کتابخانه روایات شیعه
وَ لَا بَرِحَ الْوُفَّادُ زُوَّارَ قَبْرِهِ
يَفُوحُ عَلَيْهِمْ مِسْكُهَا وَ عَبِيرُهَا 142 .
144- 53- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي النَّضْرِ الْعَيَّاشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ 143 ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ 144 ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ: إِنَّ رَحِمَ رَسُولِ اللَّهِ لَا تُشْفَعُ 145 يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَلَى وَ اللَّهِ، إِنَّ رَحِمِي لَمُوصَلَةٌ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، وَ إِنِّي أَيُّهَا النَّاسُ فَرَطُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الْحَوْضِ، فَإِذَا جِئْتُمْ قَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ، فَأَقُولُ: أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ عَرَفْتُهُ، لَكِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ بَعْدِي ذَاتَ الشِّمَالِ وَ ارْتَدَدْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمُ الْقَهْقَرَى.
145- 54- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيفُ الصَّالِحُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْفَضْلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو تُرَابٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: مُلَاقَاةُ الْإِخْوَانِ نُشْرَةٌ 146 تَلْقِيحٌ لِلْعَقْلِ وَ إِنْ كَانَ نَزْراً قَلِيلًا.
146- 55- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُظَفَّرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْحَسَنُ بْنُ زَكَرِيَّا الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو 147 بْنُ الْمُخْتَارِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ النَّرْسِيُّ، عَنِ
النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْكَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): كَيْفَ بِكَ يَا عَلِيُّ إِذَا وَقَفْتَ عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ وَ قَدْ مُدَّ الصِّرَاطُ، وَ قِيلَ لِلنَّاسِ: جُوزُوا، وَ قُلْتَ لِجَهَنَّمَ: هَذَا لِي وَ هَذَا لَكَ فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَ مَنْ أُولَئِكَ فَقَالَ: أُولَئِكَ شِيعَتُكَ مَعَكَ حَيْثُ كُنْتَ.
تم المجلس الثالث، و الحمد لله رب العالمين و الصلاة على محمد و آله الطاهرين، و يتلوه المجلس الرابع من أمالي الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه.
[4] المجلس الرابع
فيه أحاديث أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي، و بقية أحاديث الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان.
بسم الله الرحمن الرحيم
147- 1- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عُقْدَةَ الْحَافِظُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ خَالِدٍ أَبُو حَفْصٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمَدَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُؤْمِنِ الْمُسْلِمِ، كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ مَا كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ.
148- 2- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَتَانِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ، فَدَخَلْتُ مَعَهُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَقَالَ لَهُ عِنْدَ الْوَدَاعِ: أَوْصِنِي. فَقَالَ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ وَ بِرِّ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ، وَ أَحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَ اكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَ إِنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَ إِنْ كَفَّ عَنْكَ فَاعْرِضْ عَلَيْهِ، وَ لَا تَمَلَّهُ خَيْراً فَإِنَّهُ لَا يَمَلُّكُ، وَ كُنْ لَهُ عَضُداً فَإِنَّهُ لَكَ عَضُدٌ، إِنْ وَجَدَ عَلَيْكَ فَلَا
تُفَارِقْهُ حَتَّى تَسُلَّ سَخِيمَتَهُ 148 ، وَ إِنْ غَابَ فَاحْفَظْهُ فِي غَيْبَتِهِ، وَ إِنْ شَهِدَ فَاكْنُفْهُ وَ اْعْضُدْهُ وَ وَازِرْهُ وَ أَكْرِمْهُ وَ لَاطِفْهُ، فَإِنَّهُ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ.
149- 3- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَيْضِ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ قَالَ: سَبْعُ حُقُوقٍ وَاجِبَاتٍ، مَا مِنْهَا حَقٌّ إِلَّا وَاجِبٌ عَلَيْهِ، إِنْ خَالَفَهُ خَرَجَ مِنْ وَلَايَةِ اللَّهِ، وَ تَرَكَ طَاعَتَهُ، وَ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ فِيهِ نَصِيبٌ.
قَالَ: قُلْتُ حَدِّثَنِي مَا هُنَّ فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا مُعَلَّى، إِنِّي عَلَيْكَ شَفِيقٌ، أَخْشَى أَنْ تُضَيِّعَ وَ لَا تَحْفَظَ، وَ أَنْ تَعْلَمَ وَ لَا تَعْمَلَ. قَالَ: قُلْتُ: لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.
قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَيْسَرُ حَقٍّ مِنْهَا أَنْ تُحِبَّ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَ تَكْرَهَ لَهُ مَا تَكْرَهُ لِنَفْسِكَ، وَ الْحَقُّ الثَّانِي أَنْ تَمْشِيَ فِي حَاجَتِهِ وَ تَتَّبِعَ رِضَاهُ وَ لَا تُخَالِفَ قَوْلَهُ، وَ الْحَقُّ الثَّالِثُ أَنْ تَصِلَهُ بِنَفْسِكَ وَ مَالِكَ وَ يَدَيْكَ وَ رِجْلَيْكَ وَ لِسَانِكَ، وَ الْحَقُّ الرَّابِعُ أَنْ تَكُونَ عَيْنَهُ وَ دَلِيلَهُ وَ مِرْآتَهُ وَ قَمِيصَهُ، وَ الْحَقُّ الْخَامِسُ أَنْ لَا تَشْبَعَ وَ يَجُوعَ وَ لَا تَلْبَسَ وَ يَعْرَى وَ لَا تَرْوَى وَ يَظْمَأَ، وَ الْحَقُّ السَّادِسُ أَنْ يَكُونَ لَكَ امْرَأَةٌ وَ خَادِمٌ وَ لَيْسَ لِأَخِيكَ امْرَأَةٌ وَ خَادِمٌ فَتَبْعَثَ بِخَادِمِكَ فَتَغْسِلَ ثِيَابَهُ، وَ تَصْنَعَ طَعَامَهُ، وَ تُمَهِّدَ فِرَاشَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لِمَا جُعِلَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ، وَ الْحَقُّ السَّابِعُ أَنْ تُبِرَّ قَسَمَهُ، وَ تُجِيبَ دَعْوَتَهُ، وَ تَشْهَدَ جَنَازَتَهُ، وَ تَعُودَ مَرِيضَهُ، وَ تَشْخَصَ بِبَدَنِكَ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِهِ، وَ لَا تُلْجِئَهُ إِلَى أَنْ يَسْأَلَكَ، فَإِذَا حَفِظْتَ ذَلِكَ مِنْهُ فَقَدْ وَصَلْتَ وَلَايَتَكَ بِوَلَايَتِهِ وَ وَلَايَتَهُ بِوَلَايَتِهِ (تَعَالَى).
150- 4- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِنَّهُ مَنْ عَظَّمَ دِينَهُ عَظَّمَ إِخْوَانَهُ، وَ مَنِ اسْتَخَفَّ بِدِينِهِ
اسْتَخَفَّ بِإِخْوَانِهِ، يَا مُحَمَّدُ، اخْصُصْ بِمَالِكَ وَ طَعَامِكَ مَنْ تُحِبُّهُ فِي اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ).
151- 5- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: مَنْ كَانَ وَصَلَ لِأَخِيهِ بِشَفَاعَةٍ فِي دَفْعِ مَغْرَمٍ أَوْ جَرِّ مَغْنَمٍ، ثَبَّتَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ.
152- 6- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ ابْنِ عُقْدَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: أَيُّمَا رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَتَاهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي حَاجَةٍ، وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا، فَمَنَعَهُ إِيَّاهَا، عَيَّرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَعْيِيراً شَدِيداً، وَ قَالَ لَهُ: أَتَاكَ أَخُوكَ فِي حَاجَةٍ قَدْ جَعَلْتُ قَضَاءَهَا فِي يَدِكَ، فَمَنَعْتَهُ إِيَّاهَا زُهْداً مِنْكَ فِي ثَوَابِهَا، وَ عِزَّتِي لَا أَنْظُرُ إِلَيْكَ الْيَوْمَ فِي حَاجَةٍ مُعَذَّباً كُنْتَ أَوْ مَغْفُوراً لَكَ.
153- 7- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ: أَيْنَ خَلِيفَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ فَيَقُومُ دَاوُدُ النَّبِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ): لَسْنَا إِيَّاكَ أَرَدْنَا وَ إِنْ كُنْتَ لِلَّهِ خَلِيفَةً.
ثُمَّ يُنَادِي ثَانِيَةً: أَيْنَ خَلِيفَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ فَيَقُومُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَيَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ): يَا مَعْشَرَ الْخَلَائِقِ، هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، خَلِيفَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ، فَمَنْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِهِ فِي دَارِ الدُّنْيَا، فَلْيَتَعَلَّقْ بِحَبْلِهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ، لِيَسْتَضِيءَ بِنُورِهِ، وَ لِيَتَّبِعَهُ إِلَى الدَّرَجَاتِ الْعُلَا مِنَ الْجِنَانِ. قَالَ: فَيَقُومُ أُنَاسٌ قَدْ تَعَلَّقُوا بِحَبْلِهِ فِي الدُّنْيَا فَيَتَّبِعُونَهُ إِلَى الْجَنَّةِ.
ثُمَّ يَأْتِي النِّدَاءُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ): أَلَا مَنِ ائْتَمَّ بِإِمَامٍ فِي دَارِ الدُّنْيَا فَلْيَتَّبِعْهُ إِلَى حَيْثُ يَذْهَبُ بِهِ، فَحِينَئِذٍ" يَتَبَرَّأُ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ. وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ
اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ " 149 .
154- 8- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمُظَفَّرُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ، قَالَ:
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْفَرَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاذٍ الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَيْنَا ابْنُ عَبَّاسٍ (رَحِمَهُ اللَّهِ) يَخْطُبُ عِنْدَنَا عَلَى مِنْبَرِ الْبَصْرَةِ إِذْ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ:
أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ الْمُتَحَيِّرَةُ فِي دِينِهَا، أَمَّا وَ اللَّهِ لَوْ قَدَّمْتُمْ مَنْ قَدَّمَ اللَّهُ، وَ أَخَّرْتُمْ مَنْ أَخَّرَ اللَّهُ، وَ جَعَلْتُمُ الْوِرَاثَةَ وَ الْوِلَايَةَ حَيْثُ جَعَلَهَا اللَّهُ، مَا عَالَ سَهْمٌ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ وَ لَا عَالَ وَلِيٌّ لِلَّهِ، وَ لَا اخْتَلَفَ اثْنَانِ فِي حُكْمِ اللَّهِ، فَذُوقُوا وَبَالَ مَا فَرَّطْتُمْ فِيهِ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ «وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ» 150 .
155- 9- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ 151 ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ سَدُوسٍ صَاحِبِ السَّابِرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): إِذَا جَمَعَ اللَّهُ الْخَلَائِقَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَدَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، وَ أَهْلُ النَّارِ النَّارَ نَادَى مُنَادٍ تَحْتَ الْعَرْشِ: تَتَارَكُوا الْمَظَالِمَ بَيْنَكُمْ، فَعَلَيَّ ثَوَابُكُمْ.
156- 10- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَحْيَى الْعَسْكَرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَكْثَمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: