کتابخانه روایات شیعه
[27] مجلس يوم الجمعة سلخ شهر ربيع الأول سنة سبع و خمسين و أربعمائة
فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1244- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيُّ (قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ أَبِي الْعَبَّاسِ الْقُرَشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ زِيَادِ بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَ عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، كِلَاهُمَا عَنْ أَبِيهِمَا عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ كَانَ رَأْسُهُ فِي حَجْرِي وَ الْبَيْتُ مَمْلُوءٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، وَ الْعَبَّاسُ بَيْنَ يَدَيْهِ، يَذُبُّ عَنْهُ بِطَرَفِ رِدَائِهِ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يُغْمَى عَلَيْهِ سَاعَةً وَ يُفِيقُ سَاعَةً، ثُمَّ وَجَدَ خِفَّةً، فَأَقْبَلَ عَلَى الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ النَّبِيِّ، اقْبَلْ وَصِيَّتِي فِي أَهْلِي وَ فِي أَزْوَاجِي، وَ اقْضِ دَيْنِي، وَ أَنْجِزْ عِدَاتِي وَ أَبْرِئْ ذِمَّتِي. فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَنَا شَيْخٌ ذُو عِيَالٍ كَثِيرٍ، غَيْرِ ذِي مَالٍ مَمْدُودٍ، وَ أَنْتَ أَجْوَدُ مِنَ السَّحَابِ الْهَاطِلِ وَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ، فَلَوْ صَرَفْتَ ذَلِكَ عَنِّي إِلَى مَنْ هُوَ أَطْوَقُ لَهُ مِنِّي.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): أَمَّا إِنِّي سَأُعْطِيهَا مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا، وَ مَنْ لَا يَقُولُ مِثْلَ مَا تَقُولُ، يَا عَلِيُّ هَاكَهَا خَالِصَةً لَا يُحَاقُّكَ فِيهَا أَحَدٌ، يَا عَلِيُّ اقْبَلْ وَصِيَّتِي وَ أَنْجِزْ مَوَاعِيدِي وَ أَدِّ دَيْنِي، يَا عَلِيُّ اخْلُفْنِي فِي أَهْلِي، وَ بَلِّغْ عَنِّي مِنْ بَعْدِي.
قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): فَلَمَّا نَعَى إِلَيَّ نَفْسَهُ، رَجَفَ فُؤَادِي وَ أُلْقِيَ عَلَيَّ لِقَوْلِهِ الْبُكَاءُ، فَلَمْ أَقْدِرْ أَنْ أُجِيبَهُ بِشَيْءٍ، ثُمَّ عَادَ لِقَوْلِهِ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، أَ وَ تَقْبَلُ وَصِيَّتِي قَالَ: فَقُلْتُ، وَ قَدْ خَنَقَتْنِي الْعَبْرَةُ، وَ لَمْ أَكَدْ أَنْ أُبَيِّنَ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): يَا بِلَالُ ائْتِنِي بِسَوَادِي 670 ، ائْتِنِي بِذِي الْفَقَارِ، وَ دِرْعِي ذَاتِ الْفُضُولِ، ائْتِنِي بِمِغْفَرِي ذِي الْجَبِينِ، وَ رَايَتِي الْعُقَابُ، وَ ائْتِنِي بِالْعَنَزَةِ 671 وَ الْمَمْشُوقِ 672 ، فَأَتَى بِلَالٌ بِذَلِكَ كُلِّهِ إِلَّا دِرْعَهُ كَانَتْ يَوْمَئِذٍ مُرْتَهَنَةً.
ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِالْمُرْتَجَزِ 673 وَ الْعَضْبَاءِ 674 ، ائْتِنِي بِالْيَعْفُورِ وَ الدُّلْدُلِ 675 ، فَأَتَى بِهَا، فَأَوْقَفَهَا بِالْبَابِ، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِالْأَتْحَمِيَّةِ 676 وَ السَّحَابِ، فَأَتَاهُ بِهِمَا فَلَمْ يَزَلْ يَدْعُو بِشَيْءٍ شَيْءٍ، فَافْتَقَدَ عِصَابَةً كَانَ يَشُدُّ بِهَا بَطْنَهُ فِي الْحَرْبِ، فَطَلَبَهَا فَأُتِيَ بِهَا، وَ الْبَيْتُ غَاصٌّ يَوْمَئِذٍ بِمَنْ فِيهِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ.
ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، قُمْ فَاقْبِضْ هَذَا، وَ مَدَّ إِصْبَعَهُ، وَ قَالَ: فِي حَيَاةٍ مِنِّي، وَ شَهَادَةِ مَنْ فِي الْبَيْتِ، لِكَيْلَا يُنَازِعَكَ أَحَدٌ مِنْ بَعْدِي، فَقُمْتُ وَ مَا أَكَادُ أَمْشِي عَلَى قَدَمٍ حَتَّى اسْتَوْدَعْتُ ذَلِكَ جَمِيعاً مَنْزِلِي. فَقَالَ: يَا عَلِيُّ أَجْلِسْنِي، فَأَجْلَسْتُهُ وَ أَسْنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي.
قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ إِنَّ رَأْسَهُ لَيَثْقُلُ ضَعْفاً، وَ هُوَ يَقُولُ يَسْمَعُ أَقْصَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَ أَدْنَاهُمْ: إِنَّ أَخِي وَ وَصِيِّي وَ وَزِيرِي وَ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، يَقْضِي دَيْنِي، وَ يُنْجِزُ مَوْعِدِي، يَا بَنِي هَاشِمٍ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، لَا تُبْغِضُوا عَلِيّاً، وَ لَا تُخَالِفُوا أَمْرَهُ فَتَضِلُّوا، وَ لَا تَحْسُدُوهُ وَ تَرْغَبُوا عَنْهُ فَتَكْفُرُوا، أَضْجِعْنِي يَا عَلِيُّ، فَأَضْجَعْتُهُ فَقَالَ: يَا بِلَالُ ائْتِنِي بِوَلَدَيَّ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ، فَانْطَلَقَ فَجَاءَ بِهِمَا فَأَسْنَدَهُمَا إِلَى صَدْرِهِ، فَجَعَلَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَشَمُّهُمَا. قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): فَظَنَنْتُ أَنَّهُمَا قَدْ غَمَّاهْ- قَالَ أَبُو الْجَارُودِ: يَعْنِي أَكْرَبَاهُ- فَذَهَبْتُ لِآخُذَهُمَا عَنْهُ، فَقَالَ: دَعْهُمَا يَا عَلِيُّ يَشَمَّانِي وَ أَشَمَّهُمَا، وَ يَتَزَوَّدَا مِنِّي وَ أَتَزَوَّدَ مِنْهُمَا، فَسَيَلْقَيَانِ مِنْ بَعْدِي أَمْراً عُضَالًا، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ يُخِيفُهُمَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهُمَا وَ صَالِحَ الْمُؤْمِنِينَ.
1245- 2- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيُّ النَّصِيبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُّ بِالرَّيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، أَنَّهُ قَالَ: الْمَرَضُ لَا أَجْرَ فِيهِ، وَ لَكِنَّهُ لَا يَدَعُ عَلَى الْعَبْدِ ذَنْباً إِلَّا حَطَّهُ، وَ إِنَّمَا الْأَجْرُ فِي الْقَوْلِ بِاللِّسَانِ وَ الْعَمَلِ بِالْجَوَارِحِ، وَ إِنَّ اللَّهَ بِكَرَمِهِ وَ فَضْلِهِ يُدْخِلُ الْعَبْدَ بِصِدْقِ النِّيَّةِ وَ السَّرِيرَةِ الصَّالِحَةِ الْجَنَّةَ.
1246- 3- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ الرَّزَّازُ أَبُو الْعَبَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى أَبُو جَعْفَرٍ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَزِيدَ الطَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ الْحِجَابُ وَ هُوَ فِي مَنْزِلِ عَائِشَةَ، فَجَلَسْتُ بَيْنَهُ وَ بَيْنَهَا فَقَالَتْ: يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ، مَا وَجَدْتَ لِاسْتِكَ مَكَاناً غَيْرَ فَخِذِي أَمِطْ عَنِّي، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ قَالَ لَهَا: وَيْلٌ لَكِ مَا
تُرِيدِينَ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ، وَ قَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ.
1247- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الْقَاسِمِ الْمُوسَوِيُّ فِي مَنْزِلِهِ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَهِيكٍ الْكُوفِيُّ بِمَكَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ الْقُمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ الْعِلْمِ قَالَ:
الْإِنْصَاتُ لَهُ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: الِاسْتِمَاعُ لَهُ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ الْحِفْظُ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ. قَالَ: الْعَمَلُ بِهِ. قَالَ: ثُمَّ مَهْ. قَالَ: ثُمَّ نَشْرُهُ.
1248- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنِ مَحْمُودٍ ابْنُ بِنْتِ الْأَشَجِّ الْكِنْدِيُّ بِأُسْوَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ هِشَامٍ النَّاشِرِيُّ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ حُمَيْدٍ الْحَنَّاطُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ثَابِتِ بْنِ أَبِي صَفِيَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ). قَالَ عَاصِمٌ: وَ حَدَّثَنِي أَبُو حَمْزَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ أَبِيهَا الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): ثَلَاثُ خِصَالٍ مَنْ كُنَّ فِيهِ اسْتَكْمَلَ خِصَالَ الْإِيمَانِ: الَّذِي إِذَا رَضِيَ لَمْ يُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِي بَاطِلٍ، وَ إِذَا غَضِبَ لَمْ يُخْرِجْهُ الْغَضَبُ مِنَ الْحَقِّ، وَ إِذَا قَدَرَ لَمْ يَتَعَاطَ مَا لَيْسَ لَهُ.
14- 1249- 6- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الثَّلْجِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْخُنَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُنْذِرُ بْنُ جَيْفَرٍ الْعَبْدِيُّ، عَنِ الْوَصَّافِيِّ- وَ اسْمُهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَلِيدِ-، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا)، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السَّوْءِ، وَ الصَّدَقَةُ خَفِيّاً تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَ صِلَةُ الرَّحِمِ زِيَادَةٌ فِي الْعُمُرِ، وَ كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، وَ أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الْآخِرَةِ، وَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ.
1250- 7- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ السِّجِسْتَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَيْدٍ النَّهْشَلِيُّ شَاذَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْخَزَّازُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي بَيْتِهِ، فَغَدَا إِلَيْهِ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي الْغَدَاةِ، وَ كَانَ يُحِبُّ أَنْ لَا يَسْبِقَهُ إِلَيْهِ أَحَدٌ، فَدَخَلَ فَإِذَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي صَحْنِ الدَّارِ، وَ إِذَا رَأْسُهُ فِي حَجْرِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ، فَقَالَ:
السَّلَامُ عَلَيْكَ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: بِخَيْرٍ، يَا أَخَا رَسُولِ اللَّهِ. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): جَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ خَيْراً. قَالَ لَهُ دِحْيَةُ: إِنِّي أُحِبُّكَ، وَ إِنَّ لَكَ عِنْدِي مَدِيحَةً أُهْدِيهَا إِلَيْكَ: أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، وَ سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ، لِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تُزَفُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ مَعَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) وَ حِزْبِهِ إِلَى الْجِنَانِ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ وَالاكَ، وَ خَابَ وَ خَسِرَ مَنْ خَلَاكَ، مُحِبُّو مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مُحِبُّوكَ، وَ مُبْغِضُوهُ مُبْغِضُوكَ، لَا تَنَالُهُمْ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، ادْنُ مِنْ صَفْوَةِ اللَّهِ. فَأَخَذَ رَأْسَ النَّبِيِّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ، فَانْتَبَهَ النَّبِيُّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: مَا هَذِهِ الْهَمْهَمَةُ، فَأَخْبَرَهُ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: لَمْ يَكُنْ دِحْيَةَ، كَانَ جَبْرَئِيلَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) سَمَّاكَ بِاسْمٍ سَمَّاكَ اللَّهُ (تَعَالَى) بِهِ، وَ هُوَ الَّذِي أَلْقَى مَحَبَّتَكَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ، وَ رَهْبَتَكَ فِي صُدُورِ الْكَافِرِينَ.
1251- 8- قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي دَاوُدَ قَبْلَ أَنْ يُبْنَى لَهُ الْمِنْبَرُ، يَعْتَذِرُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُسْتَمْلِي مِنَ النَّصْبِ، ثُمَّ أَمْلَى ذَلِكَ الْمَجْلِسَ كُلَّهُ مِنْ حِفْظِهِ فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ هَذَا الْحَدِيثُ أَوَّلُ مَا بَدَأَ بِهِ:
قَالَ أَبُو الْمُفَضَّلِ: وَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْأَشْعَثِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُونُسَ اللُّؤْلُؤِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ سُلَيْمَانَ- يَعْنِي الْأَنْصَارِيَّ الرَّفَّاءَ-، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، وَ قَالَ: يَا عَلِيُّ، كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَ هُوَ يُبْغِضُكَ.
1252- 9- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِيُّ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ أَبُو سَعِيدٍ الْأَسَدِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي السَّيِّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نَعَمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: كَانَتْ أَمَارَةُ الْمُنَافِقِينَ بُغْضَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَبَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ يَوْمٍ، فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ، وَ كُنْتُ فِيهِمْ، إِذْ أَقْبَلَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَتَخَطَّى الْقَوْمُ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ كَانَ هُنَاكَ مَجْلِسُهُ الَّذِي يُعْرَفُ بِهِ، فَسَارَّ رَجُلٌ رَجُلًا وَ كَانَا يُرْمَيَانِ بِالنِّفَاقِ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) مَا أَرَادَا، فَغَضِبَ غَضَباً شَدِيداً حَتَّى الْتَمَعَ وَجْهُهُ، ثُمَّ قَالَ: وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَدْخُلُ عَبْدٌ الْجَنَّةَ حَتَّى يُحِبَّنِي، أَلَا وَ كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي وَ هُوَ يُبْغِضُ هَذَا، وَ أَخَذَ بِكَفِّ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَأَنْزَلَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) هَذِهِ الْآيَةَ فِي شَأْنِهِمَا «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ» 677 إِلَى آخِرِ الْآيَةِ.
[28] مجلس يوم الجمعة السابع من ربيع الآخر سنة سبع و خمسين و أربعمائة
فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1253- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَطَرُ بْنُ أَرْقَمَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو النُّعَيْمِيِّ، عَنْ أَبِي قَبِيصَةَ صَفْوَانَ بْنِ قَبِيصَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ: أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) سَبْعِينَ سُورَةً مِنَ الْقُرْآنِ، أَخَذْتُهَا مِنْ فِيهِ، وَ زَيْدٌ ذُو ذُؤَابَتَيْنِ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ، وَ قَرَأْتُ سَائِرَ- أَوْ قَالَ: بَقِيَّةَ- الْقُرْآنِ عَلَى خَيْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ أَقْضَاهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ).