کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير نور الثقلين

الجزء الخامس

سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقين سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الدهر سورة المرسلات سورة النباء سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الانشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة الإيلاف سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة اللهب سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس الفهرست

تفسير نور الثقلين


صفحه قبل

تفسير نور الثقلين، ج‏1، ص: 12

عليه اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله.

46- و باسناده الى عبد الله بن سنان قال‏ سألت أبا عبد الله عليه السلام عن‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ؟ فقال: الباء بهاء الله و السين سناء الله و الميم مجد الله.

و روى بعضهم‏ ملك الله و الله اله كل شي‏ء، الرحمن بجميع خلقه و الرحيم بالمؤمنين خاصة و في أصول الكافي مثله سواء.

47- و في كتاب التوحيد باسناده الى صفوان بن يحيى عمن حدثه عن ابى عبد الله عليه السلام‏ انه سئل عن‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* ؟ فقال: الباء بهاء الله و السين سناء الله و الميم ملك الله، قال: قلت الله؟ قال: الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا، و اللام الزام الله خلقه ولايتنا قلت؛ فالهاء؟ قال: هوان لمن خالف محمدا و آل محمد صلوات الله عليهم، قلت: الرحمن؛ قال بجميع العالم قلت: الرحيم؟ قال: بالمؤمنين خاصة.

48- و باسناده الى الحسن بن راشد عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: سألته عن معنى الله؟ قال استولى على ما دق و جل.

49- في كتاب معاني الاخبار باسناده الى ابى إسحاق الخزاعي عن أبيه قال: دخلت مع ابى عبد الله عليه السلام على بعض مواليه يعوده، فرأيت الرجل يكثر من قول آه، فقلت له: يا أخي اذكر ربك و استغث به، فقال ابو عبد الله عليه السلام ان آه اسم من أسماء الله عزّ و جلّ، فمن قال: آه فقد استغاث بالله تبارك و تعالى.

50- في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر (ره) قال: حدثنا ابو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد و ابو الحسن على بن محمد بن سيار و كانا من الشيعة الامامية عن أبويهما عن الحسن بن على بن محمد عليهم السلام‏ ، في قول الله عز و جل‏ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» فقال: الله هو الذي يتأله اليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء، من كل من دونه، و تقطع الأسباب عن جميع ما سواه يقول بسم الله اى أستعين على أموري كلها بالله الذي لا يحق العبادة الا له، المغيث: إذا استغيث. المجيب إذا دعا، و هو ما قال رجل للصادق عليه السلام يا بن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد أكثر على المجادلون و حيروني فقال، له يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال نعم، فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك و لا سباحة تغنيك؟ قال: نعم قال: فهل تعلق قلبك هنا لك ان شيئا

تفسير نور الثقلين، ج‏1، ص: 13

من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال. نعم، قال الصادق عليه السلام: فذلك الشي‏ء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجى، و على الاغاثة حيث لا مغيث قال: و قام رجل الى على ابن الحسين عليه السلام، فقال: أخبرنى ما معنى‏ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» ؟ فقال على بن الحسين عليه السلام حدثني أبى عن أخيه الحسن عن أبيه أمير المؤمنين عليه السلام، ان رجلا قام اليه فقال يا أمير المؤمنين أخبرني عن‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ ما معناه؟ فقال: ان قولك الله أعظم اسم من أسماء الله عز و جل، و هو الاسم الذي لا ينبغي ان يسمى به غير الله و لم يتسم به مخلوق فقال الرجل: فما تفسير قوله: «الله فقال: هو الذي يتأله اليه عند الحوائج و الشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه و تقطع الأسباب من كل من سواه و ذلك ان كل مترائس‏ «1» في هذه الدنيا و متعظم فيها و ان عظم غناؤه و طغيانه و كثرت حوائج من دونه اليه فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم و كذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع الى الله عند ضرورته و فاقته حتى إذا كفى همه عاد الى شركه، اما تسمع الله عز و جل يقول: «قُلْ أَ رَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَ غَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شاءَ وَ تَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ» «2» فقال الله جل جلاله لعباده ايها الفقراء الى رحمتي انى قد ألزمتكم الحاجة الى في كل حال، و ذلة العبودية في كل وقت فالى فافزعوا في كل امر تأخذون فيه و ترجون تمامه و بلوغ غايته فانى ان أردت ان أعطيكم لم يقدر غيري على منعكم و ان أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري على اعطائكم، فانا أحق من سئل و اولى من تضرع اليه فقولوا عند افتتاح كل امر صغير أو عظيم‏ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏ اى أستعين على هذا الأمر بالله الذي لا تحق العبادة لغيره المغيث إذا استغيث، المجيب إذا دعا الرحمن الذي يرحم يبسط الرزق علينا الرحيم بنا في أدياننا و دنيانا و آخرتنا، و خفف علينا الدين و جعله سهلا خفيفا و هو يرحمنا بتميز من أعدائه.

51- في نهج البلاغة: رحيم لا يوصف بالرقة.

(1) ترائس: اى صار رئيسا.

(2) الانعام: 40- 41.

تفسير نور الثقلين، ج‏1، ص: 14

52- في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام: ان الرحمة و ما يحدث لنا منها شفقة و منها جود، و ان رحمة الله ثوابه لخلقه و للرحمة من العباد شيئان أحدهما يحدث في القلب الرأفة و الرقة لما يرى بالمرحوم من الضر و الحاجة و ضروب البلاء و الاخر ما يحدث منا بعد الرأفة و اللطف على المرحوم و المعرفة منا بما نزل به، و قد يقول القائل! انظر الى رحمة فلان و انما يريد الفعل الذي حدث عن الرقة التي في قلب فلان و انما يضاف الى الله عز و جل من فعل ما حدث عنا من هذه الأشياء و اما المعنى الذي في القلب فهو منفي عن الله كما وصف عن نفسه، فهو رحيم لا رحمة رقة.

«1»

53- في مجمع البيان و روى أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم‏ ان عيسى بن مريم قال: الرحمن رحمن الدنيا، و الرحيم رحيم الاخرة.

54- و روي عن الصادق عليه السلام انه قال: الرحمن اسم خاص بصفة عامة و الرحيم اسم عام بصفة خاصة.

«2»

55- في عيون الاخبار باسناده عن الرضا عليه السلام انه قال في دعائه: رحمن الدنيا و الاخرة و رحيمهما صل على محمد و آل محمد.

(1) أقول: حديث الاهليلجة: رسالة من الامام الصادق عليه السلام كتبها في جواب ما كتبه اليه المفضل ابن عمر الجعفي يسأله فيه أن يكتب ردا على الملحدين المنكرين للربوبية و احتجاجا عليهم و قد أورده العلامة المجلسي (ره) بتمامه في البحار ج 2: 47 و في آخره ما نقله المؤلف (ره) هنا من تلك الرسالة فراجع ج 2: 62 ط كمپانى و ج 3: 196 ط طهران الحديثة.

(2) قال الطبرسي (ره): و عن بعض التابعين قال: الرحمن بجميع الخلق و الرجيم بالمؤمنين خاصة و وجه عموم الرحمن بجميع الخلق مؤمنهم و كافرهم و برهم و فاجرهم هو إنشاءه إياهم و خلقهم أحياء قادرين و رزقه إياهم، و وجه خصوص الرحيم بالمؤمنين هو ما فعله بهم في الدنيا من التوفيق و في الاخرة من الجنة و الإكرام و غفران الذنوب و الاثام، و الى هذا المعنى يؤول ما روى عن الصادق عليه السلام انه قال: الرحمن اسم خاس ...

إلخ ثم ذكر هذا الحديث.

تفسير نور الثقلين، ج‏1، ص: 15

56- في كتاب الخصال عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم‏ اربع من كن فيه كان في نور الله الأعظم الى قوله: و من إذا أصاب خيرا قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏

57- و باسناده الى على بن الحسين عليهما السلام قال: و من قال الحمد لله فقد ادى شكر كل نعمة الله تعالى.

58- في أصول الكافي محمد عن احمد عن على بن الحكم عن صفوان الجمال عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال لي: ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال: الحمد لله، الا ادى شكرها.

