کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة

تقديم‏ العلماء الحلبيّون و النهضة الفكريّة أبو الفتح الكراجكي‏ الأهداء ترجمة المؤلّف‏ اسمه: مولده: مكانته العلميّة و الاجتماعيّة الاطراء و الثناء عليه‏ مشايخه‏ تلامذته‏ تواريخ تجوّله و رحلاته‏ مؤلّفاته‏ وفاته‏ مرقده‏ حول الكتاب‏ موضوعه‏ نسبته‏ نسخه‏ طبعاته‏ النسخ المعتمدة منهجيّة العمل‏ كلمة أخيرة [مقدمة المؤلف‏] الفصل الأوّل في‏ أغلاطهم في ذكر الوصيّة الفصل الثاني في أغلاطهم في النصّ‏ الفصل الثالث في‏ أغلاطهم في الاختيار الفصل الرابع [في أغلاطهم في اختيار أبي بكر] [الفصل الخامس في أغلاطهم في الإمام‏] الفصل السادس في أغلاطهم‏ في علم الإمام‏ الفصل السابع في أغلاطهم في العصمة الفصل الثامن في‏ أغلاطهم في إمامة المفضول‏ الفصل التاسع من أغلاط البكريّة الفصل العاشر في‏ أغلاطهم‏ في التقيّة الفصل الحادي عشر في‏ أغلاطهم في [حقّ‏] الصحابة الفصل الثاني عشر في أغلاطهم في الأسماء و الصفات‏ الفصل الثالث عشر في ذكر بغضهم لأهل البيت عليهم السّلام‏ الفصل الرابع عشر في أغلاطهم في تفضيل أبي بكر بآية الغار الفصل الخامس عشر في غلطهم فيما يدّعون لأبي بكر من الانفاق‏ الفصل السادس عشر في ذكر فدك‏ الفصل السابع عشر من أغلاطهم في الأحكام، و بدعهم في شريعة الإسلام‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة


صفحه قبل

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 80

فإذا [هم‏] سمعوا من سواهم من الحشويّة [يقولون:] إنّ الدليل على صواب معاوية بن أبي سفيان بعد صلح الحسن عليه السّلام ما ظهر من الحسن و الحسين و محمّد بن علي عليهم السّلام، و عبد اللّه بن العبّاس و عبد اللّه بن جعفر و جابر بن عبد اللّه الأنصاري [و أبي ذرّ الغفّاري‏] و أبي أيّوب الأنصاري رحمة اللّه عليهم و غيرهم من التعظيم له و الاجلال، و إظهار الاتّباع، و ترك الإنكار، و قالوا لهم: إنّ هذا كان ممّن ذكرتموه على وجه التقيّة من معاوية لما كانوا عليه في أيّامه من أحكام الضرورة الملجئة إلى الاستعطاف و الاستمالة، و لما علموه من المصلحة في ترك المشاقّة و المخالفة فيعتمدون نظير ما ينكرون، و يستعملون الاحتجاج الذي يجحدون قلّة تأمّل بوجه المناقضة و عدم إنصاف و ديانة.

و من العجب قولهم: إذا كان أبو بكر و عمر و عثمان قد تركوا كثيرا من الأحكام، و أظهروا البدع في الإسلام، فلم لم يغيّر ذلك أمير المؤمنين عليه السّلام لمّا انتهى الأمر إليه بعد عثمان؟ و لا يطّلعون [في الآثار فينظروا ما كان عليه أمير المؤمنين عليه السّلام من أحكام الاضطرار] أنّه عليه السّلام نهاهم عن الجماعة في صلاة نوافل شهر رمضان فتفرّقوا عنه و صاحوا: وا عمراه نهيتنا 255 عن سنّة عمر بن الخطّاب، فإذا كانت هذه حاله معهم في النهي عن أمر يعلمون أنّ عمرا ابتدعه، و يتحقّقون أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله نهى عنه و أنكره، و يجعلون البدعة من عمر سنّة، فكيف [لو غيّر أكثر من هذا، بل‏] لو غيّر بدعهم كلّها و جاهر 256 بمخالفتهم في الأمور التي استحدثوها؟ فكيف تنكر تقيّته منهم و هذه حاله معهم؟ أ لم يسمعوا

قوله عليه السّلام: « [أما و اللّه‏] لو ثنيت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم [و حكمه‏]، و بين أهل الإنجيل بإنجيلهم، و بين‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 81

أهل الفرقان بفرقانهم، حتّى ينطق كلّ كتاب و يقول: يا ربّ قضى عليّ فينا بقضائك» 257 .

و

قوله عليه السّلام: «أما و اللّه لو ثبتت قدماي لغيّرت امورا كثيرة» 258 .

و من عجيب أمرهم: قولهم: كيف جازت التقيّة على الإمام و هو عندكم حجّة فيما فعل و قال، و به قطع اللّه الأعذار، و منه يعرف الخطأ من الصواب‏ 259 ، و هم يعتقدون مع هذا أنّ في الامّة جماعة هم الصفوة الأخيار، و الحجّة للّه على العباد، و بهم يعرف الحقّ و الصواب، و التقيّة عليهم جائزة إذا اعترضت الأسباب، فقد أقاموهم في كونهم حجّة مقام‏ 260 الإمام، و أجازوا عليهم [من التقيّة] ما لم يجيزوا على الإمام، [و هذا من جور الأحكام، و ربّما قالوا أيضا: إذا جازت التقيّة على الإمام،] فلم لا تجوز على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله؟ فإذا فرّقنا بينهما في هذا الباب قالوا: لم يصحّ لكم فرق، لأنّها عندكم حجّتان‏ 261 ، فإذا قيل لهم: أ ليس قد أجزتم التقيّة على الطائفة الأخيار، و الصفوة من الأئمّة الأبرار، الذين قولهم بعد النبيّ صلّى اللّه عليه و آله حجّة في الحلال و الحرام، فلم لا تجيزونها على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و هما عندكم حجّتان؟ تعاطوا الفرق الذي عابوا نظيره، و اضطرّوا إلى التشبّث بما أنكروا [منّا] إيراده.

و من العجب: إنكارهم جواز التقيّة على الأنبياء عليهم السّلام في شي‏ء من الأحوال مع علمهم أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله استتر في الشّعب و الغار و من قبله هرب موسى عليه السّلام و أخبر اللّه‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 82

تعالى [عنه‏] أنّه قال: فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ‏ 262 و كذلك قد اتّقى [غيره من‏] الأنبياء عليهم السّلام، لكنّ القوم ليس من شأنهم الانصاف.

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 83

الفصل الحادي عشر في‏ 263 أغلاطهم في [حقّ‏] الصحابة

و من عجيب أمرهم: غلوّهم في تفخيم [أمر] الصحابة، و إفراطهم في تعظيمهم، و قولهم: لا يدخل الجنّة مستنقص لأحد منهم، و ليس بمسلم من روى قبيحا عنهم، و يقولون: إنّا لا نعرف لأحد منهم بعد إسلامه عيبا، و ليس منهم من واقع ذنبا، و يجعلون من خالفهم في هذا زنديقا، و من ناظرهم فيه أو طلب الحجّة منهم عليه مبتدعا شرّيرا.

هذا و لهم في الرسل المصطفين و الأنبياء المفضّلين، الذين احتجّ اللّه تعالى بهم على العالمين صلوات اللّه عليهم أجمعين أقوال تقشعرّ منها الجلود، و ترتعد لها [الأبدان، و تنفطر] القلوب [لها]، و لا تثبت عند سماعها النفوس، يتديّنون بذكرها، و يتحمّلون بنشرها 264 ، و يغتاظون على من أنكرها و دحضها، كغيظهم على من أضاف إلى أحد الصحابة بعضها، فينسبون آدم و حوّاء إلى الشرك، و إبراهيم الخليل إلى الإفك و الشكّ، و يوسف إلى ارتكاب المحظور، و الجلوس‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 84

من زليخا مجلس [ذوي‏] الفجور، و موسى إلى أنّه قتل نفسا ظلما، و داود [إلى‏] أنّه عشق امرأة أوريا [بن حنان‏] و حمله عشقها إلى‏ 265 أن قتل زوجها و تزوّجها، و يونس [إلى‏] أنّه غضب على اللّه تعالى، و يقولون في سيّدنا محمّد خاتم النبيّين و سيّد المرسلين في تزويجه بإمرأة زيد بن حارثة، و في غير ذلك من الأقوال القبيحة المفتعلة ما لا ينطلق لمؤمن بذكره لسان، و لا يثبت لمسلم عند سماعه جنان، و لا يطلقه عاقل [عليه‏]، و لا يجيزه منه إلّا [كلّ‏] كافر جاهل.

فإذا قيل لهم: إنّ جميع الأخبار الواردة في ذلك باطلة، و سائر الآيات التي تظنّون أنّها تقتضيه متأوّلة، و قد شهدت العقول بعصمة الأنبياء عليهم السّلام، و دلّ القرآن على فضلهم و تميّزهم عن الأنام، فوجب أن تتأوّل الأقوال بما يوافق مقتضى الاستدلال، قالوا إذا سمعوا هذا الكلام: هذا ضلال و ترفّض، و هو فتح باب التزندق، فيا ليت شعري كيف صار الهتف بالأنبياء بالباطل إسلاما و سترا، و الطعن على بعض الصحابة بالحقّ ضلالا و كفرا؟ و كيف صار 266 القادح في الأفاضل المصطفين ثبتا صديقا، و من قدح في أحد قوم غير معصومين رافضيّا زنديقا؟ أ لم يسمعوا قول اللّه تعالى في أنبيائه صلوات اللّه عليهم: وَ لَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى‏ عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ‏ 267 ، و قوله تعالى: وَ إِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ 268 ، و قوله سبحانه و تعالى لأصحاب نبيّه صلّى اللّه عليه و آله‏ 269 :

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 85

وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ‏ 270 ،

و قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: «إنّ من أصحابي‏ 271 [من‏] لا يراني بعد أن يفارقني» 272 .

، فأيّ نسبة بين الطبقتين، و أيّ تقارب بين القبيلتين، لو لا [ما] مع خصومنا من العصبيّة التي حرمتهم حسن التوفيق.

و قد قال بعض المعتزلة لأحد الشيعة: إنّ أمركم- معشر الشيعة- لعجيب، و رأيكم طريف [غير مصيب‏]، لأنّكم أقدمتم على وجوه الصحابة الأخيار، و عيون الأتقياء الأبرار، الذين سبقوا إلى الإسلام، و اختصّوا بصحبة الرسول‏ 273 صلّى اللّه عليه و آله، [و شاهدوا المعجزات،] و قطعت أعذارهم الآيات، و صدّقوا بالوحي، و انقادوا إلى الأمر و النهي، و جاهدوا المشركين، و نصروا رسول ربّ العالمين، و وجب أن يحسن بهم الظنون، و يعتقد فيهم الاعتقاد الجميل، فزعمتم أنّهم خالفوا الرسول صلّى اللّه عليه و آله و عاندوا أهله من بعده، و اجتمعوا على غصب حقّ الإمام‏ 274 ، و إقامة الفتنة في الأنام، و استأثروا بالخلافة 275 ، [و سارعوا] إلى الترأس على الكافّة، و هذا ممّا تنكره العقول و تشهد أنّه مستحيل، فالتعجّب منكم طويل! قال له الشيعي‏ 276 : أمّا المؤمنون من الصحابة 277 الأخيار، و العيون من الأتقياء

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 86

الأطهار، فمن هذه الامور 278 مبرّؤون، و نحن عن ذمّهم متنزّهون، و أمّا من سواهم ممّن ظهر زللهم و خطائهم، فإنّ الذمّ متوجّه إليهم، و قبيح فعلهم طرق القول عليهم، و لو تأملت حال هؤلاء الأصحاب لعلمت أنّك نفيت عنهم خطأ قد فعلوا أمثاله، و نزّهتهم عن خلاف قد ارتكبوا أضعافه، و تحقّقت أنّك وضعت تعجّبك في غير موضعه، و أوقعت استطرافك في ضدّ موقعه، فاحتشمت من خصمك، و رددت التعجّب إلى نفسك.

و هؤلاء القوم الذين فضّلتهم و عظّمتهم، و أحسنت ظنّك بهم و نزّهتهم، هم الذين دحرجوا الدباب ليلة العقبة 279 بين رجلي ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله‏ 280 طلبا لقتله‏ 281 .

و هم الذين [كانوا] يضحكون خلفه إذا صلّى بهم و يتركون الصلاة معه و ينصرفون إلى تجاراتهم و لهوهم حتى نزل القرآن يهتف بهم.

صفحه بعد