کتابخانه روایات شیعه
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى الْغَارِ وَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، أَمَرَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَنْ يَنَامَ عَلَى فِرَاشِهِ وَ يَتَوَشَّحَ بِبُرْدَتِهِ، فَبَاتَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) مُوَطِّناً نَفْسَهُ عَلَى الْقَتْلِ، وَ جَاءَتْ رِجَالُ قُرَيْشٍ مِنْ بُطُونِهَا يُرِيدُونَ قَتْلَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَضَعُوا عَلَيْهِ أَسْيَافَهُمْ لَا يَشُكُّونَ أَنَّهُ مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقَالُوا: أَيْقِظُوهُ لِيَجِدَ أَلَمَ الْقَتْلِ وَ يَرَى السُّيُوفَ تَأْخُذُهُ، فَلَمَّا أَيْقَظُوهُ وَ رَأَوْهُ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) تَرَكُوهُ وَ تَفَرَّقُوا فِي طَلَبِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَأَنْزَلَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ): «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَ اللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ» .
999- 5- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُنْدَبٍ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: فَخَرَتْ عَائِشَةُ بِأَبِيهَا وَ مَكَانِهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي الْغَارِ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ: وَ أَيْنَ أَنْتِ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حَيْثُ نَامَ فِي مَكَانِهِ وَ هُوَ يَرَى أَنَّهُ يُقْتَلُ فَسَكَتَتْ وَ لَمْ تُحِرْ جَوَاباً.
1000- 6- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيُّ النَّصِيبِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ الْعَلَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ جَعْدَةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَتْ: لَمَّا أَمَرَ اللَّهُ (تَعَالَى) نَبِيَّهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِالْهِجْرَةِ وَ أَنَامَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي فِرَاشِهِ وَ وَشَّحَهُ بِبُرْدٍ لَهُ حَضْرَمِيٍّ، ثُمَّ خَرَجَ، فَإِذَا وُجُوهُ قُرَيْشٍ عَلَى بَابِهِ، فَأَخَذَ حَفْنَةً مِنْ تُرَابٍ فَذَرَّهَا عَلَى رُءُوسِهِمْ، فَلَمْ يَشْعُرْ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ، وَ دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَقْبَلَ عَلَيَّ وَ قَالَ: أَبْشِرِي يَا أُمَّ هَانِئٍ، فَهَذَا جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يُخْبِرُنِي أَنَّ اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) قَدْ أَنْجَى عَلِيّاً مِنْ عَدُوِّهِ.
قَالَتْ: وَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَعَ جَنَاحِ الصُّبْحِ إِلَى غَارِ ثَوْرٍ، وَ كَانَ فِيهِ ثَلَاثاً، حَتَّى سَكَنَ عَنْهُ الطَّلَبُ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ أَمَرَهُ بِأَمْرِهِ وَ أَدَاءِ أَمَانَتِهِ.
1001- 7- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الصَّامَغَانِيُّ بِقَزْوِينَ، وَ جَعْفَرُ بْنُ إِدْرِيسَ الْقَزْوِينِيُّ الْمُجَاوِرُ بِمَكَّةَ، قَالا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْغَازِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَ حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيِّ بْنِ صَدَقَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ غَالِبٍ الرَّقِّيُّ بِحَلَبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالُوا:
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ: الْإِيمَانُ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَ عَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ.
و لفظ الحديث لداود بن سليمان عن الرضا (عليه السلام).
1002- 8- قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ: وَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَعْقُوبَ الْحَرِيرِيُّ الطَّبَرِيُّ بِآمُلِ طَبَرِسْتَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يَاسِرٍ عَمَّارُ بْنُ رَجَاءٍ الْأَسْتَرَابَاذِيُّ، وَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَطِيَّةَ الرَّازِيُّ، وَ أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ وَ غَيْرُهُمْ، قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ: الْإِيمَانُ قَوْلٌ بِاللِّسَانِ، وَ مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَ عَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ.
قال أبو حاتم: قال أبو الصلت: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ بإذن الله.
1003- 9- قال أبو المفضل: و هذا حديث لم يحدث به عن النبي (صلى الله عليه و آله) إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) من رواية الرضا عن آبائه (عليهم السلام)، و أجمع على هذا القول أئمة أصحاب الحديث فيما أعلم، و احتجوا بهذا الحديث على المرجئة، و لم يحدث به فيما أعلم إلا موسى بن جعفر عن أبيه (صلوات الله عليهما)، و كنت لا أعلم أن أحدا رواه عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) إلا ابنه الرضا (عليه السلام) حتى حدثناه محمد بن علي بن معمر الكوفي، و ما كتبته إلا عنه، قال: حدثنا عبد الله
ابن سعيد البصري العابد بسورا، قال: حدثنا محمد بن صدقة و محمد بن تميم، قالا:
حدثنا موسى بن جعفر عن أبيه بإسناده مثله سواء.
1004- 10- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ أَبُو أَحْمَدَ الْمُصْعَبِيُّ، قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَخِي طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ بِخُرَاسَانَ، وَ فِي مَجْلِسِهِ يَوْمَئِذٍ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ الْحَنْظَلِيُّ وَ أَبُو الصَّلْتِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ الْهَرَوِيُّ وَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْفُقَهَاءِ وَ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ، فَتَذَاكَرُوا الْإِيمَانَ، فَابْتَدَأَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ فَتَحَدَّثَ فِيهِ بِعِدَّةِ أَحَادِيثَ، وَ خَاضَ الْفُقَهَاءُ وَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فِي ذَلِكَ، وَ أَبُو الصَّلْتِ سَاكِتٌ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا الصَّلْتِ أَ لَا تُحَدِّثُنَا، فَقَالَ: حَدَّثَنِي الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) وَ كَانَ وَ اللَّهِ رِضًا كَمَا وُسِمَ بِالرِّضَا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْكَاظِمُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الصَّادِقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْبَاقِرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي السَّجَّادُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ سِبْطُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْوَصِيُّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): الْإِيمَانُ عَقْدٌ بِالْقَلْبِ، وَ نُطْقٌ بِاللِّسَانِ، وَ عَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ.
قَالَ: فَخَرِسَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ كُلُّهُمْ، وَ نَهَضَ أَبُو الصَّلْتِ، فَنَهَضَ مَعَهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ وَ الْفُقَهَاءُ، فَأَقْبَلَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ عَلَى أَبِي الصَّلْتِ وَ قَالَ لَهُ وَ نَحْنُ نَسْمَعُ: يَا أَبَا الصَّلْتِ، أَيُّ إِسْنَادٍ هَذَا فَقَالَ: يَا ابْنَ رَاهَوَيْهِ هَذَا سَعُوطُ الْمَجَانِينِ، هَذَا عِطْرُ الرِّجَالِ ذَوِي الْأَلْبَابِ.
1005- 11- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الطَّاهِرِيُّ الْكَاتِبُ، فِي دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِيسَى بْنِ دَاوُدَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَ بِحَضْرَتِهِ إِمْلَاءٌ يَوْمَ الثَّلَاثَاءِ لِتِسْعٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ عِشْرِينَ وَ ثَلَاثِ مِائَةٍ، قَالَ: حَمَلَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاتِ فِي وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ بِرّاً وَاسِعاً إِلَى أَبِي أَحْمَدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ، فَأَوْصَلْتُهُ إِلَيْهِ، وَ وَجَدْتُهُ عَلَى
إِضَاقَةٍ شَدِيدَةٍ، فَقَبِلَهُ وَ كَتَبَ فِي الْوَقْتِ بَدِيهَةً:
أَيَادِيكَ عِنْدِي مُعْظَمَاتٌ جَلَائِلُ
طِوَالُ الْمَدَى شُكْرِي لَهُنَّ قَصِيرٌ
فَإِنْ كُنْتَ عَنْ شُكْرِي غَنِيّاً فَإِنَّنِي
إِلَى شُكْرِ مَا أَوْلَيْتَنِي لَفَقِيرٌ
قَالَ: فَقُلْتُ: هَذَا- أَعَزَّ اللَّهُ الْأَمِيرَ- حَسَنٌ. قَالَ: أَحْسَنُ مِنْهُ مَا سَرَقْتُهُ مِنْهُ. فَقُلْتُ:
وَ مَا هُوَ قَالَ: حَدِيثَانِ حَدَّثَنِي بِهِمَا أَبُو الصَّلْتِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ صَالِحٍ الْهَرَوِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ)، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَسْرَعُ الذُّنُوبِ عُقُوبَةً كُفْرَانُ النِّعْمَةِ.
وَ حَدَّثَنِي أَبُو الصَّلْتِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يُؤْتَى بِعَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُوقَفُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) فَيُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَمَرْتَ بِي إِلَى النَّارِ وَ قَدْ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ! فَيَقُولُ اللَّهُ: أَيْ عَبْدِي إِنِّي أَنْعَمْتُ عَلَيْكَ فَلَمْ تَشْكُرْ نِعْمَتِي.
فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِكَذَا فَشَكَرْتُكَ بِكَذَا، وَ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِكَذَا وَ شَكَرْتُكَ بِكَذَا، فَلَا يَزَالُ يُحْصِي النِّعْمَةَ وَ يُعَدِّدُ الشُّكْرَ، فَيَقُولُ اللَّهُ (تَعَالَى): صَدَقْتَ عَبْدِي إِلَّا أَنَّكَ لَمْ تَشْكُرْ مَنْ أَجْرَيْتُ لَكَ نِعْمَتِي عَلَى يَدَيْهِ، وَ إِنِّي قَدْ آلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَنْ لَا أَقْبَلَ شُكْرَ عَبْدٍ لِنِعْمَةٍ أَنْعَمْتُهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَشْكُرَ مَنْ سَاقَهَا مِنْ خَلْقِي إِلَيْهِ.
قال: فانصرفت بالخبر إلى علي بن الفرات، و هو في مجلس أبي العباس أحمد بن محمد بن الفرات، و ذكرت ما جرى، فاستحسن الخبر و انتسخه، و ردني في الوقت إلى أحمد أبي عبيد الله بن عبد الله ببر واسع من بر أخيه، فأوصلته إليه، فقبله و سر به، و كتب إليه:
شكريك معقود بإيماني
حكم في سري و إعلاني
عقد ضمير و فم ناطق
و فعل أعضاء و أركان
فقلت: هذا- أعز الله الأمير- أحسن من الأول. فقال: أحسن منه ما سرقته منه.
قلت: و ما هو قال:
حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح بنيشابور، قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، قال: حدثني أبي موسى الكاظم، قال: حدثني أبي جعفر الصادق، قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين السبط، قال: حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم)، قال: قال النبي (صلى الله عليه و آله): الإيمان عقد بالقلب، و نطق باللسان، و عمل بالأركان.
قال: فعدت إلى أبي العباس بن الفرات فحدثته بالحديث فانتسخه.
قال أبو أحمد: و كان أبو الصلت في مجلس أخي بنيشابور و حضر مجلسه متفقهة نيشابور و أصحاب الحديث منهم، و فيهم إسحاق بن راهويه، فأقبل إسحاق على أبي الصلت، فقال: يا أبا الصلت، أي إسناد هذا ما أغربه و أعجبه! قال: هذا سعوط المجانين الذي إذا سعط به المجنون برئ بإذن الله (تعالى).
قال أبو المفضل: حدثت عن أبي علي بن همام عما تقدم من حديثه عن أبي أحمد، و سألني في الحديث الثاني أن أمليه عليه من أجل الزيادة فيه و الشعر فأمليته عليه.
1006- 12- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَرْطَاةُ بْنُ حَبِيبٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ هُوَ آخِذٌ بِشَعْرِهِ، قَالَ: مَنْ آذَى شَعْرَةً مِنِّي فَقَدْ آذَانِي، وَ مَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ)، وَ مَنْ آذَى اللَّهَ (عَزَّ وَ جَلَّ) لَعَنَهُ مَلَأُ السَّمَاوَاتِ وَ مَلَأُ الْأَرْضِ، وَ تَلَا «إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ
وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً» 507 .
1007- 13- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي خَالِدٍ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الْخَلْقِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ أَنَا إِلَى جَنْبِهِ هَذَا وَ ابْنَاهُ وَ أُمُّهُمَا، هُمْ مِنِّي وَ أَنَا مِنْهُمْ، وَ هُمْ مَعِي فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَ جَمَعَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ.
1008- 14- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ هِشَامِ بْنِ مَلَّاسٍ النُّمَيْرِيُّ الْمُعَدِّلُ بِدِمَشْقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ)، قَالَ: مَنْ أُعْطِيَ الدُّعَاءَ لَمْ يُحْرَمِ الْإِجَابَةَ، وَ مَنْ أُعْطِيَ الشُّكْرَ لَمْ يُمْنَعِ الزِّيَادَةَ، وَ تَلَا أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامَ) «وَ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» 508 .
1009- 15- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَاشِدٍ الطَّاهِرِيُّ الْكَاتِبُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْأَمِيرَ أَبَا أَحْمَدَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ الْمُصْعَبِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الصَّلْتِ عَبْدَ السَّلَامِ بْنَ صَالِحٍ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الرِّضَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: إِذَا وَلِيَ الظَّالِمُ الظَّالِمَ فَقَدِ انْتَصَفَ الْحَقُّ، وَ إِذَا وَلِيَ الْعَادِلُ الْعَادِلَ فَقَدِ اعْتَدَلَ الْحَقُّ، وَ إِذَا وَلِيَ الْعَادِلُ الظَّالِمَ فَقَدْ اسْتَرَاحَ الْحَقُّ، وَ إِذَا وَلِيَ الْعَبْدُ الْحُرَّ فَقَدِ اسْتَرَقَّ الْحَقَّ.
1010- 16- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ ابْنُ بِنْتِ الْأَشَجِّ الْكِنْدِيُّ الْكُوفِيُّ نَزِيلُ أُسْوَانَ بِهَا سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو جَعْفَرٍ الذُّهْلِيُّ الْكُوفِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَلَاءِ الْخَفَّافُ، يَعْنِي خَالِدَ بْنَ طَهْمَانَ، عَنْ شَجَرَةَ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ): يَا شَجَرَةُ، بِحُبِّنَا تُغْفَرُ لَكُمُ الذُّنُوبُ.
1011- 17- أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ الثَّقَفِيُّ الْكَاتِبُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ بَشِيرٍ الزَّيْنَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَمِيرَةَ الْعَبْسِيُّ، عَنْ عَبَّادٍ الْمِنْقَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِظَبْيَةٍ مَرْبُوطَةٍ بِطُنُبِ فُسْطَاطٍ، فَلَمَّا رَأَتْهُ أَطْلَقَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) لِسَانَهَا فَكَلَّمَتْهُ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُمُّ خِشْفَيْنِ عَطْشَانَيْنِ، وَ هَذَا ضَرْعِي قَدِ امْتَلَأَ لَبَناً، فَخَلِّنِي لِأَنْطَلِقَ فَأُرْضِعَهُمَا ثُمَّ أَعُودَ فَتَرْبِطَنِي كَمَا كُنْتُ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): وَ كَيْفَ وَ أَنْتِ رَبِيطَةُ قَوْمٍ وَ صَيْدُهُمْ. قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا أَجِيءُ فَتَرْبِطَنِي أَنْتَ بِيَدِكَ كَمَا كُنْتُ.
فَأَخَذَ عَلَيْهَا مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ لَتَعُودِنَّ وَ خَلَّى سَبِيلَهَا، فَلَمْ تَلْبَثْ إِلَّا يَسِيراً حَتَّى رَجَعَتْ، وَ قَدْ أَفْرَغَتْ مَا فِي ضَرْعِهَا، فَرَبَطَهَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) كَمَا كَانَتْ، ثُمَّ سَأَلَ: لِمَنْ هَذَا الصَّيْدُ فَقِيلَ لَهُ: هَذِهِ لِبَنِي فُلَانٍ، فَأَتَاهُمُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ كَانَ الَّذِي أَقْنَصَهَا مِنْهُمْ مُنَافِقاً، فَرَجَعَ عَنْ نِفَاقِهِ وَ حَسُنَ إِسْلَامُهُ، فَكَلَّمَهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي بَيْعِهَا لِيَشْتَرِيَهَا مِنْهُ، قَالَ: بَلْ أُخَلِّيَ سَبِيلَهَا فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي يَا نَبِيَّ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لَوْ أَنَّ الْبَهَائِمَ يَعْلَمْنَ مِنَ الْمَوْتِ مَا تَعْلَمُونَ أَنْتُمْ مَا أَكَلْتُمْ مِنْهَا سَمِيناً.