کتابخانه روایات شیعه
سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: صَلَّى بِنَا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بِالْكُوفَةِ صَلَاةَ الْغَدَاةِ- وَ كَانَ سَكْرَانَ- فَتَغَنَّى فِي الثَّانِيَةِ مِنْهَا، وَ زَادَنَا رَكْعَةً أُخْرَى، وَ نَامَ فِي آخِرِهَا، فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ خَاتَمَهُ مِنْ يَدِهِ، فَقَالَ فِيهِ عِلْبَاءُ السَّدُوسِيُّ:
تَكَلَّمَ فِي الصَّلَاةِ وَ زَادَ فِيهَا
مُجَاهَرَةً وَ عَالَنَ بِالنِّفَاقِ
وَ فَاحَ الْخَمْرُ مِنْ سُنَنِ الْمُصَلِّي
وَ نَادَى وَ الْجَمِيعُ إِلَى افْتِرَاقٍ
أَزِيدُكُمْ عَلَى أَنْ تَحْمَدُونِي
فَمَا لَكُمُ وَ مَا لِي مِنْ خَلَاقٍ .
297- 49- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ الْبَصِيرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ بِوَاسِطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَسْبَاطٍ الْعَبْدِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنُ يَاسِرٍ (رَحِمَهُ اللَّهُ) يَقُولُ عِنْدَ تَوَجُّهِهِ إِلَى صِفِّينَ: اللَّهُمَّ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ أَنْ أَرْمِيَ بِنَفْسِي مِنْ فَوْقِ هَذَا الْجَبَلِ لَرَمَيْتُ بِهَا، وَ لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَرْضَى لَكَ أَنْ أُوقِدَ لِنَفْسِي نَاراً فَأَقَعَ فِيهَا لَفَعَلْتُ، وَ إِنِّي لَا أُقَاتِلُ أَهْلَ الشَّامِ إِلَّا وَ أَنَا أُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَكَ، وَ أَنَا أَرْجُو أَنْ لَا تُخَيِّبَنِي وَ أَنَا أُرِيدُ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ.
298- 50- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ الْكَاتِبِ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحُسَيْنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِهْرَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو المقوم ثَعْلَبَةُ بْنُ زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حزام [حَرَامٍ] الْأَنْصَارِيَّ (رَحِمَهُ اللَّهُ) يَقُولُ: تَمَثَّلَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ فِي أَرْبَعِ صُوَرٍ: تَمَثَّلَ يَوْمَ بَدْرٍ فِي صُورَةِ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيِّ فَقَالَ لِقُرَيْشٍ: «لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ» 241 .
وَ تَصَوَّرَ يَوْمَ الْعَقَبَةِ فِي صُورَةِ مُنَبِّهِ بْنِ الْحَجَّاجِ فَنَادَى: أَنَّ مُحَمَّداً وَ الصُّبَاةَ مَعَهُ
عِنْدَ الْعَقَبَةِ فَأَدْرِكُوهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِلْأَنْصَارِ: لَا تَخَافُوا فَإِنَّ صَوْتَهُ لَنْ يَعْدُوهُمْ.
وَ تَصَوَّرَ يَوْمَ اجْتِمَاعِ قُرَيْشٍ فِي دَارِ النَّدْوَةِ فِي صُورَةِ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، وَ أَشَارَ عَلَيْهِمْ فِي النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِمَا أَشَارَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ (تَعَالَى): «وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ» 242 .
وَ تَصَوَّرَ يَوْمَ قُبِضَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي صُورَةِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَجْعَلُوهَا كِسْرَوَانِيَّةً وَ لَا قَيْصَرَانِيَّةً، وَسِّعُوهَا تَتَّسِعْ، فَلَا تَرُدُّوهَا فِي بَنِي هَاشِمٍ، فَتَنْتَظِرَ بِهَا الْحَبَالَى.
تم المجلس السادس، و يتلوه المجلس السابع من أمالي الشيخ أبي جعفر الطوسي رحمه الله.
[7] المجلس السابع
فيه بقية أحاديث الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
299- 1- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ الْجُعْفِيِّ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) وَ مَعَهُ صَحِيفَةُ مَسَائِلَ شِبْهَ الْخُصُومَةِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): هَذِهِ صَحِيفَةٌ تُخَاصِمُ عَلَى الدِّينِ الَّذِي يَقْبَلُ اللَّهُ فِيهِ الْعَمَلَ فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ، هَذَا الَّذِي أُرِيدُ.
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، وَ تُقِرُّ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَ الْوَلَايَةِ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، وَ الْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّنَا، وَ التَّسَلُّمِ لَنَا، وَ التَّوَاضُعِ وَ الطُّمَأْنِينَةِ، وَ انْتِظَارِ أَمْرِنَا، فَإِنَّ لَنَا دَوْلَةً إِنْ شَاءَ اللَّهُ (تَعَالَى) جَاءَ بِهَا.
300- 2- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَزَّازِ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ
عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَأَيْنَ عُتَقَاءُ اللَّهِ مِنَ النَّارِ إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ.
301- 3- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ مُوسَى بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَاشِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الْأَوْدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: مَنْ أَحَبَّنِي رَآنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ يُحِبُّ، وَ مَنْ أَبْغَضَنِي رَآنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ يَكْرَهُ.
302- 4- أَخْبَرَنِي جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيِّ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو مِخْنَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيِّ، قَالَ: قَامَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي النَّاسِ لِيَسْتَنْفِرَهُمْ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ، وَ ذَلِكَ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهُمْ، وَ قَدْ شَنَّ مُعَاوِيَةُ عَلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ الْغَارَاتِ، فَاسْتَنْفَرَهُمْ بِالرَّغْبَةِ فِي الْجِهَادِ وَ الرَّهْبَةِ فَلَمْ يَنْفِرُوا، فَأَضْجَرَهُ ذَلِكَ فَقَالَ:
أَيُّهَا النَّاسُ الْمُجْتَمِعَةُ أَبْدَانُهُمْ، الْمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ، مَا عَزَّتْ دَعْوَةُ مَنْ دَعَاكُمْ، وَ لَا اسْتَرَاحَ قَلْبُ مَنْ قَاسَاكُمْ، كَلَامُكُمْ يُوهِنُ الصُّمَّ الصِّلَابَ، وَ تَثَاقُلُكُمْ عَنْ طَاعَتِي يُطَمِّعُ فِيكُمْ عَدُوَّكُمْ، إِذَا أَمَرْتُكُمْ قُلْتُمْ: كَيْتَ وَ كَيْتَ، وَ لَيْتَ وَ عَسَى، أَعَالِيلُ أَبَاطِيلُ، وَ تَسْأَلُونِّي التَّأْخِيرَ دِفَاعَ ذِي الدِّينِ الْمَطُولِ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ، لَا يَدْفَعُ الضَّيْمَ الذَّلِيلُ، وَ لَا يُدْرَكُ الْحَقُّ إِلَّا بِالْجِدِّ وَ الصَّبْرِ.
أَيَّ دَارٍ بَعْدَ دَارِكُمْ تُمَتَّعُونَ، وَ مَعَ أَيِّ إِمَامٍ بَعْدِي تُقَاتِلُونَ! الْمَغْرُورُ وَ اللَّهِ مَنْ غَرَرْتُمُوهُ، وَ مَنْ فَازَ بِكُمْ فَازَ بِالسَّهْمِ الْأَخْيَبِ، أَصْبَحْتُ لَا أَطْمَعُ فِي نُصْرَتِكُمْ، وَ لَا أُصَدِّقُ قَوْلَكُمْ، فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ، وَ أَعْقَبَنِي بِكُمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْكُمْ.
أَمَا إِنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي ذُلًّا شَامِلًا، وَ سَيْفاً قَاطِعاً، وَ أَثَرَةً 243 يَتَّخِذُهَا الظَّالِمُونَ فِيكُمْ سُنَّةً، تُفَرِّقُ جَمَاعَتَكُمْ، وَ تُبْكِي عُيُونَكُمْ، وَ تَمُنُّونَ عَمَّا قَلِيلٍ أَنَّكُمْ رَأَيْتُمُونِي فَنَصَرْتُمُونِي، وَ سَتَعْرِفُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ عَمَّا قَلِيلٍ، وَ لَا يُبَعِّدُ اللَّهُ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ.
قَالَ: فَكَانَ جُنْدَبٌ لَا يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَّا بَكَى، وَ قَالَ: صَدَقَ وَ اللَّهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَدْ شَمِلَنَا الذُّلُّ، وَ رَأَيْنَا الْأَثَرَةَ، وَ لَا يُبَعِّدُ اللَّهُ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ.
303- 5- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ خَالِدٍ الْمَرَاغِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ وَاصِلِ الْأَسَدِيُّ، عَنْ مُخَوَّلِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَزَوَّرٍ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ زَيَّنَكَ بِزِينَةٍ لَمْ يُزَيِّنِ الْعِبَادَ بِزِينَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْهَا، زَيَّنَكَ بِالزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَ جَعَلَكَ لَا تَرْزَأُ 244 مِنْهَا شَيْئاً، وَ لَا تَرْزَأُ مِنْكَ شَيْئاً، وَ وَهَبَ لَكَ حُبَّ الْمَسَاكِينِ، فَجَعَلَكَ تَرْضَى بِهِمْ أَتْبَاعاً، وَ يَرْضَوْنَ بِكَ إِمَاماً، فَطُوبَى لِمَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَقَ فِيكَ، وَ وَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَبَ عَلَيْكَ، فَأَمَّا مَنْ أَحَبَّكَ وَ صَدَقَ فِيكَ فَأُولَئِكَ جِيرَانُكَ فِي دَارِكَ، وَ شُرَكَاؤُكَ فِي جَنَّتِكَ، وَ أَمَّا مَنْ أَبْغَضَكَ وَ كَذَبَ عَلَيْكَ فَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُوقِفَهُ مَوْقِفَ الْكَذَّابِينَ.
304- 6- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُ بْنُ مَالِكٍ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عِيسَى بْنِ مِهْرَانَ الْمُسْتَعْطَفُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ طُفَيْلٍ، عَنْ أَبِي تِحْيَى، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ (رَحِمَهُ اللَّهُ) يُعَاتِبُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، وَ يُوَبِّخُهُ عَلَى تَأَخُّرِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ قُعُودِهِ عَنِ الدُّخُولِ فِي بَيْعَتِهِ، وَ يَقُولُ لَهُ: يَا أَبَا مُوسَى، مَا الَّذِي أَخَّرَكَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَوَ اللَّهِ لَئِنْ
شَكَكْتَ فِيهِ لَتَخْرُجَنَّ عَنِ الْإِسْلَامِ. وَ أَبُو مُوسَى يَقُولُ لَهُ: لَا تَفْعَلْ وَ دَعْ عِتَابَكَ لِي، فَإِنَّمَا أَنَا أَخُوكَ. فَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: مَا أَنَا لَكَ بِأَخٍ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَلْعَنُكَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَ قَدْ هَمَمْتَ مَعَ الْقَوْمِ بِمَا هَمَمْتَ. فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: أَ فَلَيْسَ قَدْ اسْتَغْفَرَ لِي قَالَ عَمَّارٌ: قَدْ سَمِعْتُ اللَّعْنَ وَ لَمْ أَسْمَعِ الِاسْتِغْفَارَ.
305- 7- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَاتِبُ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ عِيسَى، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو طَلْحَةَ الْخُزَاعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو تُرَابٍ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي كِتَابٍ لِوَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ فَإِذَا مَكْتُوبٌ فِي صَدْرِ الْكِتَابِ: هَذَا مَا وَضَعَتِ الْحُكَمَاءُ فِي كُتُبِهَا: الِاجْتِهَادُ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ أَرْبَحُ تِجَارَةٍ، وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ، وَ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ، وَ أَدَبٌ تَسْتَفِيدُهُ خَيْرٌ مِنْ مِيرَاثٍ، وَ حُسْنُ الْخُلُقِ خَيْرُ رَفِيقٍ، وَ التَّوْفِيقُ خَيْرٌ قَائِدٍ، وَ لَا ظَهْرَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ، وَ لَا وَحْشَةَ أَوْحَشُ مِنَ الْعُجْبِ، وَ لَا يَطْمَعَنَّ صَاحِبُ الْكِبْرِ فِي حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ.