کتابخانه روایات شیعه
مَا كَذَبْتُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص مَا خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَحَداً غَيْرِي فَرَجَعَ قُنْفُذٌ وَ أَخْبَرَ أَبَا بَكْرٍ بِمَقَالَةِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ انْطَلِقْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ يَدْعُوكَ أَبُو بَكْرٍ وَ يَقُولُ تَعَالَ حَتَّى تُبَايِعَ فَإِنَّمَا أَنْتَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ عَلِيٌّ ع أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص أَنْ لَا أَخْرُجَ بَعْدَهُ مِنْ بَيْتِي حَتَّى أُؤَلِّفَ الْكِتَابَ فَإِنَّهُ فِي جَرَائِدِ النَّخْلِ وَ أَكْتَافِ الْإِبِلِ فَأَتَاهُ قُنْفُذٌ وَ أَخْبَرَهُ بِمَقَالَةِ عَلِيٍّ ع فَقَالَ عُمَرُ قُمْ إِلَى الرَّجُلِ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ وَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ وَ قُمْتُ مَعَهُمْ وَ ظَنَّتْ فَاطِمَةُ ع أَنَّهُ لَا تُدْخَلُ بَيْتُهَا إِلَّا بِإِذْنِهَا فَأَجَافَتِ الْبَابَ 640 وَ أَغْلَقَتْهُ فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى الْبَابِ ضَرَبَ عُمَرُ الْبَابَ بِرِجْلِهِ فَكَسَرَهُ وَ كَانَ مِنْ سَعَفٍ فَدَخَلُوا عَلَى عَلِيٍّ ع وَ أَخْرَجُوهُ مُلَبَّبَاً 641 فَخَرَجَتْ فَاطِمَةُ ع فَقَالَتْ يَا أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرُ تُرِيدَانِ أَنْ تُرْمِلَانِي 642 مِنْ زَوْجِي وَ اللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَكُفَّا عَنْهُ لَأَنْشُرَنَّ شَعْرِي وَ لَأَشُقَّنَّ جَيْبِي وَ لَآتِيَنَّ قَبْرَ أَبِي وَ لَأَصِيحَنَّ إِلَى رَبِّي فَخَرَجَتْ وَ أَخَذَتْ بِيَدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ع مُتَوَجِّهَةً إِلَى الْقَبْرِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع لِسَلْمَانَ يَا سَلْمَانُ أَدْرِكْ ابْنَةَ مُحَمَّدٍ ص فَإِنِّي أَرَى جَنْبَتَيِ الْمَدِينَةِ تُكْفَئَانِ فَوَ اللَّهِ لَئِنْ فَعَلَتْ لَا يُنَاظَرُ بِالْمَدِينَةِ أَنْ يُخْسَفَ بِهَا وَ بِمَنْ فِيهَا قَالَ فَلَحِقَهَا سَلْمَانُ فَقَالَ يَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ ص إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِنَّمَا بَعَثَ أَبَاكِ رَحْمَةً فَانْصَرِفِي فَقَالَتْ يَا سَلْمَانُ مَا عَلَيَّ صَبْرٌ فَدَعْنِي حَتَّى آتِيَ قَبْرَ أَبِي فَأَصِيحَ إِلَى رَبِّي قَالَ سَلْمَانُ فَإِنَّ عَلِيّاً بَعَثَنِي إِلَيْكِ وَ أَمَرَكِ بِالرُّجُوعِ فَقَالَتْ أَسْمَعُ لَهُ وَ أُطِيعُ فَرَجَعَتْ وَ أَخْرَجُوا عَلِيّاً مُلَبَّباً قَالَ وَ أَقْبَلَ الزُّبَيْرُ مُخْتَرِطاً سَيْفَهُ 643 وَ هُوَ يَقُولُ يَا مَعْشَرَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَ يُفْعَلُ هَذَا بِعَلِيٍّ وَ أَنْتُمْ أَحْيَاءٌ وَ شَدَّ عَلَى عُمَرَ لِيَضْرِبَهُ بِالسَّيْفِ فَرَمَاهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِصَخْرَةٍ فَأَصَابَتْ قَفَاهُ وَ سَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ فَأَخَذَهُ عُمَرُ وَ ضَرَبَهُ عَلَى صَخْرَةٍ فَانْكَسَرَ وَ مَرَّ عَلِيٌّ ع عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ ص فَقَالَ يَا ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي وَ أُتِيَ بِعَلِيٍّ ع إِلَى السَّقِيفَةِ إِلَى مَجْلِسِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ
عُمَرُ بَايِعْ قَالَ فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ فَمَهْ قَالَ إِذاً وَ اللَّهِ نَضْرِبُ عُنُقَكَ قَالَ عَلِيٌّ ع إِذاً وَ اللَّهِ أَكُونُ عَبْدَ اللَّهِ وَ أَخَا رَسُولِ اللَّهِ ص الْمَقْتُولَ فَقَالَ عُمَرُ أَمَّا عَبْدَ اللَّهِ الْمَقْتُولَ فَنَعَمْ وَ أَمَّا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ ص فَلَا حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثاً وَ أَقْبَلَ الْعَبَّاسُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ ارْفُقُوا بِابْنِ أَخِي فَلَكَ عَلَيَّ أَنْ يُبَايِعَكَ فَأَخَذَ الْعَبَّاسُ بِيَدِ عَلِيٍّ ع فَمَسَحَهَا عَلَى يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ وَ خَلَّوْا عَلِيّاً مُغْضَباً فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ ص قَالَ لِي إِنْ تَمُّوا عِشْرِينَ فَجَاهِدْهُمْ وَ هُوَ قَوْلُكَ فِي كِتَابِكَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ لَمْ يَتِمُّوا حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثاً ثُمَّ انْصَرَفَ 644 .
[بلاغة النبي ص]
عَنْ بَعْضِ الْهَاشِمِيِّينَ رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّ أَعْرَابِيّاً أَتَاهُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ص أَ يُدَالِكُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَانَ مُلْفِجاً 645 فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَدَّبَكَ قَالَ اللَّهُ أَدَّبَنِي وَ أَنَا أَفْصَحُ الْعَرَبِ مَيْدَ أَنِّي مِنْ قُرَيْشٍ وَ رُبِّيتُ فِي حَجْرٍ مِنْ هَوَازِنِ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ وَ نَشَأَتْ سَحَابَةٌ فَقَالُوا هَذِهِ سَحَابَةٌ قَدْ أَظَلَّتْنَا فَقَالَ كَيْفَ تَرَوْنَ قَوَاعِدَهَا فَقَالُوا مَا أَحْسَنَهَا وَ أَشَدَّ تَمَكُّنَهَا قَالَ وَ كَيْفَ تَرَوْنَ رَحَاهَا فَقَالُوا مَا أَحْسَنَهَا وَ أَشَدَّ اسْتِدَارَتَهَا قَالَ وَ كَيْفَ تَرَوْنَ الْبَرْقَ فِيهَا وَمِيضاً أَمْ خَفْواً أَمْ بَوَاسِقَهَا 646 فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص قَدْ جَاءَكُمُ الْحَيَا 647 فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ ص مَا رَأَيْنَا أَفْصَحَ مِنْكَ قَالَ وَ مَا يَمْنَعُنِي وَ أَنَا أَفْصَحُ الْعَرَبِ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ بِلُغَتِي وَ هِيَ أَفْضَلُ اللُّغَاتِ بَيْدَ أَنِّي رُبِّيتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ 648 .
قواعدها يريد أسافلها المعترضة في آفاق السماء و بواسقها فروعها المستطيلة في
وسط السماء إلى الأفق الآخر و خفو البرق اعتراضه في نواحي الغيم و الوميض أن تلمع قليلا ثم تسكن و شق البرق استطالته في السماء و معظمه و رحى القوم سيدها و رحى الأرض معظمها 649 و بيد و ميد لغتان و فيه ثلاث لغات في معنى سوى أني من قريش و إلا أني من قريش و في معنى غير أني من قريش.
[حكم لأمير المؤمنين ع]
وَ رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ص أَنَّهُ قَالَ: الْمُفْتَخِرُ بِنَفْسِهِ أَشْرَفُ مِنَ الْمُفْتَخِرِ بِأَبِيهِ لِأَنِّي أَشْرَفُ مِنْ أَبِي وَ النَّبِيُّ ص أَشْرَفُ مِنْ أَبِيهِ وَ إِبْرَاهِيمُ أَشْرَفُ مِنْ تَارُخَ قِيلَ وَ بِمَ الِافْتِخَارُ قَالَ بِإِحْدَى ثَلَاثٍ مَالٍ ظَاهِرٍ أَوْ أَدَبٍ بَارِعٍ أَوْ صِنَاعَةٍ لَا يَسْتَحْيِي الْمَرْءُ مِنْهَا.
قِيلَ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ ص كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ ص أَصْبَحْتُ آكُلُ رِزْقِي وَ أَنْتَظِرُ أَجَلِي قِيلَ لَهُ فَمَا تَقُولُ فِي الدُّنْيَا قَالَ ع فَمَا أَقُولُ فِي دَارٍ أَوَّلُهَا غَمٌّ وَ آخِرُهَا الْمَوْتُ مَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا افْتَقَرَ وَ مَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ فِي حَلَالِهَا حِسَابٌ وَ فِي حَرَامِهَا النَّارُ قِيلَ فَمَنْ أَغْبَطُ النَّاسِ قَالَ ع جَسَدٌ تَحْتَ التُّرَابِ قَدْ أَمِنَ مِنَ الْعِقَابِ وَ يَرْجُو الثَّوَابَ.
وَ قَالَ ع مَنْ زَارَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فِي اللَّهِ نَادَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَيُّهَا الزَّائِرُ طِبْتَ وَ طَابَتْ لَكَ الْجَنَّةُ.
وَ قَالَ ع مَا قَضَى مُسْلِمٌ لِمُسْلِمٍ حَاجَةً إِلَّا نَادَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيَّ ثَوَابُكَ وَ لَا أَرْضَى لَكَ بِدُونِ الْجَنَّةِ.
وَ قَالَ ع ثَلَاثَةٌ يَضْحَكُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ يَكُونُ عَلَى فِرَاشِهِ وَ مَعَهُ زَوْجَتُهُ وَ هُوَ يُحِبُّهَا فَيَتَوَضَّأُ وَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي وَ يُنَاجِي رَبَّهُ وَ رَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ فَلَمْ يُصِبْ مَاءً فَقَامَ إِلَى الثَّلْجِ فَكَسَرَهُ ثُمَّ دَخَلَ فِيهِ وَ اغْتَسَلَ وَ رَجُلٌ لَقِيَ عَدُوّاً وَ هُوَ مَعَ أَصْحَابِهِ فَجَاءَهُمْ مُقَاتِلٌ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
وَ قَالَ ع التَّعْزِيَةُ تُورِثُ الْجَنَّةَ.
وَ قَالَ ع إِذَا حَمَلْتَ بِجَوَانِبِ سَرِيرِ الْمَيِّتِ خَرَجْتَ مِنَ الذُّنُوبِ كَمَا وَلَدَتْكَ أُمُّكَ.
وَ قَالَ ع مَنِ اشْتَرَى لِعِيَالِهِ لَحْماً بِدِرْهَمٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ نَسَمَةً مِنْ وُلْدِ إِسْمَاعِيلَ.
وَ قَالَ ع مَنْ شَرِبَ مِنْ سُؤْرِ أَخِيهِ تَبَرُّكاً بِهِ خَلَقَ اللَّهُ بَيْنَهُمَا مَلَكاً يَسْتَغْفِرُ لَهُمَا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
وَ قَالَ ع فِي سُؤْرِ الْمُؤْمِنِ شِفَاءٌ مِنْ سَبْعِينَ دَاءً 650 .
مناظرة أبي حنيفة مع أبي عبد الله ع
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لَهُ إِنِّي رَأَيْتُ ابْنَكَ مُوسَى يُصَلِّي وَ النَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَنْهَاهُمْ وَ فِيهِ مَا فِيهِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع ادْعُ لِي مُوسَى فَلَمَّا جَاءَهُ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنَّ أَبَا حَنِيفَةَ يَذْكُرُ أَنَّكَ تُصَلِّي وَ النَّاسُ يَمُرُّونَ بَيْنَ يَدَيْكَ فَلَا تَنْهَاهُمْ قَالَ نَعَمْ يَا أَبَهْ إِنَّ الَّذِي كُنْتُ أُصَلِّي لَهُ كَانَ أَقْرَبَ إِلَيَّ مِنْهُمْ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ 651 قَالَ فَضَمَّهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَى نَفْسِهِ وَ قَالَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا مُودَعَ الْأَسْرَارِ 652 فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَا أَبَا حَنِيفَةَ الْقَتْلُ عِنْدَكُمْ أَشَدُّ أَمِ الزِّنَاءُ فَقَالَ بَلِ الْقَتْلُ قَالَ فَكَيْفَ أَمَرَ اللَّهُ فِي الْقَتْلِ بِشَاهِدَيْنِ وَ فِي الزِّنَاءِ بِأَرْبَعَةٍ كَيْفَ يُدْرَكُ هَذَا بِالْقِيَاسِ يَا أَبَا حَنِيفَةَ تَرْكُ الصَّلَاةِ أَشَدُّ أَمْ تَرْكُ الصِّيَامِ قَالَ بَلْ تَرْكُ الصَّلَاةِ قَالَ فَكَيْفَ تَقْضِي الْمَرْأَةُ صِيَامَهَا وَ لَا تَقْضِي صَلَاتَهَا كَيْفَ يُدْرَكُ هَذَا بِالْقِيَاسِ وَيْحَكَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ النِّسَاءُ أَضْعَفُ عَلَى الْمَكَاسِبِ أَمِ الرِّجَالُ قَالَ بَلِ النِّسَاءُ قَالَ فَكَيْفَ جَعَلَ اللَّهُ لِلْمَرْأَةِ سَهْماً وَ لِلرَّجُلِ سَهْمَيْنِ كَيْفَ يُدْرَكُ هَذَا بِالْقِيَاسِ يَا أَبَا حَنِيفَةَ الْغَائِطُ أَقْذَرُ أَمِ الْمَنِيُّ قَالَ بَلِ الْغَائِطُ قَالَ فَكَيْفَ يُسْتَنْجَى مِنَ الْغَائِطِ وَ يُغْتَسَلُ مِنَ الْمَنِيِّ كَيْفَ يُدْرَكُ هَذَا بِالْقِيَاسِ
وَيْحَكَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ تَقُولُ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَقُولَهُ قَالَ بَلَى تَقُولُهُ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ مِنْ حَيْثُ لَا تَعْلَمُونَ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ جُعِلْتُ فِدَاكَ حَدِّثْنِي بِحَدِيثٍ نُحَدِّثُ بِهِ عَنْكَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ع عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِيثَاقَ أَهْلِ الْبَيْتِ مِنْ أَعْلَى عِلِّيِّينَ وَ أَخَذَ طِينَةَ شِيعَتِنَا مِنَّا وَ لَوْ جَهَدَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ أَنْ يُغَيِّرُوا مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً مَا اسْتَطَاعُوهُ قَالَ فَبَكَى أَبُو حَنِيفَةَ بُكَاءً شَدِيداً وَ بَكَى أَصْحَابُهُ ثُمَّ خَرَجَ وَ خَرَجُوا.
حديث بغلة أبي حنيفة
وَ عَنْهُ عَنْ سَمَاعَةَ قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا حَنِيفَةَ عَنِ الشَّيْءِ وَ عَنْ لَا شَيْءٍ وَ عَنِ الَّذِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ غَيْرَهُ فَأَخْبَرَ عَنِ الشَّيْءِ 653 وَ عَجَزَ عَنْ لَا شَيْءٍ فَقَالَ اذْهَبْ بِهَذِهِ الْبَغْلَةِ إِلَى إِمَامِ الرَّافِضَةِ فَبِعْهَا مِنْهُ بِلَا شَيْءٍ وَ اقْبِضِ الثَّمَنَ فَأَخَذَ بِعِذَارِهَا وَ أَتَى بِهَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اسْتَأْمِرْ أَبَا حَنِيفَةَ فِي بَيْعِ هَذِهِ الْبَغْلَةِ قَالَ قَدْ أَمَرَنِي بِبَيْعِهَا قَالَ بِكَمْ قَالَ بِلَا شَيْءٍ قَالَ لَهُ مَا تَقُولُ قَالَ الْحَقَّ أَقُولُ فَقَالَ قَدِ اشْتَرَيْتُهَا مِنْكَ بِلَا شَيْءٍ قَالَ وَ أَمَرَ غُلَامَهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْمَرْبِطَ قَالَ فَبَقِيَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ 654 سَاعَةً يَنْتَظِرُ الثَّمَنَ فَلَمَّا أَبْطَأَهُ الثَّمَنُ قَالَ جُعِلْتُ فِدَاكَ الثَّمَنَ قَالَ الْمِيعَادُ إِذَا كَانَ الْغَدَاةُ فَرَجَعَ إِلَى أَبِي حَنِيفَةَ فَأَخْبَرَهُ فَسُرَّ بِذَلِكَ فَرَضِيَهُ مِنْهُ فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ وَافَى أَبُو حَنِيفَةَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع جِئْتَ لِتَقْبِضَ ثَمَنَ الْبَغْلَةِ لَا شَيْءَ قَالَ نَعَمْ وَ لَا شَيْءَ ثَمَنُهَا قَالَ نَعَمْ فَرَكِبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الْبَغْلَةَ وَ رَكِبَ أَبُو حَنِيفَةَ بَعْضَ الدَّوَابِّ فَتَصَحَّرَا جَمِيعاً فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ نَظَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِلَى السَّرَابِ يَجْرِي قَدِ ارْتَفَعَ كَأَنَّهُ الْمَاءُ الْجَارِي فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع يَا أَبَا حَنِيفَةَ مَا ذَا عِنْدَ الْمِيلِ كَأَنَّهُ يَجْرِي قَالَ ذَاكَ الْمَاءُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَلَمَّا وَافَيَا الْمِيلَ وَجَدَاهُ أَمَامَهُمَا فَتَبَاعَدَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع اقْبِضْ ثَمَنَ الْبَغْلَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ
شَيْئاً وَ وَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ 655 قَالَ فَخَرَجَ أَبُو حَنِيفَةَ إِلَى أَصْحَابِهِ كَئِيباً حَزِيناً فَقَالُوا لَهُ مَا لَكَ يَا أَبَا حَنِيفَةَ قَالَ ذَهَبَتِ الْبَغْلَةُ هَدَراً وَ كَانَ قَدْ أَعْطَى بِالْبَغْلَةِ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ 656 .
حديث قصيدة الفرزدق لعلي بن الحسين ص
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُؤْمِنُ ره عَنْ حَيْدَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيْمٍ وَ يُعْرَفُ بِأَبِي أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِيِّ تِلْمِيذِ أَبِي النَّضْرِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُجَاهِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا الْعَلَاءُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا بِالْبَصْرَةِ قَالَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ 657 قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ حَجَّ فِي خِلَافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ الْوَلِيدِ فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَ أَرَادَ أَنْ يَسْتَلِمَ الْحَجَرَ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ مِنَ الزِّحَامِ فَنُصِبَ لَهُ مِنْبَرٌ فَجَلَسَ عَلَيْهِ وَ أَطَافَ بِهِ أَهْلُ الشَّامِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع وَ عَلَيْهِ إِزَارٌ وَ رِدَاءٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً وَ أَطْيَبِهِمْ رَائِحَةً بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَجَّادَةٌ كَأَنَّهَا رُكْبَةُ عَنْزٍ فَجَعَلَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ فَإِذَا بَلَغَ إِلَى مَوْضِعِ الْحَجَرِ تَنَحَّى النَّاسُ حَتَّى يَسْتَلِمَهُ هَيْبَةً لَهُ وَ إِجْلَالًا فَغَاظَ هِشَاماً فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لِهِشَامٍ مَنْ هَذَا الَّذِي قَدْ هَابَهُ النَّاسُ هَذِهِ الْهَيْبَةَ وَ أَفْرَجُوا لَهُ عَنِ الْحَجَرِ فَقَالَ هِشَامٌ لَا أَعْرِفُهُ لِأَنْ لَا يَرْغَبَ فِيهِ أَهْلُ الشَّامِ فَقَالَ الْفَرَزْدَقُ وَ كَانَ حَاضِراً لَكِنِّي أَعْرِفُهُ فَقَالَ الشَّامِيُّ مَنْ هُوَ يَا أَبَا فِرَاسٍ فَقَالَ
هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ الْبَطْحَاءُ وَطْأَتَهُ
وَ الْبَيْتُ يَعْرِفُهُ وَ الْحِلُّ وَ الْحَرَمُ
هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ كُلِّهِمُ
هَذَا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطَّاهِرُ الْعَلَمُ
هَذَا عَلِيٌّ رَسُولُ اللَّهِ ص وَالِدُهُ
أَمْسَى بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي الظُّلَمُ 658
إِذَا رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا
إِلَى مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي الْكَرَمُ
يُنْمِي إِلَى ذِرْوَةِ الْعِزِّ الَّتِي قَصُرَتْ
عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الْإِسْلَامِ وَ الْعَجَمُ
يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ
رُكْنُ الْحَطِيمِ إِذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ 659
يُغْضِي حَيَاءً وَ يُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ
فَمَا يُكَلِّمُ إِلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ 660
يَنْشَقُّ نُورُ الدُّجَى عَنْ نُورِ غُرَّتِهِ
كَالشَّمْسِ تَنْجَابُ عَنْ إِشْرَاقِهَا الظُّلَمُ 661
بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ
مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي عِرْنِينِهِ شَمَمٌ 662
مُشْتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ نَبْعَتُهُ
طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَ الْخِيمُ وَ الشِّيَمُ 663
حَمَّالُ أَثْقَالِ أَقْوَامٍ إِذَا فُدِحُوا
حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نِعَمٌ 664
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةَ إِنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ
بِجَدِّهِ أَنْبِيَاءُ اللَّهِ قَدْ خُتِمُوا
هَذَا ابْنُ فَاطِمَةَ الْغَرَّاءِ نِسْبَتُهُ
فِي جَنَّةِ الْخُلْدِ يَجْرِي بِاسْمِهِ الْقَلَمُ
اللَّهُ فَضَّلَهُ قِدَماً وَ شَرَّفَهُ
جَرَى بِذَلِكَ لَهُ فِي لَوْحِهِ الْقَلَمُ
مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الْأَنْبِيَاءِ لَهُ
وَ فَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الْأُمَمُ
عَمَّ الْبَرِيَّةَ بِالْإِحْسَانِ فَانْقَشَعَتْ
عَنْهَا الْغَيَابَةُ وَ الْإِمْلَاقُ وَ الظُّلَمُ 665
كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا