کتابخانه روایات شیعه
أ أزعم الغيث يحيي الأرض وابله
أم أزعم البدر قد عم الورى نورا
ما زلت ذاك و ذا بالوصف منهية
و لا أتيت بفضل كان مستورا
متى صرفت إليه الشعر امدحه
شهرت من وصفه ما كان مشهورا
و ظلت أتعب فيمن ليس يرفعه
مدحي و انشر فضلا كان منشورا
سارت مآثره بالفضل ظاهرة
فما ترى لمديح فيه تأثيرا
و أصبح الوصف منه لاستفاضته
كاللفظ كرر في الأسماع تكريرا
يعد جهدي تقصيرا بمدحته
و لست أرضى بجهد عد تقصيرا
و أظنه بنى على قول المتنبئ
و تركت مدحي للوصي تعمدا
إذ كان نورا مستقلا كاملا 369
و إذا استقل 370 الشيء قام بنفسه
و أرى صفات الشمس تذهب باطلا
و في هذا المعنى لأبي نواس في الرضا ع
قيل لي لم تركت مدح ابن موسى
و الخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أهتدي لمدح إمام
كان جبريل خادما لأبيه
- و لبعضهم
لا يبلغن مدح النبي و آله
قوم إذا ما بالمدائح فاهوا
رجل يقول إذا تكلم قال لي
جبريل أخبرني بذاك الله
و من مليح ما وجدته لابن الرومي
لي أحمدان لدنياي و آخرتي
و لي عليان فانظر من أعدت ولي
من خاتم الملك في الدنيا بخنصره
و من على كتفيه خاتم الرسل
تعلقت راحتي منهم بأربعة
إن عشت أو مت للتأميل و الأمل
منهم باثنين ما استسمحت يسمح لي
كما باثنين ما استشفعت يشفع لي
فللشفاعة حسبي أحمد و علي
و للمعيشة حسي أحمد و علي
فصل في فضل اقتناء الكتب
قال بعض الحكماء الكتب أصداف الحكم تنشق عنها جواهر الشيم و قيل لآخر ما بلغ من شهوتك للكتب و رغبتك في قراءتها فقال إذا نشطت فهي لذتي و إذا اغتممت فهي سلوتي و قال آخر ما ورثت الأسلاف للأخلاف كنوزا أفضل من الكتب و لا حلت الآباء الأبناء حليا أجمل من الأدب. و ليم آخر على إنفاذ المال في الكتب و ترك الولد بغير عقل فقال إني أعتقد لهم كتب علوم تخلص أرواحهم لأعق أموال تنعم أشباحهم. و قيل لآخر فلان مات و ما خلف لولده إلا كتبا فقال لقد خلف لهم مآثر لا تعفوها الأيام و ترك لهم موارث لا تنفدها الأعوام. و قال بعض المصنفين في فضل الكتب و اقتنائها اعلم أن الكتاب قيد على الناس علم الدين و أخبار الأولين مع خفة محمله و صغر جثته صامت ما أسكته بليغ ما استنطقته و من بمسامر لا يبتديك في حال شغلك و لا يدعك في أوقات نشاطك و لا يحوجك إلى التجمل له و التذمم منه. و من لك بزائر إن شئت جعل زيارته غبا و وروده حبا 371 و إن شئت لزمك لزوم ظلك فكان منك مكان بعضك و الكتاب هو الذي إذا نظرت فيه أطال إمتاعك و شحذ طباعك و بسط لسانك و جود بيانك و فخم ألفاظك و عمر صدرك و منحك صداقة الملوك و تعظيم العوام و عرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر.
قال و الكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار و يطيعك في السفر كطاعته في الحضر لا يقصر عنك بنوم و لا يعتريه ملال و هو المعلم الذي إن افتقرت إليه لم يحقرك و إن قطعت عنه المادة لم يقطع عنك الفائدة و إن عدلت عنه لم يدع طاعتك و إن هب ريح أعدائك لم ينقلب عليك و متى كنت منه متعلقا بسبب و معتصما بحبل لم تضطرك معه وحشة الانفراد إلى الجليس السوء. و لو لم يكن من فضله عليك و إحسانه إليك إلا منعه لك من الجلوس على بابك و النظر إلى المارة بك مع ما في ذلك من التعرض للحقوق في فضول النظر و ملابسة صغار الناس و حضور ألفاظهم الساقطة و أخلاقهم الردية لكان في ذلك السلامة يوم القيامة و نعم الجليس. و قال في هذا المعنى و الكتاب نعم الذخر و القعدة و نعم الجليس و العقدة و نعم السيرة و النزهة و نعم الشغل و الحرفة و نعم الأنيس ساعة الوحدة و نعم المعرفة ببلاد الغربة و نعم القرين و الدخيل و نعم الوزير و الزميل و الكتاب وعاء مليء علما و ظرف حشي ظرفا و إناء شحن مزاحا و جدا إن شئت كان أبين من سحبان وائل 372 و إن شئت كان أعي من باقل 373 و إن شئت ضحكت من نوادره و إن شئت عجبت من غرائب فوائده و إن شئت ألهتك نوادره و إن شئت أشحتك مواعظه. و بعد فمتى رأيت بستانا يخمل في ردن و روضة تنقلب في حجر ينطق عن الموتى و يترجم كلام الأحياء و من لك بمؤنس لا ينطق إلا بما تهوى آمن من في الأرض و أكتم للسر من صاحب السر.
و قال لا أعلم جارا أبر و لا خليطا أنصف و لا رفيقا أطوع و لا معلما أخضع و لا صاحبا أظهر كفاية و أقل جناية و لا أقل ملالا و إبراما و خلافا و جزافا و لا أقل غيبة و لا أبعد من مرأى و لا أترك لشغب و لا أزهد في جدل و لا أكف عن قتال من كتاب و لا أعلم قرينا و لا أحسن موافاة و لا أعجل مكافاة و لا أحضر معرفة و لا أخف مئونة و لا شجرا أطول عمرا و لا أطيب ثمرا و لا أقرب مجتنى و لا أسرع إدراكا و لا أوجد في كل أوان من كتاب 374 و أنشد بعضهم
و إذا الهموم تضيقتك و لم تجد
أحدا و مل فؤادك الأصحابا
فاعمد إلى الكتب التي قد ضمنت
أوراقها الأشعار و الآدابا
فهي التي تنفي الهموم و لم تجد
أحدا له أدب يمل كتابا
فصل
حكى شيخنا المفيد رضي الله عنه في بعض كتبه 375 قال قد ألزم الفضل بن شاذان رحمه الله فقهاء العامة 376 قولهم في الميراث أن يكون نصيب بني العم أكثر من نصيب الولد و اضطرهم إلى الاعتراف بذلك فقال
خبروني عن رجل توفي و خلف ثلاثين ألف درهم و خلف ثماني و عشرين بنتا و ابنا واحدا كيف تقتسمون الميراث فقالوا نعطي الولد الذكر ألفي درهم و نعطي كل بنت ألف درهم فيكون للبنات ثمانية و عشرون ألف درهم على عددهم و يحصل الذكر ألفا درهم فيكون له ما قسمه الله عز و جل و أوجبه في كتابه من قوله و لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ قال لهم فما تقولون لو كان موضع الابن ابن عم كيف تقسم الفريضة. فقالوا نعطي ابن العم عشرة آلاف درهم و نعطي البنات كلهن عشرين ألف درهم فقال لهم الفضل بن شاذان رحمه الله فقد صار ابن العم أوفر حظا من الابن للصلب و الابن مسمى في التنزيل متقربا بنفسه و بنو العم لا تسمية لهم و إنما يتقربون بأبيهم و أبوهم يتقرب بجده و الجد يتقرب بأبيه و هذا نقض للشريعة قال شيخنا المفيد رضي الله عنه و إنما لزمت هذه الشناعة فقهاء العامة خاصة لقولهم بأن من عدا الزوج و الزوجة و الأبوين يرثون مع الولد على خلاف مسطور الكتاب و السنة و إنما أعطوا ابن العم عشرة آلاف درهم في هذه الفريضة من حيث تعلقوا بقوله تعالى فَإِنْ كُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَكَ فلما بقي الثلث أعطوه لابن العم فلحقتهم هذه الشناعة المخرجة لهم من الدين و نجت الشيعة من ذلك و الحمد لله 377 . و وجدت في أمالي 378 شيخنا المفيد رضي الله عنه
أن أبا الحسن علي بن ميثم 379 رضي الله عنه دخل على الحسن بن سهل و إلى جانبه ملحد قد عظمه 380 و الناس حوله فقال له قد رأيت عجبا قال و ما هو قال رأيت سفينة تعبر الناس من جانب إلى جانب بغير ملاح و لا ماصر قال فقال الملحد إن هذا أصلحك الله لمجنون قال و كيف قال لأنه يذكر عن خشب جماد لا حيلة له و لا قوة و لا حياة فيه و لا عقل أنه يعبر الناس و يفعل فعل الإنسان كيف يصح هذا. فقال له أبو الحسن فأيما أعجب هذا أو هذا الماء الذي يجري على وجه الأرض يمنة و يسرة بلا روح و لا حيلة و لا قوى و هذا النبات الذي يخرج من الأرض و المطر الذي ينزل من السماء كيف يصح ما تزعمه من أن لا مدبر له كله و أنت تنكر أن تكون سفينة تتحرك بلا مدبر و تعبر الناس بلا ملاح قال فبهت الملحد
فصل أجبت به بعض الإخوان عن ثلاث آيات من القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الموفق للسداد و صلواته على حججه في العباد مولانا محمد خاتم النبيين و آله الطاهرين هذه ثلاث آيات من القرآن سأل عنها بعض أهل الإيمان أوضحت معانيها و ما يتعلق به المخالفون منها و أجبت عن ذلك بما اقتضاه الصواب على سبيل الاختصار دون الإطناب