کتابخانه روایات شیعه
إِيمَانُ عَلِيٍّ فِي كِفَّةٍ، لَرَجَحَ إِيمَانُ عَلِيٍّ.
1189- 3- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الطِّيبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ اللَّخْمِيُّ الْكُوفِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِيُّ الْمُحَمَّدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي بَرِيرَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي نُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ الْقَاضِي، عَنْ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أُمِّ الطَّوِيلِ، عَنْ نَوْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبِكَالِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا نَوْفُ، خُلِقْنَا مِنْ طِينَةِ طَيِّبَةٍ، وَ خُلِقَ شِيعَتُنَا مِنْ طِينَتِنَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أُلْحِقُوا بِنَا.
قَالَ: نَوْفٌ: فَقُلْتُ: صِفْ لِي شِيعَتَكَ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَبَكَى لِذِكْرِى شِيعَتَهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا نَوْفُ، شِيعَتِي وَ اللَّهِ الْحُلَمَاءُ الْعُلَمَاءُ بِاللَّهِ وَ دِينِهِ، الْعَامِلُونَ بِطَاعَتِهِ وَ أَمْرِهِ، الْمُهْتَدُونَ بِحُبِّهِ، أَنْضَاءُ 655 عِبَادَةٍ، أَحْلَاسُ زَهَادَةٍ 656 ، صُفْرُ الْوُجُوهِ مِنَ التَّهَجُّدِ، عُمْشُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ، ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الذِّكْرِ، خُمُصُ الْبُطُونِ مِنَ الطَّوَى، تُعْرَفُ الرَّبَّانِيَّةُ فِي وُجُوهِهِمْ، وَ الرَّهْبَانِيَّةُ فِي سَمْتِهِمْ، مَصَابِيحُ كُلِّ ظُلْمَةٍ، وَ رَيْحَانُ كُلِّ قَبِيلٍ، لَا يَثْنُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَلَفاً، وَ لَا يَقِفُونَ لَهُمْ خَلَفاً، شُرُورُهُمْ مَكْنُونَةٌ، وَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ، وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ، وَ حَوَائِجُهُمْ خَفِيفَةٌ، أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي عَنَاءٍ، وَ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي رَاحَةٍ، فَهُمُ الْكَاسَةُ الْأَلِبَّاءُ، وَ الْخَالِصَةُ النُّجَبَاءُ، وَ هُمُ الرَّوَّاغُونَ فِرَاراً بِدِينِهِمْ، إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، وَ إِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، أُولَئِكَ شِيعَتِيَ الْأَطْيَبُونَ، وَ إِخْوَانِيَ الْأَكْرَمُونَ، أَلَا هَاهْ شَوْقاً إِلَيْهِمْ.
1190- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيُّ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِيهِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِيهِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ أُعْطِيَ أَرْبَعَ خِصَالٍ فِي الدُّنْيَا، فَقَدْ أُعْطِيَ خَيْرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ، وَ فَازَ بِحَظِّهِ مِنْهُمَا: وَرَعٌ يَعْصِمُهُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، وَ حُسْنُ خُلُقٍ يَعِيشُ بِهِ فِي النَّاسِ، وَ حِلْمٌ يَدْفَعُ بِهِ جَهْلَ الْجَاهِلِ، وَ زَوْجَةٌ صَالِحَةٌ تُعِينُهُ عَلَى أَمْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
1191- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ فِي مَنْزِلِهِ بِمَكَّةَ سَنَةَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَهِيكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حُمْرَانَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): طَالِبُ الْعِلْمِ بَيْنَ الْجُهَّالِ كَالْحَيِّ بَيْنَ الْأَمْوَاتِ.
1192- 6- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ الصَّيْدَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): سَيِّدُ الْأَعْمَالِ ثَلَاثَةٌ:
إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ، وَ مُوَاسَاةُ الْأَخِ فِي اللَّهِ، وَ ذِكْرُ اللَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
1193- 7- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ غَالِبٍ الْأَزْدِيُّ بِأَرْتَاحَ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ شُرَحْبِيلَ التُّرْخُمِيُّ بِحِمْصٍ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الْغَنِيِّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْغَنِيِّ الْأَزْدِيُّ بَمَعَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ هَمَّامٍ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي هَمَّامُ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنَّهُ قَالَ: أَنَا مَدِينَةُ الْجَنَّةِ وَ عَلِيٌّ بَابُهَا، فَمَنْ أَرَادَ الْجَنَّةَ فَلْيَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا.
1194- 8- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَّاءِ الْكَبِيرُ بِبَغْدَادَ سَنَةَ عَشْرٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مُسْلِمٍ اللَّاحِقِيُّ الصَّفَّارُ بِالْبَصْرَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ أَرْبَعِينَ وَ مِائَتَيْنِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَ أَنْتَ الْبَابُ، وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَصِلُ إِلَى الْمَدِينَةِ لَا مِنْ قِبَلِ الْبَابِ.
1195- 9- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ بِدَيْبُلَ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بَيَانٍ، عَنْ حُمْرَانَ الْمَدَائِنِيِّ قَاضِي تَفْلِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنِي جَدِّي لِأُمِّي شَرِيفُ بْنُ سَابِقٍ التَّفْلِيسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ التَّمِيمِيُّ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي وَ يَمُوتَ مَمَاتِي وَ يَسْكُنَ جَنَّةَ عَدْنٍ الَّتِي غَرَسَهَا رَبِّي، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيّاً بَعْدِي، وَ لْيُوَالِ وَلِيَّهُ، وَ لْيَقْتَدِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ، فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِي، خَلَقَهُمْ اللَّهُ مِنْ لَحْمِي وَ دَمِي، وَ حَبَاهُمْ فَهْمِي وَ عِلْمِي، وَيْلٌ لِلْمُكَذِّبِينَ بِفَضْلِهِمْ مِنْ أُمَّتِي، لَا أَنَالَهُمُ اللَّهُ شَفَاعَتِي.
[24] مجلس يوم الجمعة التاسع من ربيع الأول سنة سبع و خمسين و أربعمائة
فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1196- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ سَعِيدٍ الْحَضْرَمِيُّ بِالْجَارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ سَارِيَةَ الْمَكِّيُّ الْقُرَشِيُّ بِجُدَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ كَثِيرِ بْنِ طَارِقٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ قَدْ قَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ أَهْلِ الطَّائِفِ:" يَا أَهْلَ الطَّائِفِ، وَ اللَّهِ لَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ، وَ لَتُؤْتُنَّ الزَّكَاةَ، أَوْ لَأَبْعَثَنَّ إِلَيْكُمْ رَجُلًا كَنَفْسِي، يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ، وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، يَقْصَعُكُمْ بِالسَّيْفِ" فَتَطَاوَلَ لَهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَأَشَالَهَا، ثُمَّ قَالَ: هُوَ هَذَا. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ: مَا رَأَيْنَا كَالْيَوْمِ فِي الْفَضْلِ قَطُّ.
1197- 2- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ يَاسِينَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ مَوْلَى الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: سَمِعْتُ مَوْلَايَ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) يَذْكُرُ عَنْ آبَائِهِ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً فَشَكَرَهَا بِقَلْبِهِ إِلَّا اسْتَوْجَبَ الْمَزِيدَ فِيهَا قَبْلَ أَنْ يُظْهِرَ شُكْرَهَا عَلَى لِسَانِهِ.
1198- 3- قَالَ: وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): مَنْ أَصْبَحَ وَ الْآخِرَةُ هَمُّهُ، اسْتَغْنَى بِغَيْرِ مَالٍ، وَ اسْتَأْنَسَ بِغَيْرِ أَهْلٍ، وَ عَزَّ بِغَيْرِ عَشِيرَةٍ.
1199- 4- قَالَ: وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): الْمُؤْمِنُ لَا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ، وَ لَا يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُّ، وَ إِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) هُوَ الْمُنْتَصِرَ.
1200- 5- قَالَ: وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِنَّ مِنَ الْعِزَّةِ بِاللَّهِ أَنْ يَصْبِرَ الْعَبْدُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ، وَ يَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الْمَغْفِرَةَ.
1201- 6- قَالَ: وَ سَمِعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) رَجُلًا يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتْنَةِ. قَالَ: أَرَاكَ تَتَعَوَّذُ مِنْ مَالِكَ وَ وَلَدِكَ، يَقُولُ اللَّهُ (تَعَالَى): «إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ» 657 وَ لَكِنْ قُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَضَلَّاتِ الْفِتَنِ.
1202- 7- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَجَاءُ بْنُ يَحْيَى أَبُو الْحُسَيْنِ الْعَبَرْتَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ السِّكِّيتِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِيَّاكُمْ وَ الْإِيكَالَ بِالْمُنَى، فَإِنَّهَا مِنْ بَضَائِعِ الْعَجَزَةِ.
قَالَ: وَ أَنْشَدَنِي ابْنُ السِّكِّيتِ:
إِذَا مَا رَمَى بِيَ الْهَمُّ فِي ضِيقِ مَذْهَبٍ
رَمَتْ بِيَ الْمُنَى عَنْهُ إِلَى مَذْهَبٍ رَحْبٍ
.
1203- 8- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ رَجَاءُ بْنُ يَحْيَى الْعَبَرْتَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ السِّكِّيتِ النَّحْوِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ): مَا بَالَ الْقُرْآنِ لَا يَزْدَادُ عَلَى النَّشْرِ وَ الدَّرْسِ إِلَّا غَضَاضَةً قَالَ: إِنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) لَمْ يَجْعَلْهُ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ وَ لَا لِنَاسٍ دُونَ نَاسٍ، فَهُوَ فِي كُلِ
زَمَانٍ جَدِيدٌ، وَ عِنْدَ كُلِّ قَوْمٍ غَضٌّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
1204- 9- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ الْبَزَوْفَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو أَيُّوبَ الشَّاذَكُونِيُّ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ الْقَاضِي، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ سَيِّدِ الْجَعَافِرَةِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) لَمَّا أَقْدَمَهُ الْمَنْصُورُ، فَأَتَاهُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ، وَ كَانَ مُلْحِداً، فَقَالَ لَهُ: مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ «كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها» 658 ، هَبْ هَذِهِ الْجُلُودَ عَصَتْ فَعُذِّبَتْ، فَمَا بَالُ الْغَيْرِيَّةِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): وَيْحَكَ هِيَ هِيَ، وَ هِيَ غَيْرُهَا.
قَالَ: أَعْقِلْنِي هَذَا الْقَوْلَ. فَقَالَ لَهُ: أَ رَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا عَمَدَ إِلَى لَبِنَةٍ فَكَسَرَهَا، ثُمَّ صَبَّ عَلَيْهَا الْمَاءَ وَ جَبَلَهَا، ثُمَّ رَدَّهَا إِلَى هَيْئَتِهَا الْأُولَى، أَ لَمْ تَكُنْ هِيَ هِيَ، وَ هِيَ غَيْرُهَا فَقَالَ: بَلَى، أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ.
1205- 10- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَاصِمٍ الْبَزَوْفَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ أَبُو أَيُّوبَ الشَّاذَكُونِيُّ الْمِنْقَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: وَجَدْتُ عُلُومَ النَّاسِ كُلَّهَا فِي أَرْبَعِ خِلَالٍ: أَوَّلُهَا أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ، وَ الثَّانِيَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ، وَ الثَّالِثَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ، وَ الرَّابِعَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ دِينِكَ 659 .
1206- 11- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ ثَلَاثِمِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ الْأَبْرَشُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ. قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ: وَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُ
- وَ اللَّفْظُ لَهُ-، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الْجَرْجَرَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ صَالِحٍ الْجُعْفِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ وَ أَبِي مَرْيَمَ جَمِيعاً، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ» 660 دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ لِي: يَا عَلِيُّ، إِنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) أَمَرَنِي أَنْ أُنْذِرَ عَشِيرَتِيَ الْأَقْرَبِينَ، قَالَ: فَضِقْتُ بِذَلِكَ ذَرْعاً، وَ عَرَفْتُ أَنِّي مَتَى أُنَادِيهِمْ بِهَذَا الْأَمْرِ أَرَى مِنْهُمْ مَا أَكْرَهُ، فَصُمْتُ عَلَى ذَلِكَ، وَ جَاءَنِي جَبْرَئِيلُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ عَذَّبَكَ رَبُّكَ (عَزَّ وَ جَلَّ)، فَاصْنَعْ لَنَا يَا عَلِيُّ صَاعاً مِنْ طَعَامٍ، وَ اجْعَلْ عَلَيْهِ رِجْلَ شَاةٍ، وَ امْلَأْ لَنَا عُسّاً 661 مِنْ لَبَنٍ، ثُمَّ اجْمَعْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ حَتَّى أُكَلِّمَهُمْ، وَ أَبْلِغْهُمْ مَا أُمِرْتُ بِهِ. فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِي بِهِ، ثُمَّ دَعَوْتُهُمْ أَجْمَعَ، وَ هُمْ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعُونَ رَجُلًا يَزِيدُونَ رَجُلًا أَوْ يُنْقَصُونَ رَجُلًا، فِيهِمْ أَعْمَامُهُ أَبُو طَالِبٍ وَ حَمْزَةُ وَ الْعَبَّاسُ وَ أَبُو لَهَبٍ.
فَلَمَّا اجْتَمَعُوا لَهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، دَعَانِي بِالطَّعَامِ الَّذِي صَنَعْتُ لَهُمْ، فَجِئْتُ بِهِ، فَلَمَّا وَضَعْتُهُ تَنَاوَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) جِذْمَةً 662 مِنَ اللَّحْمِ، فَشَقَّهَا بِأَسْنَانِهِ، ثُمَّ أَلْقَاهَا فِي نَوَاحِي الصَّحْفَةِ، ثُمَّ قَالَ: خُذُوا بِسْمِ اللَّهِ، فَأَكَلَ الْقَوْمُ حَتَّى صَدَرُوا، مَا لَهُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الطَّعَامِ حَاجَةٌ، وَ مَا أَرَى إِلَّا مَوَاضِعَ أَيْدِيهِمْ، وَ ايْمُ اللَّهِ الَّذِي نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لَيَأْكُلُ مَا قَدَّمْتُ لِجَمِيعِهِمْ، ثُمَّ جِئْتُهُمْ بِذَلِكَ الْعُسِّ فَشَرِبُوا حَتَّى رَوَوْا جَمِيعاً، وَ ايْمُ اللَّهِ إِنْ كَانَ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ لَيَشْرَبُ مِثْلَهُ، فَلَمَّا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) أَنْ يُكَلِّمَهُمْ بَدَرَهُ أَبُو لَهَبٍ إِلَى الْكَلَامِ فَقَالَ: لَشَدَّ مَا سَحَرَكُمْ صَاحِبُكُمْ! فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ، وَ لَمْ يُكَلِّمْهُمْ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ).