کتابخانه روایات شیعه
ذَلِكَ سَمَاعَكَ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقُلْتُ نَعَمْ وَ عَلَى عَيْنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ فَإِذَا فَرَغْتَ فَارْفَعْ حَوَائِجَكَ وَ قَالَ وَ وَكَّلَ بِي مَنْ يَحْفَظُنِي وَ بَعَثَ إِلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِمَائِدَةٍ سَرِيَّةٍ فَكَتَبْتُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ جَمِيعُ أُمُورِ الدُّنْيَا أَمْرَانِ أَمْرٌ لَا اخْتِلَافَ فِيهِ وَ هُوَ إِجْمَاعُ الْأُمَّةِ عَلَى الضَّرُورَةِ الَّتِي يُضْطَرُّونَ إِلَيْهَا وَ أَخْبَارِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهَا الْمَعْرُوضِ عَلَيْهَا كُلُّ شُبْهَةٍ وَ الْمُسْتَنْبَطُ مِنْهَا عَلَى كُلِّ حَادِثَةٍ وَ أَمْرٌ يَحْتَمِلُ الشَّكَّ وَ الْإِنْكَارَ وَ سَبِيلُهُ اسْتِيضَاحُ 216 أَهْلِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِ فَمَا ثَبَتَ لِمُنْتَحِلِيهِ مِنْ كِتَابٍ مُسْتَجْمَعٍ عَلَى تَأْوِيلِهِ أَوْ سُنَّةٍ عَنِ النَّبِيِّ ص لَا اخْتِلَافَ فِيهَا أَوْ قِيَاسٍ تَعْرِفُ الْعُقُولُ عَدْلَهُ ضَاقَ عَلَى مَنِ اسْتَوْضَحَ تِلْكَ الْحُجَّةَ رَدُّهَا وَ وَجَبَ عَلَيْهِ قَبُولُهَا وَ الْإِقْرَارُ وَ الدِّيَانَةُ بِهَا وَ مَا لَمْ يَثْبُتْ لِمُنْتَحِلِيهِ بِهِ حُجَّةٌ مِنْ كِتَابٍ مُسْتَجْمَعٍ عَلَى تَأْوِيلِهِ أَوْ سُنَّةٍ عَنِ النَّبِيِّ ص لَا اخْتِلَافَ فِيهَا أَوْ قِيَاسٍ تَعْرِفُ الْعُقُولُ عَدْلَهُ وَسِعَ خَاصَّ الْأُمَّةِ وَ عَامَّهَا الشَّكُّ فِيهِ وَ الْإِنْكَارُ لَهُ كَذَلِكَ هَذَانِ الْأَمْرَانِ مِنْ أَمْرِ التَّوْحِيدِ فَمَا دُونَهُ إِلَى أَرْشِ الْخَدْشِ فَمَا دُونَهُ فَهَذَا الْمَعْرُوضُ الَّذِي يُعْرَضُ عَلَيْهِ أَمْرُ الدِّينِ فَمَا ثَبَتَ لَكَ بُرْهَانُهُ اصْطَفَيْتَهُ وَ مَا غُمِضَ عَنْكَ ضَوْؤُهُ نَفَيْتَهُ وَ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ فَأَخْبَرْتُ الْمُوَكَّلَ بِي أَنِّي قَدْ فَرَغْتُ مِنْ حَاجَتِهِ فَأَخْبَرَهُ فَخَرَجَ وَ عَرَضْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ أَحْسَنْتَ هُوَ كَلَامٌ مُوجَزٌ جَامِعٌ فَارْفَعْ حَوَائِجَكَ يَا مُوسَى فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوَّلُ حَاجَتِي إِلَيْكَ أَنْ تَأْذَنَ لِي فِي الِانْصِرَافِ إِلَى أَهْلِي فَإِنِّي تَرَكْتُهُمْ بَاكِينَ آيِسِينَ مِنْ أَنْ يَرَوْنِي فَقَالَ مَأْذُونٌ لَكَ ازْدَدْ فَقُلْتُ يُبْقِي اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَنَا مَعَاشِرَ بَنِي عَمِّهِ فَقَالَ ازْدَدْ فَقُلْتُ عَلَيَّ عِيَالٌ كَثِيرٌ وَ أَعْيُنُنَا بَعْدَ اللَّهِ تَعَالَى مَمْدُودَةٌ إِلَى فَضْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ عَادَتِهِ فَأَمَرَ لِي بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ كِسْوَةٍ وَ حَمَلَنِي وَ رَدَّنِي إِلَى أَهْلِي مُكَرَّماً 217 .
حديث أبي الحسن موسى بن جعفر ع و هارون الرشيد و الفضل بن الربيع
حَمْدَانُ بْنُ الْحُسَيْنِ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَبُو عُمَرَ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ: كُنْتُ فِي فِرَاشِي وَ قَدْ خَلَوْتُ فِي بَعْضِ الْمَقَاصِيرِ مَعَ جَارِيَتِي فَسَمِعْتُ وَقْعاً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَتِ الرِّيحُ فَتَحَرَّكْتُ لَهُ إِذاً دَخَلَ مَسْرُورٌ الْكَبِيرُ وَ قَالَ أَجِبْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ 218 فَبَرَزْتُ إِلَيْهِ مَرْعُوباً فَقَالَ لِي يَا فَضْلُ أَطْلِقْ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ السَّاعَةَ وَ هَبْ لَهُ ثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ اخْلَعْ عَلَيْهِ خَمْسَةَ خِلَعٍ وَ احْمِلْهُ عَلَى خَمْسَةٍ مِنَ الظَّهْرِ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ قَالَ نَعَمْ وَيْلَكَ تُرِيدُ أَنْ أَنْقُضَ الْعَهْدَ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا الْعَهْدُ قَالَ بَيْنَا أَنَا فِي مَرْقَدِي إِذْ سَاوَرَنِي أَسْوَدُ 219 مَا رَأَيْتُ فِي السُّودَانِ أَعْظَمَ مِنْهُ فَقَعَدَ عَلَى صَدْرِي وَ قَبَضَ عَلَى حَلْقِي وَ قَالَ أَ حَبَسْتَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ع ظَالِماً لَهُ قُلْتُ أَنَا أُطْلِقُهُ السَّاعَةَ فَأَخَذَ عَلَيَّ عَهْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ أُطْلِقَهُ ثُمَّ قَامَ مِنْ صَدْرِي وَ كَادَتْ نَفْسِي أَنْ تَخْرُجَ قَالَ الْفَضْلُ فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ وَافَيْتُ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ع فِي مُصَلَّاهُ فَأَبْلَغْتُهُ سَلَامَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَعْلَمْتُهُ مَا أَمَرَنِي بِهِ فَقَالَ لَا حَاجَةَ فِي الْمَالِ وَ الْخِلَعِ وَ الْحُمْلَانِ 220 إِذَا كَانَ فِيهِ حُقُوقُ الْأُمَّةِ فَقُلْتُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَنْ تَرُدَّهُ فَيَغْتَاظَ عَلَيْكَ فَقَالَ افْعَلْ مَا شِئْتَ فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَأَخْرَجْتُهُ مِنَ الْحَبْسِ وَ قُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ وَجَبَ حَقِّي عَلَيْكَ لِمُشَارَكَتِي إِيَّاكَ وَ لِمَا أَجْرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى يَدِي فَقَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص فِي النَّوْمِ لَيْلَةَ الْأَرْبِعَاءِ فَقَالَ لِي يَا مُوسَى مَحْبُوسٌ مَظْلُومٌ قُلْتُ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص مَحْبُوسٌ مَظْلُومٌ فَكَرَّرَ عَلَيَّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَهُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ وَ أَصْبِحْ غَداً صَائِماً وَ أَتْبِعْهُ بِصِيَامِ الْخَمِيسِ وَ الْجُمُعَةِ فَإِذَا كَانَ وَقْتُ إِفْطَارِكَ فَصَلِّ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَقُولُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ الْحَمْدَ وَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً وَ كَذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ فَإِذَا انْصَرَفْتَ مِنْ صَلَاتِكَ فَقُلِ اللَّهُمَ
يَا سَاتِرَ الْعُيُوبِ وَ سَامِعَ كُلِّ صَوْتٍ 221 .
