کتابخانه روایات شیعه
قال و من هذا العظيم الشأن قال غلام ليس بدني و لا مدن يخرج من بيت ذي يزن قال فهل يدوم سلطانه أو ينقطع قال بل ينقطع برسول مرسل يأتي بالحق و العدل بين أهل الدين و الفضل يكون الملك في قومه إلى يوم الفصل قال و ما يوم الفصل قال يسمع منها الأحياء و الأموات و يجمع فيه الناس للميقات يكون لمن اتقى الفوز و الخيرات قال أ حق ما تقول يا شق قال إي و رب السماء و الأرض و ما بينهما من رفع و خفض إن ما أنبأتك لحق ما فيه أمض 244
دليل في تثبيت الصانع
حكى عن إبراهيم النظام قال الدليل على ذلك أنا رأينا أشياء متضادة من شأنها التنافي و التباين و التفاسد مجموعة و هي الحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة المجتمعة في كل حيوان و في أكثر سائر الأجسام فعلمنا أن جامعها أقسرها على الاجتماع و لو لا ذلك لتباينت و تفاسدت قال و لو جاز أن تجتمع المتضادات المتنافرات و تتقاوم من غير جامع جمعها لجاز أن يجتمع الماء و النار و يتقاوما من ذاتهما بغير جامع مدبر مقيم يقيمهما و هذا محال لا يتوهم
قال و في اجتماعهما دليل على حدوثها لأنها لا يجوز عليها الانفراد فإذا كانت لا توجد إلا مجتمعة و بطل أن توجد كذلك إلا بجامع جمعها صح أنه قبلها و أنها لم توجد إلا حين ابتدعها مجتمعة و لو وجدت قبل ذلك لم توجد إلا على أحد وجهين إما أن يكون كل واحد منهما منفردا و هذا محال أو تكون مجتمعة لا جامع لها و هذا أيضا محال فقد صح أنها ابتدعت و أن الذي جمعها كان موجودا قبلها لم يزل.
مسألة على نفاة الحقائق 245
و هم الذين يقولون المذاهب باطلة كلها و إنه لا حق بشيء منها فيقال لهم أخبرونا عن مذهبكم هذا أ حق هو أم باطل.
فإن قالوا هو حق قيل لهم فقد ناقضتم و أوجبتم أن في المذاهب حقا من حيث نفيتم ذلك و إن قالوا ليس مذهبنا حقا و هو باطل قيل لهم فإذا بطل قولكم أنه لا حق في شيء من المذاهب فقد صح أن فيها حقا.
مسألة على مبطلي النظر و حجج العقل
يقال لهم أ بنظر أفسدتم النظر أم بالحواس أم بالخبر و بعقل أفسدتم حجة العقل أم بغير عقل فإن قلتم أفسدنا النظر بنظر فقد ناقضتم و رجعتم إلى ما أعبتم و صححتم النظر من حيث رمتم إفساده. و إن قلتم بالحواس قلنا حواسنا كحواسنا و علوم الحواس لا تختلف فيها فما بالنا لا نعلم من ذلك ما علمتم و إن قلتم بخبر فبأي شيء فصلتم بين هذا الخبر و بين ضده من الأخبار إلا بالعقل و النظر. فإن قلبتم السؤال فقالوا أ بنظر صححتم النظر أم بحس أم بخبر و بعقل أوجبتم حجة العقل أم بغير عقل أو قلتم بالحواس علمنا ذلك قلنا لكم حواسنا كحواسكم و علوم الحواس ليس فيها اختلاف فما بالنا لا نعلم من صحة أمر النظر و العقل ما علمتم. و إن قلتم بالخبر فقد جعلتم الخبر عيارا 246 على العقل و ليس هذا قولكم و إن قلتم عرفنا صحة النظر و العقل بالنظر و العقل جاز لنا أن نزعم أنا عرفنا صحة الخبر بالخبر. فالجواب أن يقال لهم إنا عرفنا صحة النظر و العقل بالنظر و العقل و ليس يصح لكم مثل ذلك في الخبر لأنكم إن كنتم عرفتم صحة الخبر
بنفسه فيجب أن يكون كل من طرقه الخبر علم صحته حتى لا يوجد الخلف فيه و لسنا نجد ذلك 247 و إن قلتم علمنا صحة الخبر بخبر آخر فهذا يؤديكم إلى ما لا يتناهى 248 فإن قالوا فأنتم إذا عرفتم صحة النظر و العقل بنظر و عقل فقد وجب أن يؤديكم هذا أيضا إلى ما لا يتناهى قيل لهم إنا لا نزعم أنا عرفنا صحة النظر و العقل بنظر و عقل غيرهما بل نعرف صحتهما بها. و ذلك أنا نعرف بهما أن كل نظر لزم صاحبه السنن و الترتيب و لم يمل به هواه و لا إلفه و عصبيته فهو صحيح و كل علم بني على ما في بداية العقول فغير فاسد فيكون هذا النظر نفسه داخلا فيما شهد بصحته إن كان حكمه ذلك
فصل ما جاء في الحديث في العقل
أَخْبَرَنِي شَيْخِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْوَاسِطِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ هَارُونُ بْنُ مُوسَى التَّلَّعُكْبَرِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنِ الْإِمَامِ الصَّادِقِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص
إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالٍ فَانْظُرُوا إِلَى حُسْنِ عَقْلِهِ فَإِنَّمَا يُجَازَى بِعَقْلِهِ.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ مَنْ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ كَثِيرَ الصِّيَامِ فَلَا تُبَاهُوا بِهِ حَتَّى تَنْظُرُوا عَقْلَهُ.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: الْعَقْلُ دَلِيلُ الْمُؤْمِنِ.
