کتابخانه روایات شیعه
يَوْماً إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ مِنْ أَصْحَابِنَا، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):
تَعْرِفُهُمَا قُلْتُ: نَعَمْ، هُمَا مِنْ مَوَالِيكَ. فَقَالَ: نَعَمْ، وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ أَجِلَّةَ مَوَالِيَّ بِالْعِرَاقِ.
فَقَالَ لَهُ أَحَدُ الرَّجُلَيْنِ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، إِنَّهُ كَانَ عَلَيَّ مَالٌ لِرَجُلٍ يُنْسَبُ إِلَى بَنِي عَمَّارٍ الصَّيَارِفِ بِالْكُوفَةِ، وَ لَهُ بِذَلِكَ ذِكْرُ حَقٍّ وَ شُهُودٌ، فَأَخَذَ الْمَالَ وَ لَمْ أَسْتَرْجِعْ مِنْهُ الذِّكْرَ بِالْحَقِّ، وَ لَا كَتَبْتُ عَلَيْهِ كِتَاباً، وَ لَا أَخَذْتُ مِنْهُ بَرَاءَةً، وَ ذَلِكَ لِأَنِّي وَثِقْتُ بِهِ، وَ قُلْتُ لَهُ: مَزِّقِ الذِّكْرَ بِالْحَقِّ الَّذِي عِنْدَكَ، فَمَاتَ وَ تَهَاوَنَ بِذَلِكَ وَ لَمْ يُمَزِّقْهُ، وَ أَعْقَبَ هَذَا أَنْ طَالَبَنِي بِالْمَالِ وُرَّاثُهُ وَ حَاكَمُونِي، وَ أَخْرَجُوا بِذَلِكَ الذِّكْرِ بِالْحَقِّ، وَ أَقَامُوا الْعُدُولَ، فَشَهِدُوا عِنْدَ الْحَاكِمِ، فَأُخِذْتُ بِالْمَالِ، وَ كَانَ الْمَالُ كَثِيراً، فَتَوَارَيْتُ عَنِ الْحَاكِمِ، فَبَاعَ عَلَيَّ قَاضِي الْكُوفَةِ مَعِيشَةً لِي، وَ قَبَضَ الْقَوْمُ الْمَالَ، وَ هَذَا رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِنَا ابْتُلِيَ بِشِرَاءِ مَعِيشَتِي مِنَ الْقَاضِي، ثُمَّ إِنَّ وَرَثَةَ الْمَيِّتِ أَقَرُّوا أَنَّ الْمَالَ كَانَ أَبُوهُمْ قَدْ قَبَضَهُ، وَ قَدْ سَأَلُوهُ أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ مَعِيشَتِي، وَ يُعْطُونَهُ فِي أَنْجُمٍ مَعْلُومَةٍ، فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ أَنْ تَسْأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ هَذَا. فَقَالَ الرَّجُلُ: جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ، كَيْفَ أَصْنَعُ فَقَالَ لَهُ: تَصْنَعُ أَنْ تَرْجِعَ بِمَالِكَ عَلَى الْوَرَثَةِ، وَ تَرُدَّ الْمَعِيشَةَ إِلَى صَاحِبِهَا، وَ تُخْرِجَ يَدَكَ عَنْهَا.
قَالَ: فَإِذَا أَنَا فَعَلْتُ ذَلِكَ، لَهُ أَنْ يُطَالِبَنِي بِغَيْرِ هَذَا قَالَ لَهُ: نَعَمْ، لَهُ أَنْ يَأْخُذَ مِنْكَ مَا أَخَذْتَ مِنَ الْغَلَّةِ مِنْ ثَمَنِ الثِّمَارِ، وَ كُلَّ مَا كَانَ مَرْسُوماً فِي الْمَعِيشَةِ يَوْمَ اشْتَرَيْتَهَا، يَجِبُ أَنْ تَرُدَّ كُلَّ ذَلِكَ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ زَرْعٍ زَرَعْتَهُ أَنْتَ، فَإِنَّ لِلْمُزَارِعِ إِمَّا قِيمَةُ الزَّرْعِ وَ إِمَّا أَنْ يَصْبِرَ عَلَيْكَ إِلَى وَقْتِ حَصَادِ الزَّرْعِ، فَلَوْ لَمْ يَفْعَلْ كَانَ ذَلِكَ لَهُ، وَ رَدَّ عَلَيْكَ الْقِيمَةَ، وَ كَانَ الزَّرْعُ لَهُ.
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَإِنْ كَانَ هَذَا قَدْ أَحْدَثَ فِيهَا بِنَاءً أَوْ غَرَسَ قَالَ: لَهُ قِيمَةُ ذَلِكَ، أَوْ يَكُونَ ذَلِكَ الْمُحْدِثُ بِعَيْنِهِ يَقْلَعُهُ وَ يَأْخُذُهُ.
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أَ رَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِيهَا غَرْسٌ أَوْ بِنَاءٌ، فَقَلَعَ الْغَرْسَ وَ هَدَمَ الْبِنَاءَ فَقَالَ: يَرُدُّ ذَلِكَ إِلَى مَا كَانَ، أَوْ يَغْرَمُ الْقِيمَةَ لِصَاحِبِ الْأَرْضِ، فَإِذَا رَدَّ جَمِيعَ مَا
أَخَذَ مِنْ غَلَّاتِهَا إِلَى صَاحِبِهَا، وَ رَدَّ الْبِنَاءَ وَ الْغَرْسَ وَ كُلَّ مُحْدَثٍ إِلَى مَا كَانَ، أَوْ رَدَّ الْقِيمَةَ كَذَلِكَ يَجِبُ عَلَى صَاحِبِ الْأَرْضِ أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ كُلَّ مَا خَرَجَ عَنْهُ فِي إِصْلَاحِ الْمَعِيشَةِ مِنْ قِيمَةِ غَرْسٍ أَوْ بِنَاءٍ أَوْ نَفَقَةٍ فِي مَصْلَحَةِ الْمَعِيشَةِ وَ دَفْعِ النَّوَائِبِ عَنْهَا، كُلُّ ذَلِكَ فَهُوَ مَرْدُودٌ إِلَيْهِ.
1491- 34- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رُزَيْقٍ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) عَنْ امْرَأَةٍ حَامِلَةٍ رَأَتِ الدَّمَ. فَقَالَ: تَدَعُ الصَّلَاةَ.
قَالَ: فَإِنَّهَا رَأَتِ الدَّمَ، وَ قَدْ أَصَابَهَا الطَّلْقُ، فَرَأَتْهُ وَ هِيَ تَمْخَضُ قَالَ: تُصَلِّي حَتَّى يَخْرُجَ رَأْسُ الصَّبِيِّ، فَإِذَا خَرَجَ رَأْسُهُ لَمْ تَجِبْ عَلَيْهَا الصَّلَاةُ، وَ كُلُّ مَا تَرَكَتْهُ مِنَ الصَّلَاةِ فِي تِلْكَ الْحَالِ لِوَجَعٍ أَوْ لِمَا هِيَ فِيهِ مِنَ الشِّدَّةِ وَ الْجَهْدِ قَضَتْهُ إِذَا خَرَجَتْ مِنْ نِفَاسِهَا.
قَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا الْفَرْقُ بَيْنَ دَمِ الْحَامِلِ وَ دَمِ الْمَخَاضِ قَالَ: إِنَّ الْحَامِلَ قَذَفَتْ بِدَمِ الْحَيْضِ، وَ هَذِهِ قَذَفَتْ بِدَمِ الْمَخَاضِ، إِلَى أَنْ يَخْرُجَ بَعْضُ الْوَلَدِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَصِيرُ دَمُ النِّفَاسِ، فَيَجِبُ أَنْ تَدَعَ فِي النِّفَاسِ وَ الْحَيْضِ، فَأَمَّا مَا لَمْ يَكُنْ حَيْضاً أَوْ نِفَاساً فَإِنَّمَا ذَلِكَ مِنْ فَتْقٍ فِي الرَّحِمِ.
1492- 35- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رُزَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ شَيْئاً أَسْرَعَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الشَّيْبِ إِلَى الْمُؤْمِنِ، وَ إِنَّهُ وَقَارٌ لِلْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا، وَ نُورٌ سَاطِعٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِهِ وَقَّرَ اللَّهُ (تَعَالَى) خَلِيلَهُ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا رَبِّ قَالَ لَهُ: هَذَا وَقَارٌ، فَقَالَ: يَا رَبِّ زِدْنِي وَقَاراً. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): فَمِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِجْلَالُ شَيْبَةِ الْمُؤْمِنِ.
1493- 36- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رُزَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ وَ الْإِلْحَاحِ عَلَى اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) فِي السَّاعَةِ الَّتِي لَا يُخَيِّبَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) فِيهَا بَرّاً وَ لَا فَاجِراً.
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَ أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ قَالَ: هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي دَعَا فِيهَا أَيُّوبُ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ شَكَا إِلَى اللَّهِ (عَزَّ وَ جَلَّ) بَلِيَّتَهُ، فَكَشَفَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ، وَ دَعَا فِيهَا يَعْقُوبَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَرَدَّ اللَّهُ يُوسُفَ وَ كَشَفَ اللَّهُ كُرْبَتَهُ، وَ دَعَا فِيهَا مُحَمَّدٌ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)
فَكَشَفَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) كُرْبَتَهُ، وَ مَكَّنَهُ مِنْ أَكْتَافِ الْمُشْرِكِينَ بَعْدَ الْيَأْسِ، أَنَا ضَامِنٌ أَنْ لَا يُخَيِّبَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ بَرّاً وَ لَا فَاجِراً، الْبَرُّ يُسْتَجَابُ لَهُ فِي نَفْسِهِ وَ غَيْرِهِ، وَ الْفَاجِرُ يُسْتَجَابُ لَهُ فِي غَيْرِهِ، وَ يَصْرِفُ اللَّهُ إِجَابَتَهُ إِلَى وَلِيٍّ مِنْ أَوْلِيَائِهِ، فَاغْتَنِمُوا الدُّعَاءَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ.
1494- 37- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رُزَيْقٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):
عَلِّمْنِي دُعَاءً إِذَا أَنَا أَحْرَزْتُ شَيْئاً لَمْ أَخَفْ عَلَيْهِ ضَيْعَةً. قَالَ: تَقُولُ" يَا اللَّهُ، يَا حَافِظَ الْغُلَامَيْنِ بِصَلَاحِ أَبِيهِمَا، احْفَظْنِي وَ احْفَظْ عَلَيَّ دِينِي وَ أَمَانَتِي وَ مَالِي، فَإِنَّهُ لَا حَافِظَ حَفِظَ ضَيْعَةً أَحْفَظَ عَلَيَّ مَالِي مِنْكَ، إِنَّكَ حَافِظٌ حَفِيظٌ، أَخَذْتُ بِسَمْعِ اللَّهِ وَ بَصَرِهِ وَ قُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ مَنْ أَرَادَنِي وَ أَرَادَ مَالِي، لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ".
1495- 38- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رُزَيْقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يَقُولُ: إِذَا لَبِسْتَ ثَوْباً فَقُلِ:" اللَّهُمَّ أَلْبِسْنِي لِبَاسَ الْإِيمَانِ، وَ زَيِّنِّي بِالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَدِيدَهُ أُبْلِيهِ فِي طَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ، وَ أَبْدِلْنِي بِخَلَقِهِ حُلَلَ الْجَنَّةِ، وَ لَا تَجْعَلْنِي أُبْلِيهِ فِي مَعْصِيَتِكَ، وَ لَا تُبْدِلْنِي بِخَلَقِهِ مُقَطَّعَاتِ النِّيرَانِ".
1496- 39- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: تَمَنَّوُا الْفِتْنَةَ، فَفِيهَا هَلَاكُ الْجَبَابِرَةِ، وَ طَهَارَةُ الْأَرْضِ مِنَ الْفَسَقَةِ.
1497- 40- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ رُزَيْقٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): إِذَا تَلَاعَنَ اثْنَانِ فَتَبَاعَدَ مِنْهُمَا، فَإِنَّ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ تَنْفِرُ عَنْهُ الْمَلَائِكَةُ. ثُمَّ قُلِ:" اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لَهَا إِلَيَّ مَسَاغاً، وَ اجْعَلْهَا بِرَأْسِ مَنْ يُكَايِدُ دِينَكَ، وَ يُضَادُّ وَلِيَّكَ، وَ يَسْعَى فِي الْأَرْضِ فَسَاداً".
[40] مجلس يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان سنة سبع و خمسين و أربع مائة
فيه أحاديث الغضائري.
بسم الله الرحمن الرحيم
1498- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (رَحِمَهُ اللَّهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ هَارُونَ بْنِ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ (تَعَالَى) لَمْ يَجْعَلْ لِلْمُؤْمِنِ أَجَلًا فِي الْمَوْتِ، يُبْقِيهِ مَا أَحَبَّ الْبَقَاءَ، فَإِذَا عَلِمَ مِنْهُ أَنَّهُ سَيَأْتِي بِمَا فِيهِ بَوَارُ دِينِهِ قَبَضَهُ إِلَيْهِ مُكَرَّماً.
قَالَ أَبُو عَلِيِّ: فَذَكَرْتُ هَذَا الْحَدِيثَ لِأَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ مَوْلَى الطَّالِبِيِّينَ- وَ كَانَ رَاوِيَةً لِلْحَدِيثِ- فَحَدَّثَنِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَسَدٍ الطُّفَاوِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ: مَنْ يَمُوتُ بِالذُّنُوبِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَمُوتُ بِالْآجَالِ، وَ مَنْ يَعِيشُ بِالْإِحْسَانِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَعِيشُ بِالْأَعْمَالِ.
1499- 2- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْبَرْقِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، عَنْ آبَائِهِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ جَالِساً بِالرَّحَبَةِ، وَ النَّاسُ حَوْلَهُ مُجْتَمِعُونَ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَنْزَلَكَ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) بِهِ، وَ أَبُوكَ يُعَذَّبُ بِالنَّارِ فَقَالَ لَهُ: مَهْ، فَضَّ اللَّهُ فَاكَ، وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) بِالْحَقِّ نَبِيّاً، لَوْ شَفَعَ أَبِي فِي كُلِّ مُذْنِبٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ لَشَفَّعَهُ اللَّهُ فِيهِمْ، أَبِي يُعَذَّبُ بِالنَّارِ وَ ابْنُهُ قَسِيمُ النَّارِ! ثُمَّ قَالَ: وَ الَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، إِنَّ نُورَ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيُطْفِئُ أَنْوَارَ الْخَلْقِ إِلَّا خَمْسَةَ أَنْوَارٍ: نُورُ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)، وَ نُورِي، وَ نُورُ فَاطِمَةَ، وَ نُورُ الْحَسَنِ، وَ الْحُسَيْنِ وَ مَنْ وَلَدَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ، لِأَنَّ نُورَهُ مِنْ نُورِنَا الَّذِي خَلَقَهُ اللَّهُ (تَعَالَى) مِنْ قَبْلِ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ. 791
1500- 3- وَ عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ، عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: بَكَى أَبُو ذَرٍّ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (تَعَالَى) حَتَّى اشْتَكَى بَصَرَهَ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ يَشْفِي بَصَرَكَ. فَقَالَ:
إِنِّي عَنْ ذَلِكَ مَشْغُولٌ، وَ مَا هُوَ بِأَكْبَرِ هَمِّي. قَالُوا: وَ مَا يَشْغَلُكَ عَنْهُ قَالَ: الْعَظِيمَتَانِ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ.
1501- 4- وَ عَنْهُ، عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: سُئِلَ أَبُو ذَرٍّ: مَا مَالُكَ قَالَ:
عَمَلِي. قِيلَ لَهُ: إِنَّمَا نَسْأَلُكَ عَنِ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ فَقَالَ: مَا أَصْبَحَ فَلَا أَمْسَى، وَ مَا أَمْسَى فَلَا أَصْبَحَ، لَنَا كُنْدُوجٌ 792 نَرْفَعُ فِيهِ خَيْرَ مَتَاعِنَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ:
كُنْدُوجُ الْمُؤْمِنِ قَبْرُهُ.
1502- 5- وَ عَنْهُ، عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ (رَحِمَهُ اللَّهُ): جَزَى اللَّهُ الدُّنْيَا عَنِّي مَذَمَّةً بَعْدَ رَغِيفَيِ الشَّعِيرِ، أَتَغَدَّى بِأَحَدِهِمَا، وَ أَتَعَشَّى بِالْآخَرِ، وَ بَعْدَ شَمْلَتَيِ الصُّوفِ، أَتَّزِرُ بِإِحْدَاهُمَا، وَ أَرْتَدِي بِالْأُخْرَى.
1503- 6- وَ عَنْهُ، قَالَ: خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: يَا جُنْدَ
الْمَرْأَةِ، يَا أَصْحَابَ الْبَهِيمَةِ، رَغَا فَأَجَبْتُمْ، وَ عَقَرَ فَانْهَزَمْتُمْ، اللَّهِ أَمَرَكُمْ بِجِهَادي أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ! ثُمَّ قَالَ: يَا بَصْرَةُ، أَيُّ يَوْمٍ لَكَ لَوْ تَعْلَمِينَ، وَ أَيُّ قَوْمٍ لَكَ لَوْ تَعْلَمِينَ إِنَّ لَكَ مِنَ الْمَاءِ يَوْماً عَظِيماً بَلَاؤُهُ. وَ ذَكَرَ كَلَاماً كَثِيراً.
1504- 7- كُثَيْرٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ لَهُ: انْزِلْ عَنْ مِنْبَرِ أَبِي، فَبَكَى عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: صَدَقْتَ يَا بُنَيَّ، مِنْبَرُ أَبِيكَ لَا مِنْبَرُ أَبِي. فَقَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): مَا هُوَ وَ اللَّهِ عَنْ رَأْيِي. قَالَ: صَدَقْتَ وَ اللَّهِ مَا اتَّهَمْتُكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ. ثُمَّ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ، فَأَخَذَهُ فَأَجْلَسَهُ إِلَى جَانِبِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَخَطَبَ النَّاسَ وَ هُوَ جَالِسٌ مَعَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، سَمِعْتُ نَبِيَّكُمْ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ) يَقُولُ: احْفَظُونِي فِي عِتْرَتِي وَ ذُرِّيَّتِي، فَمَنْ حَفِظَنِي فِيهِمْ حَفِظَهُ اللَّهُ، أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى مَنْ آذَانِي فِيهِمْ، ثَلَاثاً.
1505- 8- زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): لَا يَكُنْ حُبُّكَ كَلَفاً، وَ لَا بُغْضُكَ تَلَفاً، أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْناً مَا، وَ أَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْناً مَا.
1506- 9- زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): مَنْ أَفْصَحُ النَّاسِ قَالَ: الْمُجِيبُ الْمُسْكِتُ عِنْدَ بَدِيهَةِ السُّؤَالِ.
1507- 10- زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ)، قَالَ: الْوَرَعُ نِظَامُ الْعِبَادَةِ، فَإِذَا انْقَطَعَ الْوَرَعُ ذَهَبَتِ الدِّيَانَةُ، كَمَا أَنَّهُ إِذَا انْقَطَعَ السِّلْكُ اتَّبَعَهُ النِّظَامُ 793 .
1508- 11- وَ رَوَى مُنِيفٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ مَوْلَاهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ):
صَبَرْتُ عَلَى مُرِّ الْأُمُورِ كَرَاهَةً
وَ أَبْقَيْتُ فِي ذَاكَ الصَّوَابَ مِنَ الْأَمْرِ
إِذَا كُنْتَ لَا تَدْرِي وَ لَمْ تَكُ سَائِلًا
عَنِ الْعِلْمِ مَنْ يَدْرِي جَهِلْتَ وَ لَا تَدْرِي .
[41] مجلس يوم الجمعة السادس و العشرين من شوال سنة سبع و خمسين و أربع مائة
فيه أحاديث ابن الصلت الأهوازي.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
1509- 1- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ هَارُونَ بْنِ سَلَّامٍ الضَّرِيرُ أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمَكِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ طَارِقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ مَصْلُوبَ الظَّالِمِينَ يَقُولُ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) قَالَ: خَطَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِهَذِهِ الْخُطْبَةِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: