کتابخانه روایات شیعه
محاجج متكلما بارعا ذا فطنة و لباقة في احتجاجه و سؤاله.
و يروي له التأريخ نظير هذه القصة، طريفة أخرى مع القاضي عبد الجبار المعتزلي 13 فانه ذكر أنّه بينما القاضي ذات يوم في بغداد و مجلسه مملوء من علماء الفريقين إذ حضر الشيخ المفيد قدّس سرّه و جلس في صف النعال، ثمّ قال للقاضي:
إن لي سؤالا فان أجزت بحضور هؤلاء الأئمة؟ فقال القاضي: سل، فقال: ما تقول في هذا الخبر الذي ترويه طائفة من الشيعة (من كنت مولاه فعلي مولاه) أ هو مسلّم صحيح عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله يوم الغدير؟ فقال: نعم خبر صحيح فقال الشيخ:
ما المراد بلفظ المولى؟ قال: هو بمعنى أولى، قال فما هذا الخلاف و الخصومة بين الشيعة و السنة؟ فقال القاضي: أيها الأخ هذه رواية و خلافة أبي بكر دراية، و العادل لا يعادل الرواية بالدراية فقال الشيخ: ما تقول في قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله (حربك حربي و سلمك سلمي)؟ قال القاضي: الحديث صحيح، فقال: ما تقول في أصحاب الجمل؟ فقال القاضي: أيها الأخ إنهم تابوا، فقال الشيخ: أيها القاضي الحرب دراية و التوبة رواية و أنت قررت في حديث الغدير ان الرواية لا تعارض الدراية، فبهت القاضي و لم يحر جوابا و وضع رأسه ساعة ثمّ رفعه و قال من أنت؟!. قال: خادمك محمّد بن محمّد بن النعمان الحارثي فقام القاضي و أجلسه في مجلسه على مسنده و قال: أنت «المفيد» حقا، فانقبض فرق المخالفين و تغيرت وجوه علماء المجلس و همهموا فلما ابصر القاضي ذلك منهم قال: أيها الفضلاء إن هذا الرجل ألزمني و أنا عجزت عن جوابه فان كان عندكم جواب عما ذكره فقولوا حتّى اجلسه في مجلسه الأول، فسكتوا و تفرقوا، فوصل خبر المناظرة إلى عضد الدولة فأرسل الى المفيد (ره) و أحضره و سأله عما جرى فأخبره فأكرمه غاية الإكرام و أمر له بجوائز عظام، و اركبه مركبا حسنا 14 و كان فرسا محلى
بالزينة، و أمر له بوظيفة تجري عليه.
و هكذا لم يفتأ عن الدرس و التعلم و الأخذ و التحمل و الى القارئ بعض مشاهير:-
7- شيوخه
لقد تخرج على عدة مشايخ من أهل الفضل يذعن لهم الخاصّة و العامّة كلهم من أفذاذ العلماء الذين كانت تشد اليهم الرحال للتحمل و الرواية من مختلف الحواضر و هم كما في معاجم التراجم و كتبه و فهارس المشايخ:
1- أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد القمّيّ.
2- أبو غالب أحمد بن محمّد بن سليمان الزراري.
3- أبو الحسين أحمد بن الحسين بن أسامة البصرى- اجازة-
4- أبو علي أحمد بن محمّد بن جعفر الصولي.
5- الشريف أبو محمّد أحمد بن محمّد بن عيسى العلوي الزاهد.
6- أبو الحسن أحمد بن محمّد الجرجانيّ.
7- أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الصيمري.
8- أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الأنباري الكاتب.
9- أبو أحمد إسماعيل بن يحيى العبسي.
10- جعفر بن الحسين المؤمن.
11- أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه.
12- الشريف أبو محمّد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني الطبريّ.
13- أبو علي الحسن بن عبد اللّه القطان.
14- أبو محمّد الحسن بن محمّد العطشى.
15- أبو علي الحسن بن الفضل الرازيّ البصرى.
16- أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى الشريف.
17- أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن إبراهيم المعروف بجعل.
18- الشيخ أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن شيبان القزوينيّ.
19- الحسين بن أحمد بن موسى بن هدية أبو عبد اللّه.
20- أبو الطيب الحسين بن عليّ بن محمّد التمار.
21- أبو عبد اللّه الحسين بن أحمد بن المغيرة.
22- أبو الحسن زيد بن محمّد بن جعفر السلمي.
23- أبو ياسر طاهر غلام أبي الجيش.
24- أبو محمّد عبد اللّه بن محمّد الأبهري.
25- عبد اللّه بن جعفر بن محمّد بن أعين البزاز.
26- أبو عبد اللّه بن أبي رافع الكاتب.
27- أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق. إجازة.
28- أبو الحسن عليّ بن خالد المراغي.
29- أبو الحسن عليّ بن مالك النحوي.
30- أبو الحسن عليّ بن محمّد بن حبيش الكاتب.
31- أبو الحسن عليّ بن بلال المهلبي.
32- أبو الحسن عليّ بن الحسين البصرى البزاز.
33- أبو الحسن عليّ بن محمّد بن زبير الكوفيّ.
34- أبو الحسن عليّ بن محمّد بن خالد.
35- أبو الحسن عليّ بن أحمد بن إبراهيم الكاتب.
36- أبو القاسم عليّ بن محمّد الرفاء.
37- أبو الحسن عليّ بن محمّد القرشيّ.
38- أبو بكر عمر بن محمّد بن سالم بن البراء المعروف بابن الجعابى.
39- أبو حفص عمر بن محمّد بن علي الصيرفي المعروف بابن الزيات.
40- أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه الصدوق 15 .
41- أبو علي محمّد بن الجنيد الكاتب الإسكافيّ.
42- أبو الحسن محمّد بن أحمد بن داود بن علي القمّيّ.
43- أبو بكر محمّد بن سالم بن محمّد البراء المعروف بالحافظ الجعابي.
44- أبو عبد اللّه محمّد بن عمران المرزباني.
45- أبو نصر محمّد بن الحسين النصير الشهرزوري المقرى.
46- أبو الطيب محمّد بن أحمد الثقفي.
47- أبو الحسن محمّد بن مظفر الزيات.
48- أبو بكر محمّد بن أحمد الشافعي.
49- أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّد الكوفيّ النحوي التميمي.
50- أبو جعفر محمّد بن الحسين البزوفري.
51- أبو عبد اللّه محمّد بن الحسن الجواني.
52- أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن رياح القرشيّ.
53- أبو عبد اللّه محمّد بن داود الحتمي.
54- محمّد بن أحمد بن عبيد اللّه المنصورى.
55- محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن قضاعة الصفواني.
56- أبو نصر محمّد بن الحسين الخلال.
57- محمّد بن سهل بن أحمد الديباجي.
58- أبو جعفر محمّد بن عمر الزيات.
59- الشريف أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن طاهر.
60- أبو محمّد بن عبد اللّه بن أبي شيخ.
61- المظفر بن محمّد البلخيّ.
8- تلامذته
لا غرابة حين نقرأ عن السيّدين الشريفين الرضي و المرتضى و شيخ الطائفة أبي جعفر الطوسيّ و أبى يعلى سلار و القاضي الكراجكيّ و اضرابهم انهم خريجو مدرسة الشيخ المفيد قدّس سرّه و من أعيان تلامذته، لم يكن ذلك غريبا نظرا لما كان عليه الشيخ المفيد (ره) من تضخم الثراء العلمي و ضربه بسهم وافر من العلوم و الآداب و سائر المعارف الإسلامية المتداولة يومئذ لقد عكف العلماء على مجلسه فلازموا درسه و ارتشفوا من معينه حتّى صدروا و هم أعلام تفخر بهم الأمة الإسلامية و تزخر بمؤلّفاتهم و آثارهم المكاتب العلميه و ان لحضور الشريفين الرضي و المرتضى حكاية تدل على سمو مكانة الشيخ و عظيم قدره فقد ذكر ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه عن السيّد فخار بن معد العلوي الموسوي رضي اللّه عنه قال: (رأى المفيد أبو عبد اللّه محمّد ابن محمّد بن النعمان الفقيه الإمامي في منامه كأنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله دخلت إليه و هو في مسجده بالكرخ و معها ولداها الحسن و الحسين عليهما السلام صغير بن فسلمتهما إليه و قالت له علمهما الفقه، فانتبه متعجبا من ذلك فلما تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا دخلت إليه المسجد فاطمة بنت الناصر و حولها جواريها و بين يديها ابناها محمّد الرضي و علي المرتضى فقام إليها و سلم فقالت أيها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلمهما الفقه فبكى أبو عبد اللّه و قص عليها المنام و تولى تعليمهما و أنعم اللّه تعالى عليهما و فتح لهما من أبواب العلوم
و الفضائل ما أشتهر عنهما في آفاق الدنيا و هو باق ما بقي الدهر) ا ه و قد كان يحضر مجلسه اقطاب العلماء من كافة المذاهب خصوصا في علم الكلام فن المناظرة و الفقه و أصوله، و لم يكن في وقته مبرزا في ذلك سواه، و كانت محاضراته تارة في مسجده بالكرخ بدرب رباح، و أحيانا في مجالس بعض الاعلام كما أن أول مجلس من أماليه الذي أملاه يوم السبت مستهل شهر رمضان سنة 404 كان في الزيارين بدرب رباح بمنزل ضمرة أبي الحسن عليّ بن عبد الرحمن القارئ، و ان من العسير حصر جميع من حضر عنده و تتلمذ عليه و إلى القارئ ذكر مشاهيرهم و هم:
1- الشيخ الأجل أبو العباس أحمد بن عليّ بن أحمد بن العباس النجاشيّ
2- الفاضل الفقيه أحمد بن عليّ بن قدامة.
3- الثقة العين جعفر بن محمّد بن أحمد بن العباس الدوريستي.
4- الحسين بن علي النيشابوري.
5- الشيخ الفقيه أبو يعلى سلار بن عبد العزيز الديلميّ.
6- أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عبد الرحمن الفارسيّ.
7- الشريف السيّد المرتضى علم الهدى عليّ بن الحسين بن موسى الموسوي.
8- أبو الفوارس بن عليّ بن محمّد بن عبد الرحمن الفارسيّ المتقدم ذكره.
9- الشريف السيّد الرضي محمّد بن الحسين بن موسى الموسوي.
10- شيخ الطائفة محمّد بن الحسن الطوسيّ.
11- أبو يعلى محمّد بن الحسن بن حمزة الجعفري صهره و خليفته و الجالس في حياته في مجلسه.
12- أبو الفتح الفقيه القاضي محمّد بن علي الكراجكيّ المتوفّى سنة 449.
13- أبو محمّد أخو عليّ بن محمّد الفارسيّ المتقدم ذكره.
14- الشيخ الثقة أبو الفرج المظفر بن عليّ بن الحسين الحمداني من سفراء الامام الحجة عجل اللّه فرجه.
15- الشريف أبو الوفاء المحمدي الموصلي.
16- أبو شجاع تاج الملّة- عضد الدولة- علي بن الحسن بن بويه الديلميّ أخذ عنه الفقه على مذهب الإماميّة 16
9- مكانته الاجتماعية