کتابخانه روایات شیعه

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

بحار الأنوار (ط بيروت) ج76تا90


صفحه قبل

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏39، ص: 327

يجوز له أن يسلم نفسه للقتل و لا يظهر كلمة الكفر إعزازا للدين و إنما استفحش ع البراءة لأن هذه اللفظة ما وردت في القرآن العزيز إلا من المشركين أ لا ترى إلى قوله تعالى‏ بَراءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏ 16227 و قال الله تعالى‏ أَنَّ اللَّهَ بَرِي‏ءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ رَسُولُهُ‏ 16228 فقد صارت بحكم العرف الشرعي مطلقة على المشركين خاصة فإذن يحمل هذا النهي على ترجيح تحريم لفظ البراءة على تحريم لفظ السب و إن كان حكمهما واحدا أ لا ترى أن إلقاء المصحف في العذرة 16229 أفحش من إلقائه في دن الشراب و إن كانا جميعا محرمين و كان حكمهما واحدا

فَأَمَّا الْإِمَامِيَّةُ فَتَرْوِي عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا عُرِضْتُمْ عَلَى الْبَرَاءَةِ مِنَّا فَمُدُّوا الْأَعْنَاقَ.

و يقولون إنه لا يجوز التبري عنه و إن كان الحالف صادقا و أن عليه الكفارة و يقولون إن للبراءة من الله و من الرسول و من إحدى الأئمة حكما واحدا و يقولون الإكراه على السب يبيح إظهاره و لا يجوز الاستسلام للقتل و يجوز أن يظهر التبري‏ 16230 و الأولى أن يستسلم للقتل.

فإن قيل كيف علل نهيه لهم من البراءة منه بقوله فإني ولدت على الفطرة فإن هذا التعليل لا يختص به لأن كل ولد يولد على الفطرة و إنما أبواه يهودانه و ينصرانه و الجواب أنه علل نهيه لهم عن البراءة منه بمجموع أمور و هو كونه ولد على الفطرة و سبق إلى الإيمان و الهجرة و لم يعلل بآحاد هذا المجموع و مراده هنا بالولادة على الفطرة أنه لم يولد في الجاهلية لأنه ولد لثلاثين عاما مضت من عام الفيل و النبي أرسل لأربعين مضت من عام الفيل و قد جاء في الأخبار الصحيحة أنه مكث قبل الرسالة سنين عشرا يسمع الصوت و يرى الضوء و لا يخاطبه أحد و كان ذلك إرهاصا لرسالته‏ 16231 فحكم تلك السنين العشر حكم أيام رسالته ص‏

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏39، ص: 328

فالمولود فيها إذا كان في حجره و هو المتولي لتربيته مولود في أيام كأيام النبوة و ليس بمولود في جاهلية محضة ففارقت حاله حال من يدعي له من الصحابة مماثلته في الفضل و قد روي أن السنة التي ولد فيها هذه السنة التي بدئ فيها رسول الله ص فأسمع الهتاف من الأحجار و الأشجار و كشف عن بصره فشاهد أنوارا و أشخاصا و لم يخاطب منها 16232 بشي‏ء و هذه السنة هي السنة التي ابتدأ فيها بالتبتل و الانقطاع و العزلة في جبل حراء فلم يزل به حتى كوشف بالرسالة و أنزل عليه الوحي و كان رسول الله ص يتيمن بتلك السنة و بولادة علي ع فيها و يسميها سنة الخير و سنة البركة و قال لأهله ليلة ولادته و فيها شاهد ما شاهد من الكرامات و القدرة الإلهية و لم يكن من قبلها شاهد من ذلك شيئا لقد ولد لنا 16233 مولود يفتح الله علينا به أبوابا كثيرة من النعمة و الرحمة و كان كما قال صلوات الله عليه فإنه كان ناصره و المحامي عنه و كاشف الغم عن وجهه و بسيفه ثبت دين الإسلام و رست‏ 16234 دعائمه و تمهدت قواعده.

و في المسألة تفصيل آخر و هو أن يعني بقوله فإني ولدت على الفطرة التي لم تتغير و لم تحل و ذلك أن معنى‏

قَوْلِ النَّبِيِّ ص‏ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ.

أن كل مولود فإن الله تعالى قد هيأه بالعقل الذي خلقه فيه و بصحة الحواس و المشاعر لأن يتعلم التوحيد و العدل و لم يجعل فيه مانعا يمنعه من ذلك و لكن التربية و العقيدة في الوالدين و الإلف لاعتقادهما و حسن الظن فيهما يصده عما فطر عليه و أمير المؤمنين ع دون غيره ولد على الفطرة التي لم تحل و لم يصد عن مقتضاها مانع لا من جانب الأبوين و لا من جهة غيرهما و غيره ولد على الفطرة و لكنه حال عن مقتضاها و زال عن موجبها.

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏39، ص: 329

و يمكن أن يفسر أنه أراد بالفطرة العصمة و أنه منذ ولد لم يواقع قبيحا و لا كان كافرا طرفة عين و لا مخطئا و لا غالطا في شي‏ء من الأشياء المتعلقة بالدين و هذا تفسير الإمامية انتهى كلامه‏ 16235 .

و أقول الأخبار في البراءة من طرق الخاصة و العامة مختلفة و الأظهر في الجمع بينها أن يقال بجواز التكلم بها عند الضرورة الشديدة و جواز الامتناع عنه و تحمل ما تترتب عليه و أما أن أيهما أولى ففيه إشكال بل لا يبعد القول بذلك في السب أيضا و ذهب إلى ما ذكرناه في البراءة جماعة من علمائنا و أما ما نسبه ابن أبي الحديد إليهم جميعا من تحريم القول بالبراءة فلعله اشتبه عليه ما ذكروه من تحريم الحلف بالبراءة اختيارا فإنهم قطعوا بتحريم ذلك و إن كان صادقا و لا تعلق له بأحكام المضطر.

و قال الشيخ الشهيد في قواعده التقية تنقسم بانقسام الأحكام الخمسة فالواجب إذا علم أو ظن نزول الضرر بتركها به أو ببعض المؤمنين و المستحب إذا كان لا يخاف ضررا عاجلا و يتوهم ضررا آجلا أو ضررا سهلا أو كان تقية في المستحب كالترتيب في تسبيح الزهراء ع و ترك بعض فصول الأذان و المكروه التقية في المستحب حيث لا ضرر عاجلا و لا آجلا و يخاف منه الالتباس على عوام المذهب و الحرام التقية حيث يؤمن الضرر عاجلا و آجلا أو في قتل مسلم‏

قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع‏ إِنَّمَا جُعِلَتِ التَّقِيَّةُ لِيُحْقَنَ بِهَا الدِّمَاءُ فَإِذَا بَلَغَ الدَّمَ فَلَا تَقِيَّةَ.

و المباح التقية في بعض المباحات التي رجحها العامة 16236 و لا يصل بتركها ضرر 16237 .

ثم قال رحمه الله التقية يبيح كل شي‏ء حتى إظهار كلمة الكفر و لو تركها حينئذ أثم إلا في هذا المقام و مقام التبري من أهل البيت ع فإنه لا يأثم بتركها بل صبره إما مباح أو مستحب و خصوصا إذا كان ممن يقتدى به‏ 16238 .

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏39، ص: 330

و قال الشيخ أمين الدين الطبرسي قال أصحابنا التقية جائزة في الأحوال كلها 16239 عند الضرورة و ربما وجب فيها لضرب من اللطف و الاستصلاح و ليس يجوز من الأفعال في قتل المؤمن و لا فيما يعلم أو يغلب على الظن أنه استفساد في الدين قال المفيد رضي الله عنه إنها قد تجب أحيانا و تكون فرضا و تجوز أحيانا من غير وجوب و تكون في وقت أفضل من تركها و قد يكون تركها أفضل و إن كان فاعلها معذورا و معفوا عنه متفضلا عليه بترك اللوم عليها و قال الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه الله ظاهر الروايات يدل على أنها واجبة عند الخوف على النفس و قد روي رخصته في جواز الإفصاح بالحق عنده انتهى‏ 16240 .

أقول سيأتي تمام القول في ذلك في باب التقية إن شاء الله تعالى.

باب 89 كفر من آذاه أو حسده أو عانده و عقابهم‏

1- قب، المناقب لابن شهرآشوب الْوَاحِدِيُّ فِي أَسْبَابِ النُّزُولِ وَ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَ أَبُو الْقَاسِمِ الْقُشَيْرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِمَا 16241 أَنَّهُ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى‏ وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ‏ 16242 الْآيَةَ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ ذَلِكَ أَنَّ نَفَراً مِنَ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يُؤْذُونَهُ وَ يَسْمَعُونَهُ وَ يَكْذِبُونَ عَلَيْهِ.

وَ فِي رِوَايَةِ مُقَاتِلٍ‏ وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ‏ يَعْنِي عَلِيّاً وَ الْمُؤْمِناتِ‏ يَعْنِي فَاطِمَةَ فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرْسَلَ عَلَيْهِمُ الْجَرَبَ فِي جَهَنَّمَ فَلَا يَزَالُونَ يَحْتَكُّونَ حَتَّى تُقْطَعَ أَظْفَارُهُمْ ثُمَّ يَحْتَكُّونَ حَتَّى تَنْسَلِخَ جُلُودُهُمْ ثُمَّ يَحْتَكُّونَ حَتَّى تَبْدُوَ لُحُومَهُمْ ثُمَّ يَحْتَكُّونَ‏

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏39، ص: 331

حَتَّى تَظْهَرَ عِظَامُهُمْ وَ يَقُولُونَ مَا هَذَا الْعَذَابُ الَّذِي نَزَلَ بِنَا فَيَقُولُونَ لَهُمْ مَعَاشِرَ الْأَشْقِيَاءِ هَذَا عُقُوبَةٌ لَكُمْ بِبُغْضِكُمْ أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ص.

تَفْسِيرَيِ الضَّحَّاكِ وَ مُقَاتِلٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ‏ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى‏ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ‏ 16243 وَ ذَلِكَ حِينَ قَالَ الْمُنَافِقُونَ إِنَّ مُحَمَّداً مَا يُرِيدُ مِنَّا إِلَّا أَنْ نَعْبُدَ أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ بِأَلْسِنَتِهِمْ فَقَالَ‏ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ بِالنَّارِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً فِي جَهَنَّمَ.

وَ فِي تَفَاسِيرَ كَثِيرَةٍ أَنَّهُ نَزَلَ فِي حَقِّهِ‏ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا 16244 يَعْنِي يُهْلِكُهُمْ ثُمَّ قَالَ‏ مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا يَعْنِي بَعْدَكَ يَا مُحَمَّدُ أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا فَوَ اللَّهِ لَقَدْ قَتَلَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ثُمَّ قَالَ‏ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ‏ الْآيَةَ.

مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ رَفَعَهُ إِلَيْهِمْ ع‏ لَا تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ فِي عَلِيٍّ وَ الْأَئِمَّةِ كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى‏ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قالُوا .

كِتَابُ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ وَ جَابِرٍ الْأَنْصَارِيِّ وَ فِي الْفَضَائِلِ عَنْ أَبِي الْمُظَفَّرِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِيِّ وَ فِي الْخَصَائِصِ عَنِ النَّطَنْزِيِّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ كُلِّهِمْ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: كُنْتُ أَجْفُو عَلِيّاً فَلَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص فَقَالَ إِنَّكَ آذَيْتَنِي يَا عُمَرُ فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ أَذَى رَسُولِهِ قَالَ إِنَّكَ قَدْ آذَيْتَ عَلِيّاً وَ مَنْ آذَى عَلِيّاً فَقَدْ آذَانِي.

الْعُكْبَرِيُّ فِي الْإِبَانَةِ مُصْعَبُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: كُنْتُ أَنَا وَ رَجُلَانِ فِي الْمَسْجِدِ فَنِلْنَا مِنْ عَلِيٍّ ع فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ ص مُغْضَباً فَقَالَ مَا لَكُمْ وَ لِي مَنْ آذَى عَلِيّاً فَقَدْ آذَانِي مَنْ آذَى عَلِيّاً فَقَدْ آذَانِي وَ مَنْ آذَى عَلِيّاً فَقَدْ آذَانِي.

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏39، ص: 332

الْحَاكِمُ الْحَافِظُ فِي أَمَالِيهِ وَ أَبُو سَعِيدٍ الْوَاعِظُ فِي شَرَفِ الْمُصْطَفَى وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ النَّطَنْزِيُّ فِي الْخَصَائِصِ بِأَسَانِيدِهِمْ أَنَّهُ حَدَّثَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ‏ 16245 قَالَ حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَسُولُ اللَّهِ ص وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ فَقَالَ مَنْ آذَى أَبَا حَسَنٍ فَقَدْ آذَانِي حَقّاً وَ مَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ وَ مَنْ آذَى اللَّهَ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ.

وَ فِي رِوَايَةٍ وَ مَنْ آذَى اللَّهَ لَعَنَهُ اللَّهُ مِلْ‏ءَ السَّمَاوَاتِ وَ مِلْ‏ءَ الْأَرْضِ.

التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ وَ الْمَوْصِلِيُّ فِي الْمُسْنَدِ وَ أَحْمَدُ فِي الْفَضَائِلِ وَ الْخَطِيبُ فِي الْأَرْبَعِينِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ بُرَيْدٍ أَنَّهُ رَغِبَ عَلِيٌّ ع مِنَ الْغَنَائِمِ فِي جَارِيَةٍ فَزَايَدَهُ حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ وَ بُرَيْدَةُ الْأَسْلَمِيُّ فَلَمَّا بَلَغَ قِيمَتُهَا قِيمَةَ عَدْلٍ فِي يَوْمِهَا أَخَذَهَا بِذَلِكَ فَلَمَّا رَجَعُوا وَقَفَ بُرَيْدَةُ قُدَّامَ الرَّسُولِ ص وَ شَكَا مِنْ عَلِيٍّ فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ ص ثُمَّ جَاءَ عَنْ يَمِينِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَشْكُو فَأَعْرَضَ عَنْهُ ثُمَّ قَامَ إِلَى بَيْنِ يَدَيْهِ فَقَالَهَا فَغَضِبَ النَّبِيُّ ص وَ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَ تَرَبَّدَ وَجْهُهُ‏ 16246 وَ انْتَفَخَتْ أَوْدَاجُهُ وَ قَالَ مَا لَكَ يَا بُرَيْدَةُ مَا آذَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ مُنْذُ الْيَوْمِ أَ مَا سَمِعْتَ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ‏ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً 16247 أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ عَلِيّاً مِنِّي وَ أَنَا مِنْهُ وَ أَنَّ مَنْ آذَى عَلِيّاً فَقَدْ آذَانِي وَ مَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ وَ مَنْ آذَى اللَّهَ فَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُؤْذِيَهُ بِأَلِيمِ عَذَابِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَا بُرَيْدَةُ أَنْتَ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ أَعْلَمُ أَمْ قُرَّاءُ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ أَعْلَمُ أَنْتَ أَعْلَمُ أَمْ مَلَكُ الْأَرْحَامِ أَعْلَمُ أَنْتَ أَعْلَمُ يَا بُرَيْدَةُ أَمْ حَفَظَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ بَلْ حَفَظَتُهُ قَالَ وَ هَذَا جَبْرَئِيلُ أَخْبَرَنِي عَنْ حَفَظَةِ عَلِيٍّ أَنَّهُمْ مَا كَتَبُوا قَطُّ عَلَيْهِ خَطِيئَةً مُنْذُ وُلِدَ ثُمَّ حَكَى عَنْ مَلَكِ الْأَرْحَامِ وَ قُرَّاءِ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ 16248 وَ فِيهَا مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ‏

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏39، ص: 333

ثُمَّ قَالَ إِنَّ عَلِيّاً مِنِّي وَ أَنَا مِنْهُ وَ هُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي.

وَ فِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ دَعُوا عَلِيّاً 16249 .

2- قب، المناقب لابن شهرآشوب ابْنُ سِيرِينَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ النَّبِيُّ ص‏ مَنْ حَسَدَ عَلِيّاً فَقَدْ حَسَدَنِي وَ مَنْ حَسَدَنِي فَقَدْ كَفَرَ.

وَ فِي خَبَرٍ وَ مَنْ حَسَدَنِي فَقَدْ دَخَلَ النَّارَ 16250 .

3- فض، كتاب الروضة بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ ص إِذْ أَقْبَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ مُغْضَبٌ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص مَا بِكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ قَالَ آذُونِي فِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَامَ ص وَ هُوَ مُغْضَبٌ وَ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ مِنْكُمْ آذَى عَلِيّاً فَإِنَّهُ أَوَّلُكُمْ إِيمَاناً وَ أَوْفَاكُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ آذَى عَلِيّاً بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّاً فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ نَعَمْ وَ إِنْ شَهِدَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ يَا جَابِرُ 16251 .

4- يف، الطرائف أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَ ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ فِي مَنَاقِبِهِ مِنْ عِدَّةِ طُرُقٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ آذَى عَلِيّاً فَقَدْ آذَانِي.

وَ زَادَ فِيهِ ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ عَنِ النَّبِيِّ ص‏ يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ آذَى عَلِيّاً بُعِثَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَهُودِيّاً أَوْ نَصْرَانِيّاً فَقَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ إِنْ شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ يَا جَابِرُ كَلِمَةٌ يَحْتَجِزُونَ بِهَا أَنْ لَا تُسْفَكَ دِمَاؤُهُمْ وَ تُؤْخَذَ أَمْوَالُهُمْ وَ أَنْ لَا يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ صَاغِرُونَ.

صفحه بعد