فصل من كلام أمير المؤمنين ص في العقل
لَا عُدَّةَ أَنْفَعُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَدُوَّ أَضَرُّ مِنَ الْجَهْلِ.
زِينَةُ الرَّجُلِ عَقْلُهُ.
مَنْ صَحِبَ جَاهِلًا نَقَصَ مِنْ عَقْلِهِ.
التَّثَبُّتُ رَأْسُ الْعَقْلِ وَ الْحِدَّةُ رَأْسُ الْحُمْقِ.
غَضَبُ الْجَاهِلِ فِي قَوْلِهِ وَ غَضَبُ الْعَاقِلِ فِي فِعْلِهِ.
الْأَدَبُ صُورَةُ الْعَقْلِ فَحَسِّنْ عَقْلَكَ كَيْفَ شِئْتَ.
الْعُقُولُ مَوَاهِبُ وَ الْآدَابُ مَكَاسِبُ.
فَسَادُ الْأَخْلَاقِ مُعَاشَرَةُ السُّفَهَاءِ وَ صَلَاحُ الْأَخْلَاقِ مُعَاشَرَةُ الْعُقَلَاءِ.
قَطِيعَةُ الْجَاهِلِ تَعْدِلُ صِلَةَ الْعَاقِلِ وَ الْعَاقِلُ مَنْ وَعَظَتْهُ التَّجَارِبُ.
رَسُولُكَ تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ.
لَا تَأْوِي مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ فَيَكْثُرَ ضَرَرُكَ.
ظَنُّ الرَّجُلِ قِطْعَةٌ مِنْ عَقْلِهِ.
مَنْ تَرَكَ الِاسْتِمَاعَ مِنْ ذَوِي الْعُقُولِ مَاتَ عَقْلُهُ.
مَنْ جَانَبَ هَوَاهُ صَحَّ عَقْلُهُ.
مَنْ أُعْجِبَ بِرَأْيِهِ ضَلَّ وَ مَنِ اسْتَغْنَى بِعَقْلِهِ زَلَّ وَ مَنْ تَكَبَّرَ عَلَى النَّاسِ ذَلَّ.
إِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلَى ضَعْفِ عَقْلِهِ.
مَنْ لَمْ يَكُنْ أَكْثَرَ مَا فِيهِ عَقْلُهُ كَانَ بِأَكْثَرِ مَا فِيهِ قَتْلُهُ.
لَا جَمَالَ أَزْيَنُ مِنَ الْعَقْلِ. 249
عَجَباً لِلْعَاقِلِ كَيْفَ يَنْظُرُ إِلَى شَهْوَةٍ يُعْقِبُهُ النَّظَرُ إِلَيْهَا حَسْرَةً.
هِمَّةُ الْعَاقِلِ 250 تَرْكُ الذُّنُوبِ وَ إِصْلَاحُ الْعُيُوبِ.
الْجَمَالُ فِي اللِّسَانِ وَ الْكَمَالُ فِي الْعَقْلِ.
لَا يَزَالُ الْعَقْلُ وَ الْحُمْقُ يَتَغَالَبَانِ عَلَى الرَّجُلِ إِلَى ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً فَإِذَا بَلَغَهَا غَلَبَ عَلَيْهِ أَكْثَرُهُمَا فِيهِ.
لَيْسَ عَلَى الْعَاقِلِ اعْتِرَاضُ الْمَقَادِيرِ إِنَّمَا عَلَيْهِ وَضْعُ الشَّيْءِ فِي حَقِّهِ.
الْعُقُولُ أَئِمَّةُ الْأَفْكَارِ وَ الْأَفْكَارُ أَئِمَّةُ الْقُلُوبِ وَ الْقُلُوبُ أَئِمَّةُ الْحَوَاسِّ وَ الْحَوَاسُّ أَئِمَّةُ الْأَعْضَاءِ.
فصل من الاستدلال على صحة نبوة رسول الله ص
اعلم أيدك الله أن المتمحلين من الكفار في إبطال نبوة نبينا ع قد أداهم الحرص في الإنكار إلى وجوب الإذعان و الإقرار و ساقهم الخير و القضاء إلى لزوم التسليم و الرضا فلا خلاص لهم من ثبوت الحجة عليهم و هم راغمون و لا محيص لهم من وجوب تصديقه و هم صاغرون. و ذلك أنهم لم يجدوا طريقا يسلكونها في إنكار حقه من النبوة و الدفع لما أتى به من الرسالة إلا بأن أقروا له ببلوغه من كل درجة في الفضل منيفة و مرتبة في الكمال و العقل شريفة ما قد قصر عنه جميع خلق الله و بدون ذلك تجب له الرئاسة و التقدم على الكافة و لا يجوز أن يتوجه إليه ساقط الظنة من قبل التهمة لمنافاتها لما أقروا به في موجب العقل و الحكم.