کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة

تقديم‏ العلماء الحلبيّون و النهضة الفكريّة أبو الفتح الكراجكي‏ الأهداء ترجمة المؤلّف‏ اسمه: مولده: مكانته العلميّة و الاجتماعيّة الاطراء و الثناء عليه‏ مشايخه‏ تلامذته‏ تواريخ تجوّله و رحلاته‏ مؤلّفاته‏ وفاته‏ مرقده‏ حول الكتاب‏ موضوعه‏ نسبته‏ نسخه‏ طبعاته‏ النسخ المعتمدة منهجيّة العمل‏ كلمة أخيرة [مقدمة المؤلف‏] الفصل الأوّل في‏ أغلاطهم في ذكر الوصيّة الفصل الثاني في أغلاطهم في النصّ‏ الفصل الثالث في‏ أغلاطهم في الاختيار الفصل الرابع [في أغلاطهم في اختيار أبي بكر] [الفصل الخامس في أغلاطهم في الإمام‏] الفصل السادس في أغلاطهم‏ في علم الإمام‏ الفصل السابع في أغلاطهم في العصمة الفصل الثامن في‏ أغلاطهم في إمامة المفضول‏ الفصل التاسع من أغلاط البكريّة الفصل العاشر في‏ أغلاطهم‏ في التقيّة الفصل الحادي عشر في‏ أغلاطهم في [حقّ‏] الصحابة الفصل الثاني عشر في أغلاطهم في الأسماء و الصفات‏ الفصل الثالث عشر في ذكر بغضهم لأهل البيت عليهم السّلام‏ الفصل الرابع عشر في أغلاطهم في تفضيل أبي بكر بآية الغار الفصل الخامس عشر في غلطهم فيما يدّعون لأبي بكر من الانفاق‏ الفصل السادس عشر في ذكر فدك‏ الفصل السابع عشر من أغلاطهم في الأحكام، و بدعهم في شريعة الإسلام‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة


صفحه قبل

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 30

من واليت، و معاداة من عاديت‏ 15 ، و التسليم لما ارتضيت، و الرضا 16 بما أقضيت.

و بعد: فهذا الكتاب‏ 17 حداني على عمله أنّ أحد الإخوان من أهل الإيمان شملهم اللّه بفضله اطّلع من أمالي الشيخ المفيد رضى اللّه عنه على كتاب موسوم ب «أطراف الدلائل و أوائل المسائل» يتضمّن كلاما في الإمامة، فرأى في آخره‏ 18 بابا من أغلاط العامة، أورده الشيخ رضى اللّه عنه على طريق التعجّب منهم، و ضمّنه يسيرا من خطأهم المحفوظ عنهم، و جعله بابا قصيرا، و قولا يسيرا، حسب ما اقتضاه غرضه [في الكتاب، من الاختصار في كلّ باب، فراقه و أعجبه، و لم يحبّ فراقه‏] و استطرفه و استغربه، و تأسّف لقصر الباب، و تلهّف على طول الخطاب، و سألني في سلوك سبيله، و اتّباع قصده و قوله، بكلام فصيح، و غرض كغرضه صحيح، [اتّبعته‏] ليكون ما اورده كتابا مفردا، و فنّا في الإمامة واحدا.

فأعلمته أنّ كتب الشيخ‏ 19 المفيد رحمه اللّه مفاتيح الفوائد، و مصابيح المراشد، و أنّ السعيد من سلك أممه، و وطئ [أثر] قدمه، و قصد نهجه، و اعتمد حججه، و اتّبع آثاره، و اقتبس أنواره.

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 31

فأمّا العامّة فلا 20 تنحصر أغلاطهم، و لا تجتمع في الإمامة مناقضاتهم؛ لأنّ زللهم غير قليل، و التعجب منهم طويل، و كيف لا يتعجّب ممّن قتل الدليل، و التمس السبيل، و اتّهم‏ 21 الهداة، و طلب النجاة، و هجر 22 اليقين، و اتّبع الظنون، و كره الائتلاف، و رضي الاختلاف؟! و كيف لا يتعجّب ممّا يتقرّب إلى اللّه سبحانه بمعاداة أوليائه، و يدينه بموالاة أعدائه، و يطلب طاعته من معصيته، و يلتمس ثوابه بمخالفته؟! بل كيف لا يتعجّب من قوم ادّعوا الشريعة و غيّروها، و انتحلوا الملّة و بدّلوها، و ضيّعوا الفرائض و اختلفوا فيها، و تركوا السنّة و انتسبوا إليها؟! قوم غلبتهم العصبيّة، و ملكتهم الحميّة [حميّة الجاهليّة]، و أضلّتهم الأهواء، و ضلّت عنهم الآراء، فعميت أبصارهم، و صدئت أفكارهم، و تناقضت أقوالهم، و تباينت أفعالهم، [فهم‏] في ظلمات غيّهم تاتهون، و بأذيال جهلهم عاثرون، و عن الحقّ حائدون‏ 23 ، و للحق معاندون، أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ‏ 24 .

و أنا متّبع ما رغب فيه الأخ الرشيد، أدام اللّه له التسديد، من عمل هذا الكتاب، و إيراد ما حضرني‏ 25 في فصوله من كلّ باب، من مناقضات القوم في الإمامة

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 32

و أغلاطهم، و غلوّهم في المعاندة و إفراطهم، ممّا يقتضي التعجّب منهم، و يوجب الشكر للّه سبحانه عن‏ 26 الانفصال عنهم.

و من اللّه أستمدّ 27 التوفيق، و هو حسبي‏ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ‏ .

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 33

الفصل الأوّل في‏ 28 أغلاطهم في ذكر الوصيّة

[فمن عجيب أمرهم: أنّهم قد أجمعوا معنا على حسن الوصيّة] و فضلها و شرفها، و حميد فعلها، و أنّها [قد] تكون في المال و الأهل و الولد، و جميع من‏ 29 كان يسوسه الموصي و يرعاه، و ما كان [يقوم‏] به و يتولّاه، و أنّ إهمالها تفريط، و تركها تضييع، و في فعلها حسن نظر و احتياط، و جميل حزم و احتراز، و سمعوا في القرآن ذكرها، و اعترفوا أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أمر بها، و حثّ عليها، و رغّب فيها، و دعا إليها.

و رووا 30 عنه صلّى اللّه عليه و آله أخبارا من جملتها [قوله عليه الصلاة و السلام‏]: «لا ينبغي لامرى‏ء مسلم أن يبيت ليلتين إلّا و وصيّته [مكتوبة عنده» 31 .

و في خبر آخر: «إلّا و وصيّته‏] تحت رأسه» 32 .

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 34

ثمّ ادّعوا مع ذلك أنّه صلّى اللّه عليه و آله مضى [من الدنيا] و لم يوص إلى أحد. [هذا] و قد كان يرعى امّته‏ 33 و يسوسهم، و يقوم بشأنهم، و يدبّر امورهم، كما يسوس الرجل أطفاله، و يرعى أهله و عياله، و منهم الضعفاء و الأيتام، و العجائز و الأطفال، الذين حاجتهم إلى سياسته، و حسن نظره و رعايته، أشدّ من حاجة الولد إلى والده، و العبد إلى سيّده.

ثمّ إنّه صلّى اللّه عليه و آله خلّف مع ذلك أهلا و أولادا، و أقارب و أزواجا، و أشياء يتنازع أهله و غيرهم [فيها] و أملاكا، و كان له حقّ في الخمس يحبّ أن يصرف إلى مستحقّيه‏ 34 [و غيرهم‏]، و كان عليه دين يتعيّن وفاءه عنه لأهله‏ 35 ، و عنده ودائع يلزم ردّها إلى أربابها، و قد وعد جماعة بعدات يجب أن تقضى عنه بعده‏ 36 ، و لا يقضيها إلّا وصيّه، فنسبوه إلى تضييع ما حثّ على حفظه، و التفريط فيما أمر بالاحتياط في بابه، و الزهد فيما رغّب فيه امّته، و حاشا له من ذلك، بل كان صلّى اللّه عليه و آله أفعل الخلق فيما 37 دعا إليه، و أسرع الناس إلى فعل ما رغّب فيه، و أسبق العالمين إلى كلّ فضل، و أولادهم بشرائف الفعل.

و من عجيب أمرهم: أنّهم إذا طرقتهم الحجج الجليّة في أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لم يمض من الدنيا إلّا عن وصيّة، و أنّه أوصى [إلى‏] أمير المؤمنين [عليّ بن أبي طالب‏] عليه السّلام دون سائر الامّة، و سمعوا تمدّح أمير المؤمنين عليه السّلام بذلك في كلامه و حجاجه لخصومه، و ذكره [له‏] في خطبه على منبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و احتجاج‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 35

أهل بيته عليهم السّلام و شيعته من الأنصار بذلك في فضله، و ما نظمه الشعراء فيه، و سارت [الركبان به‏]، مثل قول خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين رضى اللّه عنه في أبيات يذكر فيها فضله [حيث يقول‏]:

وصيّ رسول اللّه من دون أهله‏

و فارسه مذ كان في سالف الزمن‏ 38

و قوله حين بلغه عن عائشة كلام تعيب فيه أمير المؤمنين عليه السّلام:

أ عائش خلّي عن عليّ و عيبه‏ 39

بما ليس فيه إنّما أنت والده‏

وصيّ رسول اللّه من دون أهله‏

و أنت على ما كان من ذاك شاهده‏ 40

و قول عبد اللّه بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلّب رحمه اللّه:

و إنّ‏ 41 وليّ الأمر بعد محمّد

عليّ و في كلّ المواطن صاحبه‏

وصيّ رسول اللّه حقّا و صهره‏

و أوّل من صلّى و من لان جانبه‏ 42

و قول عبد الرحمن بن حنبل‏ 43 الجمحي لمّا بايع أمير المؤمنين عليه السّلام:

لعمري لقد بايعتم ذا حفيظة

على الدين معروف العفاف موفّقا 44

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 36

عفيفا عن الفحشاء أبيض ماجدا

صدوقا و للمختار 45 قدما مصدّقا

أبا حسن فارضوا به و تبايعوا

فلن‏ 46 تجدوا فيه لذي العيب منطقا

عليّ وصيّ المصطفى و ابن عمّه‏ 47

و أوّل من صلّى لذي العرش و اتّقى‏ 48

و قول‏ 49 زفر بن زيد 50 الأسدي:

فحوطوا عليّا و انصروه فإنّه‏

وصيّ و في الإسلام أوّل أوّل‏ 51

و إن تخذلوه و الحوادث جمّة

فليس لكم في الأرض من متحوّل‏ 52

و نحو ذلك من الأقوال التي يطول بذكرها الكلام.

قالوا عند ذلك‏ 53 :

صفحه بعد