کتابخانه روایات شیعه
سِنَانٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَشْيَمَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَنِي فِيهَا بِجَوَابٍ فَأَنَا جَالِسٌ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْهَا بِعَيْنِهَا فَأَجَابَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَابَنِي فَدَخَلَ رَجُلٌ آخَرُ فَسَأَلَهُ بِعَيْنِهَا فَأَجَابَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَابَنِي وَ خِلَافِ مَا أَجَابَهُ بِهِ صَاحِبِي فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِكَ وَ عَظُمَ عَلَيَّ فَلَمَّا خَرَجَ الْقَوْمُ نَظَرَ إِلَيَّ وَ قَالَ يَا ابْنَ أَشْيَمَ كَأَنَّكَ جَزِعْتَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنَّمَا جَزِعْتُ فِي ثَلَاثَةِ أَقَاوِيلَ فِي مَسْأَلَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ يَا ابْنَ أَشْيَمَ إِنَّ اللَّهَ فَوَّضَ إِلَى دَاوُدَ أَمْرَ مُلْكِهِ فَقَالَ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ وَ فَوَّضَ إِلَى مُحَمَّدٍ ص أَمْرَ دِينِهِ فَقَالَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ إِنَّ اللَّهَ فَوَّضَ إِلَى الْأَئِمَّةِ مِنَّا وَ إِلَيْنَا مَا فَوَّضَ إِلَى مُحَمَّدٍ ص فَلَا تَجْزَعْ 1249 .
وَ عَنْهُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ وَ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ مَنْ أَحْلَلْنَا لَهُ شَيْئاً أَصَابَهُ مِنْ أَعْمَالِ الظَّالِمِينَ فَهُوَ لَهُ حَلَالٌ لِأَنَّ الْأَئِمَّةَ مِنَّا مُفَوَّضٌ إِلَيْهِمْ فَمَا أَحَلُّوا فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرَّمُوا فَهُوَ حَرَامٌ 1250 .
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ النَّحْوِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ أَدَّبَ نَبِيَّهُ ص عَلَى مَحَبَّتِهِ فَقَالَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ فَقَالَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَ قَالَ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص فَوَّضَ إِلَى عَلِيٍّ ع وَ ائْتَمَنَهُ فَسَلَّمْتُمْ وَ جَحَدَ النَّاسُ وَ نَحْنُ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اللَّهِ مَا جَعَلَ اللَّهُ لِأَحَدٍ مِنْ خَيْرٍ فِي خِلَافِ أَمْرِنَا فَإِنَّ أَمْرَنَا أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ 1251 .
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَامِتٍ عَنْ أُدَيْمِ بْنِ الْحُرِّ
قَالَ: سَأَلَ مُوسَى بْنُ أَشْيَمَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَخَبَّرَهُ بِهَا فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى دَخَلَ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ بِعَيْنِهَا فَخَبَّرَهُ بِخِلَافِ مَا خَبَّرَ بِهِ مُوسَى بْنَ أَشْيَمَ ثُمَّ قَالَ ابْنُ أَشْيَمَ فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ حَتَّى كأَنَّ قَلْبِي يُشْرَحُ بِالسَّكَاكِينِ وَ قُلْتُ تَرَكْنَا أَبَا قَتَادَةَ بِالشَّامِ لَا يُخْطِئُ فِي الْحَرْفِ الْوَاحِدِ الْوَاوِ وَ شِبْهِهَا وَ جِئْتُ ثُمَّ يُخْطِئُ هَذَا الْخَطَأَ كُلَّهُ فَبَيْنَا أَنَا فِي ذَلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ آخَرُ فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ بِعَيْنِهَا فَخَبَّرَهُ بِخِلَافِ مَا خَبَّرَنِي وَ خِلَافِ الَّذِي خَبَّرَ بِهِ الَّذِي سَأَلَهُ بَعْدِي فَتَجَلَّى عَنِّي وَ عَلِمْتُ أَنَّ ذَلِكَ تَعَمُّداً فَحَدَّثَتْ نَفْسِي بِشَيْءٍ فَالْتَفَتَ إِلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع فَقَالَ يَا ابْنَ أَشْيَمَ لَا تَفْعَلْ كَذَا وَ كَذَا فَبَانَ حَدِيثِي عَنِ الْأَمْرِ الَّذِي حَدَّثَتْ بِهِ نَفْسِي ثُمَّ قَالَ يَا ابْنَ أَشْيَمَ إِنَّ اللَّهَ فَوَّضَ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَقَالَ هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ وَ فَوَّضَ إِلَى نَبِيِّهِ ص فَقَالَ ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فَمَا فَوَّضَ إِلَى نَبِيِّهِ ص فَقَدْ فَوَّضَهُ إِلَيْنَا يَا ابْنَ أَشْيَمَ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً أَ تَدْرِي مَا الْحَرَجُ قُلْتُ لَا فَقَالَ بِيَدِهِ وَ ضَمَّ أَصَابِعَهُ كَالشَّيْءِ الْمُصْمَتِ الَّذِي لَا يَخْرُجُ مِنْهُ شَيْءٌ وَ لَا يَدْخُلُ فِيهِ شَيْءٌ 1252 .
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع لَا وَ اللَّهِ مَا فَوَّضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ إِلَّا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ إِلَى الْأَئِمَّةِ ع فَقَالَ فِي كِتَابِهِ إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَ هِيَ جَارِيَةٌ فِي الْأَوْصِيَاءِ 1253 .
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيُّ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ رُفَيْدٍ مَوْلَى
ابْنِ هُبَيْرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا رَأَيْتَ الْقَائِمَ قَدْ أَعْطَى رَجُلًا مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ أَعْطَاكَ دِرْهَماً فَلَا يَكْبُرَنَّ ذَلِكَ فِي صَدْرِكَ فَإِنَّ الْأَمْرَ مُفَوَّضٌ إِلَيْهِ 1254 .
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيُّ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنِ الْمُنَخَّلِ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: تَلَوْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ ع هَذِهِ الْآيَةَ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص حَرَصَ أَنْ يَكُونَ عَلِيٌّ وَلِيَّ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ وَ ذَلِكَ الَّذِي عَنَى اللَّهُ لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ وَ كَيْفَ لَا يَكُونُ لَهُ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ وَ قَدْ فُوِّضَ إِلَيْهِ فَقَالَ مَا أَحَلَّ النَّبِيُّ ص فَهُوَ حَلَالٌ وَ مَا حَرَّمَ النَّبِيُّ ص فَهُوَ حَرَامٌ 1255 .
وَ رُوِيَ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ ضَنَائِنَ مِنْ عِبَادِهِ يُحْيِيهِمْ فِي عَافِيَةٍ وَ يُمِيتُهُمْ فِي عَافِيَةٍ وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ فِي عَافِيَةٍ 1256 .
وَ فِي الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنَا مِنَ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا فَمَرَقُوا وَ لَا مِنَ الَّذِينَ تَأَخَّرُوا فَمُحِقُوا وَ اجْعَلْنَا مِنَ النُّمْرُقَةِ الْأَوْسَطِ 1257 .
هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ حَبِيبٍ السِّجِسْتَانِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَخْرَجَ ذُرِّيَّةَ آدَمَ ع مِنْ ظَهْرِهِ لِيَأْخُذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَهُ وَ بِالنُّبُوَّةِ لِكُلِّ نَبِيٍّ كَانَ أَوَّلُ مَنْ أَخَذَ عَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ بِالنُّبُوَّةِ نُبُوَّةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ص ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِآدَمَ ع انْظُرْ مَا ذَا تَرَى قَالَ فَنَظَرَ آدَمُ إِلَى ذُرِّيَّتِهِ وَ هُمْ ذَرٌّ قَدْ مَلَئُوا السَّمَاءَ فَقَالَ آدَمُ يَا رَبِّ مَا أَكْثَرَ ذُرِّيَّتِي وَ لِأَمْرٍ مَا خَلَقْتَهُمْ فَمَا تُرِيدُ مِنْهُمْ بِأَخْذِ الْمِيثَاقِ عَلَيْهِمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى يَعْبُدُونَنِي وَ لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ يُؤْمِنُونَ بِرُسُلِي وَ يَتَّبِعُونَهُمْ قَالَ آدَمُ يَا رَبِّ مَا لِي أَرَى بَعْضَ الذَّرِّ أَعْظَمَ مِنْ بَعْضٍ وَ بَعْضَهُمْ لَهُ نُورٌ كَثِيرٌ وَ بَعْضَهُمْ لَهُ نُورٌ قَلِيلٌ وَ بَعْضَهُمْ لَيْسَ لَهُ نُورٌ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ كَذَلِكَ خَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَهُمْ فِي كُلِّ حَالاتِهِمْ قَالَ آدَمُ يَا رَبِّ فَتَأْذَنُ لِي فِي الْكَلَامِ فَأَتَكَلَّمَ قَالَ جَلَّ جَلَالُهُ لَهُ تَكَلَّمْ فَإِنَّ رُوحَكَ مِنْ رُوحِي وَ
طَبِيعَتَكَ مِنْ خِلَافِ كَيْنُونَتِي قَالَ آدَمُ يَا رَبِّ فَلَوْ كُنْتَ خَلَقْتَهُمْ عَلَى مِثَالٍ وَاحِدٍ وَ أَعْمَارٍ وَاحِدَةٍ وَ أَرْزَاقٍ سَوِيٍّ لَمْ يَبْغِ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُمْ تَحَاسُدٌ وَ لَا تَبَاغُضٌ وَ لَا اخْتِلَافٌ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ فَقَالَ اللَّهُ يَا آدَمُ بِوَحْيِي نَطَقْتَ وَ لِضَعْفِ طَبْعِكَ تَكَلَّفْتَ مَا لَا عِلْمَ لَكَ بِهِ وَ أَنَا اللَّهُ الْخَالِقُ الْعَلِيمُ بِعِلْمِي خَالَفْتُ بَيْنَ خَلْقِهِمْ وَ بِمَشِيَّتِي يَمْضِي فِيهِمْ أَمْرِي وَ إِلَى تَقْدِيرِي وَ تَدْبِيرِي هُمْ صَائِرُونَ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِي وَ إِنَّمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ لِيَعْبُدُونِي وَ خَلَقْتُ الْجَنَّةَ لِمَنْ عَبَدَنِي وَ أَطَاعَنِي مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَ رُسُلِي وَ لَا أُبَالِي وَ خَلَقْتُ النَّارَ لِمَنْ عَصَانِي وَ لَمْ يَتَّبِعْ رُسُلِي وَ لَا أُبَالِي وَ خَلَقْتُكَ وَ خَلَقْتُ ذُرِّيَّتَكَ مِنْ غَيْرِ فَاقَةٍ بِي إِلَيْكَ وَ إِلَيْهِمْ وَ إِنَّمَا خَلَقْتُكَ وَ خَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَكَ وَ أَبْلُوَهُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا فِي دَارِ الدُّنْيَا فِي حَيَاتِكُمْ وَ قَبْلَ مَمَاتِكُمْ وَ كَذَلِكَ خَلَقْتُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ وَ الْحَيَاةَ وَ الْمَوْتَ وَ الطَّاعَةَ وَ الْمَعْصِيَةَ وَ الْجَنَّةَ وَ النَّارَ وَ كَذَلِكَ أَرَدْتُ فِي تَقْدِيرِي وَ تَدْبِيرِي وَ بِعِلْمِيَ النَّافِذِ فِيهِمْ خَالَفْتُ بَيْنَ صُوَرِهِمْ وَ أَجْسَامِهِمْ وَ أَعْمَارِهِمْ وَ أَرْزَاقِهِمْ وَ طَاعَتِهِمْ وَ مَعْصِيَتِهِمْ فَجَعَلْتُ مِنْهُمُ السَّعِيدَ وَ الشَّقِيَّ وَ الْبَصِيرَ وَ الْأَعْمَى وَ الْقَصِيرَ وَ الطَّوِيلَ وَ الْجَمِيلَ وَ الْقَبِيحَ وَ الْعَالِمَ وَ الْجَاهِلَ وَ الْغَنِيَّ وَ الْفَقِيرَ وَ الْمُطِيعَ وَ الْعَاصِيَ وَ الصَّحِيحَ وَ السَّقِيمَ وَ مَنْ بِهِ الزَّمَانَةُ وَ مَنْ لَا عِلَّةَ بِهِ فَيَنْظُرُ الصَّحِيحُ إِلَى ذَوِي الْعَاهَةِ فَيَحْمَدُنِي عَلَى مَا عَافَيْتُهُ وَ يَنْظُرُ الَّذِي بِهِ الْعَاهَةُ إِلَى الصَّحِيحِ فَيَدْعُونِي وَ يَسْأَلُنِي الْعَافِيَةَ أَوْ يَصْبِرُ عَلَى بَلَائِي فَآتَيْتُهُ جَزِيلَ عَطَائِي وَ يَنْظُرُ الْغَنِيُّ إِلَى الْفَقِيرِ فَيَحْمَدُنِي وَ يَشْكُرُنِي وَ يَنْظُرُ الْفَقِيرُ إِلَى الْغَنِيِّ فَيَدْعُونِي وَ يَسْأَلُنِي وَ يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الْكَافِرِ فَيَحْمَدُنِي عَلَى مَا هَدَيْتُهُ فَلِذَلِكَ خَلَقْتُهُمْ لِأَبْلُوَهُمْ فِي السَّرَّاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ فِيمَا عَافَيْتُهُمْ وَ فِيمَا ابْتَلَيْتُهُمْ وَ فِيمَا أَعْطَيْتُهُمْ وَ فِيمَا مَنَعْتُهُمْ وَ أَنَا اللَّهُ الْمَلِكُ الْقَادِرُ وَ لِي أَنْ أُمْضِيَ جَمِيعَ مَا قَدَّرْتُ عَلَى مَا دَبَّرْتُ وَ لِي أَنْ أُغَيِّرَ مِنْ ذَلِكَ مَا شِئْتُ إِلَى مَا شِئْتُ وَ أُقَدِّمَ مِنْ ذَلِكَ مَا أَخَّرْتُ وَ أُؤَخِّرَ مِنْ ذَلِكَ مَا قَدَّمْتُ وَ أَنَا اللَّهُ الْفَعَّالُ لِمَا أُرِيدُ لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَ أَنَا أَسْأَلُ خَلْقِي عَمَّا هُمْ فَاعِلُونَ 1258 .
هِشَامٌ عَنْ يَزِيدَ الْكُنَاسِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع ابْنُكَ أَوْلَى بِكَ مِنِ ابْنِ ابْنِكَ وَ ابْنُ ابْنِكَ أَوْلَى بِكَ مِنْ أَخِيكَ قَالَ وَ أَخُوكَ لِأَبِيكَ وَ أُمِّكَ أَوْلَى بِكَ مِنْ أَخِيكَ لِأَبِيكَ قَالَ وَ أَخُوكَ مِنْ أَبِيكَ أَوْلَى بِكَ مِنْ أَخِيكَ مِنْ أُمِّكَ قَالَ وَ ابْنُ أَخِيكَ مِنْ أَبِيكَ
وَ أُمِّكَ أَوْلَى بِكَ مِنِ ابْنِ أَخِيكَ مِنْ أَبِيكَ قَالَ وَ ابْنُ أَخِيكَ مِنْ أَبِيكَ أَوْلَى مِنْ عَمِّكَ قَالَ وَ عَمُّكَ أَخُو أَبِيكَ مِنْ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ أَوْلَى بِكَ مِنْ عَمِّكَ أَخِي أَبِيكَ مِنْ أَبِيهِ قَالَ وَ عَمُّكَ أَخُو أَبِيكَ لِأَبِيهِ أَوْلَى بِكَ مِنْ بَنِي عَمِّكَ قَالَ وَ ابْنُ عَمِّكَ أَخِي أَبِيكَ لِأَبِيهِ وَ أُمِّهِ أَوْلَى بِكَ مِنِ ابْنِ عَمِّكَ أَخِي أَبِيكَ مِنْ أَبِيهِ قَالَ وَ ابْنُ عَمِّكَ أَخِي أَبِيكَ مِنْ أَبِيهِ وَ أُمِّهِ أَوْلَى بِكَ مِنِ ابْنِ عَمِّكَ أَخِي أَبِيكَ لِأُمِّهِ 1259 .
[في أن من جحد حقهم ع كان بمنزلة إبليس]
عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ 1260 قَالَ فَقَالَ هُمْ وَ اللَّهِ أَوْلِيَاءُ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ وَ فُلَانٍ اتَّخَذُوهُمْ أَئِمَّةً دُونَ الْإِمَامِ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ 1261 ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع هُمْ وَ اللَّهِ يَا جَابِرُ أَئِمَّةُ الظَّلَمَةِ وَ أَشْيَاعُهُمْ 1262 .
أَبُو الْقَاسِمِ الشَّعْرَانِيُّ يَرْفَعُهُ عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ أَتَى رَحْبَةَ الْكُوفَةِ فَقَالَ 1263 بِرِجْلِهِ هَكَذَا وَ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى مَوْضِعٍ ثُمَّ قَالَ احْفِرُوا هَاهُنَا فَيَحْفِرُونَ فَيَسْتَخْرِجُونَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْعٍ وَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ سَيْفٍ وَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ بَيْضَةٍ لِكُلِّ بَيْضَةٍ وَجْهَيْنِ ثُمَّ يَدْعُو اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُلٍ مِنَ الْمَوَالِي مِنَ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ فَيُلْبِسُهُمْ ذَلِكَ ثُمَّ يَقُولُ مَنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ مِثْلُ مَا عَلَيْكُمْ فَاقْتُلُوهُ 1264 .
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى جَعَلَنَا حُجَجَهُ عَلَى خَلْقِهِ وَ أُمَنَاءَ عِلْمِهِ
فَمَنْ جَحَدَنَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ إِبْلِيسَ فِي تَعَنُّتِهِ عَلَى اللَّهِ حِينَ أَمَرَهُ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ وَ مَنْ عَرَفَنَا وَ اتَّبَعَنَا كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِالسُّجُودِ لِآدَمَ فَأَطَاعُوهُ.
[شذرات من أقوال الأئمة ع و مواعظهم]
وَ قَالَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ ع مُحَادَثَةُ الْعَالِمِ عَلَى الْمَزْبَلَةِ خَيْرٌ مِنْ مُحَادَثَةِ الْجَاهِلِ عَلَى الزَّرَابِيِّ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَا تَجْلِسُوا عِنْدَ كُلِّ عَالِمٍ يَدْعُوكُمْ إِلَّا عَالِمٌ يَدْعُوكُمْ مِنَ الْخَمْسِ إِلَى الْخَمْسِ مِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ وَ مِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ وَ مِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الْإِخْلَاصِ وَ مِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النَّصِيحَةِ وَ مِنَ الرَّغْبَةِ إِلَى الزُّهْدِ.
وَ قَالَ الْحَكِيمُ مَنْ لَمْ يَنْتَفِعْ بِيَسِيرِ الْحِكْمَةِ ضَرَّهُ كَثِيرُهَا وَ إِنَّمَا مَنْزِلَةُ مَنْ يَسْمَعُ بِأُذُنَيْهِ مَا لَا يَعِي قَلْبُهُ بِمَنْزِلَةِ مَنْ يَقْدَحُ النَّارَ فِي الْمَاءِ فَلَا يَنَالُ مِنْهُ حَاجَتَهُ أَبَداً.
وَ قَالَ: قُوتُ الْأَجْسَادِ الْمَطَاعِمُ وَ قُوتُ الْعُقُولِ الْحِكْمَةُ فَإِذَا فَقَدَتِ الْعُقُولُ قُوتَهَا مِنَ الْحِكْمَةِ هَلَكَتْ هَلَاكَ الْأَجْسَادِ عِنْدَ فَقْدِ الطَّعَامِ.
وَ قَالَ ص حَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ وَ دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَ اسْتَقْبِلُوا الْبَلَاءَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّهُ لَنْ يَهْلِكَ مَالٌ فِي بَرٍّ وَ لَا بَحْرٍ إِلَّا بِمَنْعِ الزَّكَاةِ.
وَ قَالَ الْحَكِيمُ مَثَلُ الَّذِي يَطْلُبُ الدَّوَاءَ يَسْتَغْنِي فِيهَا كَمَثَلِ الَّذِي يُطْفِئُ النَّارَ بِالْحَلْفَاءِ لَا يَزْدَادُ عَلَيْهِ إِلَّا اشْتِعَالًا.
وَ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِنَّ الْبَدَنَ إِذَا سَقُمَ لَمْ يَنْجَعْ بِطَعَامٍ وَ لَا شَرَابٍ وَ لَا رَاحَةٍ وَ كَذَلِكَ الْقَلْبُ إِذَا عَلِقَهُ حُبُّ الدُّنْيَا لَمْ يَنْجَعْ فِيهِ الْمَوَاعِظُ.
وَ قَالَ اللَّهُ لِدَاوُدَ يَا دَاوُدُ احْذَرِ الْقُلُوبَ الْمُعَلَّقَةَ بِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا عُقُولُهَا مَحْجُوبَةٌ عَنِّي.
وَ قَالَ سَلْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ ثَلَاثاً زَلَّةَ الْعَالِمِ وَ جِدَالَ الْمُنَافِقِ وَ دُنْيَا مُطْغِيَةً.
وَ قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ مِنْ خِصَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعَةٌ وَجْهٌ مُنْبَسِطٌ وَ لِسَانٌ لَطِيفٌ وَ قَلْبٌ رَحِيمٌ وَ يَدٌ مُعْطِيَةٌ.
[طائفة من الحكم و المواعظ و الخطب]
بعض وصايا لقمان الحكيم لابنه ع