کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كنز الفوائد

الجزء الأول‏ [مقدمة المحقق‏] مقدّمة مؤلف الكتاب‏ «شيوخ المؤلّف و أساتذته» «تلاميذ المؤلّف» «مؤلّفاته» هذا الكتاب‏ مختصر من الكلام في أن للحوادث أولا دليل آخر على تناهي ما مضى‏ مسألة على الملحدة مسألة أخرى عليهم‏ دليل آخر على أن للأفعال الماضية أولا فصل و بيان‏ مسألة في تأويل خبر فصل‏ فصل‏ فصل مما ورد في القرآن في هذا المعنى‏ مسألة من عويص النسب‏ فصل في ذكر الدنيا فصل في ذكر الأمل‏ فصل في ذكر الموت‏ فصل في ذكر الموت و القتل و ما بينهما فصل في معرفة الاسم و الصفة أسماء الله و حقيقتها فصل في معرفة أسماء الله تعالى و حقيقتها فصل في تمييز صفات الله تعالى‏ بيان صفات الذات و الدليل عليها بيان صفات الأفعال‏ فصل في فروق صفة الذات و صفة الفعل‏ بيان صفات المجاز فصل من كلام شيخنا المفيد رضي الله تعالى عنه في الإرادة فصل‏ فصل من القول في أن الإرادة موجبة فصل‏ القول في الغضب و الرضا القول في الحب و البغض‏ القول في سميع و بصير القول في الخالق‏ فصل في صفة أهل الإيمان‏ فصل‏ فصل مما جاء نظما في الإخوان‏ فصل آخر في ذكر الإخوة و الإخوان‏ شبهة المجبرة فصل‏ قبح التكليف بما لا يطاق‏ فصل من القول في أن الله تعالى لا يكلف عباده ما لا يطيقون‏ فصل من القول في أن القدرة على الإيمان هي قدرة على الكفر فصل من القول في أن القدرة على الفعل توجد قبله‏ فصل من القول في أن القدرة غير موجبة للفعل‏ أفعال الإنسان‏ فصل من القول في أن الله تعالى لم يخلق أفعال العباد و أنها فعل لهم على سبيل الإحداث و الإيجاد فصل من القول أن الله تعالى لا يريد من خلقه إلا الطاعة و أنه كاره للمعاصي كلها إيراد على أهل الجبر فصل‏ حكاية للمؤلف في مجلس بعض الرؤساء جناية المجبرة على الإسلام‏ فصل‏ التجوز في التعبير بالاستطاعة عن الفعل و بنفيها عن نفيه‏ فصل‏ شبهة للمجبرة من هم القدرية فصل في معرفة القدرية تهمة المعتزلة للشيعة بالإرجاء فصل‏ أغلاط للمعتزلة فصل‏ نظرية الأصلح‏ فصل‏ نقوض على هذه النظرية مع دفعها رأي الجبائي و من تبعه من المعتزلة في الترك و مناقشة المصنف له‏ فصل من الكلام في الترك‏ فصل‏ مواعظ و كلمات في النهي عن الظلم‏ فصل مما ورد في ذكر الظلم‏ كلمات لأمير المؤمنين ع و غيره في ذم الحسد فصل‏ فصل‏ فصل أقوال و كلمات في الصبر قصة ذريب بن ثملا وصي عيسى ابن مريم ع‏ فصل‏ شرح قوله و لعن آخر أمتكم أولها فصل‏ رسالة للمؤلف‏ فصل في ذكر مولد سيدنا رسول الله ص و وصف شي‏ء من فضله‏ فصل في ذكر شي‏ء من معجزات رسول الله ص و باهر آياته‏ فصل من البيان عن إعجاز القرآن‏ دليل على حدوث العالم‏ فصل في الأشعار المأثورة عن أبي طالب بن عبد المطلب ره التي يستدل بها على صحة إيمانه‏ فصل من أخبار عبد المطلب رضي الله عنه‏ خبر رؤيا ربيعة بن نصر اللخمي‏ ملك اليمن التي تأولها سطيح و شق‏ دليل في تثبيت الصانع‏ مسألة على نفاة الحقائق‏ مسألة على مبطلي النظر و حجج العقل‏ فصل ما جاء في الحديث في العقل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في العقل‏ فصل من الاستدلال على صحة نبوة رسول الله ص‏ فصل مما في التوراة يتضمن البشارة بنبينا ص و بأمته المؤمنين‏ فصل في الإنجيل‏ فصل من أخبار الوافدين على رسول الله ص للإسلام و ما رأوه قبل قدومهم من الأعلام و ما شاهدوه من أحوال الأصنام‏ و خبر ذباب‏ و خبر زمل بن عمرو العدوي‏ خبر عمرو بن مرة الجهني‏ و خبر ركانة و ما فيه من الآية و خبر أهيب بن سماع‏ فصل من كلام سيدنا رسول الله ص‏ فصل من البيان و السؤال‏ فصل من كلام جعفر بن محمد الصادق ع مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله عز و جل و بدينه‏ فصل آخر من السؤال و البيان‏ شبهة للبراهمة في النبوة مختصر من الكلام على اليهود في إنكارهم جواز النسخ في الشرع‏ فصل في ذكر البداء فصل‏ بيان عن قول النصارى و مسألة عليهم لا جواب لهم عنها فصل آخر من قولهم و كلام عليهم‏ فصل من قولهم‏ فصل من الألفاظ التي يقرون أن المسيح ع قالها و هي دالة على بطلان مذهبهم فيه‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى أحد الإخوان و سميتها بالبيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان‏ فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين ص‏ و مما عملته لبعض الإخوان كتاب الإعلام بحقيقةإسلام أمير المؤمنين ع و به نستعين‏ فصل يجب أن يقدم القول بأن أمير المؤمنين ص أسلم‏ فصل من البيان عن أن أمير المؤمنين ع أول بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة ع‏ فصل في أن إسلامه ع كان عن بصيرة و استدلال‏ فصل في البلوغ‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في فضل اقتناء الكتب‏ فصل‏ فصل أجبت به بعض الإخوان عن ثلاث آيات من القرآن‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في الوعظ و الزهد فصل في ذكر مجلس جرى لي ببليس‏ فصل‏ فصل من المقدمات في صناعة الكلام‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر العلم‏ فصل من كلامه ع في ذكر الحلم و حسن الخلق‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى بعض الإخوان تتضمن كلاما في وجوب الإمامة فصل من الحديث‏ فصل حديث عن الإمام الرضا أحاديث‏ القرآن يدل على إمامة علي ع‏ فصل من مستطرفات مسائل الفقه في الإنسان‏ المسيح يخاطب الدنيا فصل من كلام سيدنا رسول الله ص في الدنيا فصل من كلام أمير المؤمنين ص في هذا المعنى‏ فصل من الكلام في تثبيت إمامة صاحب الزمان المهدي بن الحسن و إمامة آبائه ع‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ مواعظ فصل من كلام رسول الله ص‏ قصة وقعت للمؤلف‏ فصل من أمالي شيخنا المفيد رحمه الله‏ خبر يحيى بن يعمر مع الحجاج‏ فصل من القول في القضاء و القدر الحجاج يسأل عن القضاء و القدر أبو حنيفة مع الإمام موسى بن جعفر كلام الصادق لزرارة فصل من كلام أمير المؤمنين و آدابه و حكمه ع‏ فصل من الكلام في الغيبة و سببها فصل من مسائل الفقه المستطرفة فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر النساء فصل مما روي عن المتقدمين في ذكر النساء فصل من ذكر المرضى و العيادة فصل من خطبة لرسول الله ص في ذكر الموت و الوعظ فصل مما روي في القبور و الدفائن‏ مسألة من عويص الفقه لأبي النجا محمد بن المظفر فصل‏ صدر للمعلق‏ مراجع الكتاب‏ فهرس الجزء الأول من الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الأدلة على أن الصانع واحد فصل من كلام رسول الله ص في الخصال من واحد إلى عشرة فصل من فضائل أمير المؤمنين ع و النصوص عليه من رسول الله ص‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و آدابه في فضل الصمت و كف اللسان‏ مختصر التذكرة بأصول الفقه‏ فصل من عيون الحكم و نكت من جواهر الكلام‏ أبو حنيفة مع الإمام الصادق فصل‏ حديث الإمام الصادق‏ فصل من الاستدلال على أن الله تعالى ليس بجسم‏ نسخة كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏ جواب أمير المؤمنين صلوات الله عليه و سلامه‏ نسخة كتاب آخر جواب أمير المؤمنين ع‏ مسألة فقهية مسألة أخرى منظومة حديث‏ منام‏ فصل من السؤال يتعلق بهذا المقام‏ مبيت علي ع في فراش رسول الله ص ليلة الهجرة فصل من روايات ابن شاذان رحمه الله‏ مسألة فصل في الرؤيا في المنام‏ فصل‏ أحاديث عن أبي ذر الغفاري‏ مسائل في المواريث‏ قضية مستطرفة لأمير المؤمنين ع لم يسبقه إليها أحد من الناس‏ شبهات للملاحدة فصل في ذكر سؤال ورد إلي من الساحل و جوابي عنه في صحة العبادة بالحج‏ قصة وقعت مع المؤلف‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع‏ فصل‏ دليل النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين ع‏ فصل و زيادة فصل من الوصايا و الإقرارات المبهمة العويصة فصل في ذكر هيئة العالم‏ فصل من الكلام في أن الله تعالى لا يجوز أن يكون له مكان‏ فصل في ذكر العلم و أهله و وصف شرفه و فضله و الحث عليه و الأدب فيه‏ مسألة مسألة كتاب البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان‏ خبر قس و ما قاله بسوق عكاظ فصل من الكلام في هذا الخبر خبر المعمر المغربي‏ فصل في الكلام في الآجال‏ فصل‏ مسألة فقهية ذكرها شيخنا أبو عبد الله المفيد رضوان الله عليه‏ خبر ضرار بن ضمرة عند دخوله على معاوية فصل مما جاء في الخصال‏ فصل من الاستدلال على صحة النص بالإمامة على أمير المؤمنين ع من قول النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي‏ فصل‏ فصل من آداب أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل‏ فصل‏ قضية لأمير المؤمنين ع‏ مسألة في المني و نجاسته و وجوب غسل الثوب منه‏ فصل‏ سؤال عن آيات‏ فصل مما ورد في ذكر النصف‏ فصل من الأدب‏ فصل في ذكر الغنى و الفقر فصل في الكلام في الأرزاق‏ فصل مما روي في الأرزاق‏ فصل‏ ذكر مجلس‏ ذكر مجلس‏ مسألة فصل من الاستدلال بهذه الآية على صحة الإمامة و العصمة نصوص مفقودة من نسخة الكتاب المطبوعة فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فهرس الجزء الثاني‏

كنز الفوائد


صفحه قبل

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 274

أ و ليس قد روي أن الشاهد الذي شهد من أهلها في قميص يوسف ع كان طفلا في المهد له سنتان و ليس بنبي. و بعد فقد أوجدكم‏ 351 الله تعالى عيانا من أحد أئمتنا ع ما هو أكثر مما أنكرتموه من هذه الحال و هو أبو جعفر محمد بن علي بن موسى ع‏ 352 و شهادة المأمون لما عزم على تقريبه و مصاهرته و هو ابن تسع سنين بالعقل و العلم و الكمال‏ 353 و اتفاقهم معه على أن يعقدوا له مجلسا للامتحان و سؤالهم يحيى بن أكثم القاضي في أن يتولى لهم ذلك و بذلهم له الأموال و ما جرى له من عجيب الكمال في السؤال و الجواب حتى عجز يحيى و وقف في‏ 354 يديه و أذعن بالاستفادة منه و الرجوع إليه فيما لا يعلمه. و هذا أمر قد شاركتمونا في نقله و اتفق أصحاب الحديث‏ 355 على حمله و لسنا نشك في أن هذا العلم و الفضل لم يحصل لأبي جعفر ع إلا من أحد وجهين‏ 356 إما الإلهام فهو إذا معجز بان‏ 357 به من الأنام‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 275

و إما عن تلقين و تعليم و كان عمره وقت تلقينه ذلك و هو في وقت المناظرة ابن تسع سنين و قيل ثماني سنين أ و ليس هذا أعجوبة قد نقلتموها و أقررتم بها و سألتموها فأخبرونا كيف أقررتم لولد أمير المؤمنين ع في زمن المأمون بكمال العقل و العلم و حسن المعرفة و الفهم و هو ابن تسع سنين و أنكرتم أن يصح لأمير المؤمنين ص في زمن رسول الله ص كمال العقل و التكليف و له عشر سنين فإن قالوا نحن لا نعترف لأبي جعفر ع بهذا كانت السير قاضية بيننا و بينهم شاهدة للمحق‏ 358 منا. ثم يقال لهم إن لم يكن الأمر كما ذكرناه من كمال عقل أمير المؤمنين ع وقت دعاء النبي ص له إلى الإسلام و هو في حال سر و كتمان و خوف من الشرك و الضلال أ ليس يكون قد غرر بنفسه فيما ألقاه إليه و فعل ما يشهد العقل بقبحه و خطإ المقدم عليه حاشا الرسول ص مما ينسبونه إليه و الذي ذكرناه في أمير المؤمنين ع أوضح من أن يشتبه الأمر فيه أ ليس هو القائل لرسول الله ص إنني لم أزل البارحة مفكرا فيما قلت لي فعرفت الحق و الصدق في قولك و أنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أنك رسول الله فوقع منه الإقرار بالشهادة بعد فكر ليلة كاملة. فكيف تصح من طفل كما زعمتم غير عاقل أن يفكر في صحة النبوة ليلة كاملة حتى حصل له العلم بصدق المخبر بها بعد طول الروية و هل بعد هذا لبس يعترض عاقلا هجر العصبية و قد روي أعجب منه‏

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ ص‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 276

عَرَضَ عَلَى عَلِيٍّ ع الْإِسْلَامَ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع أَنْظِرْنِي اللَّيْلَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص هِيَ أَمَانَةٌ فِي عُنُقِكَ لَا تُخْبِرْ بِهَا أَحَداً.

فلينظر الغافلون إلى هذا الكلام الواقع منهما ع و سؤال أمير المؤمنين ع له في التأجيل و الإنظار. هذا و هو الذي كفله و رباه و لم يزل طائعا له في جميع ما يأمره و يراه فلما أتاه الأمر رأى أن الإقدام على الإقرار به من غير علم و يقين قبيح سأله التأجيل. ثم قول النبي ص له إنها أمانة في عنقك لا تخبر بها أحدا مما تشهد العقول بأسرها أنه لا يقال إلا لمميز يكون عقله كاملا. و يزيد هذه الحال أيضا بيانا أنه لما أسلم ع كان يخرج مع رسول الله ص إلى شعاب مكة فمرة يصلي معه و مرة أخرى يرصد له حتى روي أن كل واحد منهما كان إذا صلى صاحبه حرسه و وقف يرصد له فهل يصح أن يختص بهذا الأمر من لا عقل له لا و لكن قد يخفى صحته عمن لا عقل له و العجب أن مخالفينا يدفعون أن يكون إسلام أمير المؤمنين ع و هو ابن عشر سنين له فضيلة و رسول الله ص لم يدفع ذلك بل كان يعده له من أول الفضائل و يخبر به إذا مدحه و أثنى عليه في المحافل و العجب أنهم ينكرون علينا الاحتجاج بتقدم إسلامه و هو ص كان يحتج بذلك بين الصحابة و لا ينكره أحد عليه و لا يقول له و ما في ذلك من الفضل و إنما أسلمت و أنت طفل لا عقل لك‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 277

فصل في البلوغ‏

و أما ما ظن الخصوم من أن البلوغ إلى درجة التكليف هو الاحتلام و قولهم أن أمير المؤمنين ع لم يكن بلغ وقت إسلامه مبلغ المحتلمين فلا يكون من المكلفين فظن غير صحيح و لو كان الأمر كما زعموه لكان كل من بلغ الحلم مكلفا و نحن نعلم فساد ذلك لوجود بالغين من البله و المجانين غير مكلفين و الواجب الذي ليس عنه محيد أن يقال إن وجود العقل في الإنسان و صحة التمييز منه و الإدراك شرط في وجوب تكليف العقليات من النظر و الاستدلال و معرفة ما لا يسع جهله من الأمد و الواجبات و اعتقاد الحق بأسره و إدراك الصواب. و شرط أيضا في صحة تعلق [تكليف‏] 359 العبادات السمعيات و إن كان أكثرها يسقط عمن لم يبلغ الاحتلام و لا 360 يعلم سقوطه إلا من جهة السمع الوارد دون ما سواه و لم يكن المشروع‏ 361 كله حاصلا في ابتداء البعثة و لا أتى الوحي وقت إسلام أمير المؤمنين ع لجميع العبادات السمعية فيعلم ما هو لازم لمن لم يبلغ مما هو غير لازم فأما التكليف الواجب في العقول فلا يجوز أن يسقط عمن له عقل و تحصيل‏ 362 إذ هو بلوغ حد التكليف. و قد بينا أن أمير المؤمنين ع كان كامل العقل و هو ابن عشر سنين‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 278

فلزمته‏ 363 المعرفة بالله تعالى و الرسول و بجميع ما يوجب معرفة العقول‏ 364 و لزمه من التعبد المسموع ما قارن وجها من المصلحة له‏ 365 و هذا كاف لذوي التحصيل و قد أوردت في هذا الكتاب من القول في إسلام أمير المؤمنين ع ما فيه منفعة للمؤمنين و حجة على المخالفين‏ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ و صلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين و آله‏ 366 الطيبين الطاهرين‏

فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ص‏ لَا شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الْإِسْلَامِ وَ لَا كَرَمَ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى وَ لَا مَعْقِلَ أَحْرَزُ مِنَ الْوَرَعِ وَ لَا شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوْبَةِ.

مَنْ ضَاقَ صَدْرُهُ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى أَدَاءِ حَقٍّ مَنْ كَسِلَ لَمْ يُؤَدِّ حَقَّ اللَّهِ.

مَنْ عَظَّمَ أَوَامِرَ اللَّهِ أَجَابَ سُؤَالَهُ.

مَنْ تَنَزَّهَ عَنْ حُرُمَاتِ اللَّهِ سَارَعَ إِلَيْهِ عَفْوُ اللَّهِ.

مَنْ تَوَاضَعَ قَلْبُهُ لِلَّهِ لَمْ يَسْأَمْ بَدَنُهُ [مِنْ‏] طَاعَةِ اللَّهِ.

الدَّاعِي بِلَا عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلَا وَتَرٍ.

لَيْسَ مَعَ قَطِيعَةِ الرَّحِمِ نَمَاءٌ وَ لَا مَعَ الْفُجُورِ غِنًى.

عِنْدَ تَصْحِيحِ الضَّمَائِرِ تُغْفَرُ الْكَبَائِرُ.

تَصْفِيَةُ الْعَمَلِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ.

عِنْدَ الْخَوْفِ يَحْسُنُ الْعَمَلُ.

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 279

رَأْسُ الدِّينِ صِحَّةُ الْيَقِينِ.

أَفْضَلُ مَا لَقِيتَ اللَّهَ بِهِ نَصِيحَةٌ مِنْ قَلْبٍ وَ تَوْبَةٌ مِنْ ذَنْبٍ.

إِيَّاكُمْ وَ الْجَدَلَ فَإِنَّهُ يُورِثُ الشَّكَّ فِي دِينِ اللَّهِ.

بِضَاعَةُ الْآخِرَةِ كَاسِدَةٌ فَاسْتَكْثِرْ مِنْهَا فِي أَوَانِ كَسَادِهَا.

الْيَوْمَ عَمَلٌ وَ لَا حِسَابَ وَ غَداً حِسَابٌ وَ لَا عَمَلَ.

وَ دُخُولُ الْجَنَّةِ رَخِيصٌ وَ دُخُولُ النَّارِ غَالٍ.

التَّقِيُّ سَائِقٌ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ.

مَنْ غَرَسَ أَشْجَارَ التُّقَى جَنَى ثِمَارَ الْهُدَى.

الْكَرِيمُ مَنْ أَكْرَمَ عَنْ ذُلِّ النَّارِ وَجْهَهُ.

ضَاحِكٌ مُعْتَرِفٌ بِذَنْبِهِ أَفْضَلُ مِنْ بَاكٍ مُدِلٍّ عَلَى رَبِّهِ.

مَنْ عَرَفَ عَيْبَ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ.

مَنْ نَسِيَ خَطِيئَتَهُ اسْتَعْظَمَ خَطِيئَةَ غَيْرِهِ.

وَ مَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ وَ رَضَاهَا لِنَفْسِهِ فَذَلِكَ الْأَحْمَقُ بِعَيْنِهِ.

كَفَاكَ أَدَبُكَ لِنَفْسِكَ مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ.

اتَّعِظْ بِغَيْرِكَ وَ لَا تَكُنْ مُتَّعِظاً بِكَ.

لَا خَيْرَ فِي لَذَّةٍ تُعْقِبُ نَدَامَةً.

تَمَامُ الْإِخْلَاصِ تَجَنُّبُ الْمَعَاصِي.

مَنْ أَحَبَّ الْمَكَارِمَ اجْتَنَبَ الْمَحَارِمَ.

جَهْلُ الْمَرْءِ بِعُيُوبِهِ مِنْ أَعْظَمِ ذُنُوبِهِ.

مَنْ أَحَبَّكَ نَهَاكَ وَ مَنْ أَبْغَضَكَ أَغْرَاكَ.

وَ مَنْ أَسَاءَ اسْتَوْحَشَ.

مَنْ عَابَ عِيبَ.

وَ مَنْ شَتَمَ أُجِيبَ.

أَدُّوا الْأَمَانَةَ وَ لَوْ إِلَى قَاتِلِ الْأَنْبِيَاءِ.

الرَّغْبَةُ مِفْتَاحُ الْعَطَبِ.

وَ التَّعَبُ مَطِيَّةُ النَّصَبِ.

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 280

الشَّرُّ دَاعٍ إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ.

مَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ غَيْرَ نَاظِرٍ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِمَدْرَجَاتِ النَّوَائِبِ.

مَنْ أَتَى ذِمِّيّاً وَ تَوَاضَعَ لَهُ لِيُصِيبَ مِنْ دُنْيَاهُ شَيْئاً ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ.

مَنْ لَزِمَ الِاسْتِقَامَةَ لَزِمَتْهُ السَّلَامَةُ.

حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْمُفِيدُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَهْرَامَ قَالَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الطَّالَقَانِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ لَوْ أَنَّ الْغِيَاضَ أَقْلَامٌ وَ الْبَحْرَ مِدَادٌ وَ الْجِنَّ حُسَّابٌ وَ الْإِنْسَ كُتَّابٌ مَا أَحْصَوْا فَضَائِلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.

و أنشدت‏ 367 لابن وكيع الشاعر 368 في أمير المؤمنين ص هذه الأبيات‏

قالوا علي لما ذا لست تمدحه‏

فقلت أصبحت في ذا الفعل معذورا

صرفت مدحي إلى من نور مدحته‏

يعده الناس إسرافا و تبذيرا

و لم أطق مدح من فاتت فضائله‏

قدر المدائح منظوما و منثورا

و من جواد قريضي إن بعثت به‏

صفحه بعد