کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

كنز الفوائد

الجزء الأول‏ [مقدمة المحقق‏] مقدّمة مؤلف الكتاب‏ «شيوخ المؤلّف و أساتذته» «تلاميذ المؤلّف» «مؤلّفاته» هذا الكتاب‏ مختصر من الكلام في أن للحوادث أولا دليل آخر على تناهي ما مضى‏ مسألة على الملحدة مسألة أخرى عليهم‏ دليل آخر على أن للأفعال الماضية أولا فصل و بيان‏ مسألة في تأويل خبر فصل‏ فصل‏ فصل مما ورد في القرآن في هذا المعنى‏ مسألة من عويص النسب‏ فصل في ذكر الدنيا فصل في ذكر الأمل‏ فصل في ذكر الموت‏ فصل في ذكر الموت و القتل و ما بينهما فصل في معرفة الاسم و الصفة أسماء الله و حقيقتها فصل في معرفة أسماء الله تعالى و حقيقتها فصل في تمييز صفات الله تعالى‏ بيان صفات الذات و الدليل عليها بيان صفات الأفعال‏ فصل في فروق صفة الذات و صفة الفعل‏ بيان صفات المجاز فصل من كلام شيخنا المفيد رضي الله تعالى عنه في الإرادة فصل‏ فصل من القول في أن الإرادة موجبة فصل‏ القول في الغضب و الرضا القول في الحب و البغض‏ القول في سميع و بصير القول في الخالق‏ فصل في صفة أهل الإيمان‏ فصل‏ فصل مما جاء نظما في الإخوان‏ فصل آخر في ذكر الإخوة و الإخوان‏ شبهة المجبرة فصل‏ قبح التكليف بما لا يطاق‏ فصل من القول في أن الله تعالى لا يكلف عباده ما لا يطيقون‏ فصل من القول في أن القدرة على الإيمان هي قدرة على الكفر فصل من القول في أن القدرة على الفعل توجد قبله‏ فصل من القول في أن القدرة غير موجبة للفعل‏ أفعال الإنسان‏ فصل من القول في أن الله تعالى لم يخلق أفعال العباد و أنها فعل لهم على سبيل الإحداث و الإيجاد فصل من القول أن الله تعالى لا يريد من خلقه إلا الطاعة و أنه كاره للمعاصي كلها إيراد على أهل الجبر فصل‏ حكاية للمؤلف في مجلس بعض الرؤساء جناية المجبرة على الإسلام‏ فصل‏ التجوز في التعبير بالاستطاعة عن الفعل و بنفيها عن نفيه‏ فصل‏ شبهة للمجبرة من هم القدرية فصل في معرفة القدرية تهمة المعتزلة للشيعة بالإرجاء فصل‏ أغلاط للمعتزلة فصل‏ نظرية الأصلح‏ فصل‏ نقوض على هذه النظرية مع دفعها رأي الجبائي و من تبعه من المعتزلة في الترك و مناقشة المصنف له‏ فصل من الكلام في الترك‏ فصل‏ مواعظ و كلمات في النهي عن الظلم‏ فصل مما ورد في ذكر الظلم‏ كلمات لأمير المؤمنين ع و غيره في ذم الحسد فصل‏ فصل‏ فصل أقوال و كلمات في الصبر قصة ذريب بن ثملا وصي عيسى ابن مريم ع‏ فصل‏ شرح قوله و لعن آخر أمتكم أولها فصل‏ رسالة للمؤلف‏ فصل في ذكر مولد سيدنا رسول الله ص و وصف شي‏ء من فضله‏ فصل في ذكر شي‏ء من معجزات رسول الله ص و باهر آياته‏ فصل من البيان عن إعجاز القرآن‏ دليل على حدوث العالم‏ فصل في الأشعار المأثورة عن أبي طالب بن عبد المطلب ره التي يستدل بها على صحة إيمانه‏ فصل من أخبار عبد المطلب رضي الله عنه‏ خبر رؤيا ربيعة بن نصر اللخمي‏ ملك اليمن التي تأولها سطيح و شق‏ دليل في تثبيت الصانع‏ مسألة على نفاة الحقائق‏ مسألة على مبطلي النظر و حجج العقل‏ فصل ما جاء في الحديث في العقل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في العقل‏ فصل من الاستدلال على صحة نبوة رسول الله ص‏ فصل مما في التوراة يتضمن البشارة بنبينا ص و بأمته المؤمنين‏ فصل في الإنجيل‏ فصل من أخبار الوافدين على رسول الله ص للإسلام و ما رأوه قبل قدومهم من الأعلام و ما شاهدوه من أحوال الأصنام‏ و خبر ذباب‏ و خبر زمل بن عمرو العدوي‏ خبر عمرو بن مرة الجهني‏ و خبر ركانة و ما فيه من الآية و خبر أهيب بن سماع‏ فصل من كلام سيدنا رسول الله ص‏ فصل من البيان و السؤال‏ فصل من كلام جعفر بن محمد الصادق ع مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله عز و جل و بدينه‏ فصل آخر من السؤال و البيان‏ شبهة للبراهمة في النبوة مختصر من الكلام على اليهود في إنكارهم جواز النسخ في الشرع‏ فصل في ذكر البداء فصل‏ بيان عن قول النصارى و مسألة عليهم لا جواب لهم عنها فصل آخر من قولهم و كلام عليهم‏ فصل من قولهم‏ فصل من الألفاظ التي يقرون أن المسيح ع قالها و هي دالة على بطلان مذهبهم فيه‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى أحد الإخوان و سميتها بالبيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان‏ فصل في ذكر مولد أمير المؤمنين ص‏ و مما عملته لبعض الإخوان كتاب الإعلام بحقيقةإسلام أمير المؤمنين ع و به نستعين‏ فصل يجب أن يقدم القول بأن أمير المؤمنين ص أسلم‏ فصل من البيان عن أن أمير المؤمنين ع أول بشر سبق إلى الإسلام بعد خديجة ع‏ فصل في أن إسلامه ع كان عن بصيرة و استدلال‏ فصل في البلوغ‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في فضل اقتناء الكتب‏ فصل‏ فصل أجبت به بعض الإخوان عن ثلاث آيات من القرآن‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل في الوعظ و الزهد فصل في ذكر مجلس جرى لي ببليس‏ فصل‏ فصل من المقدمات في صناعة الكلام‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر العلم‏ فصل من كلامه ع في ذكر الحلم و حسن الخلق‏ فصل‏ رسالة كتبتها إلى بعض الإخوان تتضمن كلاما في وجوب الإمامة فصل من الحديث‏ فصل حديث عن الإمام الرضا أحاديث‏ القرآن يدل على إمامة علي ع‏ فصل من مستطرفات مسائل الفقه في الإنسان‏ المسيح يخاطب الدنيا فصل من كلام سيدنا رسول الله ص في الدنيا فصل من كلام أمير المؤمنين ص في هذا المعنى‏ فصل من الكلام في تثبيت إمامة صاحب الزمان المهدي بن الحسن و إمامة آبائه ع‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و حكمه‏ مواعظ فصل من كلام رسول الله ص‏ قصة وقعت للمؤلف‏ فصل من أمالي شيخنا المفيد رحمه الله‏ خبر يحيى بن يعمر مع الحجاج‏ فصل من القول في القضاء و القدر الحجاج يسأل عن القضاء و القدر أبو حنيفة مع الإمام موسى بن جعفر كلام الصادق لزرارة فصل من كلام أمير المؤمنين و آدابه و حكمه ع‏ فصل من الكلام في الغيبة و سببها فصل من مسائل الفقه المستطرفة فصل من كلام أمير المؤمنين ص في ذكر النساء فصل مما روي عن المتقدمين في ذكر النساء فصل من ذكر المرضى و العيادة فصل من خطبة لرسول الله ص في ذكر الموت و الوعظ فصل مما روي في القبور و الدفائن‏ مسألة من عويص الفقه لأبي النجا محمد بن المظفر فصل‏ صدر للمعلق‏ مراجع الكتاب‏ فهرس الجزء الأول من الكتاب‏ الجزء الثاني‏ الأدلة على أن الصانع واحد فصل من كلام رسول الله ص في الخصال من واحد إلى عشرة فصل من فضائل أمير المؤمنين ع و النصوص عليه من رسول الله ص‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع و آدابه في فضل الصمت و كف اللسان‏ مختصر التذكرة بأصول الفقه‏ فصل من عيون الحكم و نكت من جواهر الكلام‏ أبو حنيفة مع الإمام الصادق فصل‏ حديث الإمام الصادق‏ فصل من الاستدلال على أن الله تعالى ليس بجسم‏ نسخة كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع‏ جواب أمير المؤمنين صلوات الله عليه و سلامه‏ نسخة كتاب آخر جواب أمير المؤمنين ع‏ مسألة فقهية مسألة أخرى منظومة حديث‏ منام‏ فصل من السؤال يتعلق بهذا المقام‏ مبيت علي ع في فراش رسول الله ص ليلة الهجرة فصل من روايات ابن شاذان رحمه الله‏ مسألة فصل في الرؤيا في المنام‏ فصل‏ أحاديث عن أبي ذر الغفاري‏ مسائل في المواريث‏ قضية مستطرفة لأمير المؤمنين ع لم يسبقه إليها أحد من الناس‏ شبهات للملاحدة فصل في ذكر سؤال ورد إلي من الساحل و جوابي عنه في صحة العبادة بالحج‏ قصة وقعت مع المؤلف‏ فصل من كلام أمير المؤمنين ع‏ فصل‏ دليل النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين ع‏ فصل و زيادة فصل من الوصايا و الإقرارات المبهمة العويصة فصل في ذكر هيئة العالم‏ فصل من الكلام في أن الله تعالى لا يجوز أن يكون له مكان‏ فصل في ذكر العلم و أهله و وصف شرفه و فضله و الحث عليه و الأدب فيه‏ مسألة مسألة كتاب البرهان على صحة طول عمر الإمام صاحب الزمان‏ خبر قس و ما قاله بسوق عكاظ فصل من الكلام في هذا الخبر خبر المعمر المغربي‏ فصل في الكلام في الآجال‏ فصل‏ مسألة فقهية ذكرها شيخنا أبو عبد الله المفيد رضوان الله عليه‏ خبر ضرار بن ضمرة عند دخوله على معاوية فصل مما جاء في الخصال‏ فصل من الاستدلال على صحة النص بالإمامة على أمير المؤمنين ع من قول النبي ص أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي‏ فصل‏ فصل من آداب أمير المؤمنين ع و حكمه‏ فصل‏ فصل‏ قضية لأمير المؤمنين ع‏ مسألة في المني و نجاسته و وجوب غسل الثوب منه‏ فصل‏ سؤال عن آيات‏ فصل مما ورد في ذكر النصف‏ فصل من الأدب‏ فصل في ذكر الغنى و الفقر فصل في الكلام في الأرزاق‏ فصل مما روي في الأرزاق‏ فصل‏ ذكر مجلس‏ ذكر مجلس‏ مسألة فصل من الاستدلال بهذه الآية على صحة الإمامة و العصمة نصوص مفقودة من نسخة الكتاب المطبوعة فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فصل‏ فهرس الجزء الثاني‏

كنز الفوائد


صفحه قبل

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 337

فَخَرَجَ النَّبِيُّ ص إِلَى الْمَسْجِدِ فَقَالَ هَلْ سَأَلَ سَائِلٌ فَأَعْطَاهُ أَحَدٌ شَيْئاً قَالُوا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَسْأَلُ فَأَعْطَاهُ عَلِيٌّ ع خَاتَمَهُ وَ هُوَ رَاكِعٌ فَقَالَ النَّبِيُّ ص اللَّهُ أَكْبَرُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَنْزَلَ فِيهِ قُرْآناً وَ تَلَا عَلَيْهِمُ الْآيَتَيْنِ ثُمَّ دَعَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ وَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ لَهُمْ قَدْ عَوَّضَكُمُ اللَّهُ مِنَ الْيَهُودِ أَوْلِيَاءَ وَ تَلَا عَلَيْهِمُ الْآيَتَيْنِ.

فظن بعضهم من أهل الغفلة أنها من أجل ذلك نزلت في عبد الله بن سلام. و من رجع إلى كتب التفاسير و نقل أصحاب الحديث علم أن الأمر على ما وصفناه و الكاف و الميم في قوله سبحانه‏ وَلِيُّكُمُ‏ خطاب لجميع الأمة حاضرهم و غائبهم و موجودهم و من سيوجد منهم و هو كقوله‏ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ‏ و إنما حضر رسول الله ص عبد الله بن سلام و أصحابه و تلا عليهم الآيتين ليبشرهم بدخولهم في جملة من يكون وليهم الله و رسوله و أمير المؤمنين. فإن قالوا إن الآية تضمنت ذكر الجميع بقوله‏ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فكيف يصح لكم أنها في واحد قلنا لهم قد يعبر بلفظ الجمع تعظيما لشأنه و لا ينكر ذلك في اللغة بل يستعمله أهلها و قد قال الله عز و جل‏ إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى‏ قَوْمِهِ‏ و قال تعالى‏ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ‏ و قد علمنا أن الله أرسل نوحا وحده و أنه نزل الذكر و حافظه وحده و نظير ذلك كثير. فإن قالوا ما أنكرتم أن يكون المراد بقوله‏ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الجميع و يكون المعني فيه أنهم المؤمنون الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم في إتيانها خاشعون متواضعون لا يمنون و لا يتكبرون و يكون هذا معنى قوله‏ راكِعُونَ‏ دون ما ذهبتم إليه من أن يؤتى الزكاة في حال ركوعه قلنا هذا غير صحيح لأن الركوع لا يفهم في اللغة و الشرع معا إلا أنه التطأطؤ المخصوص دون التواضع و الخضوع و إنما يوصف الخاضع بأنه راكع‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 338

على سبيل المجاز و التشبيه قال الخليل بن أحمد 426 صاحب كتاب العين كل من ينكب لوجهه فمس ركبته الأرض أو لا تمسها راكع و أنشد للبيد

أخبر أخبار القرون التي مضت‏

أدب كأني كلما قمت راكع .

فإن قالوا فما تنكرون أن يكون قوله‏ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وصفا لهم بإتيانهم و قوله‏ وَ هُمْ راكِعُونَ‏ ليس المراد أنهم أعطوها في حال ركوعهم و إنما معناه أن الركوع من شأنهم و عادتهم فوصفهم به و إن كانوا يفعلونه في غير وقت إعطاء الزكاة قلنا أنكرنا ذلك من حيث هو خروج عن ظاهر الكلام المفيد إن الزكاة كان في حال ركوع الصلاة و لا طريق إلى الانصراف عن الظاهر مع الاختيار. و مثل ذلك قولهم فلان يغشى إخوانه و هو راكب و ظاهر هذا يدل على أنه راكب في حال غشيانه إخوانه و أن الزمان في الأمرين واحد و شي‏ء آخر و هو أنا متى قلنا إن الزكاة لم تكن في حال الركوع أدى الكلام إلى التكرار لأنه وصفهم بإقام الصلاة فإذا وصفهم بعد ذلك بأنهم راكعون و هو يريد يصلون تكرر الوصف بالصلاة لأن الركوع داخل في قوله‏ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ . فإن قالوا فأمير المؤمنين علي ع لم يكن يلزمه عندكم زكاة لأنه لم يكن من ذوي اليسار قلنا لسنا نقطع على أن الزكاة لم تجب عليه قط و ربما ملك أدنى مقادير

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 339

النصاب و أتى وقت الزكاة و هو في يديه و ليس يقال لمن ملك مأتي درهم أنه موسر لا سيما إذا اتفق له وجوب الزكاة منها وقتا واحدا و قد يجوز أيضا أن تكون هذه الزكاة نافلة لم تكن عليه واجبة و لا مانع أن يسمى النفل من الصدقة زكاة لأنه متناول للفرض منها في كونه إعطاء يستحق عليه النمو في الحسنات و الزيادة و المثوبات فإن كان لفظ الزكاة عندكم مشتركا في النافلة من الصدقة و الفريضة فقد توجه على الظاهر جوابنا و إن كان عندكم أن المستفاد من ظاهر لفظ الزكاة أنما هو المفترض منها دون ما سواه كنا ممن صرفنا عن الظاهر ورود الأخبار المجمع عليها بأن الآية نزلت في أمير المؤمنين ع مع أنه لم تلزمه قط فريضة الزكاة فلا بد من حمل ذلك على زكاة النافلة و إلا خصصنا الأخبار. فإن قالوا فكيف ساغ لأمير المؤمنين ع الصدقة في حال الصلاة أ و ليس ذلك إبطالا لها و اشتغالا بغيرها قلنا أقرب ما في هذا أنا غير عالمين أن جميع الأفعال المنهي عنها اليوم في الصلاة كانت محظورة كلها في تلك الحال فيجوز أن يكون هذا قبل ورود حظر هذه الأسباب. و قد قيل إن الكلام قد كان مباحا في الصلاة و نهي عنه بعد ذلك و لو لم يكن الأمر كذلك لم يلزم ما ذكرتموه في السؤال لأن الذي فعله أمير المؤمنين ع لم يكن شاغلا عن القيام بحدود الصلاة بل جاز أن يكون أشار إلى السائل إشارة خفية لا يقطع بمثلها الصلاة فهم منها مراده و أخذ الخاتم من يده. فكيف تنكرون هذا و أنتم ترون اتفاق الفقهاء على أن يسير العمل في الصلاة لا يقطعها على حال. و الذي يدل على أنه ع لم يشتغل بالإعطاء عن استيفاء شرائط الصلاة نزول المدح له في القرآن و الإضافة إلى المدح تقديمه وليا للأنام فإن قالوا فإذا ثبت أنه بهذه الآية إمام للخلق فما تنكرون أن يكون المراد استحقاقه لذلك بعد عثمان‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 340

قلنا أنكرنا ذلك من قبل أن كل من ثبت له الإمامة بها يوجبها بعد رسول الله ص في كل حال و لا يخص بذلك حالا دون حال. و أنكرنا ذلك من قبل أن الله تعالى ولينا و رسوله ص في كل حال و قد عطف ذكر أمير المؤمنين على اسم رسول الله ع فوجب أن يستحق ذلك أيضا في كل حال كما استحقه الرسول ع من غير انفصال و لو لا قيام الدلالة على أنه ليس في وقت رسول الله ص قدوة للخلق سواه و لا إمام لكان أمير المؤمنين ص يتسحق هذا المقام مذ نزلت الآية و ما اتصل من غير فاصلة بولاية و لا إهمال و الحمد لله الهادي إلى الحق بواضح البرهان‏

فصل من مستطرفات مسائل الفقه في الإنسان‏

مسألة اثنان تزوج كل واحد منهما أم الآخر فرزقا منهما ولدين ما قرابة بين الولدين جواب كل واحد منهما عم الآخر لأنه أخو أبيه من أمه. مسألة اثنان تزوج كل واحد منهما بنت الآخر فرزقا ولدين ما قرابة الولدين جواب إن كل واحد منهما خال الآخر لأنه أخو أمه و هو أيضا ابن أخته. مسألة اثنان تزوج كل واحد منهما أخت الآخر و رزقا منهما ولدين ما قرابة بين الولدين جواب إن كل واحد منهما ابن عمة الآخر و ابن خاله. مسألة رجلان تزوج كل واحد منهما جدة الآخر لأبيه فرزقا منهما ولدين ما قرابة ما بين الولدين و بين الرجلين و ما قرابة ما بين الولدين جواب إن كل واحد من الولدين عم الرجل المتزوج أم أبيه لأن الرجل‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 341

ابن جدته لأبيه و الولد أخو أبيه و كل واحد من الولدين ابن أخي صاحبه و عم أبيه. مسألة رجلان تزوج كل واحد منهما جدة الآخر لأمه فرزقا منهما ولدين ما قرابة ما بين الولدين و الرجلين و ما قرابة ما بين الولدين جواب إن كل واحد من الولدين خال الرجل المتزوج أم أمه لأن الرجل ابن جدته لأمه و الولد أخو أمه من أمها و كل واحد من الولدين ابن أخت صاحبه و خال أبيه. أنشدنا الشريف الرضي أبو الحسن محمد بن الحسين الموسوي رحمه الله‏

قد آن أن يبلغك الصوت‏

أ نائم قلبك أم ميت‏

يا باني البيت على غيره‏

أمامك المنزل و البيت‏

و إنما الدنيا على طولها

ثنية مطلعها الموت‏

و له أيضا

إذا مضى يوم على هدنة

و أنت في شك من النائبات‏

فعاجل الفرصة قبل الردى‏

و بادر الليلة قبل البيات‏

و اسبق و في حبلك أنشوطة

ضغط الليالي بيد الحادثات‏

لغيره‏

أشح على ملكي و أحميه دائبا

و سوف برغم الأنف أخرج عن ملكي‏

فما لي لا أبكي لنفسي و هلكها

إذا كنت قد وطنت نفسي على الهلك‏

فإن كنت لا أدري متى أنا ميت‏

فلست من الموت المنغص في شك‏

و موضع قبري إن أكن قد جهلته‏

فلي خبرة بالعرض و الطول و السمك‏

كأني أرى نفسي و حولي جماعة

يكفنني بعض و بعضهم يبكي‏

وَ ذَكَرُوا أَنَّ أَحَدَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ اسْتَدْعَاهُ السُّلْطَانُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ وَ أَظُنُّ أَنَّ الْإِمَامَ كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا ع‏ 427 وَ أَنَّ الْمُسْتَدْعِيَ كَانَ‏

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 342

الْمُتَوَكِّلُ قَالُوا فَلَمَّا دَخَلَ إِلَيْهِ وَجَدَهُ فِي قُبَّةٍ مُزَيَّنَةٍ فِي وَسَطِ بُسْتَانٍ وَ بِيَدِهِ كَأْسٌ فِيهَا خَمْرٌ فَقَرَّبَهُ وَ هَمَّ أَنْ يُنَاوِلَهُ الْكَأْسَ فَامْتَنَعَ الْإِمَامُ ع فَقَالَ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ مَا خَامَرَتْ لُحُومُنَا وَ دِمَاؤُنَا سَاعَةً قَطُّ قَالَ فَقَالَ أَنْشِدْنِي شِعْراً فَأَنْشَدَهُ الْإِمَامُ ع‏

بَاتُوا عَلَى قُلَلِ الْأَجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ‏

غُلْبُ الرِّجَالِ فَلَمْ تَنْفَعْهُمُ الْقُلَلُ‏

وَ اسْتَنْزَلُوا بَعْدَ عِزٍّ مِنْ مَعَاقِلِهِمْ‏

فَأُسْكِنُوا حُفَراً يَا بِئْسَ مَا نَزَلُوا

نَادَاهُمُ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ مَا دُفِنُوا

أَيْنَ الْأَسِرَّةُ وَ التِّيجَانُ وَ الْحُلَلُ‏

أَيْنَ الْوُجُوهُ الَّتِي كَانَتْ مُحَجَّبَةً

مِنْ دُونِهَا تُضْرَبُ الْأَسْتَارُ وَ الْكِلَلُ‏

فَأَفْصَحَ الْقَبْرُ عَنْهُمْ حِينَ سَاءَلَهُمْ‏

تِلْكَ الْوُجُوهُ عَلَيْهَا الدُّودُ تَنْتَقِلُ‏

قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْراً وَ مَا شَرِبُوا

فَأَصْبَحُوا بَعْدَ طُولِ الْأَكْلِ قَدْ أُكِلُوا

قَالَ فَضَرَبَ الْمُتَوَكِّلُ بِالْكَأْسِ مِنَ الْأَرْضِ وَ تَنَغَّصَ عَيْشُهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ‏ 428 .

لمحمود بن الحسن الوراق‏ 429

مضى أمسك الماضي شهيدا معدلا

و أعقبه يوم عليك شهيد

فإن كنت بالأمس اقترفت إساءة

أفتن بإحسان و أنت حميد

كنز الفوائد، ج‏1، ص: 343

فيومك إن أعقبته عاد نفعه‏

عليك و ماضي الأمس ليس يعود

و لا ترج فعل الخير يوما إلى غد

لعل غدا يأتي و أنت فقيد

و له أيضا

أعارك ماله لتقوم فيه‏

بطاعته و تعرف فضل حقه‏

فلم تشكره نعمته و لكن‏

قويت على معاصيه برزقه‏

تبارزه بها أبدا و عودا

و تستخفي بها عن كل خلقه‏

و له أيضا

يا ناظرا يرنو بعيني راقد

و مشاهد للأمر غير مشاهد

منيت نفسك ضلة و أبحتها

طرق الرجاء و هن غير قواصد

تصل الذنوب إلى الذنوب و ترتجي‏

درك الجنان و فوز ما للعابد

و نسيت أن الله أخرج آدما

منها إلى الدنيا بذنب واحد

و لأبي العتاهية إسماعيل الجرار 430

قنع النفس بالكفاف و إلا

طلبت منك فوق ما يكفيها

ليس فيما مضى و لا في الذي‏

لم يأت من لذة لمستحليها

إنما أنت طول عمرك ما عمرت‏

و الساعة التي أنت فيها

و له أيضا في الدنيا

يا خاطب الدنيا إلى نفسها

تنح عن خطبتها تسلم‏

إن التي تخطب غرارة

صفحه بعد