کتابخانه روایات شیعه
فإن كان يقدر فصاحبه يجوز عليه الجهل و من جاز عليه الجهل فليس بإله قديم و إن كان لا يقدر فهو نفسه عاجز و العاجز ليس بإله قديم 483 . دليل آخر و مما يدل على أن صانع العالم واحد أنه لو كان معه ثان كان لا يخلو أمرهما في فعلهما للعالم من أحد وجهين. إما أن أمرهما في فعلهما للعالم من أحد وجهين أما أن كل واحد منهما فعل جميعه حتى يكون الذي فعله أحدهما هو الذي فعله صاحبه أو يكون كل واحد منهما انفرد ببعض منه. و في الوجه الأول إيجاب فعل واحد من فاعلين و هذا يبطل في فصل 484 و في الوجه الثاني إيجاب تميز فعل كل واحد منهما عن فعل الآخر لأن القادر الحكيم إذا فعل فعلا حسنا لم يجز إلا ليجعله دالا عليه و موسوما به و مميزا عن فعل غيره لا سيما إذا كان داعيا إلى شكر نعمته و موجبا لمعرفته و لا طريق لأحد إلى معرفته إلا بفعله. فلما لم يكن فعل ما شاهدناه من السماء و الأرض و غيرهما مما يدل على أن بعضه لواحد و بعضه لآخر و إنما يدل على أن له فاعلا فقط علمنا أن الفاعل له واحد و هو الله تعالى ذكره. فإن قيل فإنا نجد العالم على قسمين جواهر و أعراض و كل واحد من الجنسين مميز عن الآخر فألا دل هذا على الصانعين قلنا لو كان صانع الجواهر غير صانع الأعراض لكانا محتاجين بل
عاجزين لأن أحدهما لا يقدر أن يفعله بانفراده و هو يفتقر إلى صاحبه لاستحالة وجود الجوهر بغير عرض و العرض بغير جوهر إلا ما انفرد به قوم من إرادة القديم و فناء العالم. دليل آخر و هو أن العالم لو كان صانعه اثنين لكانا غيرين و حقيقة الغيرين هما اللذان يجوز وجود أحدهما و عدم الآخر إما من الزمان أو المكان أو على وجه من الوجوه أو كان يجوز ذلك 485 . و لسنا نجد أحدا من ذوي العقول الصحيحة السليمة التي لم تعترضها الشبهة الحادثة تعرف غيرين إلا و هو يعرف أنها هكذا و لا يعلم شيئين هكذا إلا و هو يعلم أنهما غيران. و هذا يمنع من أن يكون صانع العالم اثنين لما في ذلك من جواز عدم أحدهما و من جاز عدمه فليس بقديم و في بطلان قدم أحدهما دليل على أنه داخل في جملة المحدثين و أن صانع العالم هو الواحد القديم و من خالفنا في حد الغيرين فليوجد [لنا] 486 شيئين متفقين على وجودهما ليس هذا حكمهما. دليل آخر و قد اعتمد البلخي 487 دليلا مفردا على أن صانع العالم واحد لم يحتج أن يذكر فيه تقدير وجود الاثنين فقال
الذي يدل على ذلك أنا وجدنا العالم محدثا و لا بد له من محدث و وجدنا من تجاوز هذا القول بأن المحدث له واحد فزعم أنه اثنان 488 لا نجد فرقا بينه و بين من زعم أنه ثلاثة و كذلك لا نجد فرقا بينه و بين من زعم أنه أربعة و كل عدة تجاوزت الواحد لا يقدر القائل بها على فرق بينه و بين من زاد فيها و لا نجد حجة توجب قوله دون قول خصمه فيها. فلما فسد قول كل من ادعى الزيادة على الواحد و ليس مع أحدهم رجحان بحجته و تكافأت أقوالهم في دعوى الزيادة دل على أن الصانع واحد لا أكثر من ذلك و لأن الدليل ثبت على وجود الصانع و لم يثبت على ما يزيد على واحد 489 ثم عارض نفسه فقال إذا قال قائل إنكم قد تجدون دارا مبنية يدل بناؤها على أن لها بانيا ثم لا يجدون فرقا بين من زاد على واحد فقال إن بانيها اثنان و بين من قال ثلاثة و كذلك كل عدة حتى لا يتميز بعض الأقوال على بعض حجة أ فتقطعون على أن صانع الدار واحد و انفصل عن هذه المعارضة بأن قال إن المثبت للدار صانعا واحدا أو صانعين فقد نجد فرقا بينه و بين من زاد عليه و دليلا على قوله دون قول من خالفه و ذلك أن صناع الدار يجوز أن يشاهدهم من شاهدها و يجوز أن يرد الخبر إليه بعددهم ممن شاهدهم يبنونها و ليس كذلك صانع العالم و هذا فرق واضح بين الموضعين و لوضوحه يعلم بطلان مذهب الثنوية على اختلافهم و النصارى في التثليث و من جرى مجراهم و الحمد لله
فصل من كلام رسول الله ص في الخصال من واحد إلى عشرة
وَ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ص أَنَّهُ قَالَ: خَصْلَةٌ مَنْ لَزِمَهَا أَطَاعَتْهُ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةُ وَ رَبِحَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ قِيلَ مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ التَّقْوَى مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ أَعَزَّ النَّاسِ فَلْيَتَّقِ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ ثُمَّ تَلَا وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ .
وَ قَالَ: الْمُؤْمِنُ بَيْنَ مَخَافَتَيْنِ بَيْنَ عَاجِلٍ قَدْ مَضَى لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ فِيهِ وَ بَيْنَ آجِلٍ قَدْ بَقِيَ لَا يَدْرِي مَا اللَّهُ قَاضٍ فِيهِ 490 .
وَ قَالَ ص وَ مَنْ وُقِيَ شَرَّ ثَلَاثٍ فَقَدْ وُقِيَ الشَّرَّ كُلَّهُ لَقْلَقِهِ وَ قَبْقَبِهِ وَ ذَبْذَبِهِ.
فلقلقه لسانه و قبقبه بطنه و ذبذبه فرجه
وَ قَالَ ص أَرْبَعُ خِصَالٍ مِنَ الشَّقَاءِ جُمُودُ الْعَيْنِ وَ قَسَاوَةُ الْقَلْبِ وَ الْإِصْرَارُ عَلَى الذَّنْبِ وَ الْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا.
وَ قَالَ ص خَمْسٌ لَا يَجْتَمِعْنَ إِلَّا فِي مُؤْمِنٍ حَقّاً يُوجِبُ اللَّهُ لَهُ بِهِنَّ الْجَنَّةَ النُّورُ فِي الْقَلْبِ وَ الْفِقْهُ فِي الْإِسْلَامِ وَ الْوَرَعُ فِي الدِّينِ وَ الْمَوَدَّةُ فِي النَّاسِ وَ حُسْنُ السَّمْتِ فِي الْوَجْهِ.
وَ قَالَ ص اضْمَنُوا لِي سِتّاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَ أَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَ أَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ وَ احْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ .
وَ قَالَ ص أَوْصَانِي رَبِّي بِسَبْعٍ أَوْصَانِي بِالْإِخْلَاصِ فِي السِّرِّ وَ الْعَلَانِيَةِ وَ أَنْ أَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنِي وَ أُعْطِيَ مَنْ حَرَمَنِي وَ أَصِلَ مَنْ قَطَعَنِي وَ أَنْ يَكُونَ صَمْتِي فِكْراً وَ نَظَرِي عَبَراً 491 .
وَ حُفِظَ عَنْهُ ص ثَمَانٍ قَالَ: أَ لَا أُخْبِرُكُمْ بِأَشْبَهِكُمْ بِي خُلُقاً قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ أَعْظَمُكُمْ حِلْماً وَ أَبَرُّكُمْ بِقَرَابَتِهِ وَ أَشَدُّكُمْ حُبّاً لِإِخْوَانِهِ فِي دِينِهِ وَ أَصْبَرُكُمْ عَلَى الْحَقِّ وَ أَكْظَمُكُمْ لِلْغَيْظِ وَ أَحْسَنُكُمْ عَفْواً وَ أَشَدُّكُمْ مِنْ نَفْسِهِ إِنْصَافاً 492 .
وَ قَالَ ص الْكَبَائِرُ تِسْعٌ أَعْظَمُهُنَّ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ وَ أَكْلُ الرِّبَا وَ أَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَ قَذْفُ الْمُحْصَنَةِ وَ الْفِرَارُ مِنَ الزَّحْفِ وَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَ اسْتِحْلَالُ الْبَيْتِ الْحَرَامِ وَ السِّحْرُ فَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ هُوَ بَرِيءٌ مِنْهُنَّ كَانَ مَعِي فِي جَنَّةٍ مَصَارِيعُهَا مِنْ ذَهَبٍ.
وَ قَالَ: الْإِيمَانُ فِي عَشَرَةٍ الْمَعْرِفَةِ وَ الطَّاعَةِ وَ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلِ وَ الْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ الصَّبْرِ وَ الْيَقِينِ وَ الرِّضَا وَ التَّسْلِيمِ فَأَيَّهَا فَقَدَ صَاحِبُهُ بَطَلَ نِظَامُهُ.
فصل من فضائل أمير المؤمنين ع و النصوص عليه من رسول الله ص
مِنْ جُمْلَةِ مَا رَوَاهُ لَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيْمَنَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي قَالَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ حَدَّثَنِي قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْأَعْمَشُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَبِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٌّ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا عَلِيُّ أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ وَ وَارِثُ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَ خَيْرُ الصِّدِّيقِينَ وَ أَفْضَلُ السَّابِقِينَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ زَوْجُ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ وَ خَلِيفَةُ خَيْرِ الْمُرْسَلِينَ يَا عَلِيُّ أَنْتَ مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْحُجَّةُ بَعْدِي عَلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ اسْتَوْجَبَ الْجَنَّةَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ اسْتَوْجَبَ دُخُولَ النَّارِ مَنْ عَادَاكَ يَا عَلِيُّ وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالنُّبُوَّةِ وَ اصْطَفَانِي عَلَى جَمِيعِ الْبَرِيَّةِ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللَّهَ تَعَالَى أَلْفَ عَامٍ مَا قَبِلَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنْهُ إِلَّا بِوَلَايَتِكَ وَ وَلَايَةِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ وَ أَنَّ وَلَايَتَكَ لَا تُقْبَلُ إِلَّا بِالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَ أَعْدَاءِ الْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ ذَلِكَ أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ ع فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ 493 .
وَ حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ شَاذَانَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَتَّوَيْهِ الْمُقْرِي قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُرَاتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ خَلِيفَةُ اللَّهِ وَ خَلِيفَتِي حُجَّةُ اللَّهِ وَ حُجَّتِي وَ بَابُ اللَّهِ وَ بَابِي وَ صَفِيُّ اللَّهِ وَ صَفِيِّي وَ حَبِيبُ اللَّهِ وَ حَبِيبِي وَ خَلِيلُ اللَّهِ وَ خَلِيلِي وَ سَيْفُ اللَّهِ وَ سَيْفِي وَ هُوَ أَخِي وَ صَاحِبِي وَ وَزِيرِي وَ وَصِيِّي حُجَّتُهُ حُجَّتِي وَ مُبْغِضُهُ مُبْغِضِي وَ وَلِيُّهُ وَلِيِّي وَ عَدُوُّهُ عَدُوِّي وَ زَوْجَتُهُ ابْنَتِي وَ وُلْدُهُ وُلْدِي وَ حَرْبُهُ حَرْبِي وَ قَوْلُهُ قَوْلِي وَ أَمْرُهُ أَمْرِي وَ هُوَ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ وَ خَيْرُ أُمَّتِي 494 .