59- و باسناده الى حماد بن عثمان قال: خرج أبو عبد الله عليه السلام من المسجد و قد ضاعت دابته، فقال: لئن ردها الله على لأشكرن الله حق شكره قال: فما لبث أن أتى بها، فقال:

الحمد لله فقال قائل له؛ جعلت فداك أ ليس قلت: لأشكرن الله حق شكره؟ فقال أبو عبد الله:

الم تسمعني قلت: الحمد لله؟

60- في تفسير على بن إبراهيم في الموثق عن أبى عبد الله عليه السلام‏ في قوله:

«الْحَمْدُ لِلَّهِ» قال: الشكر لله و في قوله‏ «رَبِّ الْعالَمِينَ» : خلق المخلوقين‏ «1»

61- في من لا يحضره الفقيه و فيما ذكره الفضل من العلل عن الرضا عليه السلام انه قال: «و الحمد لله انما هو أداء لما أوجب الله عز و جل على خلقه من الشكر، و شكر لما وفق عبده من الخير «رب العالمين» توحيد له و تحميد و إقرار بأنه هو الخالق المالك لا غيره.

62- في مجمع البيان و قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: ان الله تعالى من على بفاتحة الكتاب الى قوله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» دعوى أهل الجنة حين شكروا الله حسن الثواب‏

63- في أصول الكافي باسناده الى أبى عبد الله قال: من قال أربع مرات إذا أصبح: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» فقد ادى شكر يومه، و من قالها إذا أمسى فقد ادى شكر ليلته.

64- و باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إذا أصبح قال:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ كثيرا على كل حال ثلاثمائة و ستين مرة، و إذا أمسى قال مثل ذلك.

(1) و في المصدر «خالق المخلوقين» و هو الظاهر.

تفسير نور الثقلين، ج‏1، ص: 16

65- على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن بعض أصحابه قال: عطس رجل عند أبى جعفر عليه السلام فقال: الحمد لله فلم يسمته أبو جعفر عليه السلام‏ «1» و قال: نقصنا حقنا ثم قال إذا عطس أحدكم فليقل: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ و صلى الله على محمد و أهل بيته، قال فقال الرجل فسمته أبو جعفر عليه السلام.

66- و باسناده الى مسمع بن عبد الملك قال: عطس ابو عبد الله عليه السلام فقال: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ ثم جعل إصبعه على أنفه فقال: رغم أنفي لله رغما داخرا.

67- و باسناده الى محمد بن مروان قال: قال: أمير المؤمنين عليه السلام: من قال إذا عطس‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ على كل حال، لم يجد وجع الأذنين و الأضراس.

68- و باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام قال: من عطس ثم وضع يده على قصبة أنفه ثم قال‏ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ كثيرا كما هو أهله و صلى الله على محمد النبي و آله و سلم، خرج من منخره الأيسر طاير أصغر من الجراد و أكبر من الذباب، حتى يصير تحت العرش يستغفر الله له الى يوم القيامة.

69- في كتاب التوحيد كلام الرضا عليه السلام في التوحيد، و فيه: و رب إذ لا مربوب و فيه عن على عليه السلام مثله.

70- و عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل و فيه: لعلك ترى ان الله انما خلق هذا العالم الواحد أو ترى ان الله لم يخلق غيركم؟ بلى و الله لقد خلق ألف ألف عالم، و ألف ألف آدم، أنت في آخر تلك العوالم و أولئك الآدميين.

71- في كتاب الخصال باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام انه قال في حديث طويل‏ ان عالم المدينة، «2» ينتهى الى حيث لا يقفو الأثر و يزجر الطير و يعلم ما في اللحظة الواحدة مسيرة الشمس يقطع اثنى عشر برجا و اثنى عشر برا و اثنى عشر بحرا و اثنى عشر عالما

72- و بأسناده الى العباد بن عبد الخالق عمن حدثه عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان لله عز و جل اثنى عشر الف عالم كل عالم منهم أكبر من سبع سموات و سبع أرضين، ما يرى‏

(1) تسميت العاطس: الدعاء له.

(2) و المراد نفسه عليه السلام و المدينة مدينة الرسول صلى اللّه عليه و آله.

تفسير نور الثقلين، ج‏1، ص: 17

عالم منهم ان لله عز و جل عالما غيرهم و انا الحجة عليهم.

73- في عيون الاخبار حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر رضى الله عنه قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد و على بن محمد بن سيار عن أبويهما، عن الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليه السلام عن أبيه عن جده عليه السلام قال: جاء رجل الى الرضا عليه السلام فقال له: يا بن رسول الله أخبرني عن قول الله تعالى: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» ما تفسيره؟

فقال: لقد حدثني أبى عن جدي عن الباقر عن زين العابدين عن أبيه عليهم السلام، ان رجلا جاء الى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني عن قول الله تعالى‏ «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» ما تفسيره؟ فقال: الحمد لله هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من ان تحصى أو تعرف، فقال لهم: قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين و هم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات و الحيوانات فاما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته و يغذوها من رزقه، و يحوطها بكنفه، و يدبر كلا منها بمصلحته، و اما الجمادات فهو يمسكها بقدرته و يمسك المتصل منها أن يتهافت‏ «1» و يمسك المتهافت منها أن يتلاصق و يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه و يمسك الأرض ان تنخسف الا بامره، انه بعباده رؤف رحيم قال عليه السلام: «و رب العالمين» مالكهم و خالقهم و سائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون و من حيث لا يعلمون، فالرزق مقسوم، و هو يأتى ابن آدم على اى سيرة سارها من الدنيا؛ ليس تقوى متق بزايده، و لا فجور فاجر بناقصه، و بينه و بينه ستر و هو طالبه فلو أن أحدكم يفر من رزقه لطلبه رزقه كما يطلبه الموت، فقال الله جل جلاله: قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا، و ذكرنا به من خير في كتب الأولين قبل أن تكون، ففي هذا إيجاب على محمد و آل محمد صلوات الله عليهم و على شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم و ذلك ان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: لما بعث الله عز و جل موسى بن عمران عليه السلام و اصطفاه نجيا و فلق له البحر و نجى بنى إسرائيل و أعطاه التوراة و الألواح راى مكانه من ربه عز و جل: فقال: يا رب لقد أكرمتنى بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي فقال الله جل‏

(1) التهافت: التساقط.

تفسير نور الثقلين، ج‏1، ص: 18

جلاله يا موسى أما علمت ان محمدا أفضل عندي من جميع ملائكتي و جميع خلقي؟ قال موسى: يا رب فان كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل في آل الأنبياء أكرم من آلى؟ قال الله جل جلاله يا موسى أما علمت ان فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين؟ و قال موسى: يا رب فان كان آل محمد كذلك فهل في أمم الأنبياء فضل عندك من أمتي؟ ظللت عليهم الغمامة و أنزلت عليهم المن و السلوى و فلقت لهم البحر؟ فقال الله جل جلاله: يا موسى أ ما علمت ان فضل امة محمد على جميع الأمم كفضله على جميع خلقي فقال موسى: يا رب ليتني كنت أراهم! فأوحى الله عز و جل اليه يا موسى: انك لن تراهم و ليس هذا أوان ظهورهم، و لكن سوف تراهم في الجنات: جنات عدن و الفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون و في خيراتها يتبحبحون‏ «1» أ فتحب أن أسمعك كلامهم؟ قال نعم الهى، قال الله جل جلاله: قم بين يدي و اشدد مأزرك‏ «2» قيام العبد الذليل بين يدي الجليل ففعل ذلك موسى عليه السلام فنادى ربنا عز و جل: يا امة محمد! فأجابوه كلهم و هم في أصلاب آبائهم و أرحام أمهاتهم، لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد و النعمة و الملك لك لا شريك لك قال: فجعل الله عز و جل تلك الاجابة شعار الحاج ثم نادى ربنا عز و جل: يا امة محمد ان قضائي عليكم ان رحمتي سبقت غضبى و عفوي قبل عقابي فقد استجبت لكم من قبل ان تدعوني و أعطيتكم من قبل ان تسألوني من لقيني منكم بشهادة ان لا اله الا الله وحده لا شريك له و ان محمدا عبده و رسوله صادق في أقواله محق في أفعاله و أن على بن أبى طالب عليه السلام أخوه و وصيه من بعده و وليه و يلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد و ان أولياءه المصطفين الطاهرين المطهرين المبانين‏ «3» بعجايب آيات الله و دلائل حجج الله من بعدهما

(1) تبحبح الرجل: تمكن في المكان و الحول، و يمكن ان يكون من قولهم تبحبح الدار أي توسطها و قيل اى يتوسطون في أوساط الجنان لا في أطرافه لان الوسط خير من الطرف.

(2) المئزر: الإزار.

صفحه بعد