کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة

تقديم‏ العلماء الحلبيّون و النهضة الفكريّة أبو الفتح الكراجكي‏ الأهداء ترجمة المؤلّف‏ اسمه: مولده: مكانته العلميّة و الاجتماعيّة الاطراء و الثناء عليه‏ مشايخه‏ تلامذته‏ تواريخ تجوّله و رحلاته‏ مؤلّفاته‏ وفاته‏ مرقده‏ حول الكتاب‏ موضوعه‏ نسبته‏ نسخه‏ طبعاته‏ النسخ المعتمدة منهجيّة العمل‏ كلمة أخيرة [مقدمة المؤلف‏] الفصل الأوّل في‏ أغلاطهم في ذكر الوصيّة الفصل الثاني في أغلاطهم في النصّ‏ الفصل الثالث في‏ أغلاطهم في الاختيار الفصل الرابع [في أغلاطهم في اختيار أبي بكر] [الفصل الخامس في أغلاطهم في الإمام‏] الفصل السادس في أغلاطهم‏ في علم الإمام‏ الفصل السابع في أغلاطهم في العصمة الفصل الثامن في‏ أغلاطهم في إمامة المفضول‏ الفصل التاسع من أغلاط البكريّة الفصل العاشر في‏ أغلاطهم‏ في التقيّة الفصل الحادي عشر في‏ أغلاطهم في [حقّ‏] الصحابة الفصل الثاني عشر في أغلاطهم في الأسماء و الصفات‏ الفصل الثالث عشر في ذكر بغضهم لأهل البيت عليهم السّلام‏ الفصل الرابع عشر في أغلاطهم في تفضيل أبي بكر بآية الغار الفصل الخامس عشر في غلطهم فيما يدّعون لأبي بكر من الانفاق‏ الفصل السادس عشر في ذكر فدك‏ الفصل السابع عشر من أغلاطهم في الأحكام، و بدعهم في شريعة الإسلام‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة


صفحه قبل

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 55

فاقتلوه» 147 ، فشهد بأنّها 148 كانت قد وقعت بغتة من غير رويّة، و حصلت فجأة عن عجلة من غير مشورة، و في هذا غاية الذمّ [لها]، و التكذيب لهم فيما ادّعوه فيها مع التهديد 149 بسفك دم من عاد إلى مثلها، و ليس يشكّ عاقل في أنّ الفلتة التي هي العجلة و البدار تضادّ ما يدّعون من التأمّل و الاختيار.

و من عجيب أمرهم: دعواهم أنّ الامّة اجتمعت على إمامة أبي بكر مع علمهم بقلّة عدد العاقد 150 لها، و تأخّر من تأخّر عنها، و إنكار المنكرين لها، و الخلف الواقع فيها في حال السقيفة و بعدها، فيقولون:

إنّ من خالف من الأنصار، و تأخّر من بني هاشم الأخيار، مع وجوه الصحابة و أعيانهم، و بني حنيف بأسرهم، و ما ظهر من إنكارهم أمارته‏ 151 ، و خلافهم كلّهم شذاذ لا يخرقون الإجماع، [ثمّ ينكرون أن يكون الإجماع‏] حصل على حصار عثمان و خلعه‏ 152 ، و تكفيره و قتله، و لم يكن بالمدينة من أهلها و لا ممّن كان بها من أهل مصر و غيرهم إلّا محارب أو خاذل، و لم يحفظ في الانكار عليهم قول لقائل. و يدّعون أنّه و عبيده المحاصرين معه في الدار و مروان ابن عمّه قادحون في الإجماع. هذا، و قد رام قوم من بني اميّة أن يصلّوا عليه فلم يتمكّنوا، و همّوا أن يدفنوه في مقابر المسلمين، فلم يتركوا حتّى مضوا [به‏] إلى‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 56

حشّ كوكب‏ 153 و هو بستان بقرب البقيع، ثمّ أتوا [به‏] ليحتزّوا 154 رأسه فصاح نسوة من أهله [و ضربن وجوهنّ‏] فتركوه، و داسه عمير بن ضابى فكسر ضلعا من أضلاعه، و بقي مكانه مرميّا 155 ثلاثة أيّام لم يستعظم [ذلك‏] في بابه مستعظم، و لا أنكره منكر، و من تأمّل هذه‏ 156 الحال علم أنّها أحقّ و أولى بالإجماع‏ 157 .

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 57

[الفصل الخامس في أغلاطهم في الإمام‏]

فمن عجيب أمرهم: أنّهم قصدوا إلى من ردّ إليه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله جيشا فلم يحسن أن يدبّره و رجع منهزما [فارّا] فيجعلونه إمام الأنام، و يردّون إليه تدبير الجيوش العظام، و يصيّرونه قبّة 158 للإسلام، و سندا في الامور الجسام، إنّ هذا لضدّ الصواب!

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 58

الفصل السادس في أغلاطهم‏ 159 في علم الإمام‏

فمن عجيب أمرهم: [قولهم:] إنّ الإمام قدوة في الشريعة مع جواز جهله ببعضها، و لا يجيزون أن يكون [قدوة] فيها مع جهله بجميعها، و قولهم إنّه يرجع في البعض الذي لا يعلمه إلى الامّة، و لا يجيزون أن يرجع في الكلّ إذا لم يعلمه إلى أحد من الامّة، و لسنا نجد فرقا بين حاجته إلى رعيّته في بعض [ما] لا يعلمه، و بين حاجته إليهم في كلّ [ما] لا يعلمه.

بل من العجب: أن يكون الإمام محتاجا إلى من هو محتاج‏ 160 إليه، مقتديا برعيّة يقتدون به، لأنّ هذا عند العقلاء من المناقضة القبيحة.

و من عجيب أمرهم:

أنّهم يروون عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: «ما ولّت امّة قطّ أمرها رجلا 161 و فيهم [من هو] أعلم منه إلّا لم يزل أمرهم يذهب سفالا 162 ،

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 59

حتّى‏ 163 يرجعوا إلى ما تركوا» 164 .

، ثمّ يروون مع ذلك أن يتولّى الأمر العاجز الناقص، و يتقدّم الجاهل على العالم.

و يروون عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله أنّه قال: «من تولّى شيئا من امور المسلمين فولّى رجلا شيئا من أمورهم و هو يعلم مكان رجل هو أعلم منه فقد خان اللّه و رسوله و المؤمنين» 165 .

، ثمّ إنّهم يعلمون مع ذلك أنّ أبا بكر و عمر لم يولّيا في أيّامهما عليّا عليه السّلام [شيئا] مع معرفتهما بكمال علمه‏ 166 ، و يقدّمان الجهّال في الولايات عليه، و لا يستدلّون بذلك على خيانتهما للّه و لرسوله [و للمؤمنين‏]، و لا يكتفون به في العلم ببغضهما له عليه السّلام، و ليس يخفى على العاقل [أنّهما] إن كانا رغبا عن ولايته فقد خانا اللّه و رسوله، و إن كان هو الراغب عن أن يتولّى من قبلهما فكفى بذلك طعنا عليهما.

و من عجيب أمرهم: قولهم: إنّ علوم الشريعة [معروفة و] مفترقة في الأمّة، و انّها قد أحاطت بها، و هي الملجأ و المفزع فيها مع ما يدّعون من عصمتها، و يستعظمون قولنا: إنّ الإمام هو المحيط بها و العالم بجميعها، و الملجأ و المفزع فيها [إليه‏]، و هو المسدّد المعصوم دونها، و يظلّون من قولنا متعجّبين، و يقيمون‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 60

أنفسهم في ذلك مقام المشركين، الذين قالوا فيما تضمّنه الذكر المبين: أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْ‏ءٌ عُجابٌ‏ 167 ، [و قولهم: أَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذابِ‏ 168 ]، و قد أحسن من قال:

و ليس للّه بمستنكر 169

أن يجمع العالم في واحد 170

و من العجب: أنّهم مع إنكارهم [كمال‏] علم الإمام، و استبعادهم تميّزه في ذلك عن الأنام، و قولهم: لم تجر العادة بمثل هذا في بشر مخلوق لا يوحى إليه،

و يروون أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: «خذوا ثلث دينكم عن عائشة، [لا] بل خذوا ثلثي دينكم عن عائشة، لا بل خذوا دينكم كلّه عن عائشة»!!! 171 .

، فيا عجبا كيف ثبت لعائشة هذا الكمال الذي تميّزت به عن الأنام، و استحال مثله في الإمام، الذي هو خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله‏ 172 و الحجّة بعده على الخاصّ و العامّ! بل من العجب‏ 173 : إنكارهم أن يكون خليفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على امّته، و المنفّذ بعده أحكام شريعته، حافظا لعلوم الشريعة، محيطا بأحكام الملّة، مستغنيا في ذلك عن الرعيّة، و يدّعون أنّ شيخهم الجاحظ على سخافته و خلاعته‏ 174 ، و قبيح فعله، و مشتهر فسقه، قد عرف كلّ علم، و صنّف في كلّ فنّ من فرع و أصل،

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 61

و جدّ 175 و هزل، و أنّه لم يبق شي‏ء من علوم الديانات، و مفهوم الرياضات، و رسوم الأدبيّات، إلّا و قد خاض فيه، و عرف متصرّفاته و عجائبه و معايبه‏ 176 ، حتّى إنّي لم أر أحدا يقول إنّه أحاط علما بأسماء تصنيفاته‏ 177 ، و لا علم مبلغ تأليفاته، إنّ هذا لشي‏ء عظيم‏ 178 ! و من عجيب أمرهم: أنّهم يسمعون‏

قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله في عليّ عليه السّلام: «أنا مدينة العلم و عليّ بابها» 179 .

، و قوله صلّى اللّه عليه و آله [فيه‏]: «أقضاكم عليّ» 180 .

، و

قوله [فيه‏]: «عليّ مع الحقّ، و الحقّ مع عليّ، اللّهمّ أدر الحقّ [مع عليّ‏] حيثما دار» 181 .

صفحه بعد