کتابخانه روایات شیعه
بحار الأنوار (ط - بيروت) - ج 1تا15
بيان: و اسفع بناصيتي أي خذها جاذبا و موصلا إلى ما تراه لك رضا قال الجوهري سفعت بناصيتي أي أخذت و منه قوله تعالى لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ بقدرتك أي بقوتك أو بتقديرك بهواك هواي قال الكفعمي أي بإرادتك إرادتي و المعنى طلب رضاه به 11619 و أقول هذا الدعاء من أدعية السر و أورده الكفعمي و غيره و سيأتي في كتاب الدعاء بسندها إن شاء الله تعالى 11620 .
22- الفتح، فتح الأبواب عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَمَا وَ الشَّيْخِ أَسْعَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ بِإِسْنَادِهِمَا إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الطُّوسِيِّ عَنِ التَّلَّعُكْبَرِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَلَوِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُظَفَّرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شَلَقَانَ الْمِصْرِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَعْلَمِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هَارُونَ الْبَلْخِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ وَ عَنْ مَوْلَانَا جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ع فِيمَا رَوَيَاهُ مِنْ أَدْعِيَةِ الصَّحِيفَةِ عَنْ زَيْنِ الْعَابِدِينَ ع مِنْ نُسْخَةٍ تَارِيخُ كِتَابَتِهَا سَنَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ وَ أَرْبَعِ مِائَةٍ قَالَ وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ ع فِي الِاسْتِخَارَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ اقْضِ لِي بِالْخِيَرَةِ وَ أَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ الِاخْتِيَارِ وَ اجْعَلْ لَنَا ذَرِيعَةً إِلَى الرِّضَا بِمَا قَضَيْتَ وَ التَّسْلِيمِ لِمَا حَكَمْتَ وَ أَزِحْ عَنَّا رَيْبَ أَهْلِ الِارْتِيَابِ وَ أَيِّدْنَا بِيَقِينِ الْمُخْلَصِينَ وَ لَا تَسُمْنَا عَجْزَ الْمَعْرِفَةِ عَمَّا تَخَيَّرْتَ فَنَغْمِطَ قَدْرَكَ وَ نَكْرَهَ مَوَاضِعَ قَضَائِكَ وَ نَجْنَحَ إِلَى الَّتِي هِيَ أَبْعَدُ مِنْ حُسْنِ الْعَاقِبَةِ وَ أَقْرَبُ مِنْ ضَرَرِ الْعَافِيَةِ حَبِّبْ إِلَيْنَا مَا نَكْرَهُ مِنْ قَضَائِكَ وَ سَهِّلْ عَلَيْنَا مَا تستصعب [نَسْتَصْعِبُ] مِنْ حُكْمِكَ وَ أَلْهِمْنَا الِانْقِيَادَ لِمَا أَوْرَدْتَ عَلَيْنَا مِنْ مَشِيَّتِكَ فَلَا نَكْرَهُ مَا أَحْبَبْتَ وَ لَا نَتَخَيَّرُ مَا كَرِهْتَ وَ اخْتِمْ لَنَا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وَ أَحْمَدُ عَاقِبَةً وَ أَكْرَمُ مَصِيراً إِنَّكَ تُفِيدُ الْكَرِيمَةَ وَ تُعْطِي الْحَسَنَةَ وَ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ.
بيان: هذا الدعاء من أدعية الصحيفة الشريفة و إنما أوردته هنا للاختلاف بينه و بين النسخة المشهورة سندا و متنا و الإزاحة الإبعاد أي أبعد عنا شك الذين
يشكون و يرتابون في حسن ما يقضي الله على عباده و حكمته و لا تسمنا بضم السين أي لا تورد علينا و في بعض النسخ بالكسر قال الكفعمي رحمه الله 11621 أي لا تجعله سمة و علامة لنا و الأولى أن يقال أنه برفع السين أي لا تولنا أي تجعلنا ضعفاء المعرفة و منه قوله تعالى يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ أي يولونكم فنغمط قدرك أي نحتقره ما نستصعب أي نعده صعبا و قال الكفعمي الكريمة كل شيء يكرم و كرائم المال خيارها و الجسيمة العظيمة و جسم الشيء أي عظم.
23- الفتح، فتح الأبواب ذَكَرَ الشَّيْخُ الْفَاضِلُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابٍ لَهُ فِي الْعَمَلِ مَا هَذَا لَفْظُهُ دُعَاءُ الِاسْتِخَارَةِ عَنِ الصَّادِقِ ع تَقُولُهُ بَعْدَ فَرَاغِكَ مِنْ صَلَاةِ الِاسْتِخَارَةِ تَقُولُ- اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ أَقْوَاماً يَلْجَئُونَ إِلَى مَطَالِعِ النُّجُومِ لِأَوْقَاتِ حَرَكَاتِهِمْ وَ سُكُونِهِمْ وَ تَصَرُّفِهِمْ وَ عَقْدِهِمْ وَ حَلِّهِمْ وَ خَلَقْتَنِي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ اللَّجَإِ إِلَيْهَا وَ مِنْ طَلَبِ الِاخْتِيَارَاتِ بِهَا وَ أَتَيَقَّنُ أَنَّكَ لَمْ تُطْلِعْ أَحَداً عَلَى غَيْبِكَ فِي مَوَاقِعِهَا وَ لَمْ تُسَهِّلْ لَهُ السَّبِيلَ إِلَى تَحْصِيلِ أَفَاعِيلِهَا وَ أَنَّكَ قَادِرٌ عَلَى نَقْلِهَا فِي مَدَارَاتِهَا فِي مَسِيرِهَا عَنِ السُّعُودِ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ إِلَى النُّحُوسِ وَ مِنَ النُّحُوسِ الشَّامِلَةِ وَ الْمُفْرَدَةِ إِلَى السُّعُودِ لِأَنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَ تُثْبِتُ وَ عِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ وَ لِأَنَّهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ وَ صَنْعَةٌ مِنْ صَنِيعِكَ وَ مَا أَسْعَدْتَ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَى مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ وَ اسْتَمَدَّ الِاخْتِيَارَ لِنَفْسِهِ وَ هُمْ أُولَئِكَ وَ لَا أَشْقَيْتَ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَى الْخَالِقِ الَّذِي أَنْتَ هُوَ- لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ وَ أَسْأَلُكَ 11622 بِمَا تَمْلِكُهُ وَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ وَ أَنْتَ بِهِ مَلِيٌّ وَ عَنْهُ غَنِيٌّ وَ إِلَيْهِ غَيْرُ مُحْتَاجٍ وَ بِهِ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ مِنَ الْخِيَرَةِ الْجَامِعَةِ لِلسَّلَامَةِ وَ الْعَافِيَةِ وَ الْغَنِيمَةِ لِعَبْدِكَ مِنْ حَدَثِ الدُّنْيَا الَّتِي إِلَيْكَ فِيهَا ضَرُورَتُهُ لِمَعَاشِهِ وَ مِنْ خَيْرَاتِ الْآخِرَةِ الَّتِي عَلَيْكَ فِيهَا مُعَوَّلُهُ وَ أَنَا هُوَ عَبْدُكَ اللَّهُمَّ فَتَوَلَّ يَا مَوْلَايَ اخْتِيَارَ خَيْرِ الْأَوْقَاتِ لِحَرَكَتِي وَ سُكُونِي وَ نَقْضِي وَ إِبْرَامِي
وَ سَيْرِي وَ حُلُولِي وَ عَقْدِي وَ حَلِّي وَ اشْدُدْ بِتَوْفِيقِكَ عَزْمِي وَ سَدِّدْ فِيهِ رَأْيِي وَ اقْذِفْهُ فِي فُؤَادِي حَتَّى لَا يَتَأَخَّرَ وَ لَا يَتَقَدَّمَ وَقْتُهُ عَنِّي وَ أَبْرِمْ مِنْ قُدْرَتِكَ كُلَّ نَحْسٍ يَعْرِضُ بِحَاجِزٍ حَتْمٍ مِنْ قَضَائِكَ يَحُولُ بَيْنِي وَ بَيْنَهُ وَ يُبَاعِدُهُ مِنِّي وَ يُبَاعِدُنِي مِنْهُ فِي دِينِي وَ نَفْسِي وَ مَالِي وَ وُلْدِي وَ إِخْوَانِي وَ أَعِذْنِي بِهِ مِنَ الْأَوْلَادِ وَ الْأَمْوَالِ وَ الْبَهَائِمِ وَ الْأَعْرَاضِ وَ مَا أَحْضُرُهُ وَ مَا أَغِيبُ عَنْهُ وَ مَا أَسْتَصْحِبُهُ وَ مَا أُخَلِّفُهُ: وَ حَصِّنِّي مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِعِيَاذِكَ مِنَ الْآفَاتِ وَ الْعَاهَاتِ وَ الْبَلِيَّاتِ وَ مِنَ التَّغْيِيرِ وَ التَّبْدِيلِ وَ النَّقِمَاتِ وَ الْمَثُلَاتِ وَ مِنْ كَلِمَتِكَ الْحَالِقَةِ وَ مِنْ جَمِيعِ الْمَخْلُوقَاتِ وَ مِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ وَ مِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ وَ مِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ وَ مِنَ الْخَطَايَا وَ الزَّلَلِ فِي قَوْلِي وَ فِعْلِي وَ مَلِّكْنِي الصَّوَابَ فِيهِمَا بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْحَلِيمِ الْكَرِيمِ بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَظِيمِ بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ حِرْزِي وَ عَسْكَرِي بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ سُلْطَانِي وَ مَقْدُرَتِي بِلَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عِزِّي وَ مَنَعَتِي اللَّهُمَّ أَنْتَ الْعَالِمُ بِجَوَائِلِ فِكْرِي وَ جَوَائِسِ صَدْرِي وَ مَا يَتَرَجَّحُ فِي الْإِقْدَامِ عَلَيْهِ وَ الْإِحْجَامِ عَنْهُ مَكْنُونُ ضَمِيرِي وَ سِرِّي وَ أَنَا فِيهِ بَيْنَ حَالَيْنِ خَيْرٍ أَرْجُوهُ وَ شَرٍّ أَتَّقِيهِ وَ سَهْوٍ يُحِيطُ بِي وَ دِينٍ أَحُوطُهُ فَإِنْ أَصَابَنِي الْخِيَرَةُ الَّتِي أَنْتَ خَالِقُهَا لِتَهَبَهَا لِي لَا حَاجَةَ بِكَ إِلَيْهَا بَلْ بِجُودٍ مِنْكَ عَلَيَّ بِهَا غَنِمْتُ وَ سَلِمْتُ وَ إِنْ أَخْطَأَتْنِي حَسَرْتُ وَ عَطِبْتُ اللَّهُمَّ فَأَرْشِدْنِي مِنْهُ إِلَى مَرْضَاتِكَ وَ طَاعَتِكَ وَ أَسْعِدْنِي فِيهِ بِتَوْفِيقِكَ وَ عِصْمَتِكَ وَ اقْضِ بِالْخَيْرِ وَ الْعَافِيَةِ وَ السَّلَامَةِ التَّامَّاتِ الشَّامِلَةِ الدَّائِمَةِ فِيهِ حَتْمُ أَقْضِيَتِكَ وَ نَافِذُ عَزْمِكَ وَ مَشِيَّتِكَ وَ إِنَّنِي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الْعِلْمِ بِالْأَوْفَقِ مِنْ مَبَادِيهِ وَ عَوَاقِبِهِ وَ فَوَاتِحِهِ وَ مَسَالِمِهِ وَ مَعَاطِبِهِ وَ مِنَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ وَ أُقِرُّ أَنَّهُ لَا عَالِمَ وَ لَا قَادِرَ عَلَى سَدَادِهِ سِوَاكَ فَأَنَا أَسْتَهْدِيكَ وَ أَسْتَعِينُكَ وَ أَسْتَقْضِيكَ وَ أَسْتَكْفِيكَ وَ أَدْعُوكَ وَ أَرْجُوكَ وَ مَا تَاهَ مَنِ اسْتَهْدَاكَ وَ لَا ضَلَّ مَنِ اسْتَفْتَاكَ وَ لَا دُهِيَ مَنِ اسْتَكْفَاكَ وَ لَا حَالَ مَنْ دَعَاكَ وَ لَا
أُخْفِقَ مَنْ رَجَاكَ فَكُنْ لِي عِنْدَ أَحْسَنِ ظُنُونِي وَ آمَالِي فِيكَ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَ اسْتَنْهَضْتُ لِمُهِمِّي هَذَا وَ لِكُلِّ مُهِمٍّ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ- بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- وَ تَقْرَأُ وَ تَقُولُ- الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ- مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ- اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ- صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَ لَا الضَّالِّينَ - قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ- إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ- الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ- مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ - قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ- وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ- وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ- وَ مِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ - قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ- لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَ تَقْرَأُ سُورَةَ تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ إِلَى آخِرِهَا ثُمَّ قُلْ وَ إِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً - أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ - أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ - وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَ نَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِمْ وَقْراً وَ إِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً - الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ- فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ وَ اللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ - فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً- لا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخْشى - لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَ أَرى وَ اسْتَنْهَضْتُ لِمُهِمِّي هَذَا وَ لِكُلِّ مُهِمٍّ أَسْمَاءَ اللَّهِ الْعِظَامَ وَ كَلِمَاتِهِ التَّوَامَّ وَ فَوَاتِحَ سُوَرِ الْقُرْآنِ وَ خَوَاتِيمَهَا وَ مُحْكَمَاتِهَا وَ قَوَارِعَهَا وَ كُلَّ عُوذَةٍ تَعَوَّذَ بِهَا نَبِيٌ
أَوْ صِدِّيقٌ حم شَاهَتِ الْوُجُوهُ وُجُوهُ أَعْدَائِي فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ وَ حَسْبِيَ اللَّهُ ثِقَةً وَ عُدَّةً وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ- وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَ صَلَوَاتُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَ آلِهِ الطَّاهِرِينَ.
بيان: في مواقعها الضمير فيه و فيما بعده راجع إلى النجوم أي لم تطلع أحدا على ما هو مغيب من حواس الخلق من أحوالها المتعلقة بها في مواقعها و منازلها و أوضاعها إلى تحصيل أفاعيلها أي إلى أن يحصل فعلا من أفعالها بالنسبة إليه و هذا لا يدل على أن لها تأثيرا إذ يمكن أن يكون النفي باعتبار عدم قدرتها و تأثيرها لكن يدل ما بعده على أنه جعل الله فيها سعادة و نحوسة لكنهما تتبدلان بالدعاء و الصدقات و الحسنات و السيئات و بالتوكل على مالك الشرور و الخيرات و قد مر الكلام فيه في كتاب السماء و العالم.
و السعود العامة ما يعم جميع الناس و الخاصة ما يخص شخصا أو صنفا و كذا النحوس الشاملة و المفردة هما المراد بها و قال الجوهري ملأ الرجل صار مليا أي ثقة فهو غني ملي بين الملاءة و الملاءة و قال الجزري الملأ بالهمز الثقة الغني و قد ملئ فهو ملي بين الملاءة و الملاءة بالمد و قد أولع الناس فيه بترك الهمز و تشديد الياء انتهى و في أكثر نسخ الدعاء و في سائر المواضع بالتشديد و يقال ما أكترث به أي ما أبالي فيه بما تملكه الباء صلة للسؤال أي ما تملكه كقوله تعالى سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ أو الباء للسببية و قوله من الخيرة هو المسئول أي شيئا من الخيرة و الظاهر سألك لا أسألك كما في النسخ و لا يخفى بعد التأمل ظهوره و قوله من حدث متعلق بالسلامة و العافية و يمكن تعلقه بالغنيمة أيضا بتضمين فقوله ع من خيرات معطوف على قوله من الخيرة و يحتمل تعلق من الحدث بالغنيمة فقط و المراد به الخيرات و إنما عبر كذلك لأنها في جنب خيرات الآخرة كأنها ليست بخيرات و لا يبعد أن يكون تصحيف من خيرات و على هذا قوله من خيرات الآخرة معطوف على قوله من خيرات الدنيا.
كل نحس أي دفعه بحاجز متعلق بأبرم و لا يبعد أن يكون و ادرأ أو يكون بالثاء المثلثة و الراء المهملة بمعنى القطع و أعذني به أي بالحاجز أو بحتم القضاء من الأولاد أي من بلية الأولاد أو من بمعنى في كما قيل في قوله تعالى ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ 11623 و قوله سبحانه إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ 11624 أو للتعليل و الأعراض جمع عرض بالتحريك و هو الحال و المتاع و الغنيمة.
و من كلمتك الحالقة أي حكمك بالعقوبة المستأصلة قال في النهاية فيه دب إليكم داء الأمم البغضاء و هي الحالقة الحالقة الخصلة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك و تستأصل الدين كما يستأصل الموسى الشعر انتهى و ملكني الصواب فيهما أي في قولي و فعلي بجوائل فكري أي أفكاري الجائلة المترددة في ضميري و جوائس صدري أي ما يتخلل في صدري من الوساوس و الخيالات أو ما يتردد من ظنون صدري في المخلوقات قال الجوهري الجوس مصدر قولك جاسوا خلال الديار أي تخللوها فطلبوا ما فيها كما يجوس الرجل الأخبار أي يطلبها و كذلك الاجتياس و الجوسان بالتحريك الطوفان بالليل.
و الإحجام الكف أنت خالقها أي مقدرها لتهبها علة للخلق و إن أخطأتني أي تجاوزت عني و لم تصبني فأرشدني منه الضمير راجع إلى الأمر الذي أراد الخيرة فيه بقرينة المقام أو إلى الخيرة بتأويل مع أنه مصدر و الأول أظهر حتم أقضيتك مفعول اقض أو قائم مقام المصدر أي قضاء حتما.
و إنني أبرأ إليك أي أعترف بأني جاهل بما هو أوفق لي و أصلح لحالي و ما تاه أي ما تحير و ما دهي على المجهول أي لم تصبه دواهي الدهر و لا حال أي لا يتغير عن النعمة أو لا يتغير لونه خيبة و في بعض النسخ خاب و هو أصوب.
و في الصحاح أخفق الرجل إذا غزا و لم يغنم و الصائد إذا رجع و لم يصطد و طلب حاجة فأخفق و قال استنهضته لأمر كذا إذا أمرته بالنهوض له انتهى و أقول هنا كناية عن الاستعانة و التوسل بالسور الكريمة و الأسماء العظيمة و الآيات الجسيمة مستورا أي ذا ستر أو مستورا عن الحس أو بحجاب آخر.
أَكِنَّةً أي أغطية واحدها كنان و هو الغطاء أَنْ يَفْقَهُوهُ كراهة أن يفقهوه و قوارعها أي التي تقرع القلوب بالفزع أو تقرع الشياطين و الكفرة و الظلمة و تدفعهم و تهلكهم و العوذة بالضم التعويذ شاهت الوجوه أي قبحت وجوه أعدائي بيان للوجوه.
24- الفتح فتح الأبواب بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ التَّلَّعُكْبَرِيِّ عَنْ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ سَلَامَةَ الْمُقْرِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَحْمَدَ الْبُزُورِيِّ قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ع قَالَ سَمِعْتُ أَبِي مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ ع يَقُولُ مَنْ دَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ لَمْ يَرَ فِي عَاقِبَةِ أَمْرِهِ إِلَّا مَا يُحِبُّ وَ هُوَ اللَّهُمَّ إِنَّ خِيَرَتَكَ تُنِيلُ الرَّغَائِبَ وَ تُجْزِلُ الْمَوَاهِبَ وَ تُطَيِّبُ الْمَكَاسِبَ وَ تُغَنِّمُ الْمَطَالِبَ وَ تَهْدِي إِلَى أَحْمَدِ الْعَوَاقِبِ وَ تَقِي مِنْ مَحْذُورِ النَّوَائِبِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ فِيمَا عَقَدَ عَلَيْهِ رَأْيِي وَ قَادَنِي إِلَيْهِ هَوَايَ فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تُسَهِّلَ لِي مِنْ ذَلِكَ مَا تَعَسَّرَ وَ أَنْ تُعَجِّلَ مِنْ ذَلِكَ مَا تَيَسَّرَ وَ أَنْ تُعْطِيَنِي يَا رَبِّ الظَّفَرَ فِيمَا اسْتَخَرْتُكَ فِيهِ وَ عَوْناً بِالْإِنْعَامِ فِيمَا دَعَوْتُكَ وَ أَنْ تَجْعَلَ يَا رَبِّ بُعْدَهُ قُرْباً وَ خَوْفَهُ أَمْناً وَ مَحْذُورَهُ سِلْماً فَإِنَّكَ تَعْلَمُ وَ لَا أَعْلَمُ وَ تَقْدِرُ وَ لَا أَقْدِرُ وَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ يَكُنْ هَذَا الْأَمْرُ خَيْراً لِي فِي عَاجِلِ الدُّنْيَا وَ آجِلِ الْآخِرَةِ فَسَهِّلْهُ لِي وَ يَسِّرْهُ عَلَيَّ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَ اقْدِرْ لِي فِيهِ الْخِيَرَةَ- إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.