کتابخانه روایات شیعه
ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): مَنْ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِوَلَايَةِ إِمَامٍ جَائِرٍ لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَ جَاءَ مُنْكِراً لِحَقِّنَا جَاحِداً بِوَلَايَتِنَا، أَكَبَّهُ اللَّهُ (تَعَالَى) يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي النَّارِ.
940- 88- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ الطَّبَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ الْآدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْمَعْرُوفُ بِشَبَابِ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرُّكَيْنُ بْنُ الرَّبِيعِ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: مَنْ آمَنَ بِي وَ صَدَّقَنِي فَلْيَتَوَلَّ عَلِيّاً مِنْ بَعْدِي، فَإِنَّ وَلَايَتَهُ وَلَايَتِي، وَ وَلَايَتِي وَلَايَةُ اللَّهِ، أَمَرَ عَهْدَهُ إِلَيَّ رَبِّي وَ أَمَرَنِي أَنْ أُبَلِّغَكُمُوهُ، أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ. قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَمَا إِنَّكُمْ تَقُولُونَ: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ، وَ إِنَّ مِنْكُمْ لَمْنْ يُنَازِعُهُ حَقَّهُ، وَ يَحْمِلُ النَّاسَ عَلَى كَتِفِهِ.
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، سَمِّهِمْ لَنَا. قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أُمِرْتُ بِالْإِعْرَاضِ عَنْهُمْ، وَ كَفَى بِالْمَرْءِ مِنْكُمْ مَا يَجِدُ لِعَلِيٍّ فِي نَفْسِهِ.
941- 89- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مَا كَانَ، ضَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ إِلَى اللَّهِ (تَعَالَى) وَ قَالَتْ: يَا رَبِّ يُفْعَلُ هَذَا بِالْحُسَيْنِ صَفِيِّكَ وَ ابْنِ نَبِيِّكَ! قَالَ: فَأَقَامَ اللَّهُ لَهُمْ ظِلَّ الْقَائِمِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ قَالَ: بِهَذَا أَنْتَقِمُ لَهُ مِنْ ظَالِمِيهِ.
942- 90- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ظَبْيَانَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: مَا يَقُولُ النَّاسُ فِي أَرْوَاحِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ قُلْتُ: يَقُولُونَ: فِي حَوَاصِلِ طُيُورٍ خُضْرٍ.
فَقَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! الْمُؤْمِنُ أَكْرَمُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ، إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ) وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) وَ مَعَهُمْ مَلَائِكَةٌ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) الْمُقَرَّبِينَ، فَإِنْ أَنْطَقَ اللَّهُ لِسَانَهُ بِالشَّهَادَةِ لَهُ بِالتَّوْحِيدِ وَ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِالنُّبُوَّةِ وَ الْوَلَايَةِ لِأَهْلِ الْبَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) وَ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ مَعَهُمْ، وَ إِنِ اعْتُقِلَ لِسَانُهُ فَإِنَّ نَبِيَّهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَعْلَمُ مَا فِي قَلْبِهِ مِنْ ذَلِكَ فَشَهِدَ بِهِ، وَ شَهِدَ عَلَى شَهَادَةِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلِيٌّ وَ فَاطِمَةُ وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَيْنُ (عَلَى جَمَاعَتِهِمْ مِنَ اللَّهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَ السَّلَامِ). وَ مَنْ حَضَرَ مَعَهُمْ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَإِذَا قَبَضَ اللَّهُ رُوحَهُ إِلَيْهِ صَيَّرَ تِلْكَ الرُّوحَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي صُورَةٍ كَصُورَتِهِ فِي الدُّنْيَا فَيَأْكُلُونَ وَ يَشْرَبُونَ، فَإِذَا قَدِمَ عَلَيْهِمُ الْقَادِمُ عَرَفَهُمْ بِتِلْكَ الصُّورَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الدُّنْيَا.
943- 91- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): لَوْ أَنَّ كَافِراً وَصَفَ مَا تَصِفُونَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهِ، مَا طَعِمَتِ النَّارُ مِنْ جَسَدِهِ شَيْئاً.
تم المجلس الرابع عشر، و يتلوه المجلس الخامس عشر.
