کتابخانه روایات شیعه
فَأَسْقَطَ الشِّقَّ مِنْهُ ضَرْبَةٌ عَجَباً
كَمَا تَنَاوَلَ ظُلْماً صَاحِبُ الرَّحَبَةِ 692 .
1280- 16- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيُّ الْحَسَنِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ، عَنْ أَبِيهِ وَ خَالِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ابنا [ابْنَيْ] عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ أَبِيهِمَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَسْتَطِيعُ فِرَاقَكَ، وَ إِنِّي لَأَدْخُلُ مَنْزِلِي فَأَذْكُرُكَ، فَأَتْرُكُ ضَيْعَتِي وَ أُقْبِلُ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْكَ حُبّاً لَكَ، فَذَكَرْتُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَ أُدْخِلْتَ الْجَنَّةَ فَرُفِعْتَ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، فَكَيْفَ لِي بِكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَنَزَلَتْ «وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً» 693 فَدَعَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) الرَّجُلَ، فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ، وَ بَشَّرَهُ بِذَلِكَ.
1281- 17- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمُلِيُّ التَّمَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَجُلٌ يُحِبُّ مَنْ يُصَلِّي وَ لَا يُصَلِّي إِلَّا الْفَرِيضَةَ، وَ يُحِبُّ مَنْ يَتَصَدَّقُ وَ لَا يَتَصَدَّقُ إِلَّا بِالْوَاجِبِ، وَ يُحِبُّ مَنْ يَصُومُ وَ لَا يَصُومُ إِلَّا شَهْرَ رَمَضَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ.
1282- 18- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ فَيْضِ بْنِ فَيَّاضٍ الْعِجْلِيُّ السَّاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْأَشْعَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَحَبَّ رَجُلًا لِلَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ)، لَأَثَابَهُ اللَّهُ (تَعَالَى) عَلَى حُبِّهِ إِيَّاهُ، وَ إِنْ كَانَ فِي عِلْمِ اللَّهِ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ.
1283- 19- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ غَالِبٍ الْأَزْدِيُّ بِأَرْتَاحَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْمُفَضَّلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ رُمَّانَةَ الْأَشْعَرِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِينَ وَ مِائَتَيْنِ وَ فِيهَا مَاتَ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْغَرِيقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أُذَيْنَةَ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ قِلَّةُ كَلَامِهِ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ.
1284- 20- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَقَّنَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَلِمَاتِ الْفَرَجِ، وَ أَخْبَرَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) لَقَّنَهُنَّ إِيَّاهُ، وَ أَمَرَهُ إِذَا نَزَلَ بِهِ كَرْبٌ أَوْ شِدَّةٌ أَنْ يَقُولَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، سُبْحَانَ اللَّهِ، وَ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَ رَبِّ الْأَرَضِينَ السَّبْعِ، وَ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ".
1285- 21- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي حَازِمٍ التَّيْمُلِيُّ قَاضِي الْقَصْرِ، وَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ الْهَرَوِيُّ وَ غَيْرُهُمَا، قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْفَضْلِ أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنَزِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعُقَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَهْوَازِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ: أَحْبِبْ- وَ قَالَ بَعْضُهُمْ: حِبَّ- حَبِيبَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْماً مَا، وَ أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْماً مَا.
1286- 22- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ زِيَادٍ الْكُوفِيُّ الْغَزَّالُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسَبِّحُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَلَّامُ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ أَبُو عَلِيٍّ الْخُرَاسَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ حَسَدَ عَلِيّاً فَقَدْ حَسَدَنِي، وَ مَنْ حَسَدَنِي فَقَدْ كَفَرَ.
1287- 23- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ الْحَرَامِيُّ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ سَلْمٍ الْحِمْيَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْأَنْصَارِيُّ الْعُرَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ سُلَيْمَانَ- يَعْنِي الْأَنْصَارِيَّ-، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) قَالَ: مَنْ حَسَدَ عَلِيّاً حَسَدَنِي، وَ مَنْ حَسَدَنِي دَخَلَ النَّارَ.
وَ أَنْشَدَ الْعُرَنِيُّ:
إِنِّي حُسِدْتُ فَزَادَ اللَّهُ فِي حَسَدِي
لَا عَاشَ مَنْ عَاشَ يَوْماً غَيْرَ مَحْسُودٍ
مَا يُحْسَدُ الْمَرْءُ إِلَّا مِنْ فَضَائِلِهِ
بِالْعِلْمِ وَ الظَّرْفِ أَوْ بِالْبَأْسِ وَ الْجُودِ
.
[30] مجلس يوم الجمعة الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة سبع و خمسين و أربعمائة
فيه بقية أحاديث أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1288- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ رَجَاءِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ حُسَيْنٍ الْعُرَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مُخْتَارٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ جُنْدَبٍ الْأَزْدِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ خَادِماً لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، فَكَانَ إِذَا ذَكَرَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) رَأَيْتُ السُّرُورَ فِي وَجْهِهِ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَجَلَسَ فَذَكَرَ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَجَعَلَ يَنَالُ مِنْهُ، وَ جَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَتَغَيَّرُ، فَمَا لَبِثَ أَنْ دَخَلَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَسَلَّمَ فَرَدَّ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ:- عَلِيٌّ وَ الْحَقُّ مَعاً هَكَذَا- وَ أَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ- لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ، يَا عَلِيُّ حَاسِدُكَ حَاسِدِي، وَ حَاسِدِي حَاسِدُ اللَّهِ، وَ حَاسِدُ اللَّهِ فِي النَّارِ.
1289- 2- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ الْخَثْعَمِيُّ بِالْكُوفَةِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ السُّدِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ الْحَفَرِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَخِيهِ أَسْنَدَهُ لَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: كَانَ الْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)
لَيْلًا، فَلَا يُصْبِحُ حَتَّى يُعَلِّمَهُ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، وَ يَنْزِلُ الْوَحْيُ نَهَاراً فَلَا يُمْسِي حَتَّى يُعَلِّمَهُ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ).
1290- 3- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَلَوِيُّ النَّصِيبِيُّ بِبَغْدَادَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا، عَنْ أَبِيهِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): الْهَيْبَةُ خَيْبَةٌ، وَ الْفُرْصَةُ خُلْسَةٌ، وَ الْحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ، فَاطْلُبُوهَا وَ لَوْ عِنْدَ الْمُشْرِكِ، تَكُونُوا أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها .
1291- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِيُّ الْحَسَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمُنْعِمِ بْنِ النَّضْرِ أَبُو نَصْرٍ الصَّيْدَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: لَا تُحَقِّرِ اللُّؤْلُؤَةَ النَّفِيسَةَ أَنْ تَجْتَلِبَهَا مِنَ الْكِبَا 694 الْخَسِيسَةِ، فَإِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: إِنَّ الْكَلِمَةَ مِنَ الْحِكْمَةِ تَتَلَجْلَجُ فِي صَدْرِ الْمُنَافِقِ نُزُوعاً إِلَى مَظَانِّهَا حَتَّى يَلْفَظَ بِهَا، فَيَسْمَعَهَا الْمُؤْمِنُ، فَيَكُونَ أَحَقَّ بِها وَ أَهْلَها ، فَيَلْقِفَهَا.
1292- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَمَاعَةٌ، عَنْ أَبِي الْمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَهْدِيٍّ الْكِنْدِيُّ الْعَطَّارُ بِالْكُوفَةِ وَ غَيْرِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ طَرِيفٍ الْحُجْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: دَخَلَ الْحَارِثُ الْهَمْدَانِيُّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي نَفَرٍ مِنَ الشِّيعَةِ وَ كُنْتُ فِيهِمْ، فَجَعَلَ- يَعْنِي الْحَارِثَ- يَتَأَوَّدُ فِي مِشْيَتِهِ وَ يَخْبِطُ الْأَرْضَ بِمِحْجَنِهِ وَ كَانَ مَرِيضاً، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ كَانَتْ لَهُ مِنْهُ مَنْزِلَةٌ، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ، يَا حَارِثُ قَالَ: نَالَ الدَّهْرُ مِنِّي يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ، وَ زَادَنِي أُوَاراً وَ غَلِيلًا اخْتِصَامُ أَصْحَابِكَ بِبَابِكَ. قَالَ: وَ فِيمَ خُصُومَتُهُمْ قَالَ:
فِي شَأْنِكَ وَ الْبَلِيَّةِ مِنْ قِبَلِكَ، فَمِنْ مُفْرِطٍ غَالٍ وَ مُقْتَصِدٍ قَالٍ، وَ مِنْ مُتَرَدِّدٍ مُرْتَابٍ لَا يَدْرِي أَ يُقْدِمُ أَوْ يُحْجِمُ. قَالَ: فَحَسْبُكَ يَا أَخَا هَمْدَانَ، أَلَا إِنَّ خَيْرَ شِيعَتِي النَّمَطُ الْأَوْسَطُ، إِلَيْهِمْ يَرْجِعُ الْغَالِي، وَ بِهِمْ يَلْحَقُ التَّالِي.
قَالَ: لَوْ كَشَفْتَ- فِدَاكَ أَبِي وَ أُمِّي- الرَّيْنَ عَنْ قُلُوبِنَا، وَ جَعَلْتَنَا فِي ذَلِكَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِنَا قَالَ: قَدْكَ 695 ، فَإِنَّكَ امْرُؤٌ مَلْبُوسٌ عَلَيْكَ، إِنَّ دِينَ اللَّهِ لَا يُعْرَفُ بِالرِّجَالِ، بَلْ بِآيَةِ الْحَقِّ، فَاعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ.
يَا حَارِ، إِنَّ الْحَقَّ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَ الصَّادِعَ بِهِ مُجَاهِدٌ، وَ بِالْحَقِّ أُخْبِرُكَ فَأَرِعْنِي سَمْعَكَ، ثُمَّ خَبِّرْ بِهِ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَصَانَةٌ مِنْ أَصْحَابِكَ، أَلَا إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ، وَ صَدِيقُهُ الْأَوَّلُ، قَدْ صَدَّقْتُهُ وَ آدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَ الْجَسَدِ، ثُمَّ إِنِّي صَدِيقُهُ الْأَوَّلُ فِي أُمَّتِكُمْ حَقّاً، فَنَحْنُ الْأَوَّلُونَ وَ نَحْنُ الْآخِرُونَ، أَلَا وَ أَنَا خَاصَّتُهُ- يَا حَارِ- وَ خَالِصَتُهُ وَ صِنْوُهُ، وَ وَصِيُّهُ وَ وَلِيُّهُ، وَ صَاحِبُ نَجْوَاهُ وَ سِرُّهُ، أُوتِيتُ فِيهِمُ الْكِتَابَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ، وَ عِلْمَ الْقُرُونِ وَ الْأَسْبَابِ، وَ اسْتُودِعْتُ أَلْفَ مِفْتَاحٍ يَفْتَحُ كُلُّ مِفْتَاحٍ أَلْفَ بَابٍ يُفْضِي كُلُّ بَابٍ إِلَى أَلْفِ أَلْفِ عَهْدٍ، وَ أُيِّدْتُ- أَوْ قَالَ: أُمْدِدْتُ- بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ نَفْلًا، وَ إِنَّ ذَلِكَ لَيَجْرِي لِي وَ لِمَنْ اسْتُحْفِظَ مِنْ ذُرِّيَّتِي مَا جَرَى اللَّيْلُ وَ النَّهَارُ حَتَّى يَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْها .
وَ أُبَشِّرُكَ- يَا حَارِ- لَيَعْرِفُنِي، وَ الَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ، وَلِيِّي وَ عَدُوِّي فِي مَوَاطِنَ شَتَّى، لَيَعْرِفُنِي عِنْدَ الْمَمَاتِ وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ وَ عِنْدَ الْمُقَاسَمَةِ. قَالَ: قُلْتُ: وَ مَا الْمُقَاسَمَةُ، يَا مَوْلَايَ قَالَ: مُقَاسَمَةُ النَّارِ، أُقَاسِمُهَا قِسْمَةً صِحَاحاً، أَقُولُ: هَذَا وَلِيِّي، وَ هَذَا عَدُوِّي.
ثُمَّ أَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِيَدِ الْحَارِثِ وَ قَالَ: يَا حَارِ، أَخَذْتُ بِيَدِكَ كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِيَدِي، فَقَالَ: لِي وَ اشْتَكَيْتُ إِلَيْهِ حَسَدَ قُرَيْشٍ وَ الْمُنَافِقِينَ
لِي: إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَخَذْتُ بِحَبْلٍ- أَوْ بِحُجْزَةٍ، يَعْنِي عِصْمَةً- مِنْ ذِي الْعَرْشِ (تَعَالَى)، وَ أَخَذْتَ أَنْتَ يَا عَلِيُّ بِحُجْزَتِي، وَ أَخَذَتْ ذُرِّيَّتُكَ بِحُجْزَتِكَ، وَ أَخَذَ شِيعَتُكُمْ بِحُجْزَتِكُمْ، فَمَا ذَا يَصْنَعُ اللَّهُ بِنَبِيِّهِ، وَ مَا يَصْنَعُ نَبِيُّهُ بِوَصِيِّهٍ، خُذْهَا إِلَيْكَ يَا حَارِ قَصِيرَةً مِنْ طَوِيلَةٍ، أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ- أَوْ قَالَ: مَا اكْتَسَبْتَ- قَالَهَا ثَلَاثاً. فَقَالَ الْحَارِثُ- وَ قَامَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ جَذْلًا-: مَا أُبَالِي وَ رَبِّي بَعْدَ هَذَا، مَتَى لَقِيتُ الْمَوْتَ أَوْ لَقِيَنِي.
قَالَ جَمِيلُ بْنُ صَالِحٍ: فَأَنْشَدَنِي السَّيِّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ:
قَوْلُ عَلِيٍّ لِحَارِثٍ عَجَبٌ
كَمْ ثَمَّ أُعْجُوبَةٍ لَهُ حَمَلَا
يَا حَارِ هَمْدَانَ مَنْ يَمُتْ يَرَنِي
مِنْ مُؤْمِنٍ أَوْ مُنَافِقٍ قُبُلًا
يَعْرِفُنِي طَرْفُهُ وَ أَعْرِفُهُ
بِنَعْتِهِ وَ اسْمِهِ وَ مَا فَعَلَا
وَ أَنْتَ عِنْدَ الصِّرَاطِ تَعْرِفُنِي
فَلَا تَخَفْ عَثْرَةً وَ لَا زَلَلًا
أَسْقِيكَ مِنْ بَارِدٍ عَلَى ظَمَأٍ
تَخَالُهُ فِي الْحَلَاوَةِ الْعَسَلَا
أَقُولُ لِلنَّارِ حِينَ تُعْرَضُ لِلْعَرْضِ
دَعِيهِ لَا تَقْبَلِي الرَّجُلَا
دَعِيهِ لَا تَقْرَبِيهِ إِنَّ لَهُ
حَبْلًا بِحَبْلِ الْوَصِيِّ مُتَّصِلًا
.