کتابخانه روایات شیعه
مُوسَى بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَاشِدٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَوْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي سُخَيْلَةَ، قَالَ: حَجَجْتُ أَنَا وَ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهِ)، فَمَرَرْنَا بِالرَّبَذَةِ، وَ جَلَسْنَا إِلَى أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، فَقَالَ لَنَا: إِنَّهُ سَتَكُونُ بَعْدِي فِتْنَةٌ، وَ لَا بُدَّ مِنْهَا، فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَ الشَّيْخِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَالْزَمُوهُمَا، فَأَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنِّي سَمِعْتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ: عَلِيٌّ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي، وَ أَوَّلُ مَنْ صَدَّقَنِي، وَ أَوَّلُ مَنْ يُصَافِحُنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَ هُوَ الصَّدِيقُ الْأَكْبَرُ، وَ هُوَ فَارُوقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ يُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ، وَ هُوَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَ الْمَالُ يَعْسُوبُ الْمُنَافِقِينَ.
243- 56- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مِيثَمٍ التَّمَّارِ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ مِيثَمٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) يَقُولُ: تَمَسَّيْنَا لَيْلَةً عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لَنَا: لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ إِلَّا أَصْبَحَ يَجِدُ مَوَدَّتَنَا عَلَى قَلْبِهِ، وَ لَا أَصْبَحَ عَبْدٌ مِمَّنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ إِلَّا يَجِدُ بُغْضَنَا عَلَى قَلْبِهِ، فَأَصْبَحْنَا نَفْرَحُ بِحُبِّ الْمُؤْمِنِ لَنَا، وَ نَعْرِفُ بُغْضَ الْمُبْغِضِ لَنَا، وَ أَصْبَحَ مُحِبُّنَا مُغْتَبِطاً بِحُبِّنَا بِرَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ يَنْتَظِرُهَا كُلَّ يَوْمٍ، وَ أَصْبَحَ مُبْغِضُنَا يُؤَسِّسُ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ ، فَكَانَ ذَلِكَ الشَّفَا قَدِ انْهَارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ ، وَ كَانَ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ قَدْ فُتِحَتْ لِأَصْحَابِ الرَّحْمَةِ، فَهَنِيئاً لِأَصْحَابِ الرَّحْمَةِ رَحْمَتُهُمْ، وَ تَعْساً لِأَهْلِ النَّارِ مَثْوَاهُمْ، إِنَّ عَبْداً لَنْ يُقَصِّرَ فِي حُبِّنَا لِخَيْرٍ جَعَلَهُ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ، وَ لَنْ يُحِبَّنَا مَنْ يُحِبُّ مُبْغِضَنَا، إِنَّ ذَلِكَ لَا يَجْتَمِعُ فِي قَلْبٍ وَاحِدٍ وَ «ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ» 221 يُحِبُّ بِهَذَا قَوْماً، وَ يُحِبُّ بِالْآخَرِ عَدُوَّهُمْ، وَ الَّذِي يُحِبُّنَا فَهُوَ يُخْلِصُ حُبَّنَا كَمَا يُخْلَصُ الذَّهَبُ لَا غِشَّ فِيهِ.
نَحْنُ النُّجَبَاءُ وَ أَفْرَاطُنَا أَفْرَاطُ الْأَنْبِيَاءِ، وَ أَنَا وَصِيُّ الْأَوْصِيَاءِ، وَ أَنَا حِزْبُ اللَّهِ
وَ رَسُولِهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ حِزْبُ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَعْلَمُ حَالَهُ فِي حُبِّنَا فَلْيَمْتَحِنْ قَلْبَهُ، فَإِنْ وَجَدَ فِيهِ حُبَّ مَنْ أَلَّبَ عَلَيْنَا فَلْيَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَدُوُّهُ وَ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكَائِيلَ، وَ اللَّهُ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ .
244- 57- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ فَضَالَةَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) قَالَ: إِنَّا وَ شِيعَتَنَا خُلِقْنَا مِنْ طِينَةٍ مِنْ عِلِّيِّينَ، وَ خُلِقَ عَدُوُّنَا مِنْ طِينَةِ خَبَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ .
245- 58- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَزَّازِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدَةَ النَّيْسَابُورِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ): إِنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنَّ فِي اللَّيْلِ سَاعَةً لَا يَدْعُو فِيهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِدَعْوَةٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: مَتَى هِيَ، جُعِلْتُ فِدَاكَ قَالَ: مَا بَيْنَ نِصْفِ اللَّيْلِ إِلَى الثُّلُثِ الْبَاقِي مِنْهُ.
قُلْتُ لَهُ: أَ هِيَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي مَعْلُومَةٌ، أَوْ كُلُّ لَيْلَةٍ قَالَ: بَلْ كُلُّ لَيْلَةٍ.
246- 59- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ، وَ هُوَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ (تَعَالَى) صِيَامَهُ، تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَ تُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، وَ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، فَمَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ، يُرَدِّدُ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
247- 60- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَيْشِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَ احْتِسَاباً، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَ مَنْ صَلَّى لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً وَ احْتِسَاباً، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.
248- 61- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: أَرْبَعَةٌ لَا تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ:
الْإِمَامُ الْعَادِلُ لِرَعِيَّتِهِ، وَ الْأَخُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ يُوَكِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَكاً يَقُولُ لَهُ: وَ لَكَ مِثْلُ مَا دَعَوْتَ لِأَخِيكَ، وَ الْوَالِدُ لِوَلَدِهِ، وَ الْمَظْلُومُ يَقُولُ الرَّبُّ (عَزَّ وَ جَلَّ): وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَأَنْتَقِمَنَّ لَكَ وَ لَوْ بَعْدَ حِينٍ.
تم المجلس الخامس، و يتلوه المجلس السادس من أمالي الشيخ الجليل أبي جعفر الطوسي رحمة الله عليه و رضي عنه.
[6] المجلس السادس
فيه بقية أحاديث الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
249- 1- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: وَجَدْتُ فِي كِتَابِ أَبِي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: وَجَدَتْ حَفْصَةُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَعَ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ فِي يَوْمِ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: لَأُخْبِرَنَّهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): اكْتُمِي ذَلِكَ وَ هِيَ عَلَيَّ حَرَامٌ، فَأَخْبَرَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ بِذَلِكَ، فَأَعْلَمَ اللَّهِ نَبِيَّهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَعَرَّفَ حَفْصَةَ أَنَّهَا أَفْشَتْ سِرَّهُ فَقَالَتْ لَهُ: مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قالَ: نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ، فَآلَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مِنْ نِسَائِهِ شَهْراً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ (عَزَّ اسْمُهُ) «إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما» 222 .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ). فَقَالَ: حَفْصَةُ وَ عَائِشَةُ.
17 250- 2- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَصِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ السَّرِيِّ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَدَّادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ حَفْصٍ، قَالَ: قَدِمَ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَ مَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُرْوَةَ، فَدَخَلَ مُحَمَّدٌ دَارَ الدَّوَابِّ، فَضَرَبَتْهُ دَابَّةٌ فَخَرَّ مَيِّتاً، وَ وَقَعَتْ فِي رِجْلِ عُرْوَةَ الْأَكِلَةُ 223 ، وَ لَمْ تَدَعْ 224 وَرِكَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: اقْطَعْهَا، فَقَالَ: لَا، فَتَرَقَّتْ إِلَى سَاقِهِ فَقَالَ لَهُ: اقْطَعْهَا وَ إِلَّا أَفْسَدَتْ عَلَيْكَ جَسَدَكَ، فَقَطَعَهَا بِالْمِنْشَارِ وَ هُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ، وَ قَالَ: لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً .
وَ قَدِمَ عَلَى الْوَلِيدِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ قَوْمٌ مِنْ بَنِي عَبْسٍ فِيهِمْ رَجُلٌ ضَرِيرٌ، فَسَأَلَهُ الْوَلِيدُ عَنْ عَيْنِهِ وَ سَبَبِ ذَهَابِهَا، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، بِتُّ لَيْلَةً فِي بَطْنِ وَادٍ، وَ لَا أَعْلَمُ عَبْسِيّاً تَزِيدُ حَالُهُ عَلَى حَالِي، فَطَرَقَنَا سَيْلٌ، فَذَهَبَ مَا كَانَ لِي مِنْ أَهْلٍ وَ وَلَدٍ وَ مَا غَيْرُ بَعِيرٍ وَ صَبِيٍّ مَوْلُودٍ، وَ كَانَ الْبَعِيرُ صَغِيراً صَعْباً فَنَدَّ 225 ، فَوَضَعْتُ الصَّبِيَّ، وَ أَتْبَعْتُ الْبَعِيرَ، فَلَمْ أُجَاوِزْ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى سَمِعْتُ صَيْحَةَ ابْنِي، فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ وَ رَأْسُ الذِّئْبِ فِي بَطْنِهِ يَأْكُلُهُ، وَ لَحِقْتُ الْبَعِيرَ لِأَحْتَبِسَهُ فَنَفَحَنِي بِرِجْلِهِ فِي وَجْهِي فَحَطَمَهُ وَ ذَهَبَ بِعَيْنِي، فَأَصْبَحْتُ لَا مَالَ لِي وَ لَا أَهْلَ وَ لَا وَلَدَ وَ لَا بَصَرَ. فَقَالَ الْوَلِيدُ: انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى عُرْوَةَ لِيَعْلَمَ أَنَّ فِي النَّاسِ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ بَلَاءً.
وَ شَخَصَ عُرْوَةُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَتَتْهُ قُرَيْشٌ وَ الْأَنْصَارُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ: أَبْشِرْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، فَقَدْ صَنَعَ اللَّهُ بِكَ خَيْراً، وَ اللَّهِ مَا بِكَ حَاجَةٌ إِلَى الْمَشْيِ.
فَقَالَ: مَا أَحْسَنَ مَا صَنَعَ اللَّهُ بِي! وَهَبَ لِي سَبْعَةَ بَنِينَ فَمَتَّعَنِي بِهِمْ مَا شَاءَ، ثُمَّ أَخَذَ وَاحِداً وَ تَرَكَ سِتَّةً، وَ وَهَبَ لِي سِتَّةَ جَوَارِحَ مَتَّعَنِي بِهِنَّ مَا شَاءَ ثُمَّ أَخَذَ وَاحِدَةً وَ تَرَكَ خَمْساً: يَدَيْنِ، وَ رِجْلًا وَ سَمْعاً وَ بَصَراً. ثُمَّ قَالَ: إِلَهِي لَئِنْ كُنْتَ أَخَذْتَ لَقَدْ أَبْقَيْتَ،
وَ إِنْ كُنْتُ ابْتُلِيتُ لَقَدْ عَافَيْتَ.
251- 3- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْجُعْفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ آدَمَ بْنِ عُيَيْنَةَ الْهِلَالِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: كَمْ مِنْ صَبْرِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَ فَرَحاً طَوِيلًا، وَ كَمْ مِنْ لَذَّةِ سَاعَةٍ قَدْ أَوْرَثَتْ حُزْناً طَوِيلًا.
252- 4- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الطَّيِّبِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَاهَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ دَاهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ) يَقُولُ: اسْتَرْشِدُوا الْعَاقِلَ، وَ لَا تَعْصُوهُ فَتَنْدَمُوا.
253- 5- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي طَاهِرُ بْنُ مُدْرِكٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي زِرُّ بْنُ أَنَسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: لَا يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّى يَكُونَ كَامِلَ الْعَقْلِ، وَ لَا يَكُونُ كَامِلَ الْعَقْلِ حَتَّى تَكُونَ فِيهِ عَشْرُ خِصَالٍ: الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ، وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ، يَسْتَقِلُّ كَثِيرَ الْخَيْرِ مِنْ نَفْسِهِ، وَ يَسْتَكْثِرُ قَلِيلَ الْخَيْرِ مِنْ غَيْرِهِ، وَ يَسْتَكْثِرُ قَلِيلَ الشَّرِّ مِنْ نَفْسِهِ، وَ يَسْتَقِلُّ كَثِيرَ الشَّرِّ مِنْ غَيْرِهِ، وَ لَا يَتَبَرَّمُ بِطَلَبِ الْحَوَائِجِ قَبْلَهُ، وَ لَا يَسْأَمُ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ عُمُرَهُ، الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْعِزِّ، وَ الْفَقْرُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الْغِنَى، حَسْبُهُ مِنَ الدُّنْيَا قُوتٌ، وَ الْعَاشِرَةُ وَ مَا الْعَاشِرَةُ: لَا يَلْقَى أَحَداً إِلَّا قَالَ: هُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَ أَتْقَى.
إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ: رَجُلٌ خَيْرٌ مِنْهُ وَ أَتْقَى، وَ آخَرُ شَرٌّ مِنْهُ وَ أَدْنَى، فَإِذَا لَقِيَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ تَوَاضَعَ لَهُ لِيَلْحَقَ بِهِ، وَ إِذَا لَقِيَ الَّذِي هُوَ شَرٌّ مِنْهُ وَ أَدْنَى قَالَ: لَعَلَّ شَرَّ هَذَا ظَاهِرٌ وَ خَيْرَهُ بَاطِنٌ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ عَلَا وَ سَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ.
254- 6- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ الصَّالِحُ أَبُو مُحَمَّدٍ
الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ الطَّبَرِيُّ الْحُسَيْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ حَاتِمٍ، الْمَعْرُوفُ بِأَبِي بَكْرٍ النَّجَّارِ الطَّبَرِيُّ الْفَقِيهُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا دَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْأَحْمَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لَا تُضَادُّوا بِعَلِيٍّ أَحَداً فَتَكْفُرُوا، وَ لَا تُفَضِّلُوا عَلَيْهِ أَحَداً فَتَرْتَدُّوا.
255- 7- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ زَيْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ السُّلَمِيُّ إِجَازَةً، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ الْكِنْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَبِيحٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْعَلَاءِ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، قَالَ الرَّجُلُ: كَيْفَ أَنْتُمْ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَ وَ مَا آنَ لَكُمْ أَنْ تَعْلَمُوا كَيْفَ نَحْنُ، إِنَّمَا مَثَلُنَا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مَثَلُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، كَانَ يَذْبَحُ أَبْنَاءَهُمْ وَ تَسْتَحْيَا نِسَاءَهُمْ، أَلَا وَ إِنَّ هَؤُلَاءِ يَذْبَحُونَ أَبْنَاءَنَا وَ يَسْتَحْيُونَ نِسَاءَنَا، زَعَمَتِ الْعَرَبُ أَنَّ لَهُمْ فَضْلًا عَلَى الْعَجَمِ، فَقَالَتِ الْعَجَمُ:
وَ بِمَا ذَا قَالُوا: كَانَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَرَبِيّاً. قَالُوا لَهُمْ: صَدَقْتُمْ، وَ زَعَمَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ لَهَا فَضْلًا عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْعَرَبِ، فَقَالَتْ لَهُمْ الْعَرَبُ مِنْ غَيْرِهِمْ: وَ بِمَا ذَاكَ قَالُوا: كَانَ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قُرَشِيّاً. قَالُوا لَهُمْ: صَدَقْتُمْ، فَإِنْ كَانَ الْقَوْمُ صَدَقُوا فَلَنَا فَضْلٌ عَلَى النَّاسِ، لِأَنَّا ذُرِّيَّةُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ أَهْلُ بَيْتِهِ خَاصَّةً وَ عِتْرَتُهُ، لَا يَشْرَكُهُ فِي ذَلِكَ غَيْرُنَا.
فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: وَ اللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ. قَالَ: فَاتَّخِذْ لِلْبَلَاءِ جِلْبَاباً، فَوَ اللَّهِ إِنَّهُ لَأَسْرَعُ إِلَيْنَا وَ إِلَى شِيعَتِنَا مِنَ السَّيْلِ فِي الْوَادِي، وَ بِنَا يُبْدَأُ الْبَلَاءُ ثُمَّ بِكُمْ، وَ بِنَا يُبْدَأُ الرَّخَاءُ ثُمَّ بِكُمْ.