کتابخانه روایات شیعه
أَخْبَرَنِي شَيْخِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ التَّلَّعُكْبَرِيُّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْكُلَيْنِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ لَهُ كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ ع أَسْأَلُهُ عَنِ الْقَوْلِ بِالْجِسْمِ وَ الصُّورَةِ فَكَتَبَ سُبْحَانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَا جِسْمٌ وَ لَا صُورَةٌ 511 .
أنشدني عمار بن محمد الطبراني رحمه الله لزينبا الرأس عيني 512
إن كان جسما فما ينفك من عرض
أو جوهر فبذي الأقطار موجود
أو كان متصلا بالشيء فهو به
أو كان منفصلا فالكل محدود
لا تطلبن إلى التكييف من سبب
إن السبيل إلى التكييف مسدود
و استمسك الحبل حبل العقل تحظ به
فالعقل حبل إلى باريك ممدود .
نسخة كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
أما بعد فإن الهوى يضل من اتبعه و الحرص يتعب الطالب المحروم و أحمد العاقبتين ما هدى إلى سبيل الرشاد و من العجب العجيب ذام و مادح و زاهد و راغب و متوكل و حريص كلاما ضربته لك مثلا لتدبر حكمته بجميع الفهم و مباينة الهوى و مناصحة النفس فلعمري يا ابن أبي طالب لو لا
الرحم التي عطفتني عليك و السابقة التي سلفت لك لقد كان اختطفتك بعض عقبان أهل الشام فيصعد بك في الهواء ثم قذفك على دكادك شوامخ الأبصار فألفيت كسحيق الفهر على صن الصلابة لا يجد الذر فيك مرتعا و لقد عزمت عزمة من لا يعطفه رقة الإنذار إن لم تباين ما قربت به أملك و طال له طلبك و لأوردنك موردا تستمر الندامة إن فسخ لك في الحياة بل أظنك قبل ذلك من الهالكين و بئس الرأي رأي يورد أهله إلى المهالك و يمنيهم العطب إلى حين لات مناص و قد قذف بالحق على الباطل وَ ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُمْ كارِهُونَ و لله الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ و المنة الظاهرة و السلام
جواب أمير المؤمنين صلوات الله عليه و سلامه
- مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانَا كِتَابُكَ بِتَنْوِيقِ الْمَقَالِ وَ ضَرْبِ الْأَمْثَالِ وَ انْتِحَالِ الْأَعْمَالِ تَصِفُ الْحِكْمَةَ وَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِهَا وَ تَذْكُرُ التَّقْوَى وَ أَنْتَ عَلَى ضِدِّهَا قَدِ اتَّبَعْتَ هَوَاكَ فَحَادَ بِكَ عَنْ طَرِيقِ الْحُجَّةِ وَ ألخج [لَحِجَ] بِكَ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ فَأَنْتَ تَسْحَبُ أَذْيَالَ لَذَّاتِ الْفِتَنِ وَ تحيط [تَخْبِطُ] فِي زَهْرَةِ الدُّنْيَا كَأَنَّكَ لَسْتَ تُوْقِنُ بِأَوْبَةِ الْبَعْثِ وَ لَا بِرَجْعَةِ الْمُنْقَلَبِ قَدْ عَقَدْتَ التَّاجَ وَ لَبِسْتَ الْخَزَّ وَ افْتَرَشْتَ الدِّيبَاجَ سُنَّةً هِرَقْلِيَّةً وَ مُلْكاً فَارِسِيّاً ثُمَّ لَمْ يَقْنَعْكَ ذَلِكَ حَتَّى يَبْلُغُنِي أَنَّكَ تَعْقِدُ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِكَ لِغَيْرِكَ فَيَهْلِكُ دُونَكَ فَتُحَاسَبُ دُونَهُ وَ لَعَمْرِي لَئِنْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَمَا وَرِثَتِ الضَّلَالَةُ عَنْ كَلَالَةٍ وَ إِنَّكَ لَابْنُ مَنْ كَانَ يَبْغِي عَلَى أَهْلِ الدِّينِ وَ يَحْسُدُ الْمُسْلِمِينَ وَ ذَكَرْتَ رَحِماً عَطَفَتْكَ عَلَيَّ فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ أَنْ لَوْ نَازَعَكَ هَذَا الْأَمْرَ فِي حَيَاتِكَ مَنْ أَنْتَ تُمَهِّدُ لَهُ بَعْدَ وَفَاتِكَ لَقَطَعْتَ حَبْلَهُ وَ أَبَنْتَ أَسْبَابَهُ
وَ أَمَّا تَهْدِيدُكَ لِي بِالْمَشَارِبِ الْعَرَبِيَّةِ وَ الْمَوَارِدِ الْمُهْلِكَةِ فَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَبْرِزْ إِلَيَّ صَفْحَتَكَ كَلَّا وَ رَبِّ الْبَيْتِ مَا أَنْتَ بِأَبِي عُذْرٍ عِنْدَ الْقِتَالِ وَ لَا عِنْدَ مُنَاطَحَةِ الْأَبْطَالِ وَ كَأَنِّي بِكَ لَوْ شَهِدْتَ الْحَرْبَ وَ قَدْ قَامَتْ عَلَى سَاقٍ وَ كَشَرَتْ عَنْ مَنْظَرٍ كَرِيهٍ وَ الْأَرْوَاحُ تُخْتَطَفُ اخْتِطَافَ الْبَازِيِّ زَغَبَ الْقَطَاةِ لَصِرْتَ كَالْمُولَهَةِ الْحَيْرَانَةِ تَضْرِبُهَا الْعَبْرَةُ بِالصَّدَمَةِ لَا تَعْرِفُ أَعْلَى الْوَادِي مِنْ أَسْفَلِهِ فَدَعْ عَنْكَ مَا لَسْتَ أَهْلَهُ فَإِنَّ وَقْعَ الْحُسَامِ غَيْرُ تَشْقِيقِ الْكَلَامِ فَكَمْ عَسْكَرٍ قَدْ شَهِدْتُهُ وَ قَرْنٍ نَازَلْتُهُ .. اصْطِكَاكَ قُرَيْشٍ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص إِذْ أَنْتَ وَ أَبُوكَ وَ هُوَ 513 .. تَبَعٌ وَ أَنْتَ الْيَوْمَ تُهَدِّدُنِي فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ أَنْ لَوْ تُبْدِي الْأَيَّامُ عَنْ صَفْحَتِكَ لَنَشَبَ فِيكَ مِخْلَبُ لَيْثٍ هَصُورٍ لَا يَفُوتُهُ فَرِيسَةٌ بِالْمُرَاوَغَةِ كَيْفَ وَ أَنَّى لَكَ بِذَلِكَ وَ أَنْتَ قَعِيدَةُ بِنْتِ الْبِكْرِ الْمُخَدَّرَةِ يَفْزَعُهَا صَوْتُ الرَّعْدِ وَ أَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الَّذِي لَا أُهَدَّدُ بِالْقِتَالِ وَ لَا أُخَوَّفُ بِالنَّزَالِ فَإِنْ شِئْتَ يَا مُعَاوِيَةُ فَابْرُزْ وَ السَّلَامُ.
فلما وصل هذا الجواب إلى معاوية بن أبي سفيان جمع جماعة من أصحابه و منهم عمرو بن العاص فقرأه عليهم فقال له عمرو قد أنصفك الرجل كم رجل أحسن في الله قد قتل بينكما أبرز إليه فقال له أبا عبد الله أخطأت استك الحفرة أنا أبرز إليه مع علمي أنه ما برز إليه أحد قط إلا و قتله لا و الله و لكني سأبرزك إليه.
نسخة كتاب آخر
من معاوية بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين ع أما بعد فإنا لو علمنا أن الحرب تبلغ بنا و بك ما بلغت لم يجنها بعضنا على بعض و إن كنا قد غلبنا على عقولنا فقد بقي لنا منها ما نرم به ما مضى و نصلح ما بقي
و قد كنت سألتك الشام على أن لا تلزمني لك طاعة فأبيت ذلك علي و أنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس فإنك لا ترجو من البقاء إلا ما أرجو و لا تخاف من الفناء إلا ما أخاف و قد و الله رقت الأجناد و ذهبت الرجال و نحن جميعا بنو عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض يستذل به عز و لا يسترق به حر و السلام 514
جواب أمير المؤمنين ع
مِنْ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَتَانِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ أَنَّكَ لَوْ عَلِمْتَ أَنَّ الْحَرْبَ تَبْلُغُ بِنَا وَ بِكَ مَا بَلَغَتْ لَمْ يَجْنِهَا بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ وَ أَنَا وَ إِيَّاكَ نَلْتَمِسُ غَايَةً لَمْ نَبْلُغْهَا بَعْدُ وَ أَمَّا طَلَبُكَ إِلَى الشَّامِ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ لِأُعْطِيكَ الْيَوْمَ مَا مَنَعْتُكَ أَمْسِ وَ أَمَّا اسْتِوَاؤُنَا فِي الْخَوْفِ وَ الرَّجَاءِ فَلَسْتَ بِأَمْضَى عَلَى الشَّكِّ مِنِّي عَلَى الْيَقِينِ وَ لَا أَهْلُ الشَّامِ عَلَى الدُّنْيَا بِأَحْرَصَ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ عَلَى الْآخِرَةِ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّا بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ فَكَذَلِكَ نَحْنُ لَكِنْ لَيْسَ أُمَيَّةُ كَهَاشِمٍ وَ لَا حَرْبٌ كَعَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَ لَا أَبُو سُفْيَانَ كَأَبِي طَالِبٍ وَ لَا الطَّلِيقُ كَالْمُهَاجِرِ وَ لَا الْمُبْطِلُ كَالْمُحِقِّ وَ فِي أَيْدِينَا فَضْلُ النُّبُوَّةِ الَّتِي قَتَلْنَا بِهَا الْعَزِيزَ وَ بِعْنَا بِهَا الْحُرَّ وَ السَّلَامُ. 515 .
مسألة فقهية
و قائلة أوص الغداة فإنني
أرى الموت قد حطت لديك ركائبه
فقلت و قد راع الفؤاد مقالها
و ضاقت به خوف الحمام مذاهبه
لك الثمن إن حلت وفاتي فريضة
و سائر ما يبقى فصنوك صاحبه
جوابها
تفهم فإن الفهم أكرم ملبس
لمن شرفت أخلاقه و مذاهبه
حليلة هذا أمها زوجة ابنه
كذا لكم الألغاز جم عجائبه
فابن ابنه صنو لزوجته و من
عزي بغريب العلم تعلو مراتبه
فميراثها ثمن و للصنو ما بقي
كذلك يقضي من توالت مناقبه
تفسير هذا رجل تزوج و زوج ابنه من أمها فولدت أم امرأته من ابنه ابنا ثم مات ابن الرجل و ليس له ممن يرثه إذا مات غير زوجته و أخيها من أمها الذي هو ابن أبيه الميت و قد تقدم ذكر هذه المسألة على غير هذا الباب في الجزء الأول.
مسألة أخرى منظومة
قد تقدم ذكرها نثرا
بابن دعيت صنو أخي فعمي
يقول إذا رآني جاء عمي
و لا فينا بحمد الله أنثى
و لا ذكر تدرع ثوب إثم
و لا فينا مجوسي جهول
يحلل لابن أم وطء أم
فبين عن مسائلنا امتنانا
فأنت إمامنا في كل علم
الجواب
ألا يا سائلا أضحى يعمي
على المفراض خذ عني بفهم
أخوك لأمك الصنو المداني
لأم أبيك زوج غير وهم
فابن أخيك منها غير شك
أخ لأبيك تدعوه لأم
فذاك إذا رآك يقول عمي
و أنت إذا أتاك تقول عمي
تفسير هذان رجلان قال أحدهما للآخر يا عمي أنا عمك و السبب في ذلك هو الوجه الذي عملت عليه هذه الأبيات إن أخاه لأمه تزوج جدته أم أبيه فجاءت بابن فهو عم الابن لأمه و الابن عمه لأمه و جواب ثان فيها و هو أن رجلين تزوج كل واحد منهما أم الآخر فجاءت كل واحدة منهما بابن فكل واحد من الابنين عم الآخر
حديث
حَدَّثَنِي الْفَقِيهُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْفَقِيهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَابَوَيْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي أَيُّوبُ بْنُ نُوحٍ قَالَ حَدَّثَنِي الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص خَمْسَةٌ لَا تُطْفَى نِيرَانُهُمْ وَ لَا تَمُوتُ أَبْدَانُهُمْ رَجُلٌ أَشْرَكَ وَ رَجُلٌ عَقَّ وَالِدَيْهِ وَ رَجُلٌ سَعَى بِأَخِيهِ إِلَى السُّلْطَانِ فَقَتَلَهُ وَ رَجُلٌ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ وَ رَجُلٌ أَذْنَبَ وَ حَمَلَ ذَنْبَهُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ 516 .
منام 517