کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كنز الفوائد

الجزء الأول‏ [مقدمة المحقق‏] مقدّمة مؤلف الكتاب‏ «شيوخ المؤلّف و أساتذته» «تلاميذ المؤلّف» «مؤلّفاته» هذا الكتاب‏ مختصر من الكلام في أن للحوادث أولا دليل آخر على تناهي ما مضى‏ مسألة على الملحدة مسألة أخرى عليهم‏ دليل آخر على أن للأفعال الماضية أولا فصل و بيان‏ مسألة في تأويل خبر فصل‏ فصل‏ فصل مما ورد في القرآن في هذا المعنى‏ مسألة من عويص النسب‏ فصل في ذكر الدنيا فصل في ذكر الأمل‏ فصل في ذكر الموت‏ فصل في ذكر الموت و القتل و ما بينهما فصل في معرفة الاسم و الصفة أسماء الله و حقيقتها فصل في معرفة أسماء الله تعالى و حقيقتها فصل في تمييز صفات الله تعالى‏ بيان صفات الذات و الدليل عليها بيان صفات الأفعال‏ فصل في فروق صفة الذات و صفة الفعل‏ بيان صفات المجاز فصل من كلام شيخنا المفيد رضي الله تعالى عنه في الإرادة فصل‏ فصل من القول في أن الإرادة موجبة فصل‏ القول في الغضب و الرضا القول في الحب و البغض‏ القول في سميع و بصير القول في الخالق‏ فصل في صفة أهل الإيمان‏ فصل‏ فصل مما جاء نظما في الإخوان‏ فصل آخر في ذكر الإخوة و الإخوان‏ شبهة المجبرة فصل‏ قبح التكليف بما لا يطاق‏ فصل من القول في أن الله تعالى لا يكلف عباده ما لا يطيقون‏ فصل من القول في أن القدرة على الإيمان هي قدرة على الكفر فصل من القول في أن القدرة على الفعل توجد قبله‏ فصل من القول في أن القدرة غير موجبة للفعل‏ أفعال الإنسان‏ فصل من القول في أن الله تعالى لم يخلق أفعال العباد و أنها فعل لهم على سبيل الإحداث و الإيجاد فصل من القول أن الله تعالى لا يريد من خلقه إلا الطاعة و أنه كاره للمعاصي كلها إيراد على أهل الجبر فصل‏ حكاية للمؤلف في مجلس بعض الرؤساء جناية المجبرة على الإسلام‏ فصل‏ التجوز في التعبير بالاستطاعة عن الفعل و بنفيها عن نفيه‏ فصل‏ شبهة للمجبرة من هم القدرية فصل في معرفة القدرية تهمة المعتزلة للشيعة بالإرجاء فصل‏ أغلاط للمعتزلة فصل‏ نظرية الأصلح‏ فصل‏ نقوض على هذه النظرية مع دفعها رأي الجبائي و من تبعه من المعتزلة في الترك و مناقشة المصنف له‏ فصل من الكلام في الترك‏ فصل‏ مواعظ و كلمات في النهي عن الظلم‏ فصل مما ورد في ذكر الظلم‏ كلمات لأمير المؤمنين ع و غيره في ذم الحسد فصل‏ فصل‏ فصل أقوال و كلمات في الصبر قصة ذريب بن ثملا وصي عيسى ابن مريم ع‏ فصل‏ شرح قوله و لعن آخر أمتكم أولها فصل‏ رسالة للمؤلف‏ فصل في ذكر مولد سيدنا رسول الله ص و وصف شي‏ء من فضله‏ فصل في ذكر شي‏ء من معجزات رسول الله ص و باهر آياته‏ فصل من البيان عن إعجاز القرآن‏ دليل على حدوث العالم‏ فصل في الأشعار المأثورة عن أبي طالب بن عبد المطلب ره التي يستدل بها على صحة إيمانه‏ فصل من أخبار عبد المطلب رضي الله عنه‏ خبر رؤيا ربيعة بن نصر اللخمي‏ ملك اليمن التي تأولها سطيح و شق‏ دليل في تثبيت الصانع‏ مسألة على نفاة الحقائق‏ مسألة على مبطلي النظر و حجج العقل‏ فصل ما جاء في الحديث في العقل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في العقل‏ فصل من الاستدلال على صحة نبوة رسول الله ص‏ فصل مما في التوراة يتضمن البشارة بنبينا ص و بأمته المؤمنين‏ فصل في الإنجيل‏ فصل من أخبار الوافدين على رسول الله ص للإسلام و ما رأوه قبل قدومهم من الأعلام و ما شاهدوه من أحوال الأصنام‏ و خبر ذباب‏ و خبر زمل بن عمرو العدوي‏ خبر عمرو بن مرة الجهني‏ و خبر ركانة و ما فيه من الآية و خبر أهيب بن سماع‏ فصل من كلام سيدنا رسول الله ص‏ فصل من البيان و السؤال‏ فصل من كلام جعفر بن محمد الصادق ع مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله عز و جل و بدينه‏ فصل آخر من السؤال و البيان‏ شبهة للبراهمة في النبوة مختصر من الكلام على اليهود في إنكارهم جواز النسخ في الشرع‏ فصل في ذكر البداء فصل‏ بيان عن قول النصارى و مسألة عليهم لا جواب لهم عنها فصل آخر من قولهم و كلام عليهم‏ فصل من قولهم‏ فصل من الألفاظ التي يقرون أن المسيح ع قالها و هي دالة على بطلان مذهبهم فيه‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى أحد الإخوان و سميتها بالبيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان‏ فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين ص‏ و مما عملته لبعض الإخوان كتاب الإعلام بحقيقةإسلام أمير المؤمنين ع و به نستعين‏ فصل يجب أن يقدم القول بأن أمير المؤمنين ص أسلم‏ فصل من البيان عن أن أمير المؤمنين ع أول بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة ع‏ فصل في أن إسلامه ع كان عن بصيرة و استدلال‏ فصل في البلوغ‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في فضل اقتناء الكتب‏ فصل‏ فصل أجبت به بعض الإخوان عن ثلاث آيات من القرآن‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في الوعظ و الزهد فصل في ذكر مجلس جرى لي ببليس‏ فصل‏ فصل من المقدمات في صناعة الكلام‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر العلم‏ فصل من كلامه ع في ذكر الحلم و حسن الخلق‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى بعض الإخوان تتضمن كلاما في وجوب الإمامة فصل من الحديث‏ فصل حديث عن الإمام الرضا أحاديث‏ القرآن يدل على إمامة علي ع‏ فصل من مستطرفات مسائل الفقه في الإنسان‏ المسيح يخاطب الدنيا فصل من كلام سيدنا رسول الله ص في الدنيا فصل من كلام أمير المؤمنين ص في هذا المعنى‏ فصل من الكلام في تثبيت إمامة صاحب الزمان المهدي بن الحسن و إمامة آبائه ع‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ مواعظ فصل من كلام رسول الله ص‏ قصة وقعت للمؤلف‏ فصل من أمالي شيخنا المفيد رحمه الله‏ خبر يحيى بن يعمر مع الحجاج‏ فصل من القول في القضاء و القدر الحجاج يسأل عن القضاء و القدر أبو حنيفة مع الإمام موسى بن جعفر كلام الصادق لزرارة فصل من كلام أمير المؤمنين و آدابه و حكمه ع‏ فصل من الكلام في الغيبة و سببها فصل من مسائل الفقه المستطرفة فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر النساء فصل مما روي عن المتقدمين في ذكر النساء فصل من ذكر المرضى و العيادة فصل من خطبة لرسول الله ص في ذكر الموت و الوعظ فصل مما روي في القبور و الدفائن‏ مسألة من عويص الفقه لأبي النجا محمد بن المظفر فصل‏ صدر للمعلق‏ مراجع الكتاب‏ فهرس الجزء الأول من الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الأدلة على أن الصانع واحد فصل من كلام رسول الله ص في الخصال من واحد إلى عشرة فصل من فضائل أمير المؤمنين ع و النصوص عليه من رسول الله ص‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و آدابه في فضل الصمت و كف اللسان‏ مختصر التذكرة بأصول الفقه‏ فصل من عيون الحكم و نكت من جواهر الكلام‏ أبو حنيفة مع الإمام الصادق فصل‏ حديث الإمام الصادق‏ فصل من الاستدلال على أن الله تعالى ليس بجسم‏ نسخة كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏ جواب أمير المؤمنين صلوات الله عليه و سلامه‏ نسخة كتاب آخر جواب أمير المؤمنين ع‏ مسألة فقهية مسألة أخرى منظومة حديث‏ منام‏ فصل من السؤال يتعلق بهذا المقام‏ مبيت علي ع في فراش رسول الله ص ليلة الهجرة فصل من روايات ابن شاذان رحمه الله‏ مسألة فصل في الرؤيا في المنام‏ فصل‏ أحاديث عن أبي ذر الغفاري‏ مسائل في المواريث‏ قضية مستطرفة لأمير المؤمنين ع لم يسبقه إليها أحد من الناس‏ شبهات للملاحدة فصل في ذكر سؤال ورد إلي من الساحل و جوابي عنه في صحة العبادة بالحج‏ قصة وقعت مع المؤلف‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع‏ فصل‏ دليل النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين ع‏ فصل و زيادة فصل من الوصايا و الإقرارات المبهمة العويصة فصل في ذكر هيئة العالم‏ فصل من الكلام في أن الله تعالى لا يجوز أن يكون له مكان‏ فصل في ذكر العلم و أهله و وصف شرفه و فضله و الحث عليه و الأدب فيه‏ مسألة مسألة كتاب البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان‏ خبر قس و ما قاله بسوق عكاظ فصل من الكلام في هذا الخبر خبر المعمر المغربي‏ فصل في الكلام في الآجال‏ فصل‏ مسألة فقهية ذكرها شيخنا أبو عبد الله المفيد رضوان الله عليه‏ خبر ضرار بن ضمرة عند دخوله على معاوية فصل مما جاء في الخصال‏ فصل من الاستدلال على صحة النص بالإمامة على أمير المؤمنين ع من قول النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي‏ فصل‏ فصل من آداب أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل‏ فصل‏ قضية لأمير المؤمنين ع‏ مسألة في المني و نجاسته و وجوب غسل الثوب منه‏ فصل‏ سؤال عن آيات‏ فصل مما ورد في ذكر النصف‏ فصل من الأدب‏ فصل في ذكر الغنى و الفقر فصل في الكلام في الأرزاق‏ فصل مما روي في الأرزاق‏ فصل‏ ذكر مجلس‏ ذكر مجلس‏ مسألة فصل من الاستدلال بهذه الآية على صحة الإمامة و العصمة نصوص مفقودة من نسخة الكتاب المطبوعة فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فهرس الجزء الثاني‏

كنز الفوائد


صفحه قبل

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 202

فإذا قيل لهم فما تقولون في المأثور من معجزاته و المنقول من جرائحه‏ 253 و آياته الخارقة للعادة التي أقام بها الحجة قال المسلمون منهم لذلك المتعاطون لإخراج معناه كان أعرف الناس بخواص الموجودات و أسرار طبائع الحيوان و الحوادث فيظهر من ذلك للناس ما يتحير له من رآه لقصوره عن إدراك سببه و معناه ففضلوه بهذا أيضا على الخلق أجمعين و أوجبوا له التقدم على العالمين. و قد سمعنا في بعض الأحاديث أن أحد السحرة قال لموسى ع إن هذه العصا من طبيعتها أن تسعى إذا ألقيت و تتشكل حيوانا إذا رميت و خاصية لها بسبب فيها. فقال له موسى على نبينا و عليه السلام فخذها أنت و ارمها قالوا فأخذها الساحر و رماها فما تغيرت عن حالها فأخذها موسى و رماها فصارت حية تسعى فقال الساحر ليس السر في العصا و إنما السر فيما ألقاها آمنت بإله موسى. أ فترى لو أخذ أحد المشركين الحصى الذي سبح في كف رسول الله ص فتركه في يده أ كان يسبح أيضا فيها أم ترى أحدهم لو أشار بيده إلى الشجرة التي أشار إليها رسول الله ص فأتت لكانت تأتيه أيضا إذا أومأ إليها و أن هذه الأشياء تفعل بالطبع كما يفعل حجر المغناطيس في الحديد الجذب كلا و الحمد لله ما يتصور هذا عاقل فإذا نظروا حسن تمام النظر أمر رسول الله ص و انتظام مراده الذي قصده و أنه نشأ بين قوم يتجاذبون العز و المنعة و يتنافسون في التقدمة و الرفعة و يأنفون من العار و الشنعة و لا يعطون لأحد إمرة و لا طاعة فلم يزل بهم حتى قادهم إلى أمره و ساقهم إلى طاعته و استعبدهم‏ 254 بما لم يكونوا عرفوه و أمرهم بهجران ما ألفوه إلى أن‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 203

صاروا يبذلون أنفسهم دون نفسه و يسلمون لقوله و يأتمون لأمره من غير أن كان له ملك خافوه و لا مال أملوه تفتح له البلاد و أذعن له ملوك العباد و نفذ أمره في الأنفس و الأموال و الحلائل و الأولاد. قالوا إنما تم له ذلك لأنه فاق العالمين بكمال عقله و حسن تدبيره و رأيه و لم يكن ذلك في أحد غيره ففضلوه بهذا أيضا على الخلق أجمعين و أوجبوا له التقدم على العالمين. فإذا سمعوا المشتهر من عدله و نصفته و حسن سيرته في أمته و رعيته و أنه كان لا يكلف أحدا شيئا في ماله و إذا حصلت المغانم فرقها في أمته و قنع في عيشه بدون كفايته هذا مع سخاوته و كرمه و إيثاره على نفسه و وفائه بوعده و صدق لهجته و اشتهاره منذ كان بأمانته و شريف طريقته و حسن عفوه و مسامحته و جميل صبره و حلمه قالوا كان أزهد الناس و أعلاهم قدرا في العدل و الإنصاف و لا طريق إلى إنكار إحاطته بالفضائل الكرام و المناقب العظام ففضلوه في جميع هذه الأمور على الخلق أجمعين و أوجبوا له التقدم على العالمين. فإذا قيل لهم فهذه العلوم العظيمة متى أدركها و في أي زمان جمعها و تلقطها و أي قلب يعيها و يحفظها و هل رأى بشر قط من يحيط بجميع الفضائل و يتقدم العالمين كافة في جميع المناقب و يكون أوحد الخلق في كمال العقل و التمييز و ثاقب الرأي و التدبير مع نزاهة النفس و صفائها 255 و جلالها و شرفها و زهدها و فضلها و جودها و بذلها. قالوا كانت له سعادات فلكية و عطايا نجومية فاق بها على جميع البرية قيل لهم فمن يكون بهذا الوصف العظيم و المحل الجليل كيف يستجيز عاقل مخالفته أو يسوغ له مباينته و بمن يقتدى أفضل منه و متى يكون مصيبا في الانصراف عنه.

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 204

بل كيف لا يرضى بعقل أعقل الناس و يؤخذ العلم من أعلم الناس و يقتبس الحكمة من أحكم الناس و ما الفرق بينكم في قولكم إن هذه العطايا التي حصلت له إنما كانت فلكية و نجومية و بيننا إذا قلنا إلهية ربانية. و بعد فكيف يستجيز من يكون بهذا العقل الكامل و الفضل الشامل و الورع الظاهر و الزهد الباهر و الشرف العريق و اللسان الصدوق أن يكذب على خالق السماوات و الأرضين فيقول للناس أنا رسول رب العالمين و يدعي هذا المقام الجليل و يكون بخلاف ما يقول. و كيف تلائم صفاته التي سلمتموها لهذه الحال التي ادعيتموها فدعوا المناقضة و المكابرة و أثبتوا على ما أقررتم به في المناظرة فكلامكم لازم لكم و قولكم حجة لكم عليكم قد أقررتم بالحق و أنتم راغمون و التجأتم إلى ما هربتم منه و أنتم صاغرون. و اعلموا أن من باين المسعود كان منحوسا و من خالف العاقل العالم كان جاهلا غبيا و من كذب الصادق كان هو في الحقيقة كاذبا و الحمد لله مقيم الحجة على من أنكرها و موضح الحجة لمن آثرها

فصل مما في التوراة يتضمن البشارة بنبينا ص و بأمته المؤمنين‏

في التوراة مكتوب إذا جاءت الأمة الأخيرة تتبع راكب البعير يسبحون الرب تسبيحا جديدا في الكنائس الجدد فليفرح بنو إسرائيل و يسيروا إلى صهيون و لتطمئن قلوبهم لأن الله اصطفى منهم في الأيام الأخيرة أمما جديدة يسبحون الله بأصوات عالية بأيديهم ذات شفرتين فينتقمون لله من الأمم الكافرة في جميع أقطار الأرض. فمن ترى راكب البعير غير رسول الله ص و من الأمم الأخيرة المسبحة تسبيحا جديدا غير أمته‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 205

و من الذين أتوا و في أيديهم السيوف غير ناصريه و المتبعين لدعوته و في التوراة أيضا مكتوب في السفر الخامس الرب ظهر فتجلى على سنين و أشرف على جبل ساعير و أشرف من جبل فاران و أتى من ربوات القدس من يمينه نار شريعة لهم‏ 256 و جبال فاران جبال مكة و ظهور الرب أنما هو ظهور أمره‏

فصل في الإنجيل‏

و في الإنجيل اليوم مكتوب ابن البشر ذاهب و الفارقليط أتى من بعده و هو الذي يجلي لكم الأسرار و يعيش لكم كل شي‏ء و هو يشهد لي كما شهدت له فإني أنا جئتكم بالأمثال و هو يأتيكم بالتأويل و من قول شعيا النبي ع قال لي إله إسرائيل أقم على المنظرة فانظر ما ذا ترى فإذا رأيت راكبين يسيران أضاءت لهما الأرض أحدهما على حمار و الآخر على جمل فقال ويل لبابل كل صنم بها يكسر و يضرب به الأرض و من قول يوشع النبي ع رأيت راكبين يسيران أضاءت لهما الأرض أحدهما على حمار و الآخر على جمل فراكب الحمار عيسى ع و راكب الجمل محمد ص و من قول دانيال النبي ع جاء الله بالبيان من جبل فاران و امتلأت السماوات و الأرض من تسبيح محمد و أمته‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 206

و قال أيضا يأتينا كتاب جديد بعد خراب بيت المقدس فما الكتاب الجديد إلا القرآن و من قول داود ع اللهم ابعث إلينا مقيم السنة بعد الفترة فمن أقامها غير رسول الله ص و من ذلك تأويل دانيال لرؤيا بخت‏نصر ملك بابل حيث قال رأيت في المنام صنما رأسه من ذهب و صدره و ذراعاه من فضة بطنه و فخذاه من نحاس و ركبتاه و ساقاه من حديد و فيه خلط قليل من فخار ثم رأيت بعد ذلك حجرا انقطع من جبل عظيم بغير يد إنسان فضرب ذلك الصنم الذي فيه الصور الكثيرة فكسره ثم جعله مثل الرماد في يوم ريح ثم عظم الحجر بعد ذلك حتى رأيت الأرض قد امتلأت منه فقال له دانيال أما الصنم الذي فيه الصور الكثيرة فهم الملوك الذين مضوا في سائر الأحقاب و الذين يكونون على مر الأيام و أما الحجر الذي يجي‏ء في آخر الزمان خاتم الأنبياء و أما امتلاء الأرض منه فهم الذين يتبعونه و يؤمنون به‏ 257

فصل من أخبار الوافدين على رسول الله ص للإسلام و ما رأوه قبل قدومهم من الأعلام و ما شاهدوه من أحوال الأصنام‏

فَمِنْ ذَلِكَ خَبَرُ أُهْبَانَ بْنِ أَنَسٍ الْأَسْلَمِيَّ رُوِيَ‏ أَنَّ ذِئْباً شَدَّ عَلَى غَنَمٍ لِأُهْبَانَ بْنِ أَنَسٍ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً فَصَاحَ بِهِ‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 207

فَخَلَّاهَا ثُمَّ نَطَقَ الذِّئْبُ فَقَالَ أُهْبَانُ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ فَقَالَ الذِّئْبُ أَعْجَبُ مِنْ كَلَامِي أَنَّ مُحَمَّداً يَدْعُو النَّاسَ إِلَى التَّوْحِيدِ بِيَثْرِبَ وَ لَا يُجَابُ فَسَاقَ أُهْبَانُ غَنَمَهُ وَ أَتَى الْمَدِينَةَ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ ص بِمَا رَآهُ فَقَالَ خُذْ هَذِهِ غَنَمِي طُعْمَةً لِأَصْحَابِكَ فَقَالَ أَمْسِكْ عَلَيْكَ غَنَمَكَ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا أُسَرِّحُهَا أَبَداً بَعْدَ يَوْمِي هَذَا فَقَالَ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَيْهِ وَ بَارِكْ لَهُ فِي طُعْمَتِهِ فَأَخَذَهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَدِينَةِ بَيْتٌ إِلَّا أَنَالَهُ مِنْهَا 258 .

و خبر ذباب‏

ذَكَرُوا أَنَّهُ‏ كَانَ لِسَعْدِ الْعَشِيرَةِ صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ فَرَّاصٌ وَ كَانُوا يُعَظِّمُونَهُ وَ كَانَ سَادِنَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَنَسِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ الْعَشِيرَةِ يُقَالُ لَهُ ابْنُ وَقْشَةَ فَحَدَّثَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي أَنَسِ اللَّهِ يُقَالُ لَهُ ذُبَابُ بْنُ الْحَرْثِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ كَانَ لِابْنِ وَقْشَةَ ربي‏ء [رَئِيٌ‏] مِنَ الْجِنِّ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فَأَتَاهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَخْبَرَهُ قَالَ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَ قَالَ يَا ذُبَابُ أَسْمَعُ الْعَجَبَ الْعُجَابَ بُعِثَ أَحْمَدُ بِالْكِتَابِ يَدْعُو بِمَكَّةَ لَا يُجَابُ قَالَ فَقُلْتُ مَا هَذَا الَّذِي تَقُولُ قَالَ مَا أَدْرِي هَكَذَا قِيلَ لِي قَالَ فَلَمْ يَكُنْ إِلَّا قَلِيلٌ حَتَّى سَمِعْنَا بِخُرُوجِ النَّبِيِّ ص فَقَامَ ذُبَابٌ إِلَى الصَّنَمِ فَحَطَمَهُ ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ ص فَأَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ وَ قَالَ بَعْدَ إِسْلَامِهِ‏

تَبِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ إِذْ جَاءَ بِالْهُدَى‏

وَ خَلَّفْتُ فَرَّاصاً بِأَرْضِ هَوَانٍ‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 208

شَدَدْتُ عَلَيْهِ شِدَّةً فَتَرَكْتُهُ‏

كَأَنْ لَمْ يَكُنْ وَ الدَّهْرُ ذُو حَدَثَانٍ‏

وَ لَمَّا رَأَيْتُ اللَّهَ أَظْهَرَ دِينَهُ‏

أَجَبْتُ رَسُولَ اللَّهِ حِينَ دَعَانِي‏

فَمَنْ مُبْلِغٌ سَعْدَ الْعَشِيرَةِ أَنَّنِي‏

شَرَيْتُ الَّذِي يَبْقَى بِآخَرَ فَانٍ‏

.

و خبر زمل بن عمرو العدوي‏

صفحه بعد