کتابخانه روایات شیعه
و قول بعض حكماء الهند العقل حاكم أمين و العلم له قرين و الحلم له خدين و قول بعض حكماء الفرس العقل ملك الجوارح و العلم له أخ صالح و الحلم له أليف ناصح. و قول بعض حكماء الروم العقل مدبر آمر و العلم له معاضد ناصر و الحلم منجد مؤازر في كتاب كليلة و دمنة من غلب عقله هواه نال مناه و أعطي رضاه و في كتاب بلوهر الهندي من اشتد في الدنيا زهده استراح و طلع سعده. و في كتاب السير و سيف البدى كذا من عرف نفسه لم يحقر جنسه في كتاب الرحمة لهرمس القناعة أمنع عز و الاستعانة بالله أحصن حرز و في كتاب الأساس لبطليموس العقل الأصل و قوام الأشياء بالفضل و العدل. في كتاب الجواهر التواضع شرف و قد استوجب الصفح من تاب و اعترف في كتاب التجنيس لأرسطاطاليس الطبع أغلب و العادة أدرب في كتاب اللطف لأفلاطون نقل الطبع عسير الانتزاع.
في كتاب الأقسام لصبرة الفلكي العمر قصير و في الدهر لأهله تبصير كتاب الإختيار لأبقراط التجارب إيضاح و فيها إفادة و صلاح كتاب الإبانة لعمرو بن بحر من خشع ارتفع و عرف بما دنا منا سمع. كتاب المعارف للكندي إدراك السداد بالجد و الاجتهاد و روى الصولي عن بعضهم أنه قال لو لا العقول المضيئة و خلائقها الرضية لما كان التفاضل بين الحيوان و لما فرق بين البهيمة و الإنسان. و قال إقلمون من عدم التدبير يكون التدمير و قال آخر من لم يقدم الامتحان قبل الثقة و الثقة قبل الأنس أثمرت مودته ندما قال بزرجمهر إذا أنجز رجل وعده من معروفه أحرز مع فضيلة الجود شرف الصدق و قال بطليموس من قبل عطيتك فقد أعانك على البر و الكرم. قال أبقراط إذا أمكنك الرجل من أن تضع معروفك عنده فيده عندك مثل يدك عنده و إذا أصابه من هم نزل به أو خوف تدفعه عنه فلم تبذل دمك دونه فقد قصرت بحسبك عنده و لو أن أهل البخل لم يدخل عليهم إلا سوء ظنهم بالله لكان ذلك عظيما. قال كسرى أنوشروان الملك بالدين يبقى و الدين بالملك يقوى شدة الغضب تغير المنطق و تقطع مادة الحجة
و قال أرسطاطاليس من اتخذ الصمت جنة وقي من شر ما تأتي به الألسن. و قال الكلام مملوك ما لم ينطق به صاحبه فإذا نطق به صاحبه خرج عن ملكه. و قال أفليمون غنيمة السكوت أكبر من غنيمة الكلام و ندامة الكلام أكبر من ندامة السكوت و قال دوفس الصمت أنفع من الكلام في أكثر المواضع و الكلام أنفع من الصمت في أقل المواضع و قال أفلاطون ضبط اللسان ملك و إطلاقه في غير موضعه هلك و قال من علم أن كلامه يتصفح عليه فليتصفحه على نفسه قبل أن يتصفحه عليه غيره. و قال آخر البطنة تذهب بالفطنة و كثرة الصمت مفسدة المنطق و قال آخر إذا علمت فلا تفكر في كثرة من دونك من الجهال و لكن اذكر من فوقك من العلماء
أبو حنيفة مع الإمام الصادق فصل
ذَكَرُوا أَنَّ أَبَا حَنِيفَةَ أَكَلَ طَعَاماً مَعَ الْإِمَامِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع فَلَمَّا رَفَعَ الصَّادِقُ ع يَدَهُ مِنْ أَكْلِهِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ اللَّهُمَّ هَذَا مِنْكَ وَ مِنْ رَسُولِكَ ص فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ جَعَلْتَ مَعَ اللَّهِ شَرِيكاً فَقَالَ لَهُ وَيْلَكَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ وَ ما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ يَقُولُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ
وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ النساء 59 فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ وَ اللَّهِ لَكَأَنِّي مَا قَرَأْتُهُمَا قَطُّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَ لَا سَمِعْتُهُمَا إِلَّا فِي هَذَا الْوَقْتِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع بَلَى قَدْ قَرَأْتَهُمَا وَ سَمِعْتَهُمَا وَ لَكِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَنْزَلَ فِيكَ وَ فِي أَشْبَاهِكَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها وَ قَالَ كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ .
حديث الإمام الصادق
أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَيْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ بَلِيَّةُ النَّاسِ عَظِيمَةٌ إِنْ دَعَوْنَاهُمْ لَمْ يُجِيبُونَا وَ إِنْ تَرَكْنَاهُمْ لَمْ يَهْتَدُوا بِغَيْرِنَا.
فصل من الاستدلال على أن الله تعالى ليس بجسم
اعلم أن الخلاف في هذه المسألة بيننا و بين المجسمة على قسمين أحدهما في المعنى و الآخر في اللفظ فأما الكلام في المعنى فهو يختص بالذين يزعمون أنه جسم على صفات الأجسام و يشابهها في بعض الصفات
و أما الكلام في اللفظ فهو يختص بالذين يقولون إنه جسم لا كالأجسام و لا يشابهها بصفة من الصفات. فأما الذي يدل على بطلان مقال الذين يزعمون أنه جسم لا كالأجسام فهو أن الأجسام قد ثبت حدوثها فلو كان صانعها تعالى جسما أو مثلها لوجب أن يكون محدثا و يبين ذلك أن حقيقة الجسم هي أن يكون طويلا عريضا عميقا فلو كان صانع الأجسام جسما لكانت هذه حقيقته لأن الحقيقة لا تختلف و سوي فيها الشاهد و الغائب و حقيقة الجسم موجبة الأبعاد و معطية فيها المساحة و النهايات و أنه مجتمع من أبعاض مختص ببعض الجهات و ذلك شاهد فيه بحلول الأعراض لأن المجتمع لا غناء به عن الاجتماع و الكائن من جهة دون غيرها لا يعرى من الأكوان فهذه كلها دلائل الحدوث. فلو كان صانع الأجسام على هذه الصفات أو على بعضها لكان محدثا و لو جاز كونه عليها و هو قديم لكانت الأجسام كلها قديمة و في ثبوت الأدلة على حدوث الأجسام و قدم محدثها دلالة واضحة على أنه ليس بجسم سبحانه و تعالى. دليل ثان و شيء آخر و هو أن صانع الأجسام واحد في الحقيقة حسبما شهدت به الأدلة فلو كان جسما لخرج عن كونه واحدا لأن الجسم مجتمع من أبعاض و أجزاء. دليل ثالث و شيء آخر و هو أنه لو كان جسما لوجب كونه قادرا بقدرة لبطلان كون الجسم قادرا لنفسه و لو كان كذلك لاستحال حدوث الأجسام منه إذ لا يصح من القادر بقدرة أن يفعل الجسم في محل قدرته متداولا في غيره مسببا أو متولدا.
دليل رابع و هو أنه لو كان جسما في الحقيقة صح منه فعل الأجسام لصح من كل جسم حي قادر أن يفعل الأجسام فلما علمنا يقينا استحالة فعل الأجسام للأجسام علمنا أن فاعل الأجسام ليس بجسم على كل حال فقد بان لك بطلان مقال الذين يزعمون أن الله تعالى جسم على صفة الأجسام و حقيقتها. و كما علمت أنه لا يجوز أن يشبهها في جميع الصفات فكذلك تعلم أنه لا يجوز مشابهته لها في بعضها لأن كل صفة من صفات الأجسام المختصة بها دالة على حدوثها فلو أشبهها في شيء منها دل ذلك الشيء على أنه محدث مثلها. و بمثل هذا يعلم أيضا أنه ليس بجوهر لأن الجوهر متحيز في جهة غير عار من الأعراض الدالة على حدوثه 505 فأما قولهم إنا لم نر فاعلا للأجسام غير جسم فلما كان الله تعالى فاعلا وجب أن يكون جسما فقول فاسد لأن الفاعل لم يكن فاعلا لكونه جسما و لا كل صفة رأينا الفاعل في الشاهد عليها يجب أن يكون الفاعل في الغائب على نظيرها أ لا ترى أنا لم نر في الشاهد فاعلا إلا مؤلفا لحما و دما ناقصا محتاجا و لا يصح أن يكون الفاعل في الغائب هكذا. و الاستدلال بالشاهد على الغائب إنما هو بالحقائق دون ما سواها و ليس حقيقة الفاعل أن يكون جسما و لو كان كذلك لكان كل جسم فاعلا و كل فاعل جسما كما أن الحركة لما كان حقيقتها أن تكون زوالا كان كل زوال حركة و كل حركة زوالا فهذا هو الأصل الثابت الذي يجب أن يتماثل فيه الشاهد و الغائب فيجب أن يتأمله و يعتمد عليه فالفائدة فيه كثيرة.