کتابخانه روایات شیعه
خطبة الكتاب
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ و الصلاة و السلام على السيد الكريم محمد بن عبد الله خاتم النبيين و آله الصراط المستقيم- الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين
المجلس الأول
مجلس يوم السبت مستهل شهر رمضان سنة أربع و أربعمائة بمدينة السلام في الزيارين 17 في درب رباح 18 منزل ضمرة أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن الفارسي 19 أدام الله عزه بإملائه من كتبه
1 حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْأَجَلُّ الْمُفِيدُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ أَدَامَ اللَّهُ حَرَاسَتَهُ وَ تَوْفِيقَهُ فِي هَذَا الْيَوْمِ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ حَمَّادٍ 20 عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: إِنَّ الْمَلَكَ الْمُوَكَّلَ بِالْعَبْدِ يَكْتُبُ فِي صَحِيفَتِهِ 21 أَعْمَالَهُ فَأَمْلُوا فِي أَوَّلِهَا خَيْراً وَ فِي آخِرِهَا خَيْراً يُغْفَرْ لَكُمْ مَا بَيْنَ ذَلِكَ 22 .
2 قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُ 23 إِجَازَةً قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَسْبَاطٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى 24 أَخِي مُغَلِّسٍ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ: قُلْتُ لَهُ إِنَّا نَرَى الرَّجُلَ مِنَ الْمُخَالِفِينَ عَلَيْكُمْ لَهُ عِبَادَةٌ وَ اجْتِهَادٌ وَ خُشُوعٌ فَهَلْ يَنْفَعُهُ ذَلِكَ شَيْئاً- فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّمَا مَثَلُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ مَثَلُ 25 أَهْلِ بَيْتٍ كَانُوا فِي بَنِي
إِسْرَائِيلَ وَ كَانَ لَا يَجْتَهِدُ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَّا دَعَا فَأُجِيبَ وَ إِنَّ رَجُلًا مِنْهُمُ اجْتَهَدَ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ دَعَا فَلَمْ يُسْتَجَبْ لَهُ فَأَتَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ع يَشْكُو إِلَيْهِ مَا هُوَ فِيهِ وَ يَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لَهُ فَتَطَهَّرَ عِيسَى وَ صَلَّى ثُمَّ دَعَا فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ- يَا عِيسَى إِنَّ عَبْدِي أَتَانِي مِنْ غَيْرِ الْبَابِ الَّذِي أُوتَى مِنْهُ إِنَّهُ دَعَانِي وَ فِي قَلْبِهِ شَكٌّ مِنْكَ فَلَوْ دَعَانِي حَتَّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ وَ تَنْتَثِرَ أَنَامِلُهُ 26 مَا اسْتَجَبْتُ لَهُ- فَالْتَفَتَ عِيسَى ع فَقَالَ تَدْعُو رَبَّكَ 27 وَ فِي قَلْبِكَ شَكٌّ مِنْ نَبِيِّهِ قَالَ يَا رُوحَ اللَّهِ وَ كَلِمَتَهُ قَدْ كَانَ وَ اللَّهِ مَا قُلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ أَنْ يَذْهَبَ بِهِ عَنِّي فَدَعَا لَهُ عِيسَى ع فَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنْهُ وَ صَارَ فِي حَدِّ أَهْلِ بَيْتِهِ كَذَلِكَ نَحْنُ أَهْلَ الْبَيْتِ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَمَلَ عَبْدٍ وَ هُوَ يَشُكُّ فِينَا 28 .
3 قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍ 29 قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرٍو قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ الْهَمْدَانِيُ 30 عَلَى
أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فِي نَفَرٍ مِنَ الشِّيعَةِ وَ كُنْتُ فِيهِمْ- فَجَعَلَ الْحَارِثُ يَتَأَوَّدُ فِي مِشْيَتِهِ وَ يَخْبِطُ الْأَرْضَ بِمِحْجَنِهِ 31 وَ كَانَ مَرِيضاً- فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ كَانَتْ لَهُ مِنْهُ مَنْزِلَةٌ فَقَالَ كَيْفَ تَجِدُكَ يَا حَارِثُ فَقَالَ نَالَ الدَّهْرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِنِّي وَ زَادَنِي أُوَاراً وَ غَلِيلًا 32 اخْتِصَامُ أَصْحَابِكَ بِبَابِكَ قَالَ وَ فِيمَ خُصُومَتُهُمْ قَالَ فِيكَ وَ فِي الثَّلَاثَةِ مِنْ قَبْلِكَ 33 فَمِنْ مُفْرِطٍ مِنْهُمْ غَالٍ 34 وَ مُقْتَصِدٍ تَالٍ 35 وَ
مِنْ مُتَرَدِّدٍ مُرْتَابٍ 36 لَا يَدْرِي أَ يُقْدِمُ أَمْ يُحْجِمُ 37 فَقَالَ حَسْبُكَ يَا أَخَا هَمْدَانَ أَلَا إِنَّ خَيْرَ شِيعَتِي النَّمَطُ الْأَوْسَطُ 38 إِلَيْهِمْ يَرْجِعُ الْغَالِي وَ بِهِمْ يَلْحَقُ التَّالِي- فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ لَوْ كَشَفْتَ فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي الرَّيْنَ 39 عَنْ قُلُوبِنَا وَ جَعَلْتَنَا فِي ذَلِكَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا 40 قَالَ ع قَدْكَ 41 فَإِنَّكَ امْرُؤٌ مَلْبُوسٌ عَلَيْكَ- إِنَّ دِينَ اللَّهِ لَا يُعْرَفُ بِالرِّجَالِ بَلْ بِآيَةِ الْحَقِ 42 فَاعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ- يَا حَارِثُ 43 إِنَّ الْحَقَّ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ وَ الصَّادِعَ 44 بِهِ مُجَاهِدٌ وَ بِالْحَقِّ أُخْبِرُكَ فَأَرْعِنِي سَمْعَكَ 45 ثُمَّ خَبِّرْ بِهِ مَنْ كَانَ لَهُ حَصَافَةٌ 46 مِنْ أَصْحَابِكَ-
أَلَا إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ صِدِّيقُهُ الْأَوَّلُ صَدَّقْتُهُ وَ آدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ ثُمَّ إِنِّي صِدِّيقُهُ الْأَوَّلُ فِي أُمَّتِكُمْ حَقّاً فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ وَ نَحْنُ خَاصَّتُهُ يَا حَارِثُ وَ خَالِصَتُهُ وَ أَنَا صِنْوُهُ 47 وَ وَصِيُّهُ وَ وَلِيُّهُ- وَ صَاحِبُ نَجْوَاهُ وَ سِرُّهُ أُوتِيتُ فَهْمَ الْكِتَابِ- وَ فَصْلَ الْخِطابِ وَ عِلْمَ الْقُرُونِ وَ الْأَسْبَابِ 48 وَ اسْتُودِعْتُ أَلْفَ مِفْتَاحٍ يَفْتَحُ كُلُّ مِفْتَاحٍ أَلْفَ بَابٍ يُفْضِي كُلُّ بَابٍ إِلَى أَلْفِ أَلْفِ عَهْدٍ وَ أُيِّدْتُ وَ اتُّخِذْتُ 49 وَ أُمْدِدْتُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ نَفْلًا 50 وَ إِنَّ ذَلِكَ يَجْرِي لِي وَ لِمَنِ اسْتُحْفِظَ مِنْ ذُرِّيَّتِي 51 مَا جَرَى اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ حَتَّى يَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها وَ أُبَشِّرُكَ يَا حَارِثُ لَتَعْرِفُنِي عِنْدَ الْمَمَاتِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَ عِنْدَ الْحَوْضِ وَ عِنْدَ الْمُقَاسَمَةِ- قَالَ الْحَارِثُ وَ مَا الْمُقَاسَمَةُ يَا مَوْلَايَ قَالَ مُقَاسَمَةُ النَّارِ أُقَاسِمُهَا قِسْمَةً صَحِيحَةً أَقُولُ هَذَا وَلِيِّي فَاتْرُكِيهِ وَ هَذَا عَدُوِّي فَخُذِيهِ ثُمَّ أَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بِيَدِ الْحَارِثِ فَقَالَ يَا حَارِثُ أَخَذْتُ بِيَدِكَ كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِيَدِي فَقَالَ لِي وَ قَدْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ حَسَدَ قُرَيْشٍ وَ الْمُنَافِقِينَ لِي إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَخَذْتُ بِحَبْلِ اللَّهِ وَ بِحُجْزَتِهِ يَعْنِي عِصْمَتَهُ مِنْ ذِي الْعَرْشِ تَعَالَى وَ أَخَذْتَ أَنْتَ يَا عَلِيُّ بِحُجْزَتِي وَ أَخَذَ ذُرِّيَّتُكَ بِحُجْزَتِكَ وَ أَخَذَ شِيعَتُكُمْ بِحُجْزَتِكُمْ- فَمَا ذَا يَصْنَعُ اللَّهُ بِنَبِيِّهِ وَ مَا يَصْنَعُ نَبِيُّهُ بِوَصِيِّهِ 52 خُذْهَا إِلَيْكَ يَا حَارِثُ قَصِيرَةً
مِنْ طَوِيلَةٍ 53 نَعَمْ أَنْتَ مَعَ [مَنْ] أَحْبَبْتَ وَ لَكَ مَا اكْتَسَبْتَ يَقُولُهَا ثَلَاثاً فَقَامَ الْحَارِثُ يَجُرُّ رِدَاءَهُ وَ هُوَ يَقُولُ مَا أُبَالِي بَعْدَهَا مَتَى لَقِيتُ الْمَوْتَ أَوْ لَقِيَنِي.
قال جميل بن صالح و أنشدني أبو هاشم السيد الحميري 54 رحمه الله فيما تضمنه هذا الخبر-
قول علي لحارث عجب
كم ثم أعجوبة له حملا 55 يا حار 56 همدان من يمت يرني
من مؤمن أو منافق قبلا 57 يعرفني طرفه و أعرفه
بنعته و اسمه و ما عملا
و أنت عند الصراط تعرفني
فلا تخف عثرة و لا زللا
أسقيك من بارد على ظمإ
تخاله 58 في الحلاوة العسلا
أقول للنار حين توقف
للعرض دعيه لا تقربي 59 الرجلا
دعيه 60 لا تقربيه إن له