کتابخانه روایات شیعه
[في ذكر حواري أهل البيت ع و جملة من أصحابهم]
خزيمة بن ثابت
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ عَنْ غِيَاثِ بْنِ كَلُّوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص اشْتَرَى فَرَساً مِنْ أَعْرَابِيٍّ فَأَعْجَبَهُ فَقَامَ أَقْوَامٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ حَسَدُوا رَسُولَ اللَّهِ ص عَلَى مَا أَخَذَ مِنْهُ فَقَالُوا لِلْأَعْرَابِيِّ لَوْ تَبَلَّغْتَ بِهِ إِلَى السُّوقِ بِعْتَهُ بِأَضْعَافِ هَذَا فَدَخَلَ الْأَعْرَابِيَّ الشَّرَهُ فَقَالَ أَ لَا أَرْجِعُ فَأَسْتَقِيلَهُ فَقَالُوا لَا وَ لَكِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ فَإِذَا جَاءَكَ بِنَقْدِكَ فَقُلْ مَا بِعْتُكَ بِهَذَا فَإِنَّهُ سَيَرُدُّهُ عَلَيْكَ فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ ص أَخْرَجَ إِلَيْهِ النَّقْدَ فَقَالَ مَا بِعْتُكَ بِهَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ ص وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَقَدْ بِعْتَنِي بِهَذَا فَقَامَ خُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ يَا أَعْرَابِيُّ أَشْهَدُ لَقَدْ بِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ ص بِهَذَا الثَّمَنِ الَّذِي قَالَ فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ لَقَدْ بِعْتُهُ وَ مَا مَعَنَا مِنْ أَحَدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِخُزَيْمَةَ كَيْفَ شَهِدْتَ بِهَذَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي تُخْبِرُنَا عَنِ اللَّهِ وَ أَخْبَارِ السَّمَاوَاتِ فَنُصَدِّقُكَ وَ لَا نُصَدِّقُكَ فِي ثَمَنِ هَذَا فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص شَهَادَتَهُ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ فَهُوَ ذُو الشَّهَادَتَيْنِ 232 .
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ يُونُسَ عَنْ جَمِيلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: ارْتَدَّ النَّاسُ بَعْدَ الْحُسَيْنِ ع إِلَّا ثَلَاثَةً أَبُو خَالِدٍ الْكَابُلِيُّ وَ يَحْيَى ابْنُ أُمِّ الطَّوِيلِ وَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ثُمَّ إِنَّ النَّاسَ لَحِقُوا وَ كَثُرُوا وَ كَانَ يَحْيَى ابْنُ أُمِّ الطَّوِيلِ يَدْخُلُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ يَقُولُ كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ 233 .
وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْغَسَّانِيِّ يَرْفَعُهُ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ الْعِرَاقَيْنِ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَدِمَ فِي وَفْدِ أَهْلِ الْكُوفَةِ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ الطَّائِيُّ وَ فِي وَفْدِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ وَ صَعْصَعَةُ بْنُ صُوحَانَ فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ لِمُعَاوِيَةَ هَؤُلَاءِ رِجَالُ الدُّنْيَا وَ هُمْ شِيعَةُ عَلِيٍّ الَّذِينَ قَاتَلُوا مَعَهُ يَوْمَ الْجَمَلِ وَ يَوْمَ صِفِّينَ فَكُنْ مِنْهُمْ عَلَى حَذَرٍ فَأَمَرَ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ بِمَجْلِسٍ سِرِّيٍّ وَ اسْتَقْبَلَ 234
الْقَوْمَ بِالْكَرَامَةِ فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالَ لَهُمْ أَهْلًا وَ سَهْلًا قَدِمْتُمْ أَرْضَ الْمُقَدَّسَةِ وَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الرُّسُلِ وَ الْحَشْرِ وَ النَّشْرِ فَتَكَلَّمَ صَعْصَعَةُ وَ كَانَ مِنْ أَحْضَرِ النَّاسِ جَوَاباً فَقَالَ يَا مُعَاوِيَةُ أَمَّا قَوْلُكَ أَرْضَ الْمُقَدَّسَةِ فَإِنَّ الْأَرْضَ لَا تُقَدِّسُ أَهْلَهَا وَ إِنَّمَا تُقَدِّسُهُمُ الْأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ وَ أَمَّا قَوْلُكَ أَرْضَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الرُّسُلِ فَمَنْ بِهَا مِنْ أَهْلِ النِّفَاقِ وَ الشِّرْكِ وَ الْفَرَاعِنَةِ وَ الْجَبَابِرَةِ أَكْثَرُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَ الرُّسُلِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ أَرْضَ الْحَشْرِ وَ النَّشْرِ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَضُرُّهُ بَعْدَ الْحَشْرِ وَ الْمُنَافِقَ لَا يَنْفَعُهُ قُرْبُهُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لَوْ أَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ أَوْلَدَهُمْ أَبُو سُفْيَانَ لَمَا كَانَ فِيهِمْ إِلَّا كَيِّساً رَشِيداً فَقَالَ صَعْصَعَةُ قَدْ أَوْلَدَ النَّاسَ مَنْ كَانَ خَيْراً مِنْ أَبِي سُفْيَانَ فَأَوْلَدَ الْأَحْمَقَ وَ الْمُنَافِقَ وَ الْفَاجِرَ وَ الْفَاسِقَ وَ الْمَعْتُوهَ وَ الْمَجْنُونَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ فَخَجِلَ مُعَاوِيَةُ 235 .
الأصبغ بن نباتة
و كان من شرطة الخميس و كان فاضلا.
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُؤَدِّبِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِي الْحُسَيْنِ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: قُلْتُ لِلْأَصْبَغِ مَا كَانَ مَنْزِلَةُ هَذَا الرَّجُلِ 236 فِيكُمْ فَقَالَ مَا أَدْرِي مَا تَقُولُ إِلَّا أَنَّ سُيُوفَنَا كَانَ عَلَى عَوَاتِقِنَا وَ مَنْ أَوْمَأَ إِلَيْهِ ضَرَبْنَاهُ 237 .
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْبِلَادِ عَنْ رَجُلٍ عَنِ الْأَصْبَغِ قَالَ: قُلْتُ لَهُ كَيْفَ سُمِّيتُمْ شُرْطَةَ الْخَمِيسِ يَا أَصْبَغُ فَقَالَ إِنَّا ضَمِنَّا لَهُ الذَّبْحَ وَ ضَمِنَ لَنَا الْفَتْحَ 238 .
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الشَّحَّاذُ 239 عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْفَزَارِيِّ عَنْ آدَمَ التَّمَّارِ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: أَتَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ص لِأُسَلِّمَ عَلَيْهِ فَجَلَسْتُ أَنْتَظِرُهُ فَخَرَجَ إِلَيَّ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَضَرَبَ عَلَى كَفِّي ثُمَّ شَبَّكَ أَصَابِعَهُ فِي أَصَابِعِي ثُمَّ قَالَ يَا أَصْبَغَ بْنَ نُبَاتَةَ قُلْتُ لَبَّيْكَ وَ سَعْدَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ إِنَّ وَلِيَّنَا وَلِيُّ اللَّهِ فَإِذَا مَاتَ وَلِيُّ اللَّهِ كَانَ مِنَ اللَّهِ بِالرَّفِيقِ الْأَعْلَى وَ سَقَاهُ مِنَ النَّهَرِ أَبْرَدَ مِنَ الثَّلْجِ وَ أَحْلَى مِنَ الشَّهْدِ وَ أَلْيَنَ مِنَ الزُّبْدِ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي وَ إِنْ كَانَ مُذْنِباً فَقَالَ نَعَمْ وَ إِنْ كَانَ مُذْنِباً أَ مَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً 240 يَا أَصْبَغُ إِنَّ وَلِيَّنَا لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَ عَلَيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ مِثْلُ زَبَدِ الْبَحْرِ وَ مِثْلُ عَدَدِ الرَّمْلِ لَغَفَرَهَا اللَّهُ لَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى 241 .
[زرارة بن أعين و جابر بن يزيد الجعفي]
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ الْأَقْطَعِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ مَا أَجِدُ أَحَداً أَحْيَا ذِكْرَنَا وَ أَحَادِيثَ أَبِي ع إِلَّا زُرَارَةُ وَ أَبُو بَصِيرٍ الْمُرَادِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ بُرَيْدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَ لَوْ لَا هَؤُلَاءِ مَا كَانَ أَحَدٌ يَسْتَنْبِطُ هُدًى هَؤُلَاءِ حُفَّاظُ الدِّينِ وَ أُمَنَاءُ أَبِي ع عَلَى حَلَالِ اللَّهِ وَ حَرَامِهِ وَ هُمُ السَّابِقُونَ إِلَيْنَا فِي الدُّنْيَا وَ فِي الْآخِرَةِ 242 .
وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع رَحِمَ اللَّهُ زُرَارَةَ بْنَ أَعْيَنَ لَوْ لَا زُرَارَةُ لَانْدَرَسَتْ آثَارُ النُّبُوَّةِ أَحَادِيثُ أَبِي ع 243 .
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ الْمُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ ع سَبْعِينَ أَلْفَ حَدِيثاً لَمْ أُحَدِّثْ بِهَا أَحَداً قَطُّ وَ لَا أُحَدِّثُ بِهَا أَحَداً أَبَداً
قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ ع جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّكَ حَمَّلْتَنِي وِقْراً عَظِيماً بِمَا حَدَّثْتَنِي بِهِ مِنْ سِرِّكُمُ الَّذِي لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَداً وَ رُبَّمَا جَاشَ فِي صَدْرِي حَتَّى يَأْخُذَنِي مِنْهُ شِبْهُ الْجُنُونِ قَالَ يَا جَابِرُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَاخْرُجْ إِلَى الْجَبَّانِ فَاحْفِرْ حَفِيرَةً وَ دَلِّ رَأْسَكَ فِيهَا ثُمَّ قُلْ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بِكَذَا وَ كَذَا 244 .
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْخَزَّازِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: زَامَلْتُ جَابِرَ بْنَ يَزِيدَ الْجُعْفِيَّ إِلَى الْحَجِّ فَلَمَّا خَرَجْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ذَهَبَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ع فَوَدَّعَهُ ثُمَّ خَرَجْنَا فَمَا زِلْنَا حَتَّى نَزَلْنَا الْأُخَيْرِجَةَ 245 فَلَمَّا صَلَّيْنَا الْأُولَى وَ رَحَلْنَا وَ اسْتَوَيْنَا فِي الْمَحْمِلِ إِذاً دَخَلَ رَجُلٌ طُوَالٌ آدَمُ شَدِيدُ الْأُدْمَةِ وَ مَعَهُ كِتَابٌ طِينُهُ رَطْبٌ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ ع إِلَى جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ فَتَنَاوَلَهُ جَابِرٌ وَ أَخَذَهُ وَ قَبَّلَهُ ثُمَّ قَالَ مَتَى عَهْدُكَ بِسَيِّدِي قَبْلَ الصَّلَاةِ أَوْ بَعْدَ الصَّلَاةِ قَالَ بَعْدَ الصَّلَاةِ السَّاعَةَ قَالَ فَفَكَّ الْكِتَابَ وَ أَقْبَلَ يَقْرَؤُهُ وَ يُقَطِّبُ 246 وَجْهَهُ فَمَا ضَحِكَ وَ لَا تَبَسَّمَ حَتَّى وَافَيْنَا الْكُوفَةَ وَ قَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ يَضْحَكُ وَ يَتَبَسَّمُ وَ يُحَدِّثُ فَلَمَّا نَزَلْنَا الْكُوفَةَ دَخَلَ الْبَيْتَ فَأَبْطَأَ سَاعَةً ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا قَدْ عَلَّقَ الْكِتَابَ فِي عُنُقِهِ وَ رَكِبَ الْقَصَبَ وَ دَارَ فِي أَزِقَّةِ الْكُوفَةِ وَ هُوَ يَقُولُ مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ أَمِيرٌ غَيْرُ مَأْمُورٍ 247 وَ نَحْوَ هَذَا مِنَ الْكَلَامِ وَ أَقْبَلَ يَدُورُ فِي أَزِقَّةِ الْكُوفَةِ وَ النَّاسُ يَقُولُونَ جُنَّ جَابِرٌ جُنَّ جَابِرٌ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَرَدَ كِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى يُوسُفَ بْنِ عُثْمَانَ بِأَنِ انْظُرْ رَجُلًا مِنْ جُعْفٍ يُقَالُ لَهُ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ وَ ابْعَثْ إِلَيَّ بِرَأْسِهِ فَلَمَّا قَرَأَ يُوسُفُ بْنُ عُثْمَانَ الْكِتَابَ الْتَفَتَ إِلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ مَنْ جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ فَقَدْ أَتَانِي مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُنِي بِضَرْبِ عُنُقِهِ وَ أَنْ أَبْعَثَ إِلَيْهِ بِرَأْسِهِ فَقَالُوا أَصْلَحَ اللَّهُ الْأَمِيرَ هَذَا رَجُلٌ عَلَّامَةٌ صَاحِبُ حَدِيثٍ وَ وَرَعٍ وَ زُهْدٍ وَ إِنَّهُ جُنَّ وَ خُولِطَ فِي عَقْلِهِ وَ هَا هُوَ ذَا فِي الرَّحْبَةِ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَكَتَبَ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ فِي أَمْرِ هَذَا الرَّجُلِ الْجُعْفِيِّ وَ إِنَّهُ جُنَّ فَكَتَبَ إِلَيْهِ دَعْهُ قَالَ فَمَا مَضَتِ الْأَيَّامُ حَتَّى جَاءَ
مَنْصُورُ بْنُ جُمْهُورٍ فَقَتَلَ يُوسُفَ بْنَ عُثْمَانَ فَصَنَعَ مَا صَنَعَ 248 .
عيسى بن أعين
قَالَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ قَالَ: كَانَ عِيسَى بْنُ أَعْيَنَ إِذَا حَجَّ فَصَارَ إِلَى الْمَوْقِفِ أَقْبَلَ عَلَى الدُّعَاءِ لِإِخْوَانِهِ حَتَّى يُفِيضَ النَّاسُ فَقِيلَ لَهُ تُنْفِقُ مَالَكَ وَ تُتْعِبُ بَدَنَكَ حَتَّى إِذَا صِرْتَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي تُبَثُّ فِيهَا الْحَوَائِجُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَقْبَلْتَ عَلَى الدُّعَاءِ لِإِخْوَانِكَ وَ تَرَكْتَ نَفْسَكَ فَقَالَ إِنِّي عَلَى يَقِينٍ مِنْ دُعَاءِ الْمَلَكِ لِي وَ فِي شَكٍّ مِنَ الدُّعَاءِ لِنَفْسِي 249 .
وَ عَنْهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ أَخِي يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْهُ قَالَ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَاسْتَقْبَلَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع فِي بَعْضِ أَزِقَّتِهَا فَقَالَ يَا يُونُسُ فَإِنَّ بِالْبَابِ رَجُلٌ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَ فَجِئْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ جَالِسٌ عَلَى الْبَابِ قَالَ فَقُلْتُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ قُمَّ قَالَ فَلَمْ يَكُنْ بِأَسْرَعَ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَلَى حِمَارٍ فَدَخَلَ عَلَى الْحِمَارِ الدَّارَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا فَقَالَ ادْخُلَا ثُمَّ قَالَ يَا يُونُسُ أَحْسَبُكَ أَنْكَرْتَ قَوْلِي لَكَ أَنَّ عِيسَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ قَالَ قُلْتُ إِي وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاكَ لِأَنَّ عِيسَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ قُمَّ قَالَ يَا يُونُسَ بْنَ يَعْقُوبَ عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَّا حَيّاً وَ هُوَ مِنَّا مَيِّتاً 250 .
عمران بن عبد الله القمي
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ بَعْضِ الْكُوفِيِّينَ قَالَ: كُنْتُ بِمِنًى إِذْ أَقْبَلَ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ وَ مَعَهُ مَضَارِبُ لِلرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ وَ فِيهَا كَنَفٌ فَضَرَبَهَا فِي مِضْرَبِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِذْ أَقْبَلَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع وَ مَعَهُ نِسَاؤُهُ فَقَالَ مَا هَذَا فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذِهِ مَضَارِبُ ضَرَبَهَا لَكَ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ قَالَ فَنَزَلَ بِهَا ثُمَّ قَالَ يَا غُلَامَ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ فَأَقْبَلَ فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَذِهِ الْمَضَارِبُ الَّتِي أَمَرْتَنِي أَنْ أَعْمَلَهَا لَكَ فَقَالَ بِكَمِ ارْتَفَعَتْ فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّ الْكَرَابِيسَ مِنْ صَنْعَتِي وَ عَمِلْتُهَا لَكَ فَأَنَا أُحِبُّ جُعِلْتُ فِدَاكَ أَنْ تَقْبَلَهَا مِنِّي هَدِيَّةً وَ قَدْ رَدَدْتُ الْمَالَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِيهِ قَالَ فَقَبَضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَلَى يَدِهِ ثُمَّ قَالَ أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ يُظِلَّكَ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ 251 .
وَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِيٍّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عِمْرَانَ الْقُمِّيِّ عَنْ حَمَّادٍ النَّابِ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع بِمِنًى وَ نَحْنُ جَمَاعَةٌ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ فَسَأَلَهُ وَ بَرَّهُ وَ بَشَّهُ فَلَمَّا أَنْ قَامَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ هَذَا الَّذِي بَرَرْتَهُ هَذَا الْبِرَّ فَقَالَ هَذَا مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النُّجَبَاءِ مَا أَرَادَ بِهِمْ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ إِلَّا قَصَمَهُ اللَّهُ 252 .
وَ عَنْهُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَمْزَةَ عَنِ الْمَرْزُبَانِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: أَقْبَلَ عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّيُّ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَرَّبَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ كَيْفَ أَنْتَ وَ كَيْفَ وُلْدُكَ وَ كَيْفَ أَهْلُكَ وَ كَيْفَ بَنُو عَمِّكَ وَ كَيْفَ أَهْلُ بَيْتِكَ ثُمَّ حَدَّثَهُ مَلِيّاً فَلَمَّا خَرَجَ قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع مَنْ هَذَا قَالَ نَجِيبٌ مِنْ قَوْمِ النُّجَبَاءِ مَا نَصَبَ لَهُمْ جَبَّارٌ إِلَّا قَصَمَهُ اللَّهُ 253 .
محمد بن أبي بكر رحمه الله
ابْنُ الطَّيَّارِ قَالَ: ذُكِرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع
رَحِمَهُ اللَّهُ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يَوْماً مِنَ الْأَيَّامِ ابْسُطْ يَدَكَ أُبَايِعْكَ فَقَالَ أَ وَ مَا فَعَلْتَ فَقَالَ بَلَى فَبَسَطَ يَدَهُ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ إِمَامٌ مُفْتَرَضٌ طَاعَتُكَ وَ أَنَّ أَبِي فِي النَّارِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع كَانَتِ النَّجَابَةُ 254 مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ لَا مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ 255 .
وَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْفَامِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ بَايَعَ عَلِيّاً عَلَى الْبَرَاءَةِ مِنْ أَبِيهِ 256 .
وَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ كَانَ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع مِنْ قُرَيْشٍ خَمْسَةُ نَفَرٍ وَ كَانَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ قَبِيلَةً مَعَ مُعَاوِيَةَ فَأَمَّا الْخَمْسَةُ فَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَتَتْهُ النَّجَابَةُ مِنْ قِبَلِ أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ وَ كَانَ مَعَهُ هِشَامُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الْمِرْقَالُ وَ كَانَ مَعَهُ جَعْدَةُ بْنُ هُبَيْرَةَ الْمَخْزُومِيُّ وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع خَالَهُ وَ هُوَ الَّذِي قَالَ لَهُ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ إِنَّمَا هَذِهِ الشِّدَّةُ فِي الْحَرْبِ مِنْ قِبَلِ خَالِكَ فَقَالَ لَهُ جَعْدَةُ لَوْ كَانَ لَكَ خَالٌ مِثْلُ خَالِي لَنَسِيتَ أَبَاكَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَ الْخَامِسُ سَلِفُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع ابْنُ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعَةِ 257 .
ابن ليلى و شتير