کتابخانه روایات شیعه
و قال إياس بن الفائق 100
يقيم الرجال الأغنياء بأرضهم
و ترمي النوى بالمقترين المراميا
فأكرم أخاك الدهر ما دمتما معا
كفى بالممات فرقة و تنائيا
إذا زرت أرضا بعد طول اجتنابها
فقدت صديقي و البلاد كما هيا .
و قال حاتم بن عبد الله 101 .
و ما أنا بالساعي بفضل زمامها
لتشرب ما في الحوض قبل الركائب
و ما أنا بالطاوي حقيقة 102 رحلها
لأبعثها حقا و أترك صاحبي .
لبعضهم
بدا حين أثرى بإخوانه
ففتك عنهم شباه العدم
و ذكرهم الحزم غب الأمور
فبادر قبل انتقال النعم .
لغيره
ألا إن عبد الله لما حوى الغنى
و صار له من بين إخوانه مال
رأى خلة منهم يسد بماله
فساواهم حتى استوت بهم الحال .
لموسى بن يقطين
تتبع إخوانه في البلاد
فأغنى المقل عن المكثر .
و لسليمان بن فلاح
لي صديق ما مسني عدم
مذ وقعت عينه على عدم
قام بعذري لما قعدت به
و نمت عن حاجتي و لم ينم
أغنى و أقنى و لم يسم كرما
يقبل كف له و لا قدم .
لبشار بن برد و يكنى أبا معاذ و يلقب بالمرعث الداعمي 103
إذا كنت في كل الأمور معاتبا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه
مفارق ذنب مرة و مجانبه
إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى
ظمئت و أي الناس تصفو مشاربه .
لزياد الأعجم 104
أخ لك لا تراه الدهر إلا
على العلات بساما جوادا
أخ لك ليس خلته بمذق
إذا ما ماد فقر أخيه عادا .
و له 105
إذا كان ذواقا أخوك من الهوى
موجهة في كل فج مذاهبه
فخل له وجه الطريق و لا تكن
مطية رحال كثير مذاهبه
تخاف المنايا أن ترحل صاحبي
كأن المنايا في المقام تناسبه .
و لبشار أيضا
خير إخوانك المشارك في المر
و أين الشريك في المر أينا
الذي إن شهدت سرك في الناس
و إن غبت كان أذنا و عينا
مثل سر العقيان إن مسه النار
جلاه البلا فازداد زينا .
و أنشدت لابن نعمة الخطيب مما قاله في مجلس ابن خالويه 106
أيها العالم الذي ملأ الأرض علمه
قلت لما جرحت قلبي بحال تغمه
لا يفر الحوار أن يتوطاه أمه
و لعمري لضمه كان أحلى و شمه
لا تهجم 107 على الصديق بشيء يغمه
فإذا أحوج 108 الشجاع 109 بدا منه سمه .
قال و أنشد لغيره
لا 110 توردن على الصديق من
الدعاية ما يغمه
و احذر بوادر طيشه
يوما إذا ما طال حلمه
فالعجل تنطحه على
إدمان مس الضرع أمه
فصل آخر في ذكر الإخوة و الإخوان
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا آخَى أَحَدُكُمْ رَجُلًا فَلْيَسْأَلْهُ عَنِ اسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِيهِ وَ قَبِيلَتِهِ وَ مَنْزِلِهِ فَإِنَّهُ مِنْ وَاجِبِ الْحَقِّ وَ صَافِي الْإِخَاءِ وَ إِلَّا فَهُوَ مَوَدَّةٌ حَمْقَاءُ.
وَ رُوِيَ أَنَّ دَاوُدَ قَالَ لِابْنِهِ سُلَيْمَانَ ع يَا بُنَيَّ لَا تَسْتَدِلَّنَّ بِأَخٍ أَخاً مُسْتَفَاداً مَا اسْتَقَامَ لَكَ وَ لَا تَسْتَقِلَّنَّ أَنْ يَكُونَ لَكَ عَدُوٌّ وَاحِدٌ وَ لَا تَسْتَكْثِرَنَّ أَنْ يَكُونَ لَكَ أَلْفُ صَدِيقٍ.
و أنشد لأمير المؤمنين ع
و ليس كثيرا ألف خل و صاحب
و إن عدوا واحدا لكثير
وَ رُوِيَ أَنَّ سُلَيْمَانَ ع قَالَ: لَا تَحْكُمُوا عَلَى رَجُلٍ بِشَيْءٍ حَتَّى تَنْظُرُوا مَنْ يُصَاحِبُ فَإِنَّمَا يُعْرَفُ الرَّجُلُ بِأَشْكَالِهِ وَ أَقْرَانِهِ وَ يُنْسَبُ إِلَى أَصْحَابِهِ وَ إِخْوَانِهِ.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ كَانَتْ بَيْنَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا وَحْشَةٌ فَقِيلَ لِلْحُسَيْنِ ع لِمَ لَا تَدْخُلُ عَلَى أَخِيكَ وَ هُوَ أَسَنُّ مِنْكَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص يَقُولُ أَيُّمَا اثْنَانِ جَرَى بَيْنَهُمَا كَلَامٌ فَطَلَبَ أَحَدُهُمَا رِضَا صَاحِبِهِ كَانَ سَابِقاً لَهُ إِلَى الْجَنَّةِ فَأَكْرَهُ أَنْ 111 أَسْبِقَ أَبَا مُحَمَّدٍ إِلَى الْجَنَّةِ فَبَلَغَ ذَلِكَ 112 الْحَسَنَ ع فَقَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى الْحُسَيْنِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا فَاسْتَرْضَاهُ.
حَدَّثَنِي الشَّرِيفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ طَاهِرٍ الْحُسَيْنِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَ كَتَبَ لِي بِخَطِّهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبَاحٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْحُسَيْنِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ الْبَطَائِنِيِّ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ: وَقَعَ بَيْنَ أَبِي عَبْدِ
اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع وَ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ كَلَامٌ حَتَّى ارْتَفَعَ الضَّوْضَاءُ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِمَا فَتَفَرَّقَا عَشِيَّتَهُمَا تِلْكَ ثُمَّ غَدَوْتُ فِي حَاجَةٍ لِي فَإِذَا أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع عَلَى بَابِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ يَقُولُ يَا جَارِيَةُ قُولِي لِأَبِي مُحَمَّدٍ هَذَا جَعْفَرٌ بِالْبَابِ قَالَ فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا بَكَّرَ بِكَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنِّي ذَكَرْتُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللَّهِ الْبَارِحَةَ فَأَقْلَقَتْنِي قَالَ وَ مَا هِيَ فَقَالَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ الَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَ يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَأَنِّي لَمْ أَقْرَأْ هَذِهِ الْآيَةَ قَطُّ.
وَ رُوِيَ فِي الْكَامِلِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ افْتَقَدَ صَدِيقاً لَهُ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ جَاءَهُ فَقَالَ أَيْنَ كَانَتْ غَيْبَتُكَ قَالَ خَرَجْتُ إِلَى عَرَضٍ مِنْ أَعْرَاضِ الْمَدِينَةِ مَعَ صَدِيقٍ لِي فَقَالَ لَهُ إِنْ لَمْ تَجِدْ مِنْ صُحْبَةِ الرِّجَالِ بُدّاً فَعَلَيْكَ بِصُحْبَةِ مَنْ إِنْ صَحِبْتَهُ زَانَكَ وَ إِنْ خَفَقْتَ لَهُ صَانَكَ وَ إِنِ احْتَجْتَ إِلَيْهِ أَعَانَكَ 113 وَ إِنْ رَأَى مِنْكَ خَلَّةً سَدَّهَا أَوْ حَسَنَةً عَدَّهَا أَوْ وَعَدَكَ لَمْ يَحْرِضْكَ وَ إِنْ كَثَّرْتَ عَلَيْهِ لَمْ يَرْفِضْكَ وَ إِنْ سَأَلْتَهُ أَعْطَاكَ وَ إِنْ أَمْسَكْتَ عَنْهُ ابْتَدَأَكَ.
و قال بعضهم قارب إخوانك في لقائهم تسلم من بوائقهم. و في كتب الهند ثق بذي العقل و الكرم و اطمئن إليه و واصل غير ذي الكرم و احترس من سيئ أخلاقه و انتفع بعقله و واصل الكريم غير العاقل و انتفع بكرمه و انفعه بعقلك و اهرب من اللئيم الأحمق. و قال آخر
دع مصارعة أخيك و إن حث التراب في فيك. و قيل إياك و طاعة الأسفال فإنه يهجم بصاحبه على مكروه و إذا صفا لك أخ فكن به أشد ضنا منك بنفائس أموالك ثم لا يزهدنك فيه إن ترى منه خلقا تكرهه فإن نفسك التي هي أخص الأنفس بك لا تطيعك كالمقادة في كل ما تهوى فكيف تلتمس ذلك من غيرك و بحسبك أن يكون لك من أخيك أكثره فقد قالت العرب من لك يوما بأخيك كله. و وصف أعرابي رجلا فقال كان و الله يتحسى مرارة الإخوان و يسقيهم عذبه. و قيل لخالد بن صفوان 114 أي الإخوان أحب إليك فقال الذي يغفر زللي و يقبل عللي و يسد خللي. و سئل رجل عن صديقين له فقال أما أحدهما فعلق 115 مصيبة لا تباع و أما الآخر فعلق مصيبة لا تبتاع. و كان آخر يقول اللهم احفظني من الصديق فقيل له و لم قال لأني من العدو متحرز و من الصديق آمن و أنشد
احذر مودة ماذق 116
شاب المرارة بالحلاوة
يحصي العيوب عليك
أيام الصداقة للعداوة .
و قيل لبعضهم كم لك من صديق فقال لا أدري لأن الدنيا علي مقبلة فكل من يلقاني يظهر لي الصداقة و إنما أحصيهم إذا ولت عني.
و قيل ليحيى بن خالد 117 و هو في الحبس و قد احتاج لو كتبت إلى فلان فإنه صديقك فقال دعوه يكون صديقا. لبعضهم
قد أخلق الدهر ثوب المكرمات فلا
تخلق لوجهك في الحاجات ديباجة
و لا يغرنك إخوان تعدهم
أنت العدو لمن كلفته حاجة .
لغيره
ما الناس إلا مع الدنيا و صاحبها
فحيث ما انقلبت يوما له انقلبوا
مساعدوه على الدنيا فإن وثبت
يوما عليه بما لا يشتهي وثبوا .
لغيره
هي توبتي من أن أظن جميلا
بأخ ودود أو أعد خليلا
كشفت لي الأيام كل خبيئة
فوجدت إخوان الصفاء قليلا
الناس سلمك ما رأوك مسلما
و رأوا نوالك ظاهرا مبذولا
فإذا امتحنت بمحنة ألفيتهم
سيفا عليك مع الردى مسلولا .
للشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين الموسوي رحمه الله
و قد كنت مذ لاح المشيب بعارضي
أنقر 118 عن هذا الورى و أكشف
فما إذ عرفت الناس إلا ذمتهم
جزى الله خيرا كل من لست أعرف .
و لإبراهيم بن هلال الصابي
أيا رب كل الناس أبناء علة 119
أ ما تغلط الدنيا لنا بصديق
وجوه بها من مضمر الغل شاهد
ذوات أديم في النفاق صفيق 120
إذا اعترضوا عند اللقاء فإنهم
قذى لعيون أو شجا لحلوق
و إن عرضوا 121 برد الوداد و ظله