کتابخانه روایات شیعه
دع مصارعة أخيك و إن حث التراب في فيك. و قيل إياك و طاعة الأسفال فإنه يهجم بصاحبه على مكروه و إذا صفا لك أخ فكن به أشد ضنا منك بنفائس أموالك ثم لا يزهدنك فيه إن ترى منه خلقا تكرهه فإن نفسك التي هي أخص الأنفس بك لا تطيعك كالمقادة في كل ما تهوى فكيف تلتمس ذلك من غيرك و بحسبك أن يكون لك من أخيك أكثره فقد قالت العرب من لك يوما بأخيك كله. و وصف أعرابي رجلا فقال كان و الله يتحسى مرارة الإخوان و يسقيهم عذبه. و قيل لخالد بن صفوان 114 أي الإخوان أحب إليك فقال الذي يغفر زللي و يقبل عللي و يسد خللي. و سئل رجل عن صديقين له فقال أما أحدهما فعلق 115 مصيبة لا تباع و أما الآخر فعلق مصيبة لا تبتاع. و كان آخر يقول اللهم احفظني من الصديق فقيل له و لم قال لأني من العدو متحرز و من الصديق آمن و أنشد
احذر مودة ماذق 116
شاب المرارة بالحلاوة
يحصي العيوب عليك
أيام الصداقة للعداوة .
و قيل لبعضهم كم لك من صديق فقال لا أدري لأن الدنيا علي مقبلة فكل من يلقاني يظهر لي الصداقة و إنما أحصيهم إذا ولت عني.
و قيل ليحيى بن خالد 117 و هو في الحبس و قد احتاج لو كتبت إلى فلان فإنه صديقك فقال دعوه يكون صديقا. لبعضهم
قد أخلق الدهر ثوب المكرمات فلا
تخلق لوجهك في الحاجات ديباجة
و لا يغرنك إخوان تعدهم
أنت العدو لمن كلفته حاجة .
لغيره
ما الناس إلا مع الدنيا و صاحبها
فحيث ما انقلبت يوما له انقلبوا
مساعدوه على الدنيا فإن وثبت
يوما عليه بما لا يشتهي وثبوا .
لغيره
هي توبتي من أن أظن جميلا
بأخ ودود أو أعد خليلا
كشفت لي الأيام كل خبيئة
فوجدت إخوان الصفاء قليلا
الناس سلمك ما رأوك مسلما
و رأوا نوالك ظاهرا مبذولا
فإذا امتحنت بمحنة ألفيتهم
سيفا عليك مع الردى مسلولا .
للشريف الرضي أبي الحسن محمد بن الحسين الموسوي رحمه الله
و قد كنت مذ لاح المشيب بعارضي
أنقر 118 عن هذا الورى و أكشف
فما إذ عرفت الناس إلا ذمتهم
جزى الله خيرا كل من لست أعرف .
و لإبراهيم بن هلال الصابي
أيا رب كل الناس أبناء علة 119
أ ما تغلط الدنيا لنا بصديق
وجوه بها من مضمر الغل شاهد
ذوات أديم في النفاق صفيق 120
إذا اعترضوا عند اللقاء فإنهم
قذى لعيون أو شجا لحلوق
و إن عرضوا 121 برد الوداد و ظله
أسروا من الشحناء حر صديق
ألا ليتني حيث انتوت أفرخ القطا
بأقصى محل في البلاد سحيق
أخو وجدة قد آنستني كأنثى
بها نازل في معشري و فريقي
فذلك خير للفتى من ثوابه
بمسغبة من صاحب و رفيق .
لغيره
اسم الصديق على كثير واقع
و قد اختبرت فما وجدت فتى يفي
كعجائب البحر التي أسماؤها
مشهورة 122 و شخوصها لم تعرف .
لأحمد بن إسماعيل
مذ سمعنا باسم الصديق فطالبنا
بمعناه فما استفدنا صديقا
أ تراه في الأرض يوجد لكن
نحن لا نهتدي إليه طريقا
أم ترى قولهم صديق مجازا
لا نرى تحت لفظه تحقيقا .
لعبد الملك بن مروان 123
صديقك حين تستغني كثير
و ما لك عند فقرك من صديق
فلا تأسف على أحد إذا ما
لهي عنك الزيارة وقت ضيق .
لبعضهم
هو خل و لكن
لعن الله و لكن
لفظة في ضمنها السوء
تحامي في أماكن .
مسألة فقهية رجل صحيح دخل على مريض فقال له أوص فقال بما أوصي و إنما يرثني زوجتاك و أختاك و عمتاك و خالتاك و جدتاك و في ذلك يقول الشاعر
أتيت الوليد ضحى عائدا
و قد خامر القلب منه السقاما
فقلت له أوص فيما تركت
فقال ألا قد كفيت الكلاما
ففي عمتيك و في جدتيك
و في خالتيك تركت السواما
و زوجاك حقهما ثابت
و أختاك منه تحوز التماما
هنالك يا ابن أبي خالد
ظفرت بعشر حويت السهاما .
الجواب هذا المريض تزوج جدتي الصحيح أم أمه و أم أبيه فأولد كل واحدة منها ابنتين فابنتاه من جدته أم أمه خالتا الصحيح 124 و تزوج الصحيح جدتي المريض أم أبيه و أم أمه و تزوج أبو المريض أم الصحيح فأولدها ابنتين فقد ترك المريض أربع بنات و هما عمتا الصحيح و خالتاه و ترك جدتيه و هما زوجتا الصحيح و ترك امرأتيه و هما جدتا الصحيح و ترك أختيه لأبيه و هما أختا الصحيح لأمه فلبناته الثلثان و لزوجته الثمن و لجدتيه السدس و لأختيه لأبيه ما بقي. و هذه القسمة على مذهب العامة دون الخاصة 125
شبهة المجبرة
استدل المجبرة على أن الإيمان فعل الله تعالى أن قالت قد قال الله تعالى اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ 126 و لا شك أنه أراد بذلك تعليمنا سؤاله فلا تخلو هذه الهداية التي تسأل فيها من حالتين إما أن تكون الدلالة على ما يقولون و إما أن يكون الإيمان على ما نقول. و زعموا أنها لا تصح أن تكون الدلالة لأن الله عز و جل قد فعلها قالوا و لا يجوز أن تسأله في فعل ما قد فعله و إذا لم يصح أن يكون السؤال في الدلالة فما هو إلا في أن يفعل لنا الإيمان فنكون بفعله مهتدين.
نقض عليهم أما قولهم إن هذه الهداية المسئول فيها لا تخلو في حالتين إما أن تكون الدلالة و إما أن يكون الإيمان فخطأ لأنها قد تحتمل غير ذلك و يجوز أن يكون المراد بها فعل الألطاف التي إذا فعلها الله تعالى ازداد بها الصدر انشراحا للإيمان و لا تكون هذه الألطاف إلا لمن آمن و اهتدى و قد تكون الألطاف هداية قال الله تعالى وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً . و أما قولهم إنها لا تجوز أن تكون الدلالة فخطأ لأن الدلالة و إن كان الله قد فعلها و أزاح علل المكلفين بإقامتها فإنه قد يصح أن تسأله في الزيادة فيها و أن يقوى خواطرنا بالتيسير لنا إدراك أدلة أخرى بعدها و لا شبهة في أن ترادف الأدلة زيادة في الهدى. و أما قولهم إنه لا يجوز سؤال الله تعالى في فعل ما قد فعله فخطأ أيضا و قد يصح أن نسأل الله سبحانه في فعل ما فعله و في أن لا يفعل ما يجوز أن فعله. و قد علمنا ذلك في كتابه و ندبنا إلى ما فعله عبادة تعبدنا بها و مصلحة هدانا إليها فقال سبحانه حاكيا عن ملائكته فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ . و لا شك أنه قد فعل ذلك بهم قبل المسألة منهم و كقوله رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ و نحن نعلم أنه لا يحكم إلا به. و كذلك ما تعبدنا به منى من سؤاله أن تصلي على أنبيائه و رسله مع علمنا أنه قد صلى عليهم و رفع أقدارهم. و حكى لنا سؤال إبراهيم خليله ص في قوله وَ لا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ و هو يعلم أنه لا يخزيه.
و علمنا سبحانه كيف تقول وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ و نحن نعلم أنه لا يكلف عباده ما لا يطيقون. و قد شهد بذلك قوله عز و جل لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها . و إنما جازت العبادة بذلك و نحوه لما فيه من التذلل و الخضوع و الاستكانة و الخشوع فيجوز على هذا الوجه أن نسأله أن يهدينا الصراط المستقيم بمعنى يدلنا عليه و إن كان قد دل و هدى جميع المكلفين قال الله تعالى وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى . مسألة لهم قالت المجبرة ما معنى قول الله تعالى رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا و كيف يجوز أن يتعبدنا بالدعاء و عندكم أن النسيان من فعله سبحانه و لا تكليف على الناس في حال نسيانه. جواب يقال للمجبرة لسنا نحيل أن يكون المراد من النسيان المذكور في هذه الآية السهو و فقد العلم و يكون وجه الدعاء إلى الله تعالى بترك المؤاخذة عليه جاريا مجرى ما تقدم ذكره من الانقطاع إليه و إظهار الفقر إلى مسألته و الاستعانة به و إن كان مأمونا منه في المؤاخذة بمثله على المعنى الذي أوضحنا قبل هذه المسألة و يجوز أيضا أن نحمل النسيان المذكور فيها على أن المراد به الترك كما قال سبحانه وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ . أي فترك و لو لا ذلك لم يكن فعله معصية كقوله تعالى نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ أي تركوا طاعته فتركهم من ثوابه و رحمته و قد يقول الرجل لصاحبه لا تنسني من عطيتك أي لا تتركني منها. و أنشد أبو عرفة
و لم أك عند الجود للجود قاليا
و لا كنت يوم الروع للطعن ناسيا
يعني تاركا.
و يشهد بصحة ذلك قول الله عز و جل أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ بمعنى و تتركون أنفسكم
فصل