[15] المجلس الخامس عشر
فيه أحاديث أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (رحمه الله)، رواية الحسين بن عبيد الله الغضائري (رحمه الله). عنه.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
944- 1- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْغَضَائِرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ الْقُمِّيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بَابَوَيْهِ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ، قَالَ: وَقَعَ الْخَبَرُ إِلَى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ بِمَا عَزَمَ عَلَيْهِ مُوسَى بْنُ الْمَهْدِيِّ فِي أَمْرِهِ. فَقَالَ لِأَهْلِ بَيْتِهِ: مَا تُشِيرُونَ قَالُوا نَرَى أَنْ تَتَبَاعَدَ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، وَ أَنْ تُغَيِّبَ شَخْصَكَ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَا يُؤْمَنُ شَرُّهُ، فَتَبَسَّمَ أَبُو الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ثُمَّ قَالَ:
زَعَمَتْ سَخِينَةُ 496 أَنْ سَتَغْلِبَ رَبَّهَا
وَ لَيُغْلَبَنَّ مَغَالِبَ الْغُلَّابِ
ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ قَالَ:" إِلَهِي كَمْ مِنْ عَدُوٍّ شَحَذَ لِي ظُبَةَ مُدْيَتِهِ، وَ أَرْهَفَ لِي
شَبَا حَدِّهِ، وَ دَافَ لِي قَوَاتِلَ سُمُومِهِ، وَ لَمْ تَنَمْ عَنِّي عَيْنُ حَرَاسَتِهِ، فَلَمَّا رَأَيْتَ ضَعْفِي عَنِ احْتِمَالِ الْفَوَادِحِ، وَ عَجْزِي عَنْ مُلِمَّاتِ الْجَوَائِحِ، صَرَفْتَ ذَلِكَ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ، لَا بِحَوْلِي وَ لَا بِقُوَّتِي، وَ أَلْقَيْتَهُ فِي الْحَفِيرِ الَّذِي احْتَفَرَ لِي خَائِباً مِمَّا أَمَّلَهُ فِي دُنْيَاهُ، مُتَبَاعِداً مِمَّا رَجَاهُ فِي آخِرَتِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ قَدْرَ اسْتِحْقَاقِك، سَيِّدِي إِلَهِي، فَخُذْهُ بِعِزَّتِكَ وَ افْلُلْ حَدَّهُ عَنِّي بِقُدْرَتِكَ، وَ اجْعَلْ لَهُ شُغُلًا فِيمَا يَلِيهِ وَ عَجْزاً عَمَّا يُنَاوِيهِ، إِلَهِي فَأَعِذْنِي مِنْ عَدْوَي حَاضِرَةٍ تَكُونُ مِنْ غَيْظِي شِفَاءً، وَ مِنْ حَنَقِي عَلَيْهِ وِقَاءً، وَ صِلِ اللَّهُمَّ دُعَائِي بِالْإِجَابَةِ، وَ انْظُرْ شِكَايَتِي بِالتَّغْيِيرِ، وَ عَرِّفْهُ عَمَّا قَلِيلٍ مَا وَعَدْتَ الظَّالِمِينَ، وَ عَرِّفْنِي مَا وَعَدْتَ مِنْ إِجَابَةِ الْمُضْطَرِّينَ، إِنَّكَ ذُو الْفَضْلِ وَ الْمَنِّ الْكَرِيمِ".
قَالَ: ثُمَّ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ، فَمَا اجْتَمَعُوا إِلَّا لِقِرَاءَةِ الْكُتُبِ الْوَارِدَةِ بِمَوْتِ مُوسَى بْنِ الْمَهْدِيِّ.
945- 2- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ مَاجِيلَوَيْهِ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِنَا يَقُولُ: لَمَّا حَبَسَ هَارُونُ الرَّشِيدِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) وَ جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ، فَخَافَ نَاحِيَةَ هَارُونَ أَنْ يَقْتُلَهُ، جَدَّدَ طَهُورَهُ وَ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْقِبْلَةَ، وَ صَلَّى لِلَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ دَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ فَقَالَ:" يَا سَيِّدِي نَجِّنِي مِنْ حَبْسِ هَارُونَ، وَ خَلِّصْنِي مِنْ يَدِهِ، يَا مُخَلِّصَ الصَّخْرِ مِنْ بَيْنِ رَمْلٍ وَ طِينٍ وَ مَاءٍ، وَ يَا مُخَلِّصَ النَّارِ مِنْ بَيْنِ الْحَدِيدِ وَ الْحَجَرِ، وَ يَا مُخَلِّصَ اللَّبَنِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ، وَ يَا مُخَلِّصَ الْوَلَدِ مِنْ بَيْنِ مَشِيمَةٍ وَ رَحِمٍ، وَ يَا مُخَلِّصَ الرُّوحِ مِنْ بَيْنِ الْأَحْشَاءِ وَ الْأَمْعَاءِ، خَلِّصْنِي مِنْ يَدِ هَارُونَ الرَّشِيدِ".
فَلَمَّا دَعَا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ رَأَى رَجُلًا أَسْوَدَ فِي مَنَامِهِ وَ بِيَدِهِ سَيْفٌ قَدْ سَلَّهُ، وَ هُوَ وَاقِفٌ عَلَى رَأْسِ هَارُونَ، وَ هُوَ يَقُولُ: يَا هَارُونُ، أَطْلِقْ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَ إِلَّا ضَرَبْتُ عِلَاوَتَكَ بِسَيْفِي هَذَا، فَخَافَ هَارُونُ مِنْ هَيْبَتِهِ، ثُمَّ دَعَا حَاجِبَهُ وَ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلَى السِّجْنِ فَأَطْلِقْ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ.
قَالَ: فَخَرَجَ الْحَاجِبُ فَقَرَعَ بَابَ السِّجْنِ، وَ قَالَ: مَنْ هَذَا فَقَالَ: إِنَّ الْخَلِيفَةَ يَدْعُو
مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْ سِجْنِكَ وَ أَطْلِقْ عَنْهُ، فَصَاحَ السَّجَّانُ: يَا مُوسَى، إِنَّ الْخَلِيفَةَ يَدْعُوكَ، فَقَامَ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مَذْعُوراً فَزِعاً، وَ هُوَ يَقُولُ: لَا يَدْعُونِي فِي جَوْفِ اللَّيْلِ إِلَّا لِشَرٍّ يُرِيدُ بِي، فَقَامَ بَاكِياً مَغْمُوماً آيِساً مِنْ حَيَاتِهِ، فَجَاءَ إِلَى هَارُونَ وَ فَرَائِصُهُ تَرْتَعِدُ، فَقَالَ: سَلَامٌ عَلَى هَارُونَ، فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: نَاشَدْتُكَ اللَّهَ، هَلْ دَعَوْتَ فِي جَوْفِ هَذِهِ اللَّيْلَةِ بِدَعَوَاتٍ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: وَ مَا هِيَ قَالَ: جَدَّدْتُ طَهُورِي وَ صَلَّيْتُ لِلَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَ رَفَعْتُ طَرْفِي إِلَى السَّمَاءِ، وَ قُلْتُ:" يَا سَيِّدِي خَلِّصْنِي مِنْ يَدِ هَارُونَ وَ شَرِّهِ" فَقَالَ هَارُونُ: قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ، يَا حَاجِبُ أَطْلِقْ عَنْ هَذَا.
ثُمَّ دَعَا بِثِيَابٍ، فَخَلَعَ عَلَيْهِ ثَلَاثاً، وَ حَمَلَهُ عَلَى فَرَسِهِ وَ أَكْرَمَهُ، وَ صَيَّرَهُ نَدِيماً لِنَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَاتِ الْكَلِمَاتِ حَتَّى أُثْبِتَهَا، ثُمَّ دَعَا بِدَوَاةٍ وَ قِرْطَاسٍ وَ كَتَبَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ.
قَالَ: وَ أَطْلَقَ عَنْهُ، وَ سَلَّمَهُ إِلَى حَاجِبِهِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَى الدَّارِ، فَصَارَ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَرِيماً شَرِيفاً عِنْدَ هَارُونَ، وَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهِ كُلَّ يَوْمِ خَمِيسٍ.
946- 3- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانٍ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، وَ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمِيثَمِيِّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لَا رِضَاعَ بَعْدَ فِطَامٍ، وَ لَا وِصَالَ فِي صِيَامٍ، وَ لَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ، وَ لَا صَمْتَ يَوْمٍ إِلَى اللَّيْلِ، وَ لَا تَعَرُّبَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَ لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَ لَا طَلَاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ، وَ لَا عِتْقَ قَبْلَ مِلْكٍ، وَ لَا يَمِينَ لِوَلَدٍ مَعَ وَالِدِهِ، وَ لَا لِمَمْلُوكٍ مَعَ مَوْلَاهُ، وَ لَا لِمَرْأَةٍ مَعَ زَوْجِهَا، وَ لَا نَذْرَ فِي مَعْصِيَةٍ، وَ لَا يَمِينَ فِي قَطِيعَةٍ.
947- 4- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ أَرَادَ التَّوَسُّلَ إِلَيَّ، وَ أَنْ يَكُونَ لَهُ عِنْدِي يَدٌ أَشْفَعُ لَهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلْيَصِلْ أَهْلَ بَيْتِي وَ يُدْخِلِ السُّرُورَ عَلَيْهِمْ.
948- 5- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ قَالَ" صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ" وَ لَمْ يُصَلِّ عَلَى آلِهِ، لَمْ يَجِدْ رِيحَ الْجَنَّةِ، وَ رِيحُهَا مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِ مِائَةِ عَامٍ.
949- 6- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ فَضْلِ بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): مَنْ قَالَ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَاً وَ عِشْرِينَ مَرَّةً:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ" كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَضَى وَ بِعَدَدِ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَقِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَسَنَةً، وَ مَحَا عَنْهُ سَيِّئَةً، وَ رَفَعَ لَهُ دَرَجَةً.
950- 7- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: مَنْ قَدَّمَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا مِنْ إِخْوَانِهِ قَبْلَ أَنْ يَدْعُوَ لِنَفْسِهِ، اسْتُجِيبَ لَهُ فِيهِمْ وَ فِي نَفْسِهِ.
951- 8- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْمُتَوَكِّلِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ رُشَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: ذَكَرْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بَعْضَ الْأَنْبِيَاءِ فَصَلَّيْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِذَا ذَكَرْتَ أَحَداً مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَابْدَأْ بِالصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ ثُمَّ عَلَيْهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عَلَى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ.