کتابخانه روایات شیعه
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ تِسْعِينَ وَ مِائَةٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فَلَهُ عِنْدَ اللَّهِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ.
1239- 13- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ غَالِبٍ الْأَزْدِيُّ بِأَرْتَاحَ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ الْأَشْعَرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ وَ فِيهَا مَاتَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ): أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بَعَثَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ وَ هُوَ يُوصِيهِ: يَا عَلِيُّ، أُوصِيكَ بِالدُّعَاءِ فَإِنَّ مَعَهُ الْإِجَابَةَ، وَ بِالشُّكْرِ فَإِنَّ مَعَهُ الْمَزِيدَ، وَ أَنْهَاكَ مِنْ أَنْ تَخْفِرَ 668 عَهْداً، أَوْ تَغَيَّرَ عَلَيْهِ، وَ أَنْهَاكَ عَنِ الْمَكْرِ فَإِنَّهُ لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ، وَ أَنْهَاكَ عَنِ الْبَغْيِ فَإِنَّهُ مَنْ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ .
1240- 14- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْقَاسِمِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ الْمُوسَوِيُّ فِي مَنْزِلِهِ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَهِيكٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ سَبْرَةَ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يُحَدِّثُ عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): فِي ابْنِ آدَمَ ثَلَاثُمِائَةٍ وَ سِتُّونَ عِرْقاً، مِنْهَا مِائَةٌ وَ ثَمَانُونَ مُتَحَرِّكَةٌ، وَ مِائَةٌ وَ ثَمَانُونَ سَاكِنَةٌ، فَلَوْ سَكَنَ الْمُتَحَرِّكُ لَمْ يَبْقَ الْإِنْسَانُ، وَ لَوْ تَحَرَّكَ السَّاكِنُ لَهَلَكَ الْإِنْسَانُ. قَالَ: وَ كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي كُلِّ يَوْمٍ إِذَا أَصْبَحَ وَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ يَقُولُ:" الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ كَثِيراً طَيِّباً عَلَى كُلِّ حَالٍ" يَقُولُ ثَلَاثَ مِائَةٍ وَ سِتِّينَ مَرَّةً شُكْراً.
1241- 15- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ الدِّهْقَانُ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَبَلَةَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ جُنَادَةَ الْعِجْلِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، قَالَ: مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) إِبْرَادُ الْأَكْبَادِ الْحَارَّةِ، وَ إِشْبَاعُ الْأَكْبَادِ الْجَائِعَةِ، وَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ بِي عَبْدٌ يَبِيتُ شَبْعَانَ وَ أَخُوهُ- أَوْ قَالَ: جَارُهُ- الْمُسْلِمُ جَائِعٌ.
1242- 16- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَزْيَدِ بْنِ مَحْمُودٍ الْأَزْهَرِيُّ، وَ ابْنُ أَبِي الْأَزْهَرِ الْبُوشَنْجِيُّ النَّحْوِيُّ، قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ صَبِيحٍ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَ لَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي كَهَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَ لَوْ كَانَ لَكُنْتَهُ.
قال أبو المفضل: ما كتبت هذا الحديث إلا عن ابن أبي الأزهر.
1243- 17- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ الْمُجَدَّرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ وَ قَدْ نَزَلَ بِذِي طُوًى، فَجَاءَهُ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا أَهْلَ الشَّامِ، هَذَا سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَ هُوَ صَدِيقٌ لِعَلِيٍّ. قَالَ:
فَطَأْطَأَ الْقَوْمُ رُءُوسَهُمْ، وَ سَبُّوا عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَبَكَى سَعْدٌ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: مَا الَّذِي أَبْكَاكَ قَالَ: وَ لِمَ لَا أَبْكِي لَرَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يُسَبُّ عِنْدَكَ وَ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُغَيِّرَ. وَ قَدْ كَانَ فِي عَلِيٍّ خِصَالٌ لَأَنْ تَكُونَ فِيَّ وَاحِدَةٌ مِنْهُمْ أَحَبُّ مِنَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا:
أَحَدُهَا: أَنَّ رَجُلًا كَانَ بِالْيَمَنِ، فَجَاءَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ:
لَأَشْكُوَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَسَأَلَهُ عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَثَنَى عَلَيْهِ. فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيَّ الْكِتَابَ، وَ اخْتَصَّنِي بِالرِّسَالَةِ، عَنْ سَخَطٍ تَقُولُ مَا تَقُولُ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ:
أَ لَا تَعْلَمُ أَنِّي أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ قَالَ: بَلَى. قَالَ: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ.
وَ الثَّانِيَةُ: أَنَّهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بَعَثَ يَوْمَ خَيْبَرَ عُمَرَ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى الْقِتَالِ فَهُزِمَ وَ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً إِنْسَاناً يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ، وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ، فَقَعَدَ الْمُسْلِمُونَ وَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) أَرْمَدُ، فَدَعَاهُ فَقَالَ: خُذِ الرَّايَةَ. فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَيْنَيَّ كَمَا تَرَى، فَتَفَلَ فِيهَا، فَقَامَ فَأَخَذَ الرَّايَةَ، ثُمَّ مَضَى بِهَا حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ.
وَ الثَّالِثَةُ: خَلَّفَهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَ الصِّبْيَانِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَ مَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي.
وَ الرَّابِعَةُ: سَدَّ الْأَبْوَابَ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا بَابَ عَلِيٍّ.
وَ الْخَامِسَةُ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ «إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» 669 فَدَعَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلِيّاً وَ حَسَناً وَ حُسَيْناً وَ فَاطِمَةَ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي، فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَ طَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً.
[27] مجلس يوم الجمعة سلخ شهر ربيع الأول سنة سبع و خمسين و أربعمائة
فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1244- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ (قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ أَبِي الْعَبَّاسِ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِيهِمَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ كَانَ رَأْسُهُ فِي حَجْرِي وَ الْبَيْتُ مَمْلُوءٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، وَ الْعَبَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ، يَذُبُّ عَنْهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يُغْمَى عَلَيْهِ سَاعَةً وَ يُفِيقُ سَاعَةً، ثُمَّ وَجَدَ خِفَّةً، فَأَقْبَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ النَّبِيِّ، اقْبَلْ وَصِيَّتِي فِي أَهْلِي وَ فِي أَزْوَاجِي، وَ اقْضِ دَيْنِي، وَ أَنْجِزْ عِدَاتِي وَ أَبْرِئْ ذِمَّتِي. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَنَا شَيْخٌ ذُو عِيَالٍ كَثِيرٍ، غَيْرِ ذِي مَالٍ مَمْدُودٍ، وَ أَنْتَ أَجْوَدُ مِنَ السَّحَابِ الْهَاطِلِ وَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، فَلَوْ صَرَفْتَ ذَلِكَ عَنِّي إِلَى مَنْ هُوَ أَطْوَقُ لَهُ مِنِّي.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَمَّا إِنِّي سَأُعْطِيهَا مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا، وَ مَنْ لَا يَقُولُ مِثْلَ مَا تَقُولُ، يَا عَلِيُّ هَاكَهَا خَالِصَةً لَا يُحَاقُّكَ فِيهَا أَحَدٌ، يَا عَلِيُّ اقْبَلْ وَصِيَّتِي وَ أَنْجِزْ مَوَاعِيدِي وَ أَدِّ دَيْنِي، يَا عَلِيُّ اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي، وَ بَلِّغْ عَنِّي مِنْ بَعْدِي.
قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): فَلَمَّا نَعَى إِلَيَّ نَفْسَهُ، رَجَفَ فُؤَادِي وَ أُلْقِيَ عَلَيَّ لِقَوْلِهِ الْبُكَاءُ، فَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُجِيبَهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ عَادَ لِقَوْلِهِ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، أَ وَ تَقْبَلُ وَصِيَّتِي قَالَ: فَقُلْتُ، وَ قَدْ خَنَقَتْنِي الْعَبْرَةُ، وَ لَمْ أَكَدْ أَنْ أُبَيِّنَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا بِلَالُ ائْتِنِي بِسَوَادِي 670 ، ائْتِنِي بِذِي الْفَقَارِ، وَ دِرْعِي ذَاتِ الْفُضُولِ، ائْتِنِي بِمِغْفَرِي ذِي الْجَبِينِ، وَ رَايَتِي الْعُقَابُ، وَ ائْتِنِي بِالْعَنَزَةِ 671 وَ الْمَمْشُوقِ 672 ، فَأَتَى بِلَالٌ بِذَلِكَ كُلِّهِ إِلَّا دِرْعَهُ كَانَتْ يَوْمَئِذٍ مُرْتَهَنَةً.
ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِالْمُرْتَجَزِ 673 وَ الْعَضْبَاءِ 674 ، ائْتِنِي بِالْيَعْفُورِ وَ الدُّلْدُلِ 675 ، فَأَتَى بِهَا، فَأَوْقَفَهَا بِالْبَابِ، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِالْأَتْحَمِيَّةِ 676 وَ السَّحَابِ، فَأَتَاهُ بِهِمَا فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو بِشَيْءٍ شَيْءٍ، فَافْتَقَدَ عِصَابَةً كَانَ يَشُدُّ بِهَا بَطْنَهُ فِي الْحَرْبِ، فَطَلَبَهَا فَأُتِيَ بِهَا، وَ الْبَيْتُ غَاصٌّ يَوْمَئِذٍ بِمَنْ فِيهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ.
ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، قُمْ فَاقْبِضْ هَذَا، وَ مَدَّ إِصْبَعَهُ، وَ قَالَ: فِي حَيَاةٍ مِنِّي، وَ شَهَادَةِ مَنْ فِي الْبَيْتِ، لِكَيْلَا يُنَازِعَكَ أَحَدٌ مِنْ بَعْدِي، فَقُمْتُ وَ مَا أَكَادُ أَمْشِي عَلَى قَدَمٍ حَتَّى اسْتَوْدَعْتُ ذَلِكَ جَمِيعاً مَنْزِلِي. فَقَالَ: يَا عَلِيُّ أَجْلِسْنِي، فَأَجْلَسْتُهُ وَ أَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي.
قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ إِنَّ رَأْسَهُ لَيَثْقُلُ ضَعْفاً، وَ هُوَ يَقُولُ يَسْمَعُ أَقْصَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَ أَدْنَاهُمْ: إِنَّ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَزِيرِي وَ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، يَقْضِي دَيْنِي، وَ يُنْجِزُ مَوْعِدِي، يَا بَنِي هَاشِمٍ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا تُبْغِضُوا عَلِيّاً، وَ لَا تُخَالِفُوا أَمْرَهُ فَتَضِلُّوا، وَ لَا تَحْسُدُوهُ وَ تَرْغَبُوا عَنْهُ فَتَكْفُرُوا، أَضْجِعْنِي يَا عَلِيُّ، فَأَضْجَعْتُهُ فَقَالَ: يَا بِلَالُ ائْتِنِي بِوَلَدَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ، فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِهِمَا فَأَسْنَدَهُمَا إِلَى صَدْرِهِ، فَجَعَلَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَشَمُّهُمَا. قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): فَظَنَنْتُ أَنَّهُمَا قَدْ غَمَّاهْ- قَالَ أَبُو الْجَارُودِ: يَعْنِي أَكْرَبَاهُ- فَذَهَبْتُ لِآخُذَهُمَا عَنْهُ، فَقَالَ: دَعْهُمَا يَا عَلِيُّ يَشَمَّانِي وَ أَشَمَّهُمَا، وَ يَتَزَوَّدَا مِنِّي وَ أَتَزَوَّدَ مِنْهُمَا، فَسَيَلْقَيَانِ مِنْ بَعْدِي أَمْراً عُضَالًا، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ يُخِيفُهُمَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهُمَا وَ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ.
1245- 2- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيُّ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ بِالرَّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، أَنَّهُ قَالَ: الْمَرَضُ لَا أَجْرَ فِيهِ، وَ لَكِنَّهُ لَا يَدَعُ عَلَى الْعَبْدِ ذَنْباً إِلَّا حَطَّهُ، وَ إِنَّمَا الْأَجْرُ فِي الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ وَ الْعَمَلِ بِالْجَوَارِحِ، وَ إِنَّ اللَّهَ بِكَرَمِهِ وَ فَضْلِهِ يُدْخِلُ الْعَبْدَ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَ السَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ الْجَنَّةَ.
1246- 3- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّزَّازُ أَبُو الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى أَبُو جَعْفَرٍ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ الطَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الْحِجَابُ وَ هُوَ فِي مَنْزِلِ عَائِشَةَ، فَجَلَسْتُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهَا فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، مَا وَجَدْتَ لِاسْتِكَ مَكَاناً غَيْرَ فَخِذِي أَمِطْ عَنِّي، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا: وَيْلٌ لَكِ مَا
تُرِيدِينَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ، وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ.
1247- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُوسَوِيُّ فِي مَنْزِلِهِ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَهِيكٍ الْكُوفِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ الْقُمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ الْعِلْمِ قَالَ:
الْإِنْصَاتُ لَهُ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: الِاسْتِمَاعُ لَهُ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ الْحِفْظُ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ. قَالَ: الْعَمَلُ بِهِ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ نَشْرُهُ.
1248- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ مَحْمُودٍ ابْنُ بِنْتِ الْأَشَجِّ الْكِنْدِيُّ بِأُسْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ هِشَامٍ النَّاشِرِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ). قَالَ عَاصِمٌ: وَ حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الْإِيمَانِ: الَّذِي إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ، وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ الْغَضَبُ مِنَ الْحَقِّ، وَ إِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَهُ.