کتابخانه روایات شیعه
إِنْ لَمْ يَكُنْ كَتَبَهُ عَنْ أَمْرِكَ فَقَدِ اسْتَضْعَفَكَ فِي سُلْطَانِكَ وَ إِنْ كَانَ كَتَبَهُ بِأَمْرِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَيْتَ لَكَ مِنَ الْكَذِبِ أَ مِنْ أَيِّهِمَا تَعْتَذِرُ وَ مِنْ أَيِّهِمَا تَعْتَبِرُ أَمَا إِنَّ لِعَلِيٍّ ص دِيكاً أَشْتَرَ جَيِّدَ الْعُنْصُرِ 502 يَلْتَقِطُ الْخَرْدَلَ لِجَيْشِهِ وَ جُيُوشِهِ فَيَجْمَعُهُ فِي حَوْصَلَتِهِ قَالَ وَ مَنْ ذَلِكَ يَا أَعْرَابِيُّ قَالَ ذَلِكَ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ الْأَشْتَرُ ثُمَّ أَخَذَ الْكِتَابَ وَ الْجَائِزَةَ وَ انْطَلَقَ بِهِ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ص فَأَقْبَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ نَرَى لَوْ وَجَّهْتُكُمْ بِأَجْمَعِكُمْ فِي كُلِّ مَا وَجَّهَ بِهِ صَاحِبُهُ مَا كُنْتُمْ تُؤَدُّونَ عَنِّي عُشْرَ عَشِيرِ مَا أَدَّى هَذَا عَنْ صَاحِبِهِ كَمَلَ الْخَبَرُ 503 .
ما قرأه أبو عبد الله ع بعد قراءة القرآن
رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ قَرَأْتُ مَا قَضَيْتَ لِي مِنْ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ الصَّادِقِ فَلَكَ الْحَمْدُ رَبَّنَا اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ أَحَلَّ حَلَالَهُ وَ حَرَّمَ حَرَامَهُ وَ آمَنَ بِمُحْكَمِهِ وَ مُتَشَابِهِهِ وَ اجْعَلْهُ لِي أُنْساً فِي قَبْرِي وَ أُنْساً فِي حَشْرِي وَ أُنْساً فِي نَشْرِي وَ اجْعَلْنِي مِمَّنْ تُرَقِّيهِ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأْتُهَا لِي دَرَجَةً فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا كِتَابُكَ الْمُنْزَلُ مِنْ عِنْدِكَ عَلَى رَسُولِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ كَلَامُكَ النَّاطِقُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِكَ فِيهِ حُكْمُكَ وَ شَرَائِعُ دِينِكَ أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ وَ جَعَلْتَهُ عَهْداً مِنْكَ إِلَى خَلْقِكَ وَ حَبْلًا مُتَّصِلًا فِيمَا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ عِبَادِكَ اللَّهُمَّ إِنِّي نَشَرْتُ عَهْدَكَ وَ كِتَابَكَ اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَظَرِي فِيهِ عِبَادَةً وَ قِرَاءَتِي فِيهِ فِكْراً وَ فِكْرِي اعْتِبَاراً وَ اجْعَلْنِي مِمَّنِ اتَّعَظَ بِبَيَانِ مَوَاعِظِكَ فِيهِ وَ اجْتَنَبَ مَعَاصِيَكَ وَ لَا تَطْبَعْ عِنْدَ قِرَاءَتِي كِتَابَكَ عَلَى قَلْبِي وَ لَا عَلَى سَمْعِي وَ لَا تَجْعَلْ عَلَى بَصَرِي غِشَاوَةً وَ لَا تَجْعَلْ قِرَاءَتِي قِرَاءَةً لَا تَدَبُّرَ فِيهَا بَلِ اجْعَلْنِي أَتَدَبَّرُ آيَاتِهِ وَ أَحْكَامَهُ آخِذاً بِشَرَائِعِ دِينِكَ وَ لَا تَجْعَلْ نَظَرِي فِيهِ غَفْلَةً وَ لَا قِرَاءَتِي مِنْهُ هَذَراً إِنَّكَ أَنْتَ الرَّءُوفُ الرَّحِيمُ
رُوِيَ هَذَا الْخَبَرُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَخَذَ الْمُصْحَفَ وَ نَشَرَهُ قَالَ هَذَا-.
كمل الخبر
504
ثمانية لا يقبل الله صلاتهم
ثَمَانِيَةٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاتَهُمْ الْإِمَامُ الْجَائِرُ وَ الْإِمَامُ الَّذِي يُصَلِّي بِالْقَوْمِ وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ وَ السَّكْرَانُ وَ مَانِعُ الزَّكَاةِ وَ تَارِكُ الْوُضُوءِ وَ الزِّبِّينُ وَ الْمَرْأَةُ تَبِيتُ وَ زَوْجُهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ وَ الْحُرَّةُ تُصَلِّي بِغَيْرِ قِنَاعٍ 505 .
رُوِيَ عَنِ الْعَالِمِ ع أَنَّهُ قَالَ: الْمُسْتَتِرُ بِالْحَسَنَةِ لَهُ سَبْعُونَ ضِعْفاً وَ الْمُذِيعُ لَهُ وَاحِدٌ وَ الْمُسْتَتِرُ بِالسَّيِّئَةِ مَغْفُورٌ لَهَا وَ الْمُذِيعُ لَهَا مَخْذُولٌ الْمُقِرُّ بِذَنْبِهِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ وَ إِذَا كَانَ الرَّجُلُ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ فِي صَلَاتِهِ يُقِرُّ لِلَّهِ بِذُنُوبِهِ وَ يَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ وَ فِي ضَمِيرِهِ أَنْ لَا يَرْجِعَ إِلَيْهِ فَاللَّهُ يَغْفِرُ لَهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ: رَفَعَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع كِتَاباً فِيهِ سِعَايَةٌ فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ثُمَّ قَالَ ع يَا هَذَا إِنْ كُنْتَ صَادِقاً مَقَتْنَاكَ وَ إِنْ كُنْتَ كَاذِباً عَاقَبْنَاكَ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ الْقَيْلَةَ أَقَلْنَاكَ 506 قَالَ بَلْ تُقِيلُنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 507 اصْبِرُوا عَلَى مَصَائِبِكُمْ وَ صَابِرُوا عَلَى دِينِكُمْ وَ رَابِطُوا لِإِمَامِكُمْ.
خلق الإنسان
قَالَ الْعَالِمُ ع خَلَقَ اللَّهُ عَالَمَيْنِ مُتَّصِلَيْنِ فَعَالَمٌ عِلْوِيٌّ وَ عَالَمٌ سِفْلِيٌّ وَ رَكَّبَ الْعَالَمَيْنِ جَمِيعاً فِي ابْنِ آدَمَ وَ خَلَقَهُ كُرَوِيّاً مُدَوَّراً فَخَلَقَ اللَّهُ رَأْسَ ابْنِ آدَمَ كَقُبَّةِ الْفَلَكِ وَ شَعْرَهُ كَعَدَدِ
النُّجُومِ وَ عَيْنَيْهِ كَالشَّمْسِ وَ الْقَمَرِ وَ مَنْخِرَيْهِ كَالشِّمَالِ وَ الْجُنُوبِ وَ أُذُنَيْهِ كَالْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ جَعَلَ لَمْحَهُ كَالْبَرْقِ وَ كَلَامَهُ كَالرَّعْدِ وَ مَشْيَهُ كَسَيْرِ الْكَوَاكِبِ وَ قُعُودَهُ كَشَرَفِهَا وَ غَفْوَهُ كَهُبُوطِهَا 508 وَ مَوْتَهُ كَاحْتِرَاقِهَا وَ خَلَقَ فِي ظَهْرِهِ أَرْبَعاً وَ عِشْرِينَ فِقْرَةً كَعَدَدِ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ وَ خَلَقَ لَهُ ثَلَاثِينَ مِعًى كَعَدَدِ الْهِلَالِ ثَلَاثِينَ يَوْماً وَ خَلَقَ لَهُ اثْنَيْ عَشَرَ عُضْواً وَ هُوَ مِقْدَارُ مَا تُقِيمُ الْجَنِينُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ 509 وَ عَجَنَهُ مِنْ مِيَاهٍ أَرْبَعَةٍ خَلَقَ الْمَالِحَ فِي عَيْنَيْهِ فَهُمَا لَا يَذُوبَانِ فِي الْحَرِّ وَ لَا يخمدان [يَجْمُدَانِ] فِي الْبَرْدِ وَ خَلَقَ الْمُرَّ فِي أُذُنَيْهِ لِكَيْلَا تَقْرَبَهَا الْهَوَامُّ وَ خَلَقَ الْمَنِيَّ فِي ظَهْرِهِ لِكَيْلَا يَعْتَرِيَهُ الْفَسَادُ وَ خَلَقَ الْعَذْبَ فِي لِسَانِهِ فَشَهِدَ آدَمُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ 510 وَ خَلَقَهُ بِنَفْسٍ وَ جَسَدٍ وَ رُوحٍ فَرُوحُهُ الَّتِي لَا تُفَارِقُهُ إِلَّا بِفِرَاقِ الدُّنْيَا وَ بِنَفْسِهِ الَّتِي يَرَى بِهَا الْأَحْلَامَ وَ الْمَقَامَاتِ وَ جِسْمُهُ هُوَ الَّذِي يَبْلَى وَ يَرْجِعُ إِلَى التُّرَابِ-
كَمَلَ الْحَدِيثُ 511
يُرْوَى عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قَالَ: الْمُؤْمِنُ هَاشِمِيٌّ لِأَنَّهُ هَشَمَ الضَّلَالَ وَ الْكُفْرَ وَ النِّفَاقَ وَ الْمُؤْمِنُ قُرَشِيٌّ لِأَنَّهُ أَقَرَّ لِلشَّيْءِ وَ نَحْنُ الشَّيْءُ وَ أَنْكَرَ اللَّاشَيْءَ الدَّلَامَ وَ أَتْبَاعَهُ وَ الْمُؤْمِنُ نَبَطِيٌّ لِأَنَّهُ اسْتَنْبَطَ الْأَشْيَاءَ فَعَرَفَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَ الْمُؤْمِنُ عَرَبِيٌّ لِأَنَّهُ أَعْرَبَ عَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَ الْمُؤْمِنُ أَعْجَمِيٌّ لِأَنَّهُ أُعْجِمَ عَنِ الدَّلَامِ فَلَمْ يَذْكُرْهُ بِخَيْرٍ وَ الْمُؤْمِنُ فَارِسِيٌّ لِأَنَّهُ يَفْرِسُ فِي الْإِيمَانِ لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ مَنُوطاً بِالثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ أَبْنَاءُ فَارِسَ يَعْنِي بِهِ الْمُتَفَرِّسَ فَاخْتَارَ مِنْهَا أَفْضَلَهَا وَ اعْتَصَمَ بِأَشْرَفِهَا وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ 512 .
[فضائل علي ع من كتاب ابن دأب]
(من كتاب ابن دأب في فضل أمير المؤمنين ع فيه سبعون منقبة له ليس لأحد فيها نصيب) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ رَوَى لَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ عَامِرٍ الْكُوفِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَزْدَقِ الْفَزَارِيُّ الْبَزَّازُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عِيسَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرَوَيْهِ الطَّحَّانُ وَ هُوَ الوَرَّاقُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ دَأْبٍ 513 قَالَ: لَقِيتُ النَّاسَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ الْعَرَبَ كَانَتْ تَقُولُ إِنْ يَبْعَثُ اللَّهُ فِينَا نَبِيّاً يَكُونُ فِي بَعْضِ أَصْحَابِهِ سَبْعُونَ خَصْلَةً مِنْ مَكَارِمِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَنَظَرُوا وَ فَتَّشُوا هَلْ يَجْتَمِعُ عَشْرُ خِصَالٍ فِي وَاحِدٍ فَضْلًا عَنْ سَبْعِينَ فَلَمْ يَجِدُوا خِصَالًا مُجْتَمِعَةً لِلدِّينِ وَ الدُّنْيَا وَ وَجَدُوا عَشْرَ خِصَالٍ مُجْتَمِعَةٍ فِي الدُّنْيَا وَ لَيْسَ فِي الدِّينِ مِنْهَا شَيْءٌ وَ وَجَدُوا زُهَيْرَ بْنَ حُبَابٍ الْكَلْبِيَّ وَ وَجَدُوهُ شَاعِراً طَبِيباً فَارِساً مُنَجِّماً شَرِيفاً أَيِّداً كَاهِناً قَائِفاً عَائِفاً زَاجِراً 514 وَ ذَكَرُوا أَنَّهُ عَاشَ ثَلَاثَمِائَةِ سِنِينَ وَ أَبْلَى أَرْبَعَةَ لَحْمٍ.
قَالَ ابْنُ دَأْبٍ ثُمَّ نَظَرُوا وَ فَتَّشُوا فِي الْعَرَبِ وَ كَانَ النَّاظِرُ فِي ذَلِكَ أَهْلَ النَّظَرِ فَلَمْ يَجْتَمِعْ فِي أَحَدٍ خِصَالٌ مَجْمُوعَةٌ لِلدِّينِ وَ الدُّنْيَا بِالاضْطِرَارِ عَلَى مَا أَحَبُّوا وَ كَرِهُوا إِلَّا فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَحَسَدُوهُ عَلَيْهَا حَسَداً أَنْغَلَ الْقُلُوبَ 515 وَ أَحْبَطَ الْأَعْمَالَ وَ كَانَ أَحَقَّ النَّاسِ وَ أَوْلَاهُمْ بِذَلِكَ إِذْ هَدَمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ بُيُوتَ الْمُشْرِكِينَ وَ نَصَرَ بِهِ الرَّسُولَ ص وَ اعْتَزَّ بِهِ الدِّينُ فِي قَتْلِهِ مَنْ قَتَلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فِي مَغَازِي النَّبِيِّ ص.
قَالَ ابْنُ دَأْبٍ فَقُلْنَا لَهُمْ وَ مَا هَذِهِ الْخِصَالُ قَالُوا الْمُوَاسَاةُ لِلرَّسُولِ ص وَ بَذْلُ نَفْسِهِ دُونَهُ وَ الْحَفِيظَةُ وَ دَفْعُ الضَّيْمِ عَنْهُ وَ التَّصْدِيقُ لِلرَّسُولِ ص بِالْوَعْدِ وَ الزُّهْدُ وَ تَرْكُ الْأَمَلِ وَ الْحَيَاءُ وَ الْكَرَمُ وَ الْبَلَاغَةُ فِي الْخَطْبِ وَ الرِّئَاسَةُ وَ الْحِلْمُ وَ الْعِلْمُ وَ الْقَضَاءُ بِالْفَصْلِ وَ الشَّجَاعَةُ وَ تَرْكُ الْفَرَحِ عِنْدَ الظَّفَرِ وَ تَرْكُ إِظْهَارِ الْمَرَحِ وَ تَرْكُ الْخَدِيعَةِ وَ الْمَكْرِ وَ الْغَدْرِ وَ تَرْكُ الْمُثْلَةِ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهَا وَ الرَّغْبَةُ الْخَالِصَةُ إِلَى اللَّهِ وَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ عَلَى حُبِّهِ وَ هَوَانُ مَا ظَفِرَ بِهِ مِنَ الدُّنْيَا عَلَيْهِ وَ تَرْكُهُ أَنْ يُفَضِّلَ نَفْسَهُ وَ وُلْدَهُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ رَعِيَّتِهِ وَ طَعَامُهُ أَدْنَى مَا تَأْكُلُ الرَّعِيَّةُ وَ لِبَاسُهُ أَدْنَى مَا يَلْبَسُ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَ قَسْمُهُ بِالسَّوِيَّةِ وَ عَدْلُهُ فِي الرَّعِيَّةِ وَ الصَّرَامَةُ فِي حَرْبِهِ 516 وَ قَدْ خَذَلَهُ النَّاسُ وَ كَانَ فِي خَذْلِ النَّاسِ وَ ذَهَابِهِمْ عَنْهُ بِمَنْزِلَةِ اجْتِمَاعِهِمْ عَلَيْهِ طَاعَةً لِلَّهِ وَ انْتِهَاءً إِلَى أَمْرِهِ وَ الْحِفْظُ وَ هُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الْعَقْلَ حَتَّى سُمِّيَ أُذُناً وَاعِيَةً وَ السَّمَاحَةُ وَ بَثُّ الْحِكْمَةِ وَ اسْتِخْرَاجُ الْكَلِمَةِ وَ الْإِبْلَاغُ فِي الْمَوْعِظَةِ وَ حَاجَةُ النَّاسِ إِلَيْهِ إِذَا حَضَرَ حَتَّى لَا يُؤْخَذَ إِلَّا بِقَوْلِهِ وَ انْغِلَاقُ كلِّ مَا فِي الْأَرْضِ 517 عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَسْتَخْرِجَهُ وَ الدَّفْعُ عَنِ الْمَظْلُومِ وَ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ وَ الْمُرُوءَةُ وَ عِفَّةُ الْبَطْنِ وَ الْفَرْجِ وَ إِصْلَاحُ الْمَالِ بِيَدِهِ لِيَسْتَغْنِيَ بِهِ عَنْ مَالِ غَيْرِهِ وَ تَرْكُ الْوَهْنِ وَ الِاسْتِكَانَةِ وَ تَرْكُ الشِّكَايَةِ فِي مَوْضِعِ أَلَمِ الْجِرَاحَةِ وَ كِتْمَانُ مَا وَجَدَ فِي جَسَدِهِ مِنَ الْجِرَاحَاتِ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ وَ كَانَتْ أَلْفَ جِرَاحَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ إِقَامَةُ الْحُدُودِ وَ لَوْ عَلَى نَفْسِهِ وَ تَرْكُ الْكِتْمَانِ فِيمَا لِلَّهِ فِيهِ الرِّضَا عَلَى وُلْدِهِ وَ إِقْرَارُ النَّاسِ بِمَا
نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ فَضَائِلِهِ وَ مَا يُحَدِّثُ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص مِنْ مَنَاقِبِهِ وَ اجْتِمَاعِهِمْ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَرُدَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص كَلِمَةً قَطُّ وَ لَمْ تَرْتَعِدْ فَرَائِصُهُ فِي مَوْضِعٍ بَعَثَهُ فِيهِ قَطُّ وَ شَهَادَةُ الَّذِينَ كَانُوا فِي أَيَّامِهِ أَنَّهُ وَفَّرَ فَيْئَهُمْ وَ ظَلَفَ نَفْسَهُ عَنْ دُنْيَاهُمْ 518 وَ لَمْ يَرْتَشِ فِي أَحْكَامِهِمْ وَ زَكَاءُ الْقَلْبِ وَ قُوَّةُ الصَّدْرِ عِنْدَ مَا حَكَّمَتِ الْخَوَارِجُ عَلَيْهِ وَ هَرَبَ كُلُّ مَنْ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ وَ بَقِيَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَحْدَهُ وَ مَا يُحَدِّثُ النَّاسُ أَنَّ الطَّيْرَ بَكَتْ عَلَيْهِ وَ مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ أَنَّ حِجَارَةَ أَرْضِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ قُلِبَتْ عِنْدَ قَتْلِهِ فَوُجِدَ تَحْتَهَا دَمٌ عَبِيطٌ وَ الْأَمْرُ الْعَظِيمُ حَتَّى تَكَلَّمَتْ بِهِ الرُّهْبَانُ وَ قَالُوا فِيهِ وَ دُعَاؤُهُ النَّاسَ إِلَى أَنْ يَسْأَلُوهُ عَنْ كُلِّ فِتْنَةٍ تُضِلُّ مِائَةً أَوْ تَهْدِي مِائَةً وَ مَا رَوَى النَّاسُ مِنْ عَجَائِبِهِ فِي إِخْبَارِهِ عَنِ الْخَوَارِجِ وَ قَتْلِهِمْ وَ تَرْكُهُ مَعَ هَذَا أَنْ يَظْهَرَ مِنْهُ اسْتِطَالَةٌ أَوْ صَلَفٌ 519 بَلْ كَانَ الْغَالِبُ عَلَيْهِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ غُلِبَ الْبُكَاءُ عَلَيْهِ وَ الِاسْتِكَانَةُ لِلَّهِ حَتَّى يَقُولَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا هَذَا الْبُكَاءُ يَا عَلِيُّ فَيَقُولَ أَبْكِي لِرِضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ عَنِّي قَالَ فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ وَ رَسُولَهُ عَنْكَ رَاضُونَ وَ ذَهَابُ الْبَرْدِ عَنْهُ فِي أَيَّامِ الْبَرْدِ وَ ذَهَابُ الْحَرِّ عَنْهُ فِي أَيَّامِ الْحَرِّ فَكَانَ لَا يَجِدُ حَرّاً وَ لَا بَرْداً وَ التَّأْيِيدُ بِضَرْبِ السَّيْفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْجَمَالُ قَالَ أَشْرَفَ يَوْماً عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ مَا ظَنَنْتُ إِلَّا أَنَّهُ أَشْرَفَ عَلَيَّ الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ وَ مُبَايَنَتُهُ لِلنَّاسِ فِي إِحْكَامِ خَلْقِهِ قَالَ وَ كَانَ لَهُ سَنَامٌ كَسَنَامِ الثَّوْرِ بَعِيدٌ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ وَ إِنَّ سَاعِدَيْهِ لَا يَسْتَبِينَانِ مِنْ عَضُدَيْهِ مِنْ إِدْمَاجِهِمَا مِنْ إِحْكَامِ الْخَلْقِ لَمْ يَأْخُذْ بِيَدِهِ أَحَداً قَطُّ إِلَّا حَبَسَ نَفَسَهُ فَإِنْ زَادَ قَلِيلًا قَتَلَهُ.
قَالَ ابْنُ دَأْبٍ فَقُلْنَا أَيُّ شَيْءٍ مَعْنَى أَوَّلِ خِصَالِهِ الْمُوَاسَاةِ قَالُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَهُ إِنَّ قُرَيْشاً قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى قَتْلِي فَنَمْ عَلَى فِرَاشِي فَقَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي السَّمْعَ وَ الطَّاعَةَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَنَامَ عَلَى فِرَاشِهِ وَ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ ص لِوَجْهِهِ وَ أَصْبَحَ عَلِيٌّ وَ قُرَيْشٌ يَحْرُسُهُ فَأَخَذُوهُ فَقَالُوا أَنْتَ الَّذِي غَدَرْتَنَا مُنْذُ اللَّيْلَةِ فَقَطَعُوا لَهُ قُضْبَانَ الشَّجَرِ فَضُرِبَ حَتَّى كَادُوا يَأْتُونَ عَلَى نَفْسِهِ ثُمَّ أَفْلَتَ مِنْ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ هُوَ فِي الْغَارِ
أَنِ اكْتَرِ ثَلَاثَةَ أَبَاعِرَ وَاحِداً لِي وَ وَاحِداً لِأَبِي بَكْرٍ وَ وَاحِداً لِلدَّلِيلِ وَ احْمِلْ أَنْتَ بَنَاتِي إِلَى أَنْ تَلْحَقَ بِي فَفَعَلَ.
قَالَ فَمَا الْحَفِيظَةُ وَ الْكَرَمُ قَالُوا مَشَى عَلَى رِجْلَيْهِ وَ حَمَلَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَى الظَّهْرِ وَ كَمَنَ النَّهَارَ وَ سَارَ بِهِنَّ اللَّيْلَ مَاشِياً عَلَى رِجْلَيْهِ فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَدْ تَعَلَّقَتْ قَدَمَاهُ دَماً وَ مِدَّةً فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص هَلْ تَدْرِي مَا نَزَلَ فِيكَ فَأَعْلَمَهُ بِمَا لَا عِوَضَ لَهُ لَوْ بَقِيَ فِي الدُّنْيَا مَا كَانَتِ الدُّنْيَا بَاقِيَةً قَالَ يَا عَلِيُّ نَزَلَ فِيكَ فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى 520 فَالذَّكَرُ أَنْتَ وَ الْإِنَاثُ بَنَاتُ رَسُولِ اللَّهِ ص يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَ أُوذُوا فِي سَبِيلِي وَ قاتَلُوا وَ قُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَ لَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ 521 .
قَالَ فَمَا دَفْعُ الضَّيْمِ قَالُوا حَيْثُ حُصِرَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي الشِّعْبِ حَتَّى أَنْفَقَ أَبُو طَالِبٍ مَالَهُ وَ مَنَعَهُ فِي بِضْعَ عَشْرَةَ قَبِيلَةً مِنْ قُرَيْشٍ وَ قَالَ أَبُو طَالِبٍ فِي ذَلِكَ لِعَلِيٍّ ع 522 وَ هُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص فِي أُمُورِهِ وَ خِدْمَتِهِ وَ مُؤَازَرَتِهِ وَ مُحَامَاتِهِ.
قَالَ فَمَا التَّصْدِيقُ بِالْوَعْدِ قَالُوا قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ أَخْبَرَهُ بِالثَّوَابِ وَ الذُّخْرِ وَ جَزِيلِ الْمَآبِ لِمَنْ جَاهَدَ مُحْسِناً بِمَالِهِ وَ نَفْسِهِ وَ نِيَّتِهِ فَلَمْ يَتَعَجَّلْ شَيْئاً مِنْ ثَوَابِ الدُّنْيَا عِوَضاً مِنْ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَ لَمْ يُفَضِّلْ نَفْسَهُ عَلَى أَحَدٍ لِلَّذِي كَانَ عِنْدَهُ وَ تَرَكَ ثَوَابَهُ لِيَأْخُذَهُ مُجْتَمِعاً كَامِلًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ عَاهَدَ اللَّهَ أَنْ لَا يَنَالَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا بِقَدْرِ الْبُلْغَةِ وَ لَا يَفْضُلَ لَهُ شَيْءٌ مِمَّا أَتْعَبَ فِيهِ بَدَنَهُ وَ رَشَحَ فِيهِ جَبِينُهُ إِلَّا قَدَّمَهُ قَبْلَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ وَ ما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ 523 .