کتابخانه روایات شیعه
وفق اللّه تعالى للفراغ من هذا الكتاب نحن نذكر الطرق التي يتوصل بها الى رواية هذه الاصول و المصنفات و نذكرها على غاية ما يمكن من الاختصار لتخرج الاخبار بذلك عن حد المراسيل و تلحق بباب المسندات، و لعل اللّه ان يسهل لنا الفراغ ان نقصد بشرح ما كنا بدأنا به على المنهاج الذي سلكناه و نذكره على الاستيفاء و الاستقصاء بمشيئة اللّه و عونه.
[ذكر أسماء الذين للشيخ إليهم طريق و بيان الطرق]
[محمد بن يعقوب الكليني]
فما ذكرناه في هذا الكتاب عن محمد بن يعقوب الكليني رحمه اللّه (1) فقد اخبرنا به.
هو (الشيخ المتفق على ثقته و امانته) 12379 (رئيس المحدثين الشيخ الحافظ) 12380 (ثقة الإسلام و واحد الاعلام خصوصا في الحديث فانه جهينة الاخبار و سابق هذا المضمار الذى لا يشق له غبار و لا يعثر له على عثار) 12381 (قدوة الانام و علم الاعلام المقدم المعظم عند الخاص و العام) 12382 (الشيخ الأقدم المسلّم بين العامة و الخاصة و المفتي لكلا الفريقين) 12383 (قدوة الاعلام و البدر التمام جامع السنن و الآثار في حضور سفراء الامام عليه أفضل السلام الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني) 12384 (الرازى محيي طريقة أهل البيت على
رأس المائة الثالثة) 12385 (شيخ أصحابنا في وقته بالرى و وجههم و كان اوثق الناس و أثبتهم) 12386 (من رءوس فضلاء الشيعة في أيام المقتدر) 12387 (و كان من فقهاء الشيعة و المصنفين على مذهبهم) 12388 (و هو من أئمة الامامية و علمائهم) 12389 فوق المدح و الاطراء، ذكر ابن الاثير في جامع الاصول و الطبعي في شرح مصابيح البغوى على ما حكاه عنهما جمع من الاعلام 12390 ان شيخنا المترجم له من مجددي الامامية على رأس المائة الثالثة، سكن ببغداد بباب الكوفة في درب السلسلة و حدّث بها كان في زمن الغيبة الصغرى و قد عاصر السفراء الاربعة و مات قبل موت علي بن محمد السمرى آخر السفراء بسنة، و كانت وفاته سنة 329 هج و هي سنة تناثر النجوم، و صلى عليه محمد بن جعفر الحسني أبو قيراط، و دفن بباب الكوفة في مقبرتها، قال ابن عبدون: رأيت قبره في صراة 12391
الطائي و عليه لوح مكتوب فيه اسمه و اسم ابيه 12392 - و كان ابن عبدون هذا في القرن الخامس- و قبره اليوم في الجانب الكبير- الشبرقى- عند باب الجسر العتيق في سوق الخفافين و السراجين مزار معروف يتبرك به.
له من التآليف الرد على القرامطة، رسائل الأئمة (ع)، تفسير الرؤيا، الرجال، ما قيل في الأئمة (ع) من الشعر، كتاب الكافي و قد صنفه في عشرين سنة و هو يشتمل على ثلاثين كتابا و هى على ما في الفهرست للشيخ الطوسي كما يلي- 1- كتاب العقل و فضل العلم- 2- كتاب التوحيد- 3- كتاب الحجة- 4- كتاب الايمان و الكفر- 5- كتاب الدعاء- 6- كتاب فضائل القرآن- 7- كتاب الطهارة و الحيض- 8- كتاب الصلاة- 9- كتاب الزكاة- 10- كتاب الصوم- 11- كتاب الحج- 12- كتاب النكاح- 13- كتاب الطلاق- 14- كتاب العتق و التدبير و المكاتبة 15- كتاب الايمان و النذور و الكفارات- 16- كتاب المعيشة 17- كتاب الشهادات 18- كتاب القضايا و الاحكام 19- كتاب الجنائز 20- كتاب الوقوف و الصدقات 21- كتاب الصيد و الذبائح 22- كتاب الأطعمة و الأشربة 23- كتاب الدواجن و الرواجن 24- كتاب الزي و التجميل 25- كتاب الجهاد 26- كتاب الوصايا 27- كتاب الفرائض 28- كتاب الحدود 29- كتاب الديات 30- كتاب الروضة و هو آخر كتاب الكافى، و بين هذا الترتيب و ما ذكره الشيخ النجاشي في رجاله اختلاف و تقديم و تأخير.
الشيخ ابو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان رحمه اللّه (2) عن ابى القاسم جعفر ابن محمد بن قولويه (3) رحمه اللّه عن محمد بن يعقوب رحمه اللّه.
الشيخ المفيد سبق أن ترجمناه ترجمة وافية في اول الجزء الاول من الكتاب من ص 5 الى ص 43 فلا حاجة الى الاعادة و راجعها هناك.
هو الشيخ الجليل أبو القاسم جعفر بن محمد بن جعفر بن موسى بن قولويه 12393 القمي كان من ثقات الأصحاب و أجلاء المشايخ في الفقه و الحديث ذكره مترجموه بكل جميل، فقال النجاشى «ره» في رجاله ص 89 «و كان أبو القاسم من ثقات اصحابنا و اجلائهم في الحديث و الفقه روى عن ابيه و أخيه عن سعد و قال: ما سمعت من سعد الا أربعة أحاديث و عليه قرأ شيخنا ابو عبد اللّه الفقه و منه حمل و كل ما يوصف به الناس من جميل وفقه فهو فوقه، له كتب حسان» و قال الشيخ الطوسي «ره» في الفهرست ص 67 طبع النجف سنة 1380 هج «ثقة له تصانيف كثيرة على عدد ابواب الفقه ..» و قال تلميذه الشيخ المفيد «ره» على ما حكي عنه في تنقيح المقال ج 1 ص 223 «شيخنا الثقة ابو القاسم ...» و قال عنه ابن حجر في لسان الميزان ج 2 ص 125 «من كبار الشيعة و علمائهم المشهورين منهم، ذكره الطوسي و ابن النجاشي و علي بن الحكم في شيوخ الشيعة و تلمذ له المفيد، و بالغ في اطرائه، و حدث عنه أيضا الحسين بن عبيد اللّه الغضائري و محمد بن سليم الصابونى سمع منه بحمص اه و من الغريب ان نجد ابن حجر ينسب المترجم له فيقول عنه: ابو القاسم السهمي الشيعي في حين لم نجد ان احدا غيره ذكر له هذه النسبة، و لعلها تصحيف- القمي-
كان ابوه محمد بن جعفر رحمه اللّه يلقب مسلمة «كما في ترجمته في رجال النجاشي» أو- ممله- كما في ترجمة أخيه فيه- و هو من خيار أصحاب سعد بن عبد اللّه الاشعري- و اصحاب سعد جلهم ثقات كمحمد بن يحيى العطار و حمزة بن القاسم و علي بن الحسين بن بابويه و محمد بن الحسن بن الوليد و أضرابهم- و كان من مشايخ ابي عمرو الكشي و كان أخوه ابو الحسين علي بن محمد بن جعفر بن موسى بن مسرور مات و هو حدث لم يسمع منه، له كتاب فضل العلم و آدابه رواه عنه اخوه المترجم له- و يظهر لمن لاحظ ترجمة هؤلاء الثلاثة ان اسم قولويه مسرور و قولويه لقبه فلاحظ، و روى المترجم له عن الشيخ الكليني و عن ابيه و عن أخيه و آخرين أنهى عدتهم المرحوم الحجة النوري في خاتمة المستدرك الى 32 شخصا، و روى عنه عدة من اصحابنا أشهرهم فضلا و اسماهم مكانة الشيخ ابو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد، و منهم احمد بن محمد المعروف بابن عبدون و ابن الحاشر و منهم الحسين ابن عبيد اللّه الغضائري و منهم ابن عزور و منهم هارون بن موسى التلعكبري، أما تصانيفه و كتبه فقد حدّث عنها الشيخ النجاشي و وصفها بأنها حسان و هي: كتاب مداواة الجسد، و كتاب الصلاة و كتاب الجمعة و الجماعة و كتاب قيام الليل و كتاب الرضاع و كتاب الصداق و كتاب الأضاحي و كتاب الصرف و كتاب الوطء بملك اليمين و كتاب بيان حل الحيوان من محرّمه و كتاب قسمة الزكاة و كتاب العدد و كتاب العدد في شهر رمضان و كتاب الرد على ابن داود في عدد شهر رمضان و كتاب الزيارات 12394 و كتاب الحج و كتاب يوم و ليلة و كتاب
القضاء و ادب الحكام و كتاب الشهادات و كتاب العقيقة و كتاب تأريخ الشهور و الحوادث فيها و كتاب النوادر و كتاب النساء لم يتمه.
وصل بغداد سنة 337 و هي السنة التي رد فيها القرامطة الحجر الى مكانه من البيت كما صرح بذلك في حديثه الذى حكاه عنه القطب الراوندى في الخرائج و الجرائح ص 219 قال: (روي عن ابى القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال: لما وصلت بغداد في سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة للحج و هي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر في مكانه الى البيت كان اكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر) ثم ذكر حديثا طويلا مفاده أنه مرض مرضا شديدا عاقه عن الخروج الى الحج تكلف رجلا يقال له ابن هشام و حمّله رقعة يوصلها لمن يضع الحجر بنفسه و فيها يسأله (عن مدة عمره و هل تكون الموتة في هذه العلة أم لا) فمضي ابن هشام و توصل الى ذلك الرجل الذى نصب الحجر فاستقام بمكانه بعد ان عجز عن ذلك من تصدى لنصبه، و ان ابن هشام تبعه حتى خرجا بحيث لا يراهما أحد فالتفت اليه الرجل و قال له:
هات ما معك، يقول ابن هشام: فناولته الرقعة فقال من غير ان ينظر اليها:
قل له لا خوف عليك في هذه العلة، و يكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة، قال:
فوقع علي الزمع 12395 حتى لم أطق حراكا و تركني و انصرف، قال ابو القاسم: فحضر و أعلمني بهذه الجملة. و يذكر بعض من ترجم له في نهاية الحديث صحة ما اخبر به ذلك الرجل بعد ثلاثين سنة.
و اخبرنا به أيضا الحسين بن عبيد اللّه (4) عن ابى غالب احمد بن.
مات المترجم له سنة 369 كما في الخلاصة للعلامة ص 17 و قيل انه مات سنة 368 كما في رجال الشيخ و بمقتضى حديث القطب الراوندي تكون وفاته رحمة اللّه عليه سنة 367 هج و هو الأظهر و يمكن أن يكون ما في الخلاصة تصحيف تسع بسبع و يكون ما في رجال الشيخ من سهو القلم، و قبره في الرواق الكاظمي و بجنبه- قبر تلميذه الشيخ المفيد رحمه اللّه و هو مزار معروف يتبرك به.