کتابخانه روایات شیعه
فَأَجَابَهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): لَا وَيْلٌ لَكِ، بَلِ الْوَيْلُ لِشَانِئِكِ، نَهْنِهِي مِنْ غَرْبِكِ 767 ، يَا بِنْتَ الصَّفْوَةِ، وَ بَقِيَّةَ النُّبُوَّةِ، فَوَ اللَّهِ مَا وَنَيْتُ فِي دِينِي، وَ لَا أَخْطَأْتُ مَقْدُورِي، فَإِنْ كُنْتِ تُرْزَءِينَ 768 الْبُلْغَةَ فَرِزْقُكِ مَضْمُونٌ، وَ لَعَيْلَتُكِ مَأْمُونٌ، وَ مَا أُعِدَّ لَكِ خَيْرٌ مِمَّا قُطِعَ عَنْكِ، فَاحْتَسِبِي. فَقَالَتْ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ .
1456- 9- وَ عَنْهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ أَبِي الْحَسَنِ النَّحْوِيِّ الرَّازِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ الزُّفَرِيُّ، قَالَ:
حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ بَكَّارٍ الضَّبِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَحْوِيهِ مَكَانٌ، وَ لَا يَحُدُّهُ زَمَانٌ، عَلَا بِطَوْلِهِ، وَ دَنَا بِحَوْلِهِ، سَابِقٌ كُلَّ غَنِيمَةٍ وَ فَضْلٍ، وَ كَاشِفٌ كُلَّ عَظِيمَةٍ وَ أَزْلٍ 769 ، أَحْمَدُهُ عَلَى جُودِ كَرَمِهِ، وَ سُبُوغِ نِعَمِهِ، وَ أَسْتَعِينُهُ عَلَى بُلُوغِ رِضَاهُ، وَ الرِّضَا بِمَا قَضَاهُ، وَ أُؤْمِنُ بِهِ إِيمَاناً، وَ أَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ إِيقَاناً.
وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، الَّذِي رَفَعَ السَّمَاءَ فَبَنَاهَا، وَ سَطَحَ الْأَرْضَ فَطَحَاهَا، أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَ مَرْعاها، وَ الْجِبالَ أَرْساها ، لَا يَئُودُهُ خَلْقٌ، وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ .
وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى الْمَشْهُورِ، وَ الْكِتَابِ الْمَسْطُورِ، وَ الدِّينِ الْمَأْثُورِ، إِبْلَاءً لِعُذْرِهِ، وَ إِنْهَاءً لِأَمْرِهِ، فَبَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَ هَدَى مِنَ الضَّلَالَةِ، وَ عَبَدَ رَبَّهُ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كَثِيراً.
أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، فَإِنَّ التَّقْوَى أَفْضَلُ كَنْزٍ، وَ أَحْرَزُ حِرْزٍ، وَ أَعَزُّ عِزٍّ، فِيهَا نَجَاةُ كُلِّ هَارِبٍ، وَ دَرَكُ كُلِّ طَالِبٍ، وَ ظَفَرُ كُلِّ غَالِبٍ، وَ أَحُثُّكُمْ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ، فَإِنَّهَا كَهْفُ الْعَابِدِينَ، وَ فَوْزُ الْفَائِزِينَ، وَ أَمَانُ الْمُتَّقِينَ.
وَ اعْلَمُوا- أَيُّهَا النَّاسُ- أَنَّكُمْ سَيَّارَةٌ، قَدْ حَدَا بِكُمُ الْحَادِي، وَ حَدَا لِخَرَابِ الدُّنْيَا
حَادِي، وَ نَادَاكم لِلْمَوْتِ مُنَادِي، فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا، وَ لا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ .
أَلَا وَ إِنَّ الدُّنْيَا دَارٌ غَرَّارَةٌ خَدَّاعَةٌ، تَنْكِحُ فِي كُلِّ يَوْمٍ بَعْلًا، وَ تَقْتُلُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ أَهْلًا، وَ تُفَرِّقُ فِي كُلِّ سَاعَةٍ شَمْلًا، فَكَمْ مِنْ مُنَافِسٍ فِيهَا، وَ رَاكِنٍ إِلَيْهَا مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ، قَدْ قَذَفَتْهُمْ فِي الْهَاوِيَةِ، وَ دَمَّرَتْهُمْ تَدْمِيراً، وَ تَبَّرَتْهُمْ تَتْبِيراً، وَ أَصْلَتْهُمْ سَعِيراً.
أَيْنَ مَنْ جَمَعَ فَأَوْعَى، وَ شَدَّ فَأَوْكَى، وَ مَنَعَ فَأَكْدَى بَلَى أَيْنَ مَنْ عَسْكَرَ الْعَسَاكِرَ، وَ دَسْكَرَ الدَّسَاكِرَ 770 ، وَ رَكِبَ الْمَنَابِرَ، أَيْنَ مَنْ بَنَى الدُّورَ، وَ شَرَّفَ الْقُصُورَ، وَ جَمْهَرَ الْأُلُوفَ قَدْ تَدَاوَلَتْهُمْ أَيَّامُهَا، ابْتَعَلَتْهُمْ أَعْوَامُهَا، فَصَارُوا أَمْوَاتاً، وَ فِي الْقُبُورِ رُفَاتاً، قَدْ نَسُوا مَا خَلَّفُوا، وَ وَقَفُوا عَلَى مَا أَسْلَفُوا، ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ، أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ .
وَ كَأَنِّي بِهَا وَ قَدْ أَشْرَقَتْ بِطَلَائِعِهَا، وَ عَسْكَرَتْ بِفَظَائِعِهَا، فَأَصْبَحَ الْمَرْءُ بَعْدَ صِحَّتِهِ مَرِيضاً، وَ بَعْدَ سَلَامَتِهِ نَقِيضاً، يُعَالِجُ كَرْباً، وَ يُقَاسِي تَعَباً، فِي حَشْرَجَةِ السِّبَاقِ، وَ تَتَابُعِ الْفُوَاقِ، وَ تَرَدُّدِ الْأَنِينِ، وَ الْذُّهُولِ عَلَى الْبَنَاتِ وَ الْبَنِينَ، وَ الْمَرْءُ قَدِ اشْتَمَلَ عَلَيْهِ شُغُلٌ شَاغِلٌ، وَ هَوْلٌ هَائِلٌ، قَدِ اعْتُقِلَ مِنْهُ اللِّسَانُ، وَ تَرَدَّدَ مِنْهُ الْبَنَانُ، فَأَصَابَ مَكْرُوهاً، وَ فَارَقَ الدُّنْيَا مَسْلُوباً، لَا يَمْلِكُونَ لَهُ نَفْعاً، وَ لَا لِمَا حَلَّ بِهِ دَفْعاً، يَقُولُ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) فِي كِتَابِهِ:
«فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ- تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ» 771 .
ثُمَّ مِنْ دُونِ ذَلِكَ أَهْوَالُ الْقِيَامَةِ، وَ يَوْمُ الْحَسْرَةِ وَ النَّدَامَةِ، يَوْمَ تُنْصَبُ الْمَوَازِينُ، وَ تُنْشَرُ الدَّوَاوِينُ، بِإِحْصَاءِ كُلِّ صَغِيرَةٍ، وَ إِعْلَانِ كُلِّ كَبِيرَةٍ، يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ:
«وَ وَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً وَ لا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً» 772 .
ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، الْآنَ الْآنَ مِنْ قَبْلِ النَّدَمِ، وَ مِنْ قَبْلِ «أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ- أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ
هَدانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ- أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ» ، فَيَرُدُّ الْجَلِيلُ (جَلَّ ثَنَاؤُهُ): «بَلى قَدْ جاءَتْكَ آياتِي فَكَذَّبْتَ بِها وَ اسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ» 773 ، فَوَ اللَّهِ مَا سَأَلَ الرُّجُوعَ إِلَّا لِيَعْمَلَ صَالِحاً، وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً .
ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، الْآنَ الْآنَ، مَا دَامَ الْوَثَاقُ مُطْلَقاً، وَ السِّرَاجُ مُنِيراً، وَ بَابُ التَّوْبَةِ مَفْتُوحاً، وَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَجِفَّ الْقَلَمُ، وَ تُطْوَى الصَّحِيفَةُ، فَلَا رِزْقٌ يَنْزِلُ، وَ لَا عَمَلٌ يَصْعَدُ، الْمِضْمَارُ الْيَوْمَ، وَ السِّبَاقُ غَداً، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ إِلَى جَنَّةٍ، أَوْ إِلَى نَارٍ، وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَ لَكُمْ.
1457- 10- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَزَوْفَرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الدِّهْقَانِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ صَالِحٍ الْأَنْمَاطِيِّ، رَفَعَهُ، قَالَ 774 : لَمَّا أَصْبَحَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بَعْدَ الْبَيْعَةِ، دَخَلَ بَيْتَ الْمَالِ، فَدَعَا بِمَالٍ كَانَ قَدِ اجْتَمَعَ، فَقَسَمَهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ بَيْنَ مَنْ حَضَرَ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ، فَقَامَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ أَعْتَقْتُ هَذَا الْغُلَامَ، فَأَعْطَاهُ ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ، مِثْلَ مَا أَعْطَى سَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ.
[39] مجلس يوم الجمعة السابع عشر من ذي القعدة سنة سبع و خمسين و أربعمائة
فيه بقية أحاديث ابن شاذان القمي، و الغضائري، و الشيخ المفيد، و الحسين بن إبراهيم القزويني.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1458- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الدَّهَّانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ، قَالَ: سَأَلَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا الصَّادِقَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنِي أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ قَالَ: تَوْحِيدُكَ لِرَبِّكَ. قَالَ: فَمَا أَعْظَمُ الذُّنُوبِ قَالَ: تَشْبِيهُكَ لِخَالِقِكَ.
1459- 2- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ الْجَعْفَرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا يَقُولُ: لَا تَقْتُلُوا الْقُنْبُرَةَ، وَ لَا تَأْكُلُوا لَحْمَهَا، فَإِنَّهَا كَثِيرَةُ التَّسْبِيحِ، وَ تَقُولُ فِي آخِرِ تَسْبِيحِهَا:" لَعَنَ اللَّهُ مُبْغِضِي آلِ مُحَمَّدٍ".
1460- 3- وَ عَنْهُ، بِإِسْنَادِهِ، قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) يَقُولُ: مَا أَزْرَعُ الزَّرْعَ لِطَلَبِ الْفَضْلِ فِيهِ، وَ مَا أَزْرَعُهُ إِلَّا لِيَتَنَاوَلَهُ الْفَقِيرُ وَ ذُو الْحَاجَةِ، وَ لِتَتَنَاوَلَ مِنْهُ الْقُنْبُرَةُ خَاصَّةً مِنَ الطَّيْرِ.
1461- 4- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ، عَنِ الْقَاضِي أَبِي الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنِ زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَوْذَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ): لِمَ سُمِّيَتِ الْجُمُعَةُ جُمُعَةً قَالَ: لِأَنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) جَمَعَ فِيهَا خَلْقَهُ لِوَلَايَةِ مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ).
1462- 5- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ بُطَّةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ يَعْلَى الْأَشْعَرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ. قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَزُرْهُمْ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ فِي ضِيقٍ وُسِّعَ عَلَيْهِ مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ، يَعْلَمُونَ بِمَنْ أَتَاهُمْ فِي كُلِّ يَوْمٍ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ كَانُوا سُدًى.
قَالَ: قُلْتُ: فَيَعْلَمُونَ بِمَنْ أَتَاهُمْ، فَيَفْرَحُونَ بِهِ قَالَ: نَعَمْ، وَ يَسْتَوْحِشُونَ لَهُ إِذَا انْصَرَفَ عَنْهُمْ.
1463- 6- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ الْخَالِ أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ قُولَوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ آبَائِهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ): مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ، فَلَا يَلْبَثُ فِي مَوْضِعٍ تَسْمَعُ نَفَسَهُ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ لَهُ بِمَحْرَمٍ.
1464- 7- وَ عَنْهُ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: أُرِيَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بَنِي أُمَيَّةَ يَصْعَدُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَ يُضِلُّونَ النَّاسَ عَنِ الصِّرَاطِ الْقَهْقَرَى، فَأَصْبَحَ
حَزِيناً. قَالَ: فَهَبَطَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَرَاكَ كَئِيباً حَزِيناً قَالَ: يَا جَبْرَئِيلُ، رَأَيْتُ بَنِي أُمَيَّةَ فِي لَيْلَتِي هَذِهِ يَصْعَدُونَ مِنْبَرِي مِنْ بَعْدِي، وَ يُضِلُّونَ النَّاسَ عَنِ الصِّرَاطِ الْقَهْقَرَى! قَالَ: وَ الَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيّاً، إِنِّي مَا اطَّلَعْتُ عَلَيْهِ، وَ عَرَجَ إِلَى السَّمَاءِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ نَزَلَ عَلَيْهِ بِآيٍ مِنَ الْقُرْآنِ يُؤْنِسُهُ بِهَا: «أَ فَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ- ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ- ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ» 775 ، وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ «إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ- وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ- لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ» 776 جَعَلَ اللَّهُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِنَبِيِّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مُلْكِ بَنِي أُمَيَّةَ.
1465- 8- وَ عَنْهُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْحَسَنِ أَخِيهِ، عَنْ زُرْعَةَ، عَنْ سَمَاعَةَ، قَالَ: قَالَ لِي: صَلِّ فِي لَيْلَةِ إِحْدَى وَ عِشْرِينَ وَ لَيْلَةِ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا، إِنْ قَوِيتَ عَلَى ذَلِكَ، مِائَةَ رَكْعَةٍ سِوَى الثَّلَاثَ عَشْرَةَ، وَ اسْهَرْ فِيهِمَا حَتَّى تُصْبِحَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ فِي صَلَاةٍ وَ دُعَاءٍ وَ تَضَرُّعٍ، فَإِنَّهُ يُرْجَى أَنْ تَكُونَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي إِحْدَاهُمَا، وَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ .
فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ قَالَ: الْعَمَلُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ فِي أَلْفِ شَهْرٍ، وَ لَيْسَ فِي هَذِهِ الْأَشْهُرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ، وَ هِيَ تَكُونُ فِي رَمَضَانَ، وَ فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ .
فَقُلْتُ: وَ كَيْفَ ذَلِكَ فَقَالَ: مَا يَكُونُ فِي السَّنَةِ، وَ فِيهَا يُكْتَبُ الْوَفْدُ إِلَى مَكَّةَ.
1466- 9- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ. قَالَ: هِيَ إِحْدَى وَ عِشْرُونَ أَوْ ثَلَاثٌ وَ عِشْرُونَ.
قُلْتُ: أَ لَيْسَ إِنَّمَا هِيَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ قَالَ: بَلَى.
قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي بِهَا. قَالَ: وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ خَيْراً فِي لَيْلَتَيْنِ.
1467- 10- وَ عَنْهُ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيٍ 777 ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لَهُ أَبُو بَصِيرٍ: مَا اللَّيْلَةُ الَّتِي يُرْجَى فِيهَا مَا يُرْجَى قَالَ: فِي إِحْدَى وَ عِشْرِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ.
قَالَ: فَإِنْ لَمْ أَقْوَ عَلَى كِلْتَيْهِمَا قَالَ: مَا أَيْسَرَ لَيْلَتَيْنِ فِيمَا تَطْلُبُ! قَالَ: قُلْتُ: فَرُبَّمَا رَأَيْنَا الْهِلَالَ عِنْدَنَا، وَ جَاءَنَا مَنْ يُخْبِرُ بِخِلَافِ ذَلِكَ فِي أَرْضٍ أُخْرَى فَقَالَ: مَا أَيْسَرَ أَرْبَعَ لَيْلٍ تَطْلُبُهَا فِيهَا! قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لَيْلَةُ ثَلَاثٍ وَ عِشْرِينَ لَيْلَةُ الْجُهَنِيِ 778 فَقَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَيُقَالُ.
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ خَالِدٍ رَوَى فِي تِسْعَ عَشْرَةَ يُكْتَبُ وَفْدُ الْحَاجِّ. فَقَالَ لِي: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، يُكْتَبُ وَفْدُ الْحَاجِّ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَ الْمَنَايَا وَ الْبَلَايَا وَ الْأَرْزَاقُ، وَ مَا يَكُونُ إِلَى مِثْلِهَا فِي قَابِلٍ، فَاطْلُبْهَا فِي إِحْدَى وَ ثَلَاثٍ، وَ صَلِّ فِي كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِائَةَ رَكْعَةٍ، وَ أَحْيِهِمَا إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَى النُّورِ، وَ اغْتَسِلْ فِيهِمَا.
قَالَ: قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ، وَ أَنَا قَائِمٌ قَالَ: فَصَلِّ وَ أَنْتَ جَالِسٌ.
قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ قَالَ: فَعَلَى فِرَاشِكَ.
قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ قَالَ: فَلَا عَلَيْكَ أَنْ تَكْتَحِلَ أَوَّلَ لَيْلٍ بِشَيْءٍ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفَتَّحُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، وَ تُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ، وَ تُقْبَلُ أَعْمَالُ الْمُؤْمِنِينَ، نِعْمَ الشَّهْرُ رَمَضَانُ، كَانَ يُسَمَّى عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) الْمَرْزُوقَ.