کتابخانه روایات شیعه
إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ ع قَالَ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ رَسُولٍ لَا مِنَ الْإِنْسِ وَ لَا مِنَ الْجِنِّ وَ لَا مِنَ الْوَحْشِ قَالَ بَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ قَالَ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ بُقْعَةٍ أَضَاءَتْهُ الشَّمْسُ مَرَّةً وَ لَا تَعُودُ أُخْرَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ لَمَّا ضَرَبَ مُوسَى الْبَحْرَ بِعَصَاهُ انْفَلَقَ الْبَحْرُ بِاثْنَيْ عَشَرَ قِطْعَةً وَ أَضَاءَتِ الشَّمْسُ عَلَى أَرْضِهِ فَلَمَّا أَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ وَ جُنُودَهُ أَطْبَقَ الْبَحْرَ وَ لَا تُضِيئُ الشَّمْسُ إِلَى تِلْكَ الْبُقْعَةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ صَدَقْتَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ بَيْتٍ لَهُ اثْنَا عَشَرَ بَاباً أَخْرَجَ مِنْهُ اثْنَا عَشَرَ رِزْقاً لِاثْنَيْ عَشَرَ وَلَداً قَالَ لَمَّا دَخَلَ مُوسَى الْبَحْرَ مَرَّ بِصَخْرَةٍ بَيْضَاءَ مُرَبَّعَةً كَالْبَيْتِ فَشَكَا بَنُو إِسْرَائِيلَ الْعَطَشَ إِلَى مُوسَى فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَانْفَجَرَ مِنْهَا اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ بَاباً.
[أحاديث الأئمة ع و أصحابهم]
[حديث محمد بن مسلم الثقفي]
وَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَيَّاشِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ كَانَ رَجُلًا شَرِيفاً مُوسِراً فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ ع تَوَاضَعْ يَا مُحَمَّدُ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى الْكُوفَةِ أَخَذَ قَوْصَرَةً مِنْ تَمْرٍ مَعَ الْمِيزَانِ وَ جَلَسَ عَلَى بَابِ مَسْجِدِ الْجَامِعِ وَ جَعَلَ يُنَادِي عَلَيْهِ فَأَتَاهُ قَوْمُهُ فَقَالُوا لَهُ فَضَحْتَنَا فَقَالَ إِنَّ مَوْلَايَ أَمَرَنِي بِأَمْرٍ فَلَنْ أُخَالِفَهُ وَ لَنْ أَبْرَحَ حَتَّى أَفْرُغَ مِنْ بَيْعِ مَا فِي هَذِهِ الْقَوْصَرَةِ فَقَالَ لَهُ قَوْمُهُ أَمَّا إِذَا أَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تَشْتَغِلَ بِبَيْعٍ وَ شِرَاءٍ فَاقْعُدْ فِي الطَّحَّانِينَ فَهَيَّأَ رَحًى وَ جَمَلًا وَ جَعَلَ يَطْحَنُ 201 .
و ذكر أبو محمد عبد الله بن محمد بن خالد البرقي أنه كان مشهورا في العبادة و كان من العباد في زمانه 202 ..
وَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ بْنِ نُعَيْمٍ عَنْ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا وَ حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُكَيْمٍ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ وَ صَاحِبٍ لَهُ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ قَدْ كَانَ دُرِسَ اسْمُهُ فِي كِتَابِ أَبِي قَالا رَأَيْنَا شَرِيكاً وَاقِفاً فِي
حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ فُلَانٍ قَالَ أَحَدُنَا لِصَاحِبِهِ هَلْ لَكَ فِي خَلْوَةٍ مِنْ شَرِيكٍ فَأَتَيْنَاهُ فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ فَرَدَّ السَّلَامَ فَقُلْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَسْأَلَةٌ قَالَ فِي أَيِّ شَيْءٍ فَقُلْنَا فِي الصَّلَاةِ قَالَ سَلُوا عَمَّا بَدَا لَكُمْ فَقُلْنَا لَا نُرِيدُ أَنْ تَقُولَ قَالَ فُلَانٌ وَ قَالَ فُلَانٌ إِنَّمَا نُرِيدُ أَنْ تُسْنِدَهُ إِلَى النَّبِيِّ ص فَقَالَ أَ لَيْسَ فِي الصَّلَاةِ قُلْنَا بَلَى فَقَالَ سَلُوا عَمَّا بَدَا لَكُمْ فَقُلْنَا فِي كَمْ يَجِبُ التَّقْصِيرُ قَالَ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ لَا يَغُرَّنَّكُمْ سَوَادُنَا هَذَا وَ كَانَ يَقُولُ فُلَانٌ فَقُلْنَا إِنَّا قَدِ اسْتَثْنَيْنَا عَلَيْكَ أَنْ لَا تُحَدِّثَنَا إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَقَبِيحٌ لِشَيْخٍ يُسْأَلُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فِي الصَّلَاةِ عَنِ النَّبِيِّ ص لَا يَكُونُ عِنْدَهُ فِيهَا شَيْءٌ وَ أَقْبَحُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص قُلْنَا فَمَسْأَلَةٌ أُخْرَى فَقَالَ أَ لَيْسَ فِي الصَّلَاةِ فَقُلْنَا بَلَى قَالَ فَسَلُوا عَمَّا بَدَا لَكُمْ فَقُلْنَا عَلَى مَنْ تَجِبُ الْجُمُعَةُ قَالَ عَادَتِ الْمَسْأَلَةُ خُدْعَةً مَا عِنْدِي فِي هَذَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص شَيْءٌ قَالَ فَأَرَدْنَا الِانْصِرَافَ فَقَالَ إِنَّكُمْ لَمْ تَسْأَلُوا عَنْ هَذَا إِلَّا وَ عِنْدَكُمْ مِنْهُ عِلْمٌ قَالَ قُلْنَا نَعَمْ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ النَّبِيِّ ص فَقَالَ الثَّقَفِيُّ الطَّوِيلُ اللِّحْيَةِ قُلْنَا نَعَمْ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ لَقَدْ كَانَ مَأْمُوناً عَلَى الْحَدِيثِ وَ لَكِنْ كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّهُ خَشَبِيٌّ ثُمَّ قَالَ مَا ذَا رَوَوْا قُلْنَا رَوَوْا عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّ التَّقْصِيرَ تَجِبُ فِي بَرِيدَيْنِ فَإِذَا اجْتَمَعَ خَمْسَةٌ أَحَدُهُمُ الْإِمَامُ فَلَهُمْ أَنْ يُجَمِّعُوا 203 .
وَ حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ مُدْلِجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَ أَنَا وَجِعٌ ثَقِيلٌ فَقِيلَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَجِعٌ ثَقِيلٌ فَأَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو جَعْفَرٍ ع بِشَرَابٍ مَعَ الْغُلَامِ مُغَطًّى بِمِنْدِيلٍ فَنَاوَلَنِيهِ الْغُلَامُ وَ قَالَ لِي اشْرَبْهُ فَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ لَا أَرْجِعَ حَتَّى تَشْرَبَهُ فَتَنَاوَلْتُ فَإِذَا رَائِحَةُ الْمِسْكِ مِنْهُ وَ إِذَا شَرَابٌ طَيِّبُ الطَّعْمِ بَارِدٌ فَلَمَّا شَرِبْتُهُ قَالَ لِي الْغُلَامُ يَقُولُ لَكَ إِذَا شَرِبْتَ فَتَعَالَ إِلَيَّ فَفَكَّرْتُ فِيمَا قَالَ لِي لَا أَقْدِرُ عَلَى النُّهُوضِ قَبْلَ ذَلِكَ
عَلَى رِجْلَيَّ فَلَمَّا اسْتَقَرَّ الشَّرَابُ فِي جَوْفِي فَكَأَنَّمَا أُنْشِطْتُ مِنْ عِقَالٍ 204 فَأَتَيْتُ بَابَهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَصَوَّتَ بِي صَحِيحَ الْجِسْمِ ادْخُلْ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ وَ أَنَا بَاكٍ فَسَلَّمْتُ وَ قَبَّلْتُ يَدَهُ وَ رَأْسَهُ فَقَالَ لِي وَ مَا يُبْكِيكَ يَا مُحَمَّدُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَبْكِي عَلَى اغْتِرَابِي وَ بُعْدِ الشُّقَّةِ وَ قِلَّةِ الْمَقْدُرَةِ عَلَى الْمُقَامِ عِنْدَكَ وَ النَّظَرِ إِلَيْكَ فَقَالَ لِي أَمَّا قِلَّةُ الْمَقْدُرَةِ فَكَذَلِكَ جَعَلَ اللَّهُ أَوْلِيَاءَنَا وَ أَهْلَ مَوَدَّتِنَا وَ جَعَلَ الْبَلَاءَ إِلَيْهِمْ سَرِيعاً وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الْغُرْبَةِ فَلَكَ بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ أُسْوَةٌ بِأَرْضٍ نَاءٍ عَنَّا بِالْفُرَاتِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ 205 وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ بُعْدِ الشُّقَّةِ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ فِي هَذَا الدُّنْيَا غَرِيبٌ وَ فِي هَذَا الْخَلْقِ مَنْكُوسٌ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ هَذِهِ الدَّارِ إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ حُبِّكَ قُرْبَنَا وَ النَّظَرِ إِلَيْنَا وَ أَنَّكَ لَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ فَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قَلْبِكَ وَ جَزَاؤُكَ عَلَيْهِ 206 .
مختصر
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ أَنَّ هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ قَالَ لَهُ مَا اخْتَلَفْتُ أَنَا وَ زُرَارَةُ قَطُّ فَأَتَيْنَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ إِلَّا قَالَ لَنَا قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع فِيهَا كَذَا وَ كَذَا وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فِيهَا كَذَا وَ كَذَا 207 .
208
[لَمَّا] أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ فُسِحَ لِي فِي بَصَرِي غَلْوَةٌ كَمِثَالِ مَا يَرَى الرَّاكِبُ خَرْقَ
الْإِبْرَةِ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَ عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي فِي عَلِيٍّ كَلِمَاتٍ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ قُلْتُ لَبَّيْكَ رَبِّي فَقَالَ إِنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمَالَ يَعْسُوبُ الظَّلَمَةِ وَ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي أَلْزَمْتُهَا الْمُتَّقِينَ فَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَ أَهْلَهَا فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ قَالَ فَبَشَّرَهُ النَّبِيُّ ص بِذَلِكَ فَقَالَ عَلِيٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنِّي أُذْكَرُ هُنَاكَ فَقَالَ نَعَمْ إِنَّكَ لَتُذْكَرُ فِي الرَّفِيعِ الْأَعْلَى فَقَالَ الْمَنْصُورُ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ .
حديث داود الرقي مع الخارجي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ وَ الْحَسَنِ بْنِ مَتِّيلٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيِّ عَنِ السُّلَمِيِّ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ قَالَ: سَأَلَنِي بَعْضُ الْخَوَارِجِ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ إِلَى قَوْلِهِ وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ الْآيَةَ 209 مَا الَّذِي أَحَلَّ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ وَ مَا الَّذِي حَرَّمَ اللَّهُ قَالَ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي فِي ذَلِكَ شَيْءٌ فَحَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْخَوَارِجِ سَأَلَنِي عَنْ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ ع إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَلَّ فِي الْأُضْحِيَّةِ بِمِنًى الضَّأْنَ وَ الْمَعْزَ الْأَهْلِيَّةَ وَ حَرَّمَ فِيهَا الْجَبَلِيَّةَ وَ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَحَلَّ فِي الْأُضْحِيَّةِ بِمِنًى الْإِبِلَ الْعِرَابَ وَ حَرَّمَ فِيهَا الْبَخَاتِيَّ وَ أَحَلَّ فِيهَا الْبَقَرَ الْأَهْلِيَّةَ وَ حَرَّمَ فِيهَا الْجَبَلِيَّةَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ وَ مِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَ مِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قَالَ فَانْصَرَفْتُ إِلَى صَاحِبِي فَأَخْبَرْتُهُ بِهَذَا الْجَوَابِ فَقَالَ هَذَا شَيْءٌ حَمَلَتْهُ الْإِبِلُ مِنَ الْحِجَازِ 210 .
حديث أبي الحسن موسى بن جعفر ع
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَلَوِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ الدَّامَغَانِيُّ الشَّيْخُ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع لَمَّا أَمَرَهُمْ هَارُونٌ الرَّشِيدُ بِحَمْلِي دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَسَلَّمْتُ فَلَمْ يَرُدَّ السَّلَامَ وَ رَأَيْتُهُ
مُغْضَباً فَرَمَى إِلَيَّ بِطُومَارٍ فَقَالَ اقْرَأْهُ فَإِذَا فِيهِ كَلَامٌ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَرَاءَتِي مِنْهُ وَ فِيهِ أَنَّ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ يُجْبَى إِلَيْهِ خَرَاجُ الْآفَاقِ مِنْ غُلَاةِ الشِّيعَةِ مِمَّنْ يَقُولُ بِإِمَامَتِهِ يَدِينُونَ اللَّهَ بِذَلِكَ وَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ فَرْضٌ عَلَيْهِمْ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها وَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُوهَبْ إِلَيْهِ الْعُشْرُ وَ لَمْ يُصَلِّ بِإِمَامَتِهِمْ وَ يَحُجَّ بِإِذْنِهِمْ وَ يُجَاهِدْ بِأَمْرِهِمْ وَ يَحْمِلِ الْغَنِيمَةَ إِلَيْهِمْ وَ يُفَضِّلِ الْأَئِمَّةَ عَلَى جَمِيعِ الْخَلْقِ وَ يَفْرِضْ طَاعَتَهُمْ مِثْلَ طَاعَةِ اللَّهِ وَ طَاعَةِ رَسُولِهِ فَهُوَ كَافِرٌ حَلَالٌ مَالُهُ وَ دَمُهُ وَ فِيهِ كَلَامُ شَنَاعَةٍ مِثْلُ الْمُتْعَةِ بِلَا شُهُودٍ وَ اسْتِحْلَالِ الْفُرُوجِ بِأَمْرِهِ وَ لَوْ بِدِرْهَمٍ وَ الْبَرَاءَةِ مِنَ السَّلَفِ وَ يَلْعَنُونَ عَلَيْهِمْ فِي صَلَاتِهِمْ وَ يَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ يَتَبَرَّأُ مِنْهُمْ فَقَدْ بَانَتِ امْرَأَتُهُ مِنْهُ وَ مَنْ أَخَّرَ الْوَقْتَ فَلَا صَلَاةَ لَهُ لِقَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا 211 يَزْعُمُونَ أَنَّهُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ وَ الْكِتَابُ طَوِيلٌ وَ أَنَا قَائِمٌ أَقْرَأُ وَ هُوَ سَاكِتٌ فَرَفَعَ رَأْسَهُ وَ قَالَ قَدِ اكْتَفَيْتُ بِمَا قَرَأْتَ فَكَلِّمْ بِحُجَّتِكَ بِمَا قَرَأْتَهُ قُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً ص بِالنُّبُوَّةِ مَا حَمَلَ إِلَيَّ قَطُّ أَحَدٌ دِرْهَماً وَ لَا دِينَاراً مِنْ طَرِيقِ الْخَرَاجِ لَكِنَّا مَعَاشِرَ آلِ أَبِي طَالِبٍ نَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ الَّتِي أَحَلَّهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِيِّهِ ع فِي قَوْلِهِ لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُهُ وَ لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ لَأَجَبْتُ وَ قَدْ عَلِمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ضِيقَ مَا نَحْنُ فِيهِ وَ كَثْرَةَ عَدُوِّنَا وَ مَا مَنَعَنَا السَّلَفُ مِنَ الْخُمُسِ الَّذِي نَطَقَ لَنَا بِهِ الْكِتَابُ فَضَاقَ بِنَا الْأَمْرُ وَ حُرِّمَتْ عَلَيْنَا الصَّدَقَةُ وَ عَوَّضَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهَا الْخُمُسَ فَاضْطُرِرْنَا إِلَى قَبُولِ الْهَدِيَّةِ وَ كُلُّ ذَلِكَ مِمَّا عَلِمَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمَّا تَمَّ كَلَامِي سَكَتَ ثُمَّ قُلْتُ إِنْ أرى [رَأَى] أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَأْذَنَ لِابْنِ عَمِّهِ فِي حَدِيثٍ عَنْ آبَائِهِ عَنِ النَّبِيِّ ص فَكَأَنَّهُ اغْتَنَمَهَا فَقَالَ مَأْذُونٌ لَكَ هَاتِهِ فَقُلْتُ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ص أَنَّ الرَّحِمَ إِذَا مَسَّتْ رَحِماً تَحَرَّكَتْ وَ اضْطَرَبَتْ فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُنَاوِلَنِي يَدَكَ فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ ادْنُ فَدَنَوْتُ فَصَافَحَنِي وَ جَذَبَنِي إِلَى نَفْسِهِ مَلِيّاً ثُمَّ فَارَقَنِي وَ قَدْ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ لِي اجْلِسْ يَا مُوسَى فَلَيْسَ عَلَيْكَ بَأْسٌ صَدَقْتَ وَ صَدَقَ جَدُّكَ وَ صَدَقَ النَّبِيُّ ع لَقَدْ تَحَرَّكَ دَمِي وَ اضْطَرَبَتْ عُرُوقِي وَ أَعْلَمُ أَنَّكَ لَحْمِي وَ دَمِي وَ أَنَّ الَّذِي حَدَّثْتَنِي بِهِ صَحِيحٌ وَ أَنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَإِنْ أَجَبْتَنِي أَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ صَدَقْتَنِي وَ خَلَّيْتُ عَنْكَ وَ وَصَلْتُكَ وَ لَمْ أُصَدِّقْ مَا
قِيلَ فِيكَ فَقُلْتُ مَا كَانَ عِلْمُهُ عِنْدِي أَجَبْتُكَ فِيهِ فَقَالَ لِمَ لَا تَنْهَوْنَ شِيعَتَكُمْ عَنْ قَوْلِهِمْ لَكُمْ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَنْتُمْ وُلْدُ عَلِيٍّ وَ فَاطِمَةَ إِنَّمَا هِيَ وِعَاءٌ وَ الْوَلَدُ يُنْسَبُ إِلَى الْأَبِ لَا إِلَى الْأُمِّ فَقُلْتُ إِنْ رَأَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُعْفِيَنِي مِنْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ فَعَلَ فَقَالَ لَسْتُ أَفْعَلُ أَوْ أَجَبْتَ فَقُلْتُ فَأَنَا فِي أَمَانِكَ أَلَّا تصيبني [يُصِيبَنِي] مِنْ آفَةِ السُّلْطَانِ شيئا [شَيْءٌ] فَقَالَ لَكَ الْأَمَانُ قُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَ زَكَرِيَّا وَ يَحْيى وَ عِيسى 212 فَمَنْ أَبُو عِيسَى فَقَالَ لَيْسَ لَهُ أَبٌ إِنَّمَا خُلِقَ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ رُوحِ الْقُدُسِ فَقُلْتُ إِنَّمَا أُلْحِقَ عِيسَى بِذَرَارِيِّ الْأَنْبِيَاءِ ع مِنْ قِبَلِ مَرْيَمَ وَ أُلْحِقْنَا بِذَرَارِيِّ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قِبَلِ فَاطِمَةَ ع لَا مِنْ قِبَلِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ أَحْسَنْتَ يَا مُوسَى زِدْنِي مِنْ مِثْلِهِ فَقُلْتُ اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ بِرُّهَا وَ فَاجِرُهَا أَنَّ حَدِيثَ النَّجْرَانِيِّ حِينَ دَعَاهُ النَّبِيُّ ص إِلَى الْمُبَاهَلَةِ لَمْ يَكُنْ فِي الْكِسَاءِ إِلَّا النَّبِيُّ ص وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ ع فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ 213 فَكَانَ تَأْوِيلُ أَبْنَائِنَا الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ وَ نِسَائِنَا فَاطِمَةَ وَ أَنْفُسِنَا عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع فَقَالَ أَحْسَنْتَ ثُمَّ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِكُمْ لَيْسَ لِلْعَمِّ مَعَ وَلَدِ الصُّلْبِ مِيرَاثٌ فَقُلْتُ أَسْأَلُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِحَقِّ اللَّهِ وَ بِحَقِّ رَسُولِهِ ص أَنْ تُعْفِيَنِي مِنْ تَأْوِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ وَ كَشْفِهَا وَ هِيَ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ مَسْتُورَةٌ فَقَالَ إِنَّكَ قَدْ ضَمِنْتَ لِي أَنْ تُجِيبَ فِيمَا أَسْأَلُكَ وَ لَسْتُ أُعْفِيكَ