کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كنز الفوائد

الجزء الأول‏ [مقدمة المحقق‏] مقدّمة مؤلف الكتاب‏ «شيوخ المؤلّف و أساتذته» «تلاميذ المؤلّف» «مؤلّفاته» هذا الكتاب‏ مختصر من الكلام في أن للحوادث أولا دليل آخر على تناهي ما مضى‏ مسألة على الملحدة مسألة أخرى عليهم‏ دليل آخر على أن للأفعال الماضية أولا فصل و بيان‏ مسألة في تأويل خبر فصل‏ فصل‏ فصل مما ورد في القرآن في هذا المعنى‏ مسألة من عويص النسب‏ فصل في ذكر الدنيا فصل في ذكر الأمل‏ فصل في ذكر الموت‏ فصل في ذكر الموت و القتل و ما بينهما فصل في معرفة الاسم و الصفة أسماء الله و حقيقتها فصل في معرفة أسماء الله تعالى و حقيقتها فصل في تمييز صفات الله تعالى‏ بيان صفات الذات و الدليل عليها بيان صفات الأفعال‏ فصل في فروق صفة الذات و صفة الفعل‏ بيان صفات المجاز فصل من كلام شيخنا المفيد رضي الله تعالى عنه في الإرادة فصل‏ فصل من القول في أن الإرادة موجبة فصل‏ القول في الغضب و الرضا القول في الحب و البغض‏ القول في سميع و بصير القول في الخالق‏ فصل في صفة أهل الإيمان‏ فصل‏ فصل مما جاء نظما في الإخوان‏ فصل آخر في ذكر الإخوة و الإخوان‏ شبهة المجبرة فصل‏ قبح التكليف بما لا يطاق‏ فصل من القول في أن الله تعالى لا يكلف عباده ما لا يطيقون‏ فصل من القول في أن القدرة على الإيمان هي قدرة على الكفر فصل من القول في أن القدرة على الفعل توجد قبله‏ فصل من القول في أن القدرة غير موجبة للفعل‏ أفعال الإنسان‏ فصل من القول في أن الله تعالى لم يخلق أفعال العباد و أنها فعل لهم على سبيل الإحداث و الإيجاد فصل من القول أن الله تعالى لا يريد من خلقه إلا الطاعة و أنه كاره للمعاصي كلها إيراد على أهل الجبر فصل‏ حكاية للمؤلف في مجلس بعض الرؤساء جناية المجبرة على الإسلام‏ فصل‏ التجوز في التعبير بالاستطاعة عن الفعل و بنفيها عن نفيه‏ فصل‏ شبهة للمجبرة من هم القدرية فصل في معرفة القدرية تهمة المعتزلة للشيعة بالإرجاء فصل‏ أغلاط للمعتزلة فصل‏ نظرية الأصلح‏ فصل‏ نقوض على هذه النظرية مع دفعها رأي الجبائي و من تبعه من المعتزلة في الترك و مناقشة المصنف له‏ فصل من الكلام في الترك‏ فصل‏ مواعظ و كلمات في النهي عن الظلم‏ فصل مما ورد في ذكر الظلم‏ كلمات لأمير المؤمنين ع و غيره في ذم الحسد فصل‏ فصل‏ فصل أقوال و كلمات في الصبر قصة ذريب بن ثملا وصي عيسى ابن مريم ع‏ فصل‏ شرح قوله و لعن آخر أمتكم أولها فصل‏ رسالة للمؤلف‏ فصل في ذكر مولد سيدنا رسول الله ص و وصف شي‏ء من فضله‏ فصل في ذكر شي‏ء من معجزات رسول الله ص و باهر آياته‏ فصل من البيان عن إعجاز القرآن‏ دليل على حدوث العالم‏ فصل في الأشعار المأثورة عن أبي طالب بن عبد المطلب ره التي يستدل بها على صحة إيمانه‏ فصل من أخبار عبد المطلب رضي الله عنه‏ خبر رؤيا ربيعة بن نصر اللخمي‏ ملك اليمن التي تأولها سطيح و شق‏ دليل في تثبيت الصانع‏ مسألة على نفاة الحقائق‏ مسألة على مبطلي النظر و حجج العقل‏ فصل ما جاء في الحديث في العقل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في العقل‏ فصل من الاستدلال على صحة نبوة رسول الله ص‏ فصل مما في التوراة يتضمن البشارة بنبينا ص و بأمته المؤمنين‏ فصل في الإنجيل‏ فصل من أخبار الوافدين على رسول الله ص للإسلام و ما رأوه قبل قدومهم من الأعلام و ما شاهدوه من أحوال الأصنام‏ و خبر ذباب‏ و خبر زمل بن عمرو العدوي‏ خبر عمرو بن مرة الجهني‏ و خبر ركانة و ما فيه من الآية و خبر أهيب بن سماع‏ فصل من كلام سيدنا رسول الله ص‏ فصل من البيان و السؤال‏ فصل من كلام جعفر بن محمد الصادق ع مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله عز و جل و بدينه‏ فصل آخر من السؤال و البيان‏ شبهة للبراهمة في النبوة مختصر من الكلام على اليهود في إنكارهم جواز النسخ في الشرع‏ فصل في ذكر البداء فصل‏ بيان عن قول النصارى و مسألة عليهم لا جواب لهم عنها فصل آخر من قولهم و كلام عليهم‏ فصل من قولهم‏ فصل من الألفاظ التي يقرون أن المسيح ع قالها و هي دالة على بطلان مذهبهم فيه‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى أحد الإخوان و سميتها بالبيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان‏ فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين ص‏ و مما عملته لبعض الإخوان كتاب الإعلام بحقيقةإسلام أمير المؤمنين ع و به نستعين‏ فصل يجب أن يقدم القول بأن أمير المؤمنين ص أسلم‏ فصل من البيان عن أن أمير المؤمنين ع أول بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة ع‏ فصل في أن إسلامه ع كان عن بصيرة و استدلال‏ فصل في البلوغ‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في فضل اقتناء الكتب‏ فصل‏ فصل أجبت به بعض الإخوان عن ثلاث آيات من القرآن‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في الوعظ و الزهد فصل في ذكر مجلس جرى لي ببليس‏ فصل‏ فصل من المقدمات في صناعة الكلام‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر العلم‏ فصل من كلامه ع في ذكر الحلم و حسن الخلق‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى بعض الإخوان تتضمن كلاما في وجوب الإمامة فصل من الحديث‏ فصل حديث عن الإمام الرضا أحاديث‏ القرآن يدل على إمامة علي ع‏ فصل من مستطرفات مسائل الفقه في الإنسان‏ المسيح يخاطب الدنيا فصل من كلام سيدنا رسول الله ص في الدنيا فصل من كلام أمير المؤمنين ص في هذا المعنى‏ فصل من الكلام في تثبيت إمامة صاحب الزمان المهدي بن الحسن و إمامة آبائه ع‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ مواعظ فصل من كلام رسول الله ص‏ قصة وقعت للمؤلف‏ فصل من أمالي شيخنا المفيد رحمه الله‏ خبر يحيى بن يعمر مع الحجاج‏ فصل من القول في القضاء و القدر الحجاج يسأل عن القضاء و القدر أبو حنيفة مع الإمام موسى بن جعفر كلام الصادق لزرارة فصل من كلام أمير المؤمنين و آدابه و حكمه ع‏ فصل من الكلام في الغيبة و سببها فصل من مسائل الفقه المستطرفة فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر النساء فصل مما روي عن المتقدمين في ذكر النساء فصل من ذكر المرضى و العيادة فصل من خطبة لرسول الله ص في ذكر الموت و الوعظ فصل مما روي في القبور و الدفائن‏ مسألة من عويص الفقه لأبي النجا محمد بن المظفر فصل‏ صدر للمعلق‏ مراجع الكتاب‏ فهرس الجزء الأول من الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الأدلة على أن الصانع واحد فصل من كلام رسول الله ص في الخصال من واحد إلى عشرة فصل من فضائل أمير المؤمنين ع و النصوص عليه من رسول الله ص‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و آدابه في فضل الصمت و كف اللسان‏ مختصر التذكرة بأصول الفقه‏ فصل من عيون الحكم و نكت من جواهر الكلام‏ أبو حنيفة مع الإمام الصادق فصل‏ حديث الإمام الصادق‏ فصل من الاستدلال على أن الله تعالى ليس بجسم‏ نسخة كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏ جواب أمير المؤمنين صلوات الله عليه و سلامه‏ نسخة كتاب آخر جواب أمير المؤمنين ع‏ مسألة فقهية مسألة أخرى منظومة حديث‏ منام‏ فصل من السؤال يتعلق بهذا المقام‏ مبيت علي ع في فراش رسول الله ص ليلة الهجرة فصل من روايات ابن شاذان رحمه الله‏ مسألة فصل في الرؤيا في المنام‏ فصل‏ أحاديث عن أبي ذر الغفاري‏ مسائل في المواريث‏ قضية مستطرفة لأمير المؤمنين ع لم يسبقه إليها أحد من الناس‏ شبهات للملاحدة فصل في ذكر سؤال ورد إلي من الساحل و جوابي عنه في صحة العبادة بالحج‏ قصة وقعت مع المؤلف‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع‏ فصل‏ دليل النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين ع‏ فصل و زيادة فصل من الوصايا و الإقرارات المبهمة العويصة فصل في ذكر هيئة العالم‏ فصل من الكلام في أن الله تعالى لا يجوز أن يكون له مكان‏ فصل في ذكر العلم و أهله و وصف شرفه و فضله و الحث عليه و الأدب فيه‏ مسألة مسألة كتاب البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان‏ خبر قس و ما قاله بسوق عكاظ فصل من الكلام في هذا الخبر خبر المعمر المغربي‏ فصل في الكلام في الآجال‏ فصل‏ مسألة فقهية ذكرها شيخنا أبو عبد الله المفيد رضوان الله عليه‏ خبر ضرار بن ضمرة عند دخوله على معاوية فصل مما جاء في الخصال‏ فصل من الاستدلال على صحة النص بالإمامة على أمير المؤمنين ع من قول النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي‏ فصل‏ فصل من آداب أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل‏ فصل‏ قضية لأمير المؤمنين ع‏ مسألة في المني و نجاسته و وجوب غسل الثوب منه‏ فصل‏ سؤال عن آيات‏ فصل مما ورد في ذكر النصف‏ فصل من الأدب‏ فصل في ذكر الغنى و الفقر فصل في الكلام في الأرزاق‏ فصل مما روي في الأرزاق‏ فصل‏ ذكر مجلس‏ ذكر مجلس‏ مسألة فصل من الاستدلال بهذه الآية على صحة الإمامة و العصمة نصوص مفقودة من نسخة الكتاب المطبوعة فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فهرس الجزء الثاني‏

كنز الفوائد


صفحه قبل

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 213

بَعْضُ الَّذِي أَصَابَهُ وَ قَدْ كَسَا اللَّهُ نَبِيَّهُ جَلَالَةً وَ هَيْبَةً فَلَمَّا أَنِسَ وَ فَرَّخَ رَوْعُهُ‏ 265 قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص قُلْ لِلَّهِ أَنْتَ مَا أَنْتَ قَائِلٌ فَأَنْشَأَ يَقُولُ‏

رُبَّ يَوْمٍ يَعِي الْأَلَدُّ الْمُدَارَى‏

شَرَّهُ حَاضِرٌ يَرُوعُ الرِّجَالا

قُمْتُهُ فَانْجَلَى وَ لَوْ قَامَ فِيهِ‏

مُسْجِلُ الْجِنِّ مَا أَطَاقَ الْمَقَالا

جِئْتُ بِالاقْتِدَارِ فِي ذَاتِ نَفْسِي‏

إِنَّنِي أَقْهَرُ الرَّفَا 266 وَ الْكَلَالا

فَأَنُثَتْ حِدَّتِي وَ فُلَّتْ شَبَاتِي‏

وَ الْهُدَى يَقْهَرُ الْعَمَى وَ الضَّلَالا

لَمْ أَضِقْ بِالْكَلَامِ ذَرْعاً وَ لَكِنْ‏

شِدَّةُ الْبَغْيِ يَسْتَجِيرُ الْحِبَالا 267

قَالَ فَاسْتَوَى رَسُولُ اللَّهِ ص جَالِساً وَ كَانَ مُتَّكِئاً فَقَالَ أَنْتَ أُهَيْبُ بْنُ سَمَاعٍ وَ لَمْ يَرَهُ قَطُّ قَبْلَ وَقْتِهِ ذَاكَ فَقَالَ أَنَا أُهَيْبُ بْنُ سَمَاعٍ الْآبِيُّ الدَّفَّاعُ الْقَوِيُّ الْمَنَّاعُ قَالَ أَنْتَ الَّذِي ذَهَبَ جُلُّ قَوْمِكَ بِالْغَارَاتِ وَ لَمْ يَنْفُضُوا رُءُوسَهُمْ مِنَ الْهَفَوَاتِ إِلَّا مُنْذُ أَشْهُرٍ وَ سَنَوَاتٍ قَالَ أَنَا ذَاكَ قَالَ أَ فَتَذْكُرُ الْأَزْمَةَ الَّتِي أَصَابَتْ قَوْمَكَ احْرَنْجَمَ لَهَا الذبح [الذِّيخُ‏] وَ أَخْلَفَ نَوْءُ المرنج [الْمِرِّيخِ‏] وَ أمشعت [امْتَنَعَتِ‏] السَّمَاءُ وَ انْقَطَعَتِ الْأَنْوَاءُ وَ احْتَرَقَتِ الْغُمَّةُ وَ خَفَّتِ الْبَرِيَّةُ حَتَّى إِنَّ الضَّيْفَ لَيَنْزِلُ بِقَوْمِكَ وَ مَا فِي الْغَنَمِ عَرْقٌ وَ لَا غُرَرٌ فَتَرْصُدُونَ الضَّبَّ الْمَكْنُونَ فَتَصِيدُونَهُ.

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 214

وَ كَأَنَّكَ فِي طَرِيقِكَ إِلَيَّ لَتَسْأَلُنِي عَنْ جل [حِلِ‏] ذَلِكَ وَ عَنْ حَرَجِهِ أَلَا وَ لَا حَرَجَ عَلَى مُضْطَرٍّ وَ مِنْ كَرَمِ الْأَخْلَاقِ بِرُّ الضَّيْفِ قَالَ فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا أَطْلُبُ أَثَراً بَعْدَ عَيْنٍ لَكَأَنَّكَ كُنْتَ مَعِي فِي طَرِيقِي أَوْ شَرِيكِي فِي أَمْرِي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي شَرْحاً وَ بَيَاناً أَزْدَدْ بِكَ إِيمَاناً فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص أَ تَذْكُرُ إِذْ أَتَيْتَ صَنَمَكَ فِي الظَّهِيرَةِ فَعَرَّتْ لَهُ العشيرة [الْعَتِيرَةُ] قَالَ نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ الْحَرْثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ الْمُصْطَلَقِيَّ جَمَعَ لَكَ جُمُوعاً لِيَدْهَمَكَ بِالْمَدِينَةِ وَ اسْتَعَانَ بِي عَلَى حَرْبِكَ وَ كَانَ لِي صَنَمٌ يُقَالُ لَهُ رَاقِبٌ فَرَقَبْتُ خَلْوَتَهُ وَ قَمَمْتُ سَاحَتَهُ‏ 268 ثُمَّ نَفَضْتُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ ثُمَّ عَتَرْتُ لَهُ عَتِيرَةً 269 فَإِنِّي لَأَسْتَخِيرُهُ فِي أَمْرِي وَ أَسْتَشِيرُهُ فِي حَرْبِكَ إِذْ سَمِعْتُ مِنْهُ صَوْتاً هَائِلًا فَوَلَّيْتُ عَنْهُ هَارِباً وَ هُوَ يَقُولُ كَلَاماً فِي مَعْنَى كَلَامِهِ الْأَوَّلِ قَالَ فَلَمَّا كَانَ مِنْ غَدٍ رَكِبْتُ نَاقَتِي وَ لَبِسْتُ لَأْمَتِي وَ تَكَبَّدْتُ الطَّرِيقَ حَتَّى أَتَيْتُكَ فَأَنِرْ لِي سِرَاجَكَ وَ أَوْضِحْ لِي مِنْهَاجَكَ قَالَ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَنِّي مُحَمَّدٌ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ فَقَالَهَا غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَ أَسْلَمَ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ وَ وَقَرَ حُبُّ الْإِسْلَامِ فِي قَلْبِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ ص لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع خُذْ بِيَدِهِ فَعَلِّمْهُ الْقُرْآنَ فَأَقَامَ عِنْدَ النَّبِيِّ ص فَلَمَّا حَذَقَ شَيْئاً مِنَ الْقُرْآنِ قَالَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ الْحَرْثَ بْنَ أَبِي ضِرَارٍ الْمُصْطَلَقِيَّ قَدْ جَمَعَ لَكَ جُمُوعاً لِيَدْهَمَكَ بِالْمَدِينَةِ فَلَوْ وَجَّهْتَ مَعِي قَوْماً بِسَرِيَّةٍ نَشُنُّ عَلَيْهِمُ الْغَارَةَ فَوَجَّهَ النَّبِيُّ ص مَعَهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ جَمَاعَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَظَفِرُوا بِهِمْ وَ اسْتَاقُوا إِبِلَهُمْ وَ مَاشِيَتَهُمْ.

و أهيب الذي يقول في إسلامه‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 215

جبت الفلاة على حرف‏ 270 مبادرة

خطارة تصل الإرقال بالخبب‏ 271

لا تشتكي للذي جابت جوانبه‏

و ما تأتي لأين‏ 272 السير و التعب‏

خطر فنها و الثريا النجم واقفة

كأنها قطف ملاح من العنب‏

أو كالجمان زهاني صدر جارية

ممطورة 273 بنظام الدر و الذهب‏

سارت ثلاثا فوافت بعد ثالثة

ذات المناهل أرض النخل و الكرب‏ 274

فيها النبي الذي لاحت حقائقه‏

في معشر بسقوا في ذروة الحسب‏

حلو الشمائل ميمون نقيبته‏

محض الضرائب حياد عن الكذب‏

لا ينثني و سعير الحرب مضرمة

تحش‏ 275 بالنبل و الأرماح و القضب‏

و الحرب حامية و الهام راسية

و الموت يختطف الأرواح من كثب‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 216

هناك تخبو إذا ما راس‏ 276 أخمصه‏

سماحها 277 لعظيم الهول و الرهب‏

داخت‏ 278 رقاب الورى من هول رؤيته‏

إذا بدا لهم في الموكب اللجب‏

فصل من كلام سيدنا رسول الله ص‏

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَ أَوْثَقَ الْعُرَى كَلِمَةُ التَّقْوَى وَ خَيْرَ الْمِلَلِ مِلَّةُ إِبْرَاهِيمَ وَ خَيْرَ السُّنَنِ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ وَ أَشْرَفَ الْحَدِيثِ ذِكْرُ اللَّهِ وَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ هَذَا الْقُرْآنُ وَ خَيْرَ الْأُمُورِ عوامها [عَزَائِمُهَا] وَ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَ أَهْدَى الْهَدْيِ هَدْيُ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَشْرَفَ الْمَوْتِ قَتْلُ الشُّهَدَاءِ وَ أَعْمَى الْعَمَى ضَلَالَةٌ بَعْدَ الْهُدَى وَ خَيْرَ الْعَمَلِ مَا نَفَعَ وَ خَيْرَ الْهُدَى مَا اتُّبِعَ وَ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَ مَا قَلَّ وَ كَفَى خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ وَ أَلْهَى وَ شَرَّ الْمَعْذِرَةِ عِنْدَ حَضْرَةِ الْمَوْتِ وَ شَرَّ النَّدَامَةِ نَدَامَةُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ لَا يَأْتِي الْجُمُعَةَ إِلَّا نَزْراً وَ لَا يَذْكُرُ اللَّهَ إِلَّا هَجْراً وَ مِنْ أَعْظَمِ الْخَطَايَا اللِّسَانُ الْكَذُوبُ وَ خَيْرُ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ وَ خَيْرُ الزَّادِ التَّقْوى‏ وَ رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللَّهِ وَ خَيْرُ مَا أُلْقِيَ فِي الْقَلْبِ الْيَقِينُ وَ الِارْتِيَابُ مِنَ الْكُفْرِ وَ النِّيَاحَةُ مِنْ عَمَلِ الْجَاهِلِيَّةِ وَ الْغُلُولُ‏ 279 مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ وَ السُّكْرُ مِنَ النَّارِ وَ الشِّعْرُ مِنْ إِبْلِيسَ وَ الْخَمْرُ جَمَاعَةُ الْإِثْمِ وَ النِّسَاءُ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ وَ الشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ وَ شَرُّ الْكَسْبِ كَسْبُ الرِّبَا وَ شَرُّ الْمَالِ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَ السَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ وَ الشَّقِيُّ شَقِيٌّ فِي بَطْنِ أُمِّهِ‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 217

وَ إِنَّمَا يَصِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى مَوْضِعِ ذِرَاعٍ وَ الْأَمْرُ إِلَى آخِرِهِ وَ مِلَاكُ الْأَمْرِ خَوَاتِمُهُ وَ شَرُّ الرِّوَايَاتِ رِوَايَاتُ الْكَذِبِ وَ كُلُّ مَا هُوَ آتٍ قَرِيبٌ وَ سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَ قِتَالُهُ كُفْرٌ وَ أَكْلُ لَحْمِهِ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَ حُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ وَ مَنْ يَتَأَلَّ عَلَى اللَّهِ يُكَذِّبْهُ وَ مَنْ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَغْفِرْ لَهُ وَ مَنْ يَتَّبِعِ الْمُسْتَمِعَ يَسْتَمِعِ اللَّهُ بِهِ وَ مَنْ يَعْفُ يَعْفُ اللَّهُ عَنْهُ وَ مَنْ يَكْظِمِ الْغَيْظَ يُؤْجِرْهُ اللَّهُ وَ مَنْ يَصْبِرْ عَلَى الرَّزِيَّةِ يُعَوِّضْهُ اللَّهُ وَ مَنْ يَصُمْ يُضَاعِفِ اللَّهُ أَجْرَهُ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ يُعَذِّبْهُ.

وَ مِنْ كَلَامِهِ ص قَوْلُهُ‏ إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ مَنْ تَرَكَ عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ وَ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ مَنْ عَمِلَ بِعُشْرِ مَا أُمِرَ بِهِ نَجَا.

وَ مِنْ كَلَامِهِ ع قَوْلُهُ‏ اسْتَحْيُوا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ قِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا لَنَسْتَحْيِي فَقَالَ لَيْسَ كَذَلِكَ مَنِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَ مَا حَوَى وَ الْبَطْنَ وَ مَا وَعَى وَ لْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَ الْبِلَى وَ مَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ.

وَ قَالَ ع‏ حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ.

وَ قَالَ: إِنَّكُمْ لَا تَنَالُونَ مَا تُحِبُّونَ إِلَّا بِالصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ وَ لَا تَبْلُغُونَ مَا تَأْمُلُونَ إِلَّا بِتَرْكِ مَا تَشْتَهُونَ.

فصل من البيان و السؤال‏

إن سأل سائل عن أول ما فرض الله عليك فقل النظر المؤدي إلى معرفته فإن قال لم زعمت ذلك‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 218

فقل لأنه سبحانه قد أوجب معرفته و لا سبيل إلى معرفته إلا بالنظر في الأدلة المؤدية إليها. فإن قال فإذا كانت المعرفة بالله عز و جل لا تدرك إلا بالنظر فقد أصبح المقلد غير عارف بالله فقل هو ذاك. فإن قال فيجب أن يكون جميع المقلدين في النار فقل إن العاقل المستطيع إذا أهمل النظر و الاعتبار و اقتصر على تقليد الناس فقد خالف الله تعالى و انصرف عن أمره و مراده و لم يكفه تقليده في أداء فرضه و استحق العقاب على مخالفته و تفريطه غير أنا نرجو العفو عمن قلد الحق و التفضل‏ 280 عليه و لا نرجوه لمن قلد المبطل و لا نعتقده فيه و كل مكلف يلزمه من النظر بحسب طاقته و نهاية إدراكه و فطنته. فأما المقصر الضعيف الذي ليس له استنباط صحيح فإنه يجزيه التمسك في الجملة بظاهر ما عليه المسلمون. فإن قال كيف يكون التقليد قبيحا من العقلاء المميزين و قد قلد الناس رسول الله ص فيما أخبر به عن رب العالمين و رضي بذلك عنهم و لم يكلفهم ما تدعون. فقل معاذ الله أن نقول ذلك أو نذهب إليه و رسول الله ص لم يرض من الناس التقليد دون الاعتبار و ما دعاهم إلا إلى الاستدلال و نبههم عليه بآيات القرآن من قوله سبحانه و تعالى‏ أَ وَ لَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْ‏ءٍ . و قوله‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 219

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ‏ و قوله‏ وَ فِي الْأَرْضِ آياتٌ لِلْمُوقِنِينَ وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ‏ و قوله‏ أَ فَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَ إِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ وَ إِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ وَ إِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ‏ . و نحن نعلم أنه ما أراد بذلك إلا نظر الاعتبار فلو كان ع إنما دعا الناس إلى التقليد و لم يرد منهم الاستدلال لم يكن معنى لنزول هذه الآيات و لو أراد أن يصدقوه و يقبلوا قوله تقليدا بغير تأمل و اعتبار لم يحتج إلى أن يكون على ما ظهر من الآيات و المعجزات فأما قبول قوله ص بعد قيام الدلالة على صدقه فهو تسليم و ليس بتقليد. و كذلك قبولنا لما أتت به أئمتنا ع و رجوعنا إلى فتاويهم في شريعة الإسلام. فإن قال فابن لنا ما التقليد في الحقيقة و ما التسليم ليقع الفرق و البيان فقل التقليد هو قبول قول من لم يثبت صدقه و هذا معنى التقليد لا يكون إلا عن بينة و حجة 281

فصل من كلام جعفر بن محمد الصادق ع مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله عز و جل و بدينه‏

صفحه بعد