کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
قَالَ سَمِعْتُ عَلِيّاً ع يَقُولُ أَنَا الصِّدِّيقُ الْأَكْبَرُ- لَا يَقُولُهَا بَعْدِي إِلَّا كَذَّابٌ صَلَّيْتُ قَبْلَ النَّاسِ سَبْعَ سِنِينَ.
وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ حَبِيبٌ النَّجَّارُ مُؤْمِنُ آلِ يس وَ خِرْبِيلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ وَ يُرْوَى خِرْقِيلُ وَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ أَفْضَلُهُمْ.
وَ مِنَ الْجُزْءِ الثَّانِي مِنْ كِتَابِ الْفِرْدَوْسِ لِابْنِ شِيرَوَيْهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ بِلَالٍ مِثْلَهُ سَوَاءً و- رواه عن أحمد بن حنبل من ثلاثة طرق و طريق من الثعلبي و من مناقب ابن المغازلي من ثلاثة طرق أقول روى تلك الأخبار في العمدة بأسانيدها فإن شئت فراجع إليه 8241 - يف، الطرائف أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ وَ ابْنُ شِيرَوَيْهِ فِي الْفِرْدَوْسِ وَ ابْنُ الْمَغَازِلِيِ مِثْلَهُ سَوَاءً 8242 أَقُولُ- رَوَى الْفَخْرُ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ مِثْلَهُ 8243 .
9- يف، الطرائف ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ مُحَمَّدٌ ص وَ صَدَّقَ بِهِ عَلِيٌّ ع 8244 .
10- يف، الطرائف روى الحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي 8245 في تفسير قوله تعالى- وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ 8246 بإسناده عن قتادة عن الحسن عن ابن عباس- وَ الَّذِينَ آمَنُوا يعني صدقوا بِاللَّهِ أنه واحد علي و حمزة بن عبد المطلب و جعفر الطيار- أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ قال رسول الله ص صديق هذه الأمة علي بن أبي طالب و هو الصديق الأكبر و الفاروق الأعظم ثم قال وَ الشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ قال ابن عباس فهم صديقون و هم
شهداء الرسل على أنهم قد بلغوا الرسالة ثم قال لَهُمْ أَجْرُهُمْ يعني ثوابهم على التصديق بالنبوة و الرسالة لمحمد ص- وَ نُورُهُمْ يعني على الصراط 8247 .
بيان
قَالَ الْعَلَّامَةُ فِي كَشْفِ الْحَقِّ رَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ ع 8248 .
و قد مر في الأخبار الكثيرة أنه هو الصديق أي كثير الصدق في الأفعال و الأقوال و كثير التصديق لما جاءت به الرسل و كل ذلك كان كاملا في أمير المؤمنين ع فكان أولى بالإمامة ممن هو دونه لقبح تفضيل المفضول.
و قال ابن بطريق رحمه الله في العمدة اعلم أن الصدق خلاف الكذب و الصديق الملازم للصدق الدائم في صدقه و الصديق من صدق عمله قوله ذكر ذلك أحمد بن فارس اللغوي في مجمل اللغة و الجوهري في الصحاح و إذا كان هذا هو معنى الصديق و الصديق أيضا يكون ثلاثة أقسام صديق يكون نبيا و صديق يكون إماما و صديق يكون عبدا صالحا لا نبيا و لا إماما فأما ما يدل على أول الأقسام قوله سبحانه وَ اذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا 8249 و قوله تعالى يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ 8250 و أما ما يدل على كون الصديق إماما قوله تعالى فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ فذكر النبيين ثم ثنى بالصديقين لأنه ليس بعد النبيين في الذكر أخص من الأئمة ع و يدل عليه هذه الأخبار لأنه لما ذكره ع معهما و لم يكونا نبيين و لا إمامين فأراد إفراده عنهما بما لا يكون لهما و هي الإمامة قال ص و هو أفضلهم و على ما مر من معنى الصديق ينبغي اختصاصه به لأنه لم يعص الله تعالى منذ خلق و لم يشرك بالله تعالى فقد لازم الصدق و دام عليه و صدق عمله قوله 8251 .
11- ما، الأمالي للشيخ الطوسي أَبُو عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ عَنْ حَسَنِ بْنِ حَمَّادٍ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ قَالَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع 8252 .
فر، تفسير فرات بن إبراهيم فُرَاتٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ وَ الْقَاسِمِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ جَنْدَلِ بْنِ وَالِقٍ مُعَنْعَناً عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ ع مِثْلَهُ 8253 .
12- فس، تفسير القمي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ 8254 يَقُولُ كُونُوا مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ ع وَ الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ- مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ هُوَ حَمْزَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع يَقُولُ اللَّهُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا 8255 .
13- ل، الخصال مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي الدلهاب [الدِّلْهَاثِ] 8256 عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ حَبِيبٌ النَّجَّارُ وَ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ 8257 .
أَقُولُ قَالَ السَّيُوطِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ الْمُسَمَّى بِالدُّرِّ الْمَنْثُورِ أَخْرَجَ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ قَالَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
وَ أَخْرَجَ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع مِثْلَهُ 8258 .
14- كشف، كشف الغمة مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ عن ابن مردويه أنها نزلت في علي ع. 8259
ظ( و عن ابن مردويه : في قوله تعالى- فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ
إِذْ جاءَهُ 8260 عن موسى بن جعفر عن أبيه ع قال هو من رد قول رسول الله ص في علي ع 8261 .
بيان- روى العلامة رحمه الله في كشف الحق 8262 من طريقهم مثله و ظاهر أن ولايته ع من أعظم ما أتى الرسول به صادقا عن الله تعالى و التكذيب به من أعظم الظلم لأنه عمدة أركان الإيمان و لا يتم شيء منها إلا به فيحتمل أن تكون الآية نازلة فيه ثم جرى في كل من كذب شيئا مما نزل من عند الله تعالى.
15- فس، تفسير القمي إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ- ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ 8263 يعني أمير المؤمنين ع و من غصبه حقه ثم ذكر أيضا أعداء آل محمد و من كذب على الله و على رسوله و ادعى ما لم يكن له فقال فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ يعني لما جاء به رسول الله ص من الحق و ولاية أمير المؤمنين ع ثم ذكر رسول الله و أمير المؤمنين ع فقال- وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ يعني أمير المؤمنين ع أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ 8264 .
16- كشف، كشف الغمة عن أبي بكر بن مردويه : قوله تعالى وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ محمد ص- وَ الذي صَدَّقَ بِهِ علي بن أبي طالب ع 8265 .
17- مد، العمدة بِإِسْنَادِهِ إِلَى الثَّعْلَبِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَافِظِ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي: قَوْلِهِ تَعَالَى وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ قَالَ جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ ص وَ صَدَّقَ بِهِ عَلِيٌّ ع 8266 .
بيان
قَالَ الْعَلَّامَةُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي كَشْفِ الْحَقِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ رَوَى الْجُمْهُورُ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع 8267 .
و- روي مثل ذلك عن الحافظ أبي نعيم بإسناده عن أبي جعفر ع و- رواه الشيخ الطبرسي رحمه الله عن مجاهد قال- و رواه الضحاك عن ابن عباس و هو المروي عن أئمة الهدى ع 8268 .
و
روى السيوطي في الدر المنثور عن ابن عساكر عن مجاهد أنه قال الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ رسول الله ص وَ صَدَّقَ بِهِ علي بن أبي طالب ع 8269 .
أقول فقد صح بنقل المخالف و المؤالف نزول تلك الآية في أمير المؤمنين ع و لا عبرة بما يتفرد به شاذ من متعصبي المخالفين كالرازي أنها نزلت في أبي بكر لانتحالهم له لقب الصديق و قد عرفت بنقل الفريقين أن أمير المؤمنين ع هو الصديق في هذه الأمة و رأس جميع الصديقين و إذا ورد نقل باتفاق الفريقين و آخر تفرد به أحدهما فلا شك في أن المعول على ما اتفقا عليه مع أنه سيأتي في باب سبق إسلامه ع إثبات أنه لسبق إسلامه أولى بالوصف بالتصديق و الصديق ممن عبد الصنم أزيد من أربعين سنة من عمره ثم صدق ظاهرا و كان يظهر منه كل يوم شواهد نفاق قلبه و أما تصحيح الآية على وجه يوافق الأخبار فبوجهين.
الأول أن يكون المراد بالموصول الجنس فيكون الرسول و أمير المؤمنين صلوات الله عليهما داخلين في الموصول و إنما خص الرسول ص بالجزء الأول من الصلة لكونه فيه أظهر و أقوى و كذا خص الجزء الثاني بأمير المؤمنين ع لأنه فيه أحوج إلى البيان 8270 .
الثاني أن يقدر الموصول في الثاني 8271 كما هو مختار الكوفيين قال الشيخ الرضي
رضي الله عنه أجاز الكوفيون حذف غير الألف و اللام من الموصولات الاسمية خلافا للبصريين قالوا قوله تعالى وَ ما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ 8272 أي إلا من له مقام معلوم ثم قال و لا وجه لمنع البصريين من ذلك من حيث القياس إذ قد يحذف بعض حروف الكلمة و ليس الموصول بألزق منها انتهى.
ثم اعلم أن اختصاصه بتلك الكرامة الدالة على فضله في الإيمان و التصديق اللذين كلاهما مناط الشرف و الفضل على سائر الصحابة يدل على أنه أولى بالإمامة و الخلافة كما مر تقريره مرارا.
و أما قوله تعالى وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ فقال العلامة رحمه الله روى الجمهور أنها نزلت في علي ع 8273 .
و قال الشيخ الطبرسي وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ أي الذين يصدقون في أخبارهم و لا يكذبون و معناه كونوا على مذهب من يستعمل الصدق في أقواله و أفعاله و صاحبوهم و رافقوهم كقولك أنا مع فلان في هذه المسألة أي أقتدي به فيها و قد وصف الله الصادقين في سورة البقرة بقوله وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ 8274 إلى قوله أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ فأمر الله سبحانه بالاقتداء بهؤلاء 8275 و قيل المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله في كتابه و هو قوله رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ 8276 يعني حمزة بن عبد المطلب و جعفر بن أبي طالب وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ يعني علي بن أبي طالب ع
وَ رَوَى الْكَلْبِيُّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ مَعَ عَلِيٍّ وَ أَصْحَابِهِ.
رَوَى جَابِرٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي قَوْلِهِ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ قَالَ مَعَ آلِ مُحَمَّدٍ ع.
و قيل مع النبيين و الصديقين في الجنة بالعمل الصالح في الدنيا عن الضحاك و قيل مع محمد و أصحابه عن نافع و قيل مع الذين صدقت نياتهم و استقامت قلوبهم و أعمالهم و خرجوا مع رسول الله ص و لم يتخلفوا عنه عن ابن عباس
و قيل إن معنى مع هاهنا معنى من انتهى 8277 : أقول الصادق هو من لا يكذب في قوله و لا فعله و الصدق في قراءة سورة الحمد فقط يوجب العصمة لأنه يقول في كل يوم عشر مرات و أكثر إِيَّاكَ نَعْبُدُ و قد سمى الله طاعة الشيطان عبادة في مواضع 8278 و كل معصية طاعة للشيطان 8279 و قس على ذلك قوله وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ و سائر ما يقول الإنسان و يدعيه من الإيمان بالله و اليوم الآخر و حب الله تعالى و الإخلاص له و التوكل عليه و غير ذلك و أخبار الخاصة و العامة مشحونة بذلك فظهر أن الصادق حقيقة هو المعصوم و سيأتي تحقيق ذلك في كتاب مكارم الأخلاق و أيضا قد ثبت بما مر في كتاب الإمامة في باب أنهم ع صادقون و في هذا الباب من أخبار الفريقين أنهم المراد بالصادقين في الآية و لا ريب في أن المراد بالكون معهم الاقتداء بهم و طاعتهم و متابعتهم إذ ظاهر أن ليس المراد محض الكون معهم بالجسم و البدن فيدل على إمامتهم إذ لا يجب متابعة غير الإمام في كل ما يقول و يفعل بإجماع الأمة.
و قال أبو الصلاح الحلبي في كتاب تقريب المعارف بعد ذكر الآية فأمر باتباع المذكورين و لم يخص جهة الكون بشيء دون شيء فيجب اتباعهم في كل شيء و ذلك يقتضي عصمتهم لقبح الأمر بطاعة الفاسق أو من يجوز منه الفسق و لا أحد ثبتت له العصمة و لا ادعيت فيه غيرهم ع فيجب القطع على إمامتهم و اختصاصهم بالصفة الواجبة للإمامة 8280 و لأنه لا أحد فرق بين دعوى العصمة لهم و الإمامة انتهى.
وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى رِجالٌ صَدَقُوا