته مقدّمة البحار الطبع الحروفيّ الحديث و مقدّمة التهذيب أيضا الطبع الحديث.

الإختصاص، المقدمة، ص: 5

الاختصاص‏

أمّا تأليفه هذا الّذي أوقفني حظّي عليه و ساعدتني السعادة لتخريجه و تصحيحه و نشره (الاختصاص) فهو كما قال مؤلّفه الفحل البطل: «مجموعة تحتوي فنونا من الأحاديث و عيونا من الأخبار، و محاسن من الآثار و الحكايات في معان كثيرة من مدح الرجال و فضلهم، و أقدار العلماء و فقههم».

و الكتاب هو بما في طيّه من الغرر و الدرر و الدروس العالية و الأبحاث القيّمة يعرّف عن نفسه و يعرب عن قيمته الغالية و لا يحتاج إلى سرد جمل الثناء عليه و تسطير الكلم في إطرائه.

بذلت- و للّه الحمد- وسعي في تصحيحه و تخريج أخباره من الأصول المعتبرة المعتمدة عليها و أشرت إلى المنقول منه المبثوث في مجلّدات «البحار» و أجزاء «تفسير البرهان» و غيرهما، و كان يهمّني ذلك كلّه لدفع توهّم أنّ الكتاب عسى ألّا يكون هو الاختصاص المعروف الّذي نقل منه العلّامة المجلسيّ و غيره من الأعاظم؛ و لما في غضونه من الحقائق و الدقائق و الرقائق، و نوادر من غرائب الأخبار الواردة في شأن الأئمّة عليهم السّلام الّتي يثقل بعضها على البعداء من عرفان الحديث و لا يكاد يحتملها ضعفاء الأفهام و حديثهم «صعب مستصعب لا يحتمله إلّا نبيّ مرسل أو ملك مقرّب أو عبد مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان» و قد قال أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام: «لو جلست أحدّثكم ما سمعت من فم أبي القاسم صلّى اللّه عليه و آله لخرجتم من عندي و أنتم تقولون: إنّ عليّا من أكذب الكاذبين‏ 7 ». و لعلّ من هذه الجهة سمّاه مؤلّفه الفذّ الاختصاص.

فأوضحت مشكله، و فسّرت غريبه، و شرحت معضله، و تصدّيت لذلك مستعينا باللّه و أنا قصير الباع، و بضاعتي مزجاة، و منّتي قليلة، و العمل خطير فادح عبؤه، و كانت النسخ‏

الإختصاص، المقدمة، ص: 6

الموجودة لدينا قد لعبت بها يد النسّاخ و صحّفها قلم الكتّاب، فقاسيت ما قاسيت في ترصيفه و تحمّلت من المشاق في تصحيحه و لست بمستعظم عملي و ما أبرّئ نفسي عن زوغ البصر، و أرجو من القرّاء الكرام إذا مرّوا فيه بعثرة أو غفلة أو هفوة مرّوا كراما و العصمة من اللّه لرسله و حججه عليهم السّلام.

هذا و لا ننسي الثناء على زميلي المحترم الشريف السيّد محمود المحرمى الزرندى حيث عاضدني و أعانني في تخريج بعض الأحاديث و تفضّل و رتّب للكتاب ستّة فهارس:

للمطالب و الآيات و الأشعار و الأعلام و الأماكن و غير ذلك و على اللّه برّه و درّه.

صفحه بعد