حديث موسى بن جعفر ع مع يونس بن عبد الرحمن
قَالَ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَوْماً لِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع أَيْنَ كَانَ رَبُّكَ حِينَ لَا سَمَاءٌ مَبْنِيَّةٌ وَ لَا أَرْضٌ مَدْحِيَّةٌ قَالَ كَانَ نُوراً فِي نُورٍ وَ نُوراً عَلَى نُورٍ خَلَقَ مِنْ ذَلِكَ النُّورِ مَاءاً مُنْكَدِراً فَخَلَقَ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ظُلْمَةً فَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى تِلْكَ الظُّلْمَةِ قَالَ إِنَّمَا سَأَلْتُكَ عَنِ الْمَكَانِ قَالَ قَالَ كُلَّمَا قُلْتَ أَيْنَ فَأَيْنَ هُوَ الْمَكَانُ قَالَ وَصَفْتَ فَأَجَدْتَ إِنَّمَا سَأَلْتُكَ عَنِ الْمَكَانِ الْمَوْجُودِ الْمَعْرُوفِ قَالَ كَانَ فِي عِلْمِهِ لِعِلْمِهِ فَقَصُرَ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ عِنْدَ عِلْمِهِ قَالَ إِنَّمَا سَأَلْتُكَ عَنِ الْمَكَانِ قَالَ يَا لُكَعُ أَ لَيْسَ قَدْ أَجَبْتُكَ أَنَّهُ كَانَ فِي عِلْمِهِ لِعِلْمِهِ فَقَصُرَ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ عِنْدَ عِلْمِهِ 222 .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُيَسِّرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع حَدِيثٌ يَأْخُذُهُ صَادِقٌ عَنْ صَادِقٍ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا 223 .
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ حَفِظَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثاً مِمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فِي أَمْرِ دِينِهِمْ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهاً عَالِماً 224 .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الرَّازِيِّ وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ أَبِيهِ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَيْنَ حَوَارِيُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ ص الَّذِينَ لَمْ يَنْقُضُوا الْعَهْدَ وَ مَضَوْا عَلَيْهِ فَيَقُومُ سَلْمَانُ وَ الْمِقْدَادُ وَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ قَالَ ثُمَّ يُنَادِي أَيْنَ حَوَارِيُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَصِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَيَقُومُ عَمْرُو بْنُ الْحَمِقِ الْخُزَاعِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَ مِيثَمُ بْنُ يَحْيَى التَّمَّارُ مَوْلَى بَنِي أَسَدٍ وَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ قَالَ ثُمَّ يُنَادِي الْمُنَادِي أَيْنَ حَوَارِيُّ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَ ابْنِ فَاطِمَةَ 225 بِنْتِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ ص فَيَقُومُ سُفْيَانُ بْنُ أَبِي لَيْلَى الْهَمْدَانِيُّ وَ حُذَيْفَةُ بْنُ أُسَيْدٍ الْغِفَارِيُّ قَالَ ثُمَّ يُنَادِي أَيْنَ حَوَارِيُّ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ فَيَقُومُ كُلُّ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ وَ لَمْ يَتَخَلَّفْ عَنْهُ قَالَ ثُمَّ يُنَادِي أَيْنَ حَوَارِيُّ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَيَقُومُ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ وَ يَحْيَى ابْنُ أُمِّ الطَّوِيلِ وَ أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِيُّ وَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ ثُمَّ يُنَادِي أَيْنَ حَوَارِيُّ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَ حَوَارِيُّ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فَيَقُومُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَرِيكٍ
الْعَامِرِيُّ وَ زُرَارَةُ بْنُ أَعْيَنَ وَ بُرَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الثَّقَفِيُّ وَ لَيْثُ بْنُ الْبَخْتَرِيِّ الْمُرَادِيُّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ وَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُذَاعَةَ وَ حُجْرُ بْنُ زَائِدَةَ وَ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ ثُمَّ يُنَادَى سَائِرُ الشِّيعَةِ مَعَ سَائِرِ الْأَئِمَّةِ ص يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهَؤُلَاءِ أَوَّلُ الشِّيعَةِ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْفِرْدَوْسَ وَ هَؤُلَاءِ أَوَّلُ السَّابِقِينَ وَ أَوَّلُ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَوَّلُ الْمُتَحَوِّرَةِ مِنَ التَّابِعِينَ 226 .
[حديث جابر بن عبد الله الأنصاري مع الإمام الباقر ع]
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ بَشِيرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ لِأَبِي مَنَاقِبَ لَيْسَتْ لِأَحَدٍ مِنْ آبَائِي إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّكَ تُدْرِكُ مُحَمَّداً ابْنِي فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ فَأَتَى جَابِرٌ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ع يَطْلُبُهُ مِنْهُ فَقَالَ تُرْسِلُ إِلَيْهِ فَيَدْعُوهُ لَكَ مِنَ الْكِتَابِ فَقَالَ اذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَتَاهُ فَأَقْرَأَهُ السَّلَامَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَ الْتَزَمَهُ فَقَالَ وَ عَلَى جَدِّي السَّلَامُ وَ عَلَيْكَ يَا جَابِرُ قَالَ فَسَأَلَهُ جَابِرٌ أَنْ يَضْمَنَ لَهُ الشَّفَاعَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقَالَ لَهُ أَفْعَلُ ذَلِكَ يَا جَابِرُ 227 .
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ رَفَعَهُ عَنْ حَرِيزٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ كَانَ آخِرَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ كَانَ مُنْقَطِعاً إِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ كَانَ يَقْعُدُ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ مُعْتَمٌّ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ وَ كَانَ يُنَادِي يَا بَاقِرُ يَا بَاقِرُ فَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ جَابِرٌ يَهْجُرُ فَكَانَ يَقُولُ لَا وَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ وَ لَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ إِنَّكَ سَتُدْرِكُ رَجُلًا اسْمُهُ اسْمِي وَ شَمَائِلُهُ شَمَائِلِي يَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً فَذَلِكَ الَّذِي دَعَانِي إِلَى مَا أَقُولُ قَالَ فَبَيْنَا جَابِرٌ يَتَرَدَّدُ ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ إِذْ مَرَّ بِكُتَّابٍ فِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ قَالَ ىَا غُلَامُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ شَمَائِلُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ الَّذِي نَفْسُ جَابِرٍ بِيَدِهِ يَا غُلَامُ مَا اسْمُكَ قَالَ اسْمِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ يُقَبِّلُ
رَأْسَهُ فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي أَبُوكَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ قَالَ فَرَجَعَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَ هُوَ ذَعِرٌ 228 فَأَخْبَرَهُ الْخَبَرَ فَقَالَ يَا بُنَيَّ الْزَمْ بَيْتَكَ وَ كَانَ جَابِرٌ يَأْتِيهِ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَ كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ وَا عَجَبَاهْ لِجَابِرٍ يَأْتِي هَذَا الْغُلَامَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَ هُوَ آخِرُ مَا بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَضَى عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع وَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ع يَأْتِيهِ عَلَى وَجْهِ الْكَرَامَةِ لِصُحْبَتِهِ بِرَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ فَجَلَسَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ع يُحَدِّثُهُمْ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَكَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقُولُونَ مَا رَأَيْنَا أَحَداً قَطُّ أَجْرَأَ مِنْ ذَا قَالَ فَلَمَّا رَأَى مَا يَقُولُونَ حَدَّثَهُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَ مَا رَأَيْنَا أَحَداً قَطُّ أَكْذَبَ مِنْ هَذَا يُحَدِّثُ عَمَّنْ لَمْ يَرَهُ فَلَمَّا رَأَى مَا يَقُولُونَ حَدَّثَهُمْ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص فَصَدَّقُوهُ وَ كَانَ وَ اللَّهِ جَابِرٌ يَأْتِيهِ وَ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ 229 .
[حديث رسول الله ص مع الأصحاب بعد نزول آية المودة]
حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ اللَّيْثِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ آبَائِهِ ع أَنَّهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى 230 قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَدْ فَرَضَ لِي عَلَيْكُمْ فَرْضاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُؤَدُّوهُ قَالَ فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَانْصَرَفَ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ قَامَ فِيهِمْ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَلَمْ يَتَكَلَّمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ قَامَ فِيهِمْ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لَيْسَ بِذَهَبٍ وَ لَا فِضَّةٍ وَ لَا مَطْعَمٍ وَ لَا مَشْرَبٍ قَالُوا فَأَلْقِهِ إِذاً قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَنْزَلَ عَلَيَ قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قَالُوا أَمَّا هَذِهِ فَنَعَمْ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَوَ اللَّهِ مَا وَفَى بِهَا إِلَّا سَبْعَةُ نَفَرٍ سَلْمَانُ وَ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَ عَمَّارٌ وَ الْمِقْدَادُ وَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ مَوْلًى لِرَسُولِ اللَّهِ ص يُقَالُ لَهُ شَبِيبٌ وَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ 231 .
[في ذكر حواري أهل البيت ع و جملة من أصحابهم]
خزيمة بن ثابت
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ عَنْ غِيَاثِ بْنِ كَلُّوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص اشْتَرَى فَرَساً مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَأَعْجَبَهُ فَقَامَ أَقْوَامٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ حَسَدُوا رَسُولَ اللَّهِ ص عَلَى مَا أَخَذَ مِنْهُ فَقَالُوا لِلْأَعْرَابِيِّ لَوْ تَبَلَّغْتَ بِهِ إِلَى السُّوقِ بِعْتَهُ بِأَضْعَافِ هَذَا فَدَخَلَ الْأَعْرَابِيَّ الشَّرَهُ فَقَالَ أَ لَا أَرْجِعُ فَأَسْتَقِيلَهُ فَقَالُوا لَا وَ لَكِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ فَإِذَا جَاءَكَ بِنَقْدِكَ فَقُلْ مَا بِعْتُكَ بِهَذَا فَإِنَّهُ سَيَرُدُّهُ عَلَيْكَ فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ ص أَخْرَجَ إِلَيْهِ النَّقْدَ فَقَالَ مَا بِعْتُكَ بِهَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ ص وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَقَدْ بِعْتَنِي بِهَذَا فَقَامَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ يَا أَعْرَابِيُّ أَشْهَدُ لَقَدْ بِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ ص بِهَذَا الثَّمَنِ الَّذِي قَالَ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ لَقَدْ بِعْتُهُ وَ مَا مَعَنَا مِنْ أَحَدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِخُزَيْمَةَ كَيْفَ شَهِدْتَ بِهَذَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي تُخْبِرُنَا عَنِ اللَّهِ وَ أَخْبَارِ السَّمَاوَاتِ فَنُصَدِّقُكَ وَ لَا نُصَدِّقُكَ فِي ثَمَنِ هَذَا فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ فَهُوَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ 232 .
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ جَمِيلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: ارْتَدَّ النَّاسُ بَعْدَ الْحُسَيْنِ ع إِلَّا ثَلَاثَةً أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِيُّ وَ يَحْيَى ابْنُ أُمِّ الطَّوِيلِ وَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ لَحِقُوا وَ كَثُرُوا وَ كَانَ يَحْيَى ابْنُ أُمِّ الطَّوِيلِ يَدْخُلُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ يَقُولُ كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ 233 .