کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة

تقديم‏ العلماء الحلبيّون و النهضة الفكريّة أبو الفتح الكراجكي‏ الأهداء ترجمة المؤلّف‏ اسمه: مولده: مكانته العلميّة و الاجتماعيّة الاطراء و الثناء عليه‏ مشايخه‏ تلامذته‏ تواريخ تجوّله و رحلاته‏ مؤلّفاته‏ وفاته‏ مرقده‏ حول الكتاب‏ موضوعه‏ نسبته‏ نسخه‏ طبعاته‏ النسخ المعتمدة منهجيّة العمل‏ كلمة أخيرة [مقدمة المؤلف‏] الفصل الأوّل في‏ أغلاطهم في ذكر الوصيّة الفصل الثاني في أغلاطهم في النصّ‏ الفصل الثالث في‏ أغلاطهم في الاختيار الفصل الرابع [في أغلاطهم في اختيار أبي بكر] [الفصل الخامس في أغلاطهم في الإمام‏] الفصل السادس في أغلاطهم‏ في علم الإمام‏ الفصل السابع في أغلاطهم في العصمة الفصل الثامن في‏ أغلاطهم في إمامة المفضول‏ الفصل التاسع من أغلاط البكريّة الفصل العاشر في‏ أغلاطهم‏ في التقيّة الفصل الحادي عشر في‏ أغلاطهم في [حقّ‏] الصحابة الفصل الثاني عشر في أغلاطهم في الأسماء و الصفات‏ الفصل الثالث عشر في ذكر بغضهم لأهل البيت عليهم السّلام‏ الفصل الرابع عشر في أغلاطهم في تفضيل أبي بكر بآية الغار الفصل الخامس عشر في غلطهم فيما يدّعون لأبي بكر من الانفاق‏ الفصل السادس عشر في ذكر فدك‏ الفصل السابع عشر من أغلاطهم في الأحكام، و بدعهم في شريعة الإسلام‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة


صفحه قبل

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 94

و مع علمهم بأنّ عصمة النبوّة آكد من الزوجيّة، و قد أخبر اللّه تعالى عن ابن نبيّه نوح: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ‏ 307 .

هذا مع‏

قول الرسول على رؤوس الأشهاد في آخر أيّامه من الدنيا حيث وعظ امّته و ذكّرهم و وصّاهم، ثمّ أقبل على أهل بيته خاصّة، فقال: «يا فاطمة ابنة محمّد، اعملي فإنّي لا اغني عنك من اللّه شيئا.

يا عبّاس يا عمّ رسول اللّه، اعمل فإنّي لا اغني عنك من اللّه شيئا.

ثمّ أقبل على سواهم من الناس فقال: أيّها الناس لا يدّعي مدّع، و لا يتمنّى متمن، و الذي بعثني بالحقّ لا ينجيني إلّا عمل مع رحمة و لو عصيت لهويت.

اللّهمّ هل بلّغت» فقرأ ثلاثا 308 .

و لو تأمّل القوم ذلك و خافوا اللّه عزّ و جلّ لوجّهوا الذمّ إلى أهله، و المدح و الثناء إلى مستحقّه، فوالوا أولياء اللّه، و عادوا أعداء اللّه، و اتّبعوا كتابه حيث يقول سبحانه: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ‏ 309 .

و من عجيب أمرهم: قولهم: يجب أن يحفظ رسول اللّه في زوجته، و لا يوجبون أن يحفظ في فاطمة ابنته، و يعلنون بلعن من ظلم عائشة، و لا يستطيعون سماع لعن من ظلم فاطمة، و هذا عند العقلاء قصور غير خافية، و دلائل على ما في النفوس كافية.

و من عجيب أمرهم: دعواهم‏

أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: «أصحابي كالنجوم، بأيّهم‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 95

اقتديتم اهتديتم» 310 .

و احتجاجهم بذلك في تفضيلهم، و اعتمادهم عليه في تصويب جميعهم، مع علمهم بما جرى بينهم من الخلف العظيم و التباين المبين، في أمور الدنيا و الدين، و أنّ الحال انتهت بهم إلى أن ضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف، و طلب بعضهم دم بعض على وجه التحليل، فكيف يصحّ أن يكون بأيّهم اقتدوا اهتدوا مع كونهم على هذا السبيل؟! و هل المستفاد من هذا الخبر إلّا أنّ الهداية فيما بين الجميع.

و من عجيب أمرهم: قولهم: يجب الإمساك عن ذكر مساوى الصحابة، و هم يعلمون مع ذلك أنّ بعضهم لم يمسك عن بعض، و قد تجاوز الخلف منهم حدّ الذمّ و الطعن إلى البراءة و اللعن، و تجريد السيف و القتل.

و من عجيب أمر المعتزلة و ظاهر مناقضتهم: أنّهم يجعلون تصرّف بعض وجوه الشيعة في الصدر الأوّل من قبل عمر بن الخطّاب في الظاهر دليلا على موالاتهم القوم في الباطن، كولاية سلمان المدائن، و عمّار الكوفة، و يقولون: لو لم يتولّوهم و يعتقدوا صوابهم ما تصرّفوا تحت واحد منهم، و لا تولّوا عملا من قبل من هو ظالم عندهم، و لا يلتفتون مع هذا إلى اعتقادهم أنّ الخيرة من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تصرّفوا من قبل معاوية بن أبي سفيان، و أظهروا اتّباعه و سمّوه بإمرة المؤمنين و عظّموه و أجلّوه، و معاوية عند جميع المعتزلة ظالم فاسق يستحقّ الخلود في نار جهنّم، و يعلمون أنّه عقد لابنه يزيد الأمارة على وجوه الصحابة في حياته، و أنفذهم إلى قتال الروم تحت رايته، حتى بلغوا قسطنطينة ممتثلين أمره، منقادين إلى طاعته، متصرّفين تحت حكمه و تدبيره، منهم: عبد اللّه بن العباس،

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 96

و عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب الذين يتّفقون على تفضيله، و عبد اللّه بن الزبير بن العوّام الذين يعتقدون الجميل فيه، و أبو أيّوب الأنصاري صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و لا يرون أنّ تصرّفهم هذا من قبل معاوية و يزيد لا يدلّ على موالاتهم لهما و اعتقادهم صوابهما، و كذلك جماعة ممّن يفضّلهم المعتزلة قد تصرّفوا من قبل معاوية مثل أبي هريرة في ولايته على المدينة، و غالب بن فضالة الذي تولّى أمارة خراسان، و المغيرة بن شعبة الذي كان أميرا على الكوفة، و سمرة الذي كان أميرا من قبل زياد على البصرة، و كلّ ما علم من تصرّف شيوخ المعتزلة من قبل الولاة الظلمة في قضاء و عمالة، بل يقيمون لهم المعاذير، و يخرجون لهم الوجوه التي لا تجبره مثلها في تولّي سلمان و عمّار من قبل عمر بن الخطّاب، و هذا تحكّم و مناقضة لا تخفى على ذوي الألباب.

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 97

الفصل الثاني عشر في أغلاطهم في الأسماء و الصفات‏

و من عجيب أمرهم، و ظاهر عصبيّتهم و عنادهم: تسميتهم أبا بكر عتيق ابن أبي قحافة الصدّيق، و لم يرووا عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله خبرا يقطع العذر بأنّه نحله هذا الاسم، و ميّزه بهذا النعت، و لا يثبت ما يدّعونه من أنّه أوّل من أسلم، و شعر حسّان الذي نظمه و مدح به أبا بكر بما ادّعاه من تقدّم إسلامه لا يلتفت إلى مثله، لما علم من معاداة حسّان لأمير المؤمنين عليه السّلام و معاندته له.

و قد روي أنّ محمّد بن سعد بن أبي وقّاص قال لأبيه سعد: كان أبو بكر أوّلكم إسلاما، فقال: لا قد أسلم قبله خمسون رجلا 311 . و لا يقولون إنّ أمير المؤمنين الصدّيق و قد ثبت أنّه أوّل من أجاب النبيّ و صدّق به، و أنّه يوم الدار كان الذي قام بين يدي الجماعة فبايعه على الإقرار بما جاء، و شهد له النبيّ بذلك في أقوال كثيرة مأثورة:

منها: «عليّ أوّل من آمن بي و صدّقني»، و «أوّل من يصافحني يوم القيامة»،

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 98

و «هو الصدّيق الأكبر» 312 .

، و قوله لفاطمة عليها السّلام: «زوجك أقدم امّتي إسلاما» 313 .

و قول أمير المؤمنين عليه السّلام بين الملأ: «اللّهمّ إنّي لا أعرف أحدا من هذه الأمّة عبدك قبلي غير نبيّها» 314 .

، و كان يقول على المنبر مفتخرا: «أنا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلّا مفتر» 315 .

، و قال عليه السّلام: «أسلمت قبل أن يسلم أبو بكر، و صدّقت قبل أن يصدّق» 316 .

، و قوله أيضا مفتخرا:

سبقتكم إلى الإسلام طرّا

غلاما ما بلغت أوان حلمي‏ 317 .

و المرويّ المشتهر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعث يوم الاثنين و أجابه أمير المؤمنين يوم الثلاثاء 318 .

و جاء عن ابن عبّاس في قول اللّه عزّ و جل: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ‏ 319 إنّما انزلت في عليّ‏ 320 .

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 99

و جاء عن ابن مجاهد، عن أبيه‏ في قوله تعالى: وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ‏ 321 قال: جاء بالصدق النبيّ، و صدّق به عليّ بن أبي طالب‏ 322 .

و روي أيضا عن ابن عبّاس.

و روي أيضا عن أبي ليلى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: «الصدّيقون ثلاثة: حبيب بن مريّ النجّار- و هو مؤمن آل يس-، و حزقيل- مؤمن آل فرعون-، و عليّ بن أبي طالب- و هو أفضلهم-» 323 .

، فكيف لا يكون عليّ بن أبي طالب هو الصدّيق و يكون مختصّا بأبي بكر لو لا العصبيّة الغالبة للعقل؟

بل من العجب: أن تجتمع الامّة بأسرها على‏

أنّ النبيّ قال: «ما أقلّت الغبراء، و لا أظلّت الخضراء، على ذي لهجة أصدق من أبي ذرّ» 324 .

، و لا يسمّى أبو ذرّ مع ذلك صدّيقا و يسمّون أبا بكر صدّيقا، و لم يرو فيه قطّ مثل هذا! و من عجيب غلطهم، و قبيح خطأهم: تسميتهم أبا بكر خليفة رسول اللّه مع اعترافهم بأنّ رسول اللّه لم يستخلفه، و أنّ المستخلف له نحو العشرة في السقيفة فصفق على يده منهم اثنان و تبعهم الباقون، و هو القائل على المنبر: «أقيلوني بيعتكم» 325 فيعلن بأنّ الاستخلاف كان منهم لسؤاله إقالته بيعتهم، و هم في ذلك يقولون له: يا خليفة رسول اللّه، و لا يسمّون عليّا خليفة رسول اللّه و قد استخلفه‏

التعجب من أغلاط العامة في مسألة الإمامة، ص: 100

في مقامات عديدة، و نصّ عليه بالخلافة نصوصا كثيرة، و ليس ينكرونه‏

أنّه استخلفه على المدينة في غزاة تبوك، و قال له: «إنّ المدينة لا تصلح إلّا بي أو بك»، و قال له: «أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» 326 .

، و هذا منه استخلاف ظاهر مجمع عليه، و يكون أبو بكر خليفة على امور لم يردّها إليه، و إن جاز هذا ليجوّزون أن يقولوا: أمير رسول اللّه لمن لم يؤمّره، و قاضي رسول اللّه لمن لم يستقضه، و وصيّ رسول اللّه لمن لم يوص إليه،

و قد تعجّب أمير المؤمنين عليه السّلام من استقالة أبي بكر و نصّه على عمر حيث قال: «فوا عجبا بينما هو يستقيلها في حياته؛ إذ عقدها لآخر بعد وفاته» 327 .

، و العاقل يعلم أنّ هذين الفعلين في غاية التناقض؛ لأنّ الاستقالة تدلّ على التبرّي و الكراهة و النصّ و الرغبة.

و من العجب: أن يؤمّر النبي صلّى اللّه عليه و آله عند موته اسامة بن زيد على جماعة من أصحابه فيهم أبو بكر و عمر ثمّ يموت و لم يعزله فلا يسمّى أمير رسول اللّه، و تجتمع طائفة فتقدّم أبا بكر على سائر الناس و يسمّونه خليفة رسول اللّه.

صفحه بعد