کتابخانه روایات شیعه
المال يحكي الغي في أثقاله
و إنما المنفق من أمواله
ما غمر الخلة من سؤالهمن لاح في عارضة القتير 56
فقد أتاه بالبلى النذير
ثم إلى ذي العزة المصير
رأيت غب الصبر مما يحمد
و إنما النفس كما تعدد
و شر ما يطلب ما لا يوجد
إن اتباع المرء كل شهوة
ليلبس القلب لباس قسوة
و كبوة العجب أشد كبوة
من يزرع المعروف يحصد ما رضي
لكل شيء غاية ستنقضي
و الشر موقوف لدى التعرض
لا يأكل الإنسان إلا ما رزق
ما كل أخلاق الرجال تتفق
هان على النائم ما يلقى الأرق
من يلذع الناس يجد من يلذعه
لسان ذي الجهل وشيكا يوقعه
لا يعدم الباطل حقا يدمغه
كل زمان فله نوابغ
و الحق للباطل ضد دامغ
لا يغصك المشرب و هو سائغ
رب رجاء قص من مخافة
و رب أمن سيعود آفة
ذو النجح لا يستبعد المسافة
كم من عزيز قد رأيت ذلا
و كم سرور مقبل تولى
و كم وضيع شال فاستقلا
لا خير في صحبة من لا ينصف
و الدهر يجفو أمره و يلطف
و الموت يفني كل عين تطرف
رب صباح لامرئ لا يمسه
حتف الفتى موكل بنفسه
حتى يحل في ضريح رمسه
إني أرى كل جديد بالي
و كل شيء فإلى زوال
فاستشف من جهلك بالسؤال
آن رحيلا فأعد الزادا
آن معادا فاحذر المعادا
لا يملك العمر و إن تمادى
إنك مربوب مدين تسأل
و الدهر عن ذي غفلة لا يغفل
و كلما قدمته محصل
حتى يجيء يومك المؤجل
فصل
رُوِيَ عَنْ أَحَدِ الْأَئِمَّةِ ع أَنَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَتَمَ ثَلَاثَةً فِي ثَلَاثَةٍ رِضَاهُ فِي طَاعَتِهِ وَ كَتَمَ سَخَطَهُ فِي مَعْصِيَتِهِ وَ كَتَمَ وَلِيَّهُ فِي خَلْقِهِ وَ لَا يَسْتَخِفَّ أَحَدُكُمْ شَيْئاً مِنَ الطَّاعَاتِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّهَا رِضَا اللَّهِ تَعَالَى وَ لَا يَسْتَقِلَّنَّ أَحَدُكُمْ شَيْئاً مِنَ الْمَعَاصِي فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّهَا سَخَطُ اللَّهِ وَ لَا يُزْرِيَنَّ أَحَدُكُمْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي أَيُّهُمْ وَلِيُّ اللَّهِ.
وَ مِنْ كَلَامِهِ ص مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَ سَاءَتْهُ مَعْصِيَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ عَالِمٍ مُطَاعٍ وَ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ كَفَى بِالنَّفْسِ غِنًى وَ بِالْعِبَادَةِ شُغُلًا لَا تَنْظُرُوا إِلَى صَغِيرِ الذَّنْبِ وَ لَكِنِ انْظُرُوا إِلَى مَنِ اجْتَرَأْتُمْ.
وَ قَالَ ع آفَةُ الْحَدِيثِ الْكَذِبُ وَ آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ وَ آفَةُ الْعِبَادَةِ الْفَتْرَةُ وَ آفَةُ الطرف [الظَّرْفِ] الصَّلَفُ لَا حَسَبَ إِلَّا بِتَوَاضُعٍ وَ لَا كَرَمَ إِلَّا بِتَقْوَى وَ لَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ وَ لَا عِبَادَةَ إِلَّا بِيَقِينٍ
إِنَّ الْعَاقِلَ مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ ذَمِيمَ الْمَنْظَرِ حَقِيرَ الْخَطَرِ وَ إِنَّ الْجَاهِلَ مَنْ عَصَى اللَّهَ وَ إِنْ كَانَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ عَظِيمَ الْخَطَرِ أَفْضَلُ النَّاسِ أَعْقَلُ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَسَمَ الْعَقْلَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ كَمُلَ عَقْلُهُ وَ مَنْ لَمْ تَكُ فِيهِ فَلَا عَقْلَ لَهُ الْمَعْرِفَةُ بِاللَّهِ تَعَالَى وَ حُسْنُ الطَّاعَةِ وَ حُسْنُ الصَّبْرِ إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ آلَةٌ وَ عُدَّةٌ وَ آلَةُ الْمُؤْمِنِ وَ عُدَّتُهُ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ تَاجِرٍ بِضَاعَةٌ وَ بِضَاعَةُ الْمُجْتَهِدِينَ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ خَرَابٍ عِمَارَةٌ وَ عِمَارَةُ الْآخِرَةِ الْعَقْلُ وَ لِكُلِّ سَفَرٍ 57 فُسْطَاطٌ يَلْجَئُونَ إِلَيْهِ وَ فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ الْعَقْلُ.
فصل
رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ص أَنَّهُ قَالَ: الْعَقْلُ وِلَادَةٌ وَ الْعِلْمُ إِفَادَةٌ وَ مُجَالَسَةُ الْعُلَمَاءِ زِيَادَةٌ.
وَ رُوِيَ عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ: هَبَطَ جَبْرَئِيلُ ع عَلَى آدَمَ ع فَقَالَ يَا آدَمُ أُمِرْتُ أَنْ أُخَيِّرَكَ فِي ثَلَاثٍ فَاخْتَرْ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً وَ دَعِ اثْنَتَيْنِ فَقَالَ آدَمُ وَ مَا الثَّلَاثُ قَالَ الْعَقْلُ وَ الْحَيَاءُ وَ الدِّينُ فَقَالَ آدَمُ فَإِنِّي قَدِ اخْتَرْتُ الْعَقْلَ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ لِلْحَيَاءِ وَ الدِّينِ انْصَرِفَا فَقَالا يَا جَبْرَئِيلُ إِنَّا أُمِرْنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الْعَقْلِ حَيْثُ كَانَ قَالَ فَشَأْنَكُمَا وَ عَرَجَ.
مسألة إن سأل سائل فقال كيف يحسن مخاطبة الحياء و الدين و كيف يصح منهما النطق و هما داخلان في باب الأعراض التي لا تقوم بأنفسها و لا تصح الحياة و النطق منهما. الجواب قيل له هذا مجاز من القول و توسع في الكلام و المعنى فيه أنهما لو كانا حيين قائمين بأنفسهما تصح المخاطبة لهما و النطق لكان هذا حكمهما و المحكي عنهما جوابهما.
و قد يستعمل العرب ذلك في كلامها و هو نوع من أنواع فصاحتها قال الشاعر
امتلأ الحوض و قال قطني 58
مهلا رويدا قد ملأت بطني
و نحن نعلم أن الحوض لا يصح منه النطق و لكنه استعار النطق لأنه عنده لو كان في صورة ما ينطق لكان هذا قوله. خبر آخر في هذا المعنى و هو المشتهر بين الخاصة و العامة
مِنْ أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى الْعَقْلُ فَقَالَ لَهُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ فَقَالَ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ بِكَ أُعْطِي وَ بِكَ أَمْنَعُ وَ بِكَ أُثِيبُ وَ بِكَ أُعَاقِبُ وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا أَكْمَلْتُكَ إِلَّا فِيمَنْ أَحْبَبْتُ 59 .
فالمعنى فيه نظير ما تقدم هو أن العقل لو كان قائما بنفسه حتى يوجد مفردا لكان أول شيء خلقه الله تعالى لفضله و لأن المنازل العالية لا تستحق إلا به و لو كان حيا قادرا لصح منه امتثال أمر الشارع إلى ما يؤمر به و لم يقع خلاف للمراد منه. و هذا كله بينة على شرف العقل و جلالته و حث على وجوب الرجوع إليه و التمسك بحججه و في القرآن لذلك نظائر
فصل مما ورد في القرآن في هذا المعنى
فمن ذلك قول الله عز و جل إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فدليل شاهد بأن المراد بذلك ليس هو القول و لا يصح فيه حقيقة الأمر لأنه لو كان يأمر الشيء في الحقيقة بالكون كان لا يخلو من حالين
إما أن يأمره بذلك و الشيء في حال عدمه أو في حال وجوده. و محال أن يأمره و هو في حال عدمه لأن المعدوم في الحقيقة ليس بشيء فيتوجه إليه الأمر. و الذين يثبتون أنه شيء في حال عدمه من المتكلمين 60 لا يخالفون في أنه لا يصح أن يؤمر. و محال أيضا أن يأمره و هو في حال وجوده لأن الموجود هو الكائن. و لا يقال للكائن كن كما لا يقال للساكن اسكن. و أيضا فلو كان يأمره في الحقيقة بالكون لكان الشيء المأمور هو الذي يفعل نفسه و يكونها. و لا يصح من شيء أن يفعل إلا أن يكون حيا قادرا و لا يصح منه أن يفعل الحكم المتقن إلا بعد كونه عالما. و هذا كله 61 على أن المعدوم لا يؤمر و لا يفعل نفسه. و لم يبق إلا أن يكون ذلك مجازا في القول. و المراد به الإخبار عن تيسر الفعل على الله سبحانه أنه إذا أراده و أنه غير متعذر منه و متى أراد كونه كان بغير حائل و لا مانع حتى كان الذي يريده لو كان حيا قادرا يصح أن يكون نفسه ثم أمره الله تعالى بذلك ليبادر إليه و لم يتأخر عنه.
و مثل ذلك قول الله عز و جل ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَ هِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَ لِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ . و ليس المراد أن السماء و الأرض و هما جماد نطقتا و إنما المعنى تيسر فعلهما و ما أراده فيهما. فكأنهما لو كانتا في حكم الأحياء القادرين الذين يصح منهم النطق و الإتيان لقالتا إذا أمرنا بالإتيان أتينا طائعين. و نظير هذا في الكلام كثير. و الناس يجعلون من تيسر منه الفعل كان فعله قد أطاعه و يقولون للشاعر الحاضر الخاطر إن القوافي لتسمع له و تطيع و إنك لتراها رأي العين و إنها لمحصورة بين يديك. و مرادهم أنها لا تتعذر عليه متى رامها و لا يتوقف شيء منها إذا قصدها. فكأنها لو كانت في حيزها ترى لرآها أو في حكم من يطيع لأطاعت أمره إذا أمرها. فأما الإخبار عن السماء و الأرض بأنهما قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ بلفظ التذكير فيحتمل أن يكون المعنى أتينا بمن فينا و من يصح فيه التذكير و من ذلك قول الله عز و جل يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَ تَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ و جهنم في الحقيقة لا يصح أن تخاطب و لا يقع منها القول. فالمعنى أنها لو كانت في حكم من يخاطب و يصح منها القول لقالت هَلْ مِنْ مَزِيدٍ . و قيل في الآية بوجه آخر. و هو أن الذكر لها و الخطاب في الحقيقة متوجه لخزنتها و هم القائلون هَلْ مِنْ مَزِيدٍ .
و إنما أضيف ذلك إليها كما يقال قالت البلدة الفلانية أي قال أهلها و قال الله تعالى وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها و المراد أهلها. و من ذلك قول الله عز و جل يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَ أَيْدِيهِمْ وَ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ و قوله جل اسمه وَ قالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَ هُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ فالقول عندنا في ذلك كله إنه على الاستعارة و مجاز اللغة دون الحقيقة. و المعنى فيه أن الجوارح لو كانت مما تنطق لنطقت على أصحابها بالشهادة و قالت أنطقنا الله. و قد يجوز في أبعاض الإنسان ما تقام الشهادة بفعله و إن لم يكن نطق و العرب تقول رب عين أنطق من لسان و يقولون عيناك تشهد بسحرك و نظرك يدل على خبرك. و الشواهد على هذا كثيرة و فيما ذكرناه كفاية
مسألة من عويص النسب
ألا قل لابن أم حماة أمي
أنا ابن أخ ابن أختك غير وهم
فلو زوجت أختك من أخ لي
فأولدها غلاما كان عمي
و كان أخي لذاك العم عما
و صار العم مثل دمي و لحمي
فمن أنا منك أو من أنت مني
أجب إن كنت ذا لب و فهم