کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تفسير نور الثقلين

الجزء الخامس

سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق سورة الذاريات سورة الطور سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة سورة الحديد سورة المجادلة سورة الحشر سورة الممتحنة سورة الصف سورة الجمعة سورة المنافقين سورة التغابن سورة الطلاق سورة التحريم سورة الملك سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن سورة المزمل سورة المدثر سورة القيامة سورة الدهر سورة المرسلات سورة النباء سورة النازعات سورة عبس سورة التكوير سورة الانفطار سورة المطففين سورة الانشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى سورة الغاشية سورة الفجر سورة البلد سورة الشمس سورة الليل سورة الضحى سورة الشرح سورة التين سورة العلق سورة القدر سورة البينة سورة الزلزلة سورة العاديات سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر سورة الهمزة سورة الفيل سورة الإيلاف سورة الماعون سورة الكوثر سورة الكافرون سورة النصر سورة اللهب سورة الإخلاص سورة الفلق سورة الناس الفهرست

تفسير نور الثقلين


صفحه قبل

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 78

لم أسمع بمثله كأنه كلام الطير. قال إسحاق: فأجابه موسى عليه السلام: بمثله و بلغته الى أن قضى و وطره من مسائلته فخرج من عنده، فقلت: ما سمعت بمثل هذا الكلام فقال: هذا كلام قوم من أهل الصين و ليس كل كلام أهل الصين مثله، ثم قال:

أتعجب من كلامي بلغته؟ فقلت: هو موضع العجب! قال عليه السلام: أخبرك بما هو أعجب منه: ان الامام يعلم منطق الطير، و نطق كل ذي روح خلقها الله تعالى و ما يخفي على الامام شي‏ء.

21- في كتاب المناقب لابن شهر آشوب تفسير الثعلبي قال الصادق عليه السلام:

قال الحسين بن على صلوات الله عليهما: إذا صاح النسر قال: ابن آدم! عش ما شئت آخره الموت، و إذا صاح الغراب قال: ان في البعد عن الناس أنسا، و إذا صاح القنبر قال: اللهم العن مبغضي آل محمد، و إذا صاح الخطاف قرء الحمد لله رب العالمين و يمد الضالين كما يمدها القارى.

22- و فيه في مناقب أبى جعفر الباقر عليه السلام و سمع عصافير تصحن، قال: تدري يا با حمزة ما يقلن؟ قلت: لا، قال: يسبحن ربي عز و جل و يسألن قوت يومهن.

23- محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» .

24- في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن الحسن بن على الوشا عمن رواه عن الميثمي عن منصور عن الثمالي قال: كنت مع على بن الحسين عليهما السلام في داره و فيها شجرة فيها عصافير و هن يصحن فقال لي: أ تدري ما يقلن هؤلاء؟ قلت:

لا أدرى قال: يسبحن ربهن و يطلبن رزقهن.

25- محمد بن إسماعيل عن على بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبى حمزة الثمالي قال: كنت عند على بن الحسين عليهما السلام فانتشرت العصافير و صوتت، فقال: يا با حمزة أ تدري ما تقول؟ قلت: لا قال: تقدس ربها و تسأله قوت يومها، ثم قال:

يا با حمزة «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ»

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 79

26- أحمد بن محمد بن خالد عن بعض رجاله عن أبى عبد الله عليه السلام: و تلا رجل عنده هذه الآية «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» فقال أبو عبد الله عليه السلام: ليس فيها «من» انما هي «و أوتينا كل شي‏ء»

27- محمد بن محمد عن احمد بن يوسف عن داود الحداد عن فضيل بن يسار عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كنت عنده إذ نظرت الى زوج حمام فهدر الذكر «1» على الأنثى فقال لي: أ تدري ما يقول؟ قلت: لا قال: يقول: يا سكنى و عرسي ما خلق الله أحب الى منك الا أن يكون مولاي جعفر بن محمد.

28- على بن اسمعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن أبيه عن الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان سليمان بن داود قال: «عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ» و قد و الله علمنا منطق الطير و علم كل شي‏ء.

29- أحمد بن موسى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عمر بن خليفة عن شيبة بن الفيض عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: «يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ» .

30- أحمد بن موسى عن محمد بن أحمد المعروف بغزال عن محمد بن الحسين عن سليمان من ولد جعفر بن أبى طالب قال: كنت مع أبى الحسن الرضا عليه السلام في حائط له إذ جاء عصفور فوقع بين يديه و أخذ يصيح و يكثر الصياح و يضطرب، فقال لي: يا فلان تدري ما يقول هذا العصفور؟ قال: قلت: الله و رسوله و ابن رسوله أعلم، قال: انها تقول ان حية تريد أن تأكل فراخي في البيت فخذ معك العصا و ادخل البيت و اقتل الحية، قال: فأخذت النبعة- و هي العصا- و دخلت الى البيت و إذا حية تجول في البيت فقتلتها.

31- أحمد بن محمد عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة عن سالم مولى أبان بياع الزطي قال: كنا في حائط لأبي عبد الله عليه السلام معه و نفر معى، قال: فصاحت العصافير

(1) هدر الحمام: قرقر و كرر صوته في حنجرته.

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 80

فقال: أ تدري ما تقول هذه؟ فقلنا: جعلنا الله فداك لا ندري ما تقول، قال: تقول:

اللهم انا خلق من خلقك و لا بد لنا من رزقك فأطعمنا و اسقنا.

32- احمد بن محمد عن الحسين بن السعيد و البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عبد الله بن فرقد قال: خرجنا مع أبى عبد الله عليه السلام متوجهين الى مكة حتى إذا كنا بسرف‏ «1» استقبله غراب ينعق في وجهه‏ «2» فقال: مت جوعا ما تعلم شيئا الا و نحن نعلمه الا انا أعلم بالله منك، فقلنا: هل كان في وجهه شي‏ء؟ قال:

نعم سقطت ناقة بعرفات.

33- أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن أبى احمد عن شعيب بن الحسن قال: كنت عند أبى جعفر عليه السلام جالسا فسمع صوت فاختى، فقال: أ تدرون ما تقول هذه؟ فقلنا: و الله ما ندري، فقال: تقول:

فقدتكم فافقدوها قبل أن تفقدكم.

34- محمد بن عبد الجبار عن الحسين بن الحسن اللؤلؤى عن أحمد بن الحسن الميثمي عن محمد بن الحسن بن زياد الميثمي عن مليح عن أبى حمزة قال: كنت عند على بن الحسين عليه السلام و عصافير على الحائط يصحن، فقال: يا با حمزة أ تدري ما يقلن؟

قال: يتحدثن انهن في وقت يشكون قوتهن.

35- أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد و البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن داود بن فرقد عن على بن سنان قال: كنا عند أبى عبد الله عليه السلام فسمع صوت فاختى في الدار فقال: أين هذه التي أسمع صوتها؟ قلنا: هي في الدار أهديت لبعضهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: اما لنفقدنك قبل أن تفقدنا، قال: ثم أمر بها فأخرجت من الدار.

36- أحمد بن محمد عن بكر بن صالح عن محمد بن أبى حمزة عن عمر بن‏

(1) سرف- ككتف-: موضع على ستة أميال من مكة.

(2) نعق الغراب: صاح.

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 81

اصبهانى قال‏ أهديت لإسماعيل بن أبى عبد الله صلصلا «1» فدخل ابو عبد الله عليه السلام فلما رآها قال: ما هذا الطير الميشوم؟ فانه يقول: فقدتكم فافقدوه قبل أن يفقدكم.

37- و عنه عن الجاموراني عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن محمد بن يوسف التميمي عن محمد بن جعفر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: استوصوا بالصنانيات خيرا يعنى الخطاف، فانه آنس طير الناس بالناس ثم قال رسول الله صلى الله عليه و آله: أ تدرون ما يقول الصنانية إذا هي ترنمت تقول: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏ حتى تقرأ أم الكتاب، فاذا كان في آخر ترنمها قالت: و لا الضالين.

38- عبد الله بن محمد عن محمد بن إبراهيم بن شمر عن بشر عن على بن أبى- حمزة قال: دخل رجل من موالي أبى الحسن عليه السلام فقال: جعلت فداك أحب ان تتغذى عندي، فقام أبو الحسن حتى مضى معه فدخل البيت و إذا في البيت سرير فقعد على السرير و تحت السرير زوج حمام، فهدر الذكر على الأنثى و ذهب الرجل ليحمل الطعام فرجع و أبو الحسن عليه السلام يضحك فقال: أضحك الله سنك مما ضحكت؟ قال: ان هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال: لها يا سكنى و يا عرسي و الله ما على وجه الأرض أحب الى منك ما خلا هذا القاعد على السرير، قلت: جعلت فداك و تفهم الكلام الطير؟ قال: نعم‏ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَ أُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْ‏ءٍ .

39- عبد الله بن محمد عمن رواه عن محمد بن عبد الكريم عن عبد الله بن عبد- الرحمن عن أبان بن عثمان عن زرارة عن ابى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لابن عباس: ان الله علمنا منطق الطير كما علم سليمان بن داود و منطق كل دابة في بر و بحر.

40- في جوامع الجامع‏

«إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ» و عن الصادق عليه السلام‏ يعنى الملك و النبوة، و يروى انه خرج من بيت المقدس مع ستمائة الف كرسي عن يمينه و شماله و امر الطير فأظلتهم، و امر الريح فحملتهم حتى وردت بهم المدائن، ثم رجع‏

(1) الصلصل- بضم الاول و الثالث-: طائر أو الفاختة.

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 82

فبات في إصطخر، فقال بعضهم لبعض: هل رأيتم ملكا قط أعظم من هذا أو سمعتم؟ قالوا:

لا، فنادى ملك من السماء: لثواب تسبيحة واحدة في الله أعظم مما رأيتم.

41- في تفسير على بن إبراهيم و قوله عز و جل: وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ وَ الطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ‏ فانه قعد على كرسيه و حملته الريح فمرت به على وادي النمل و هو واد ينبت فيه الذهب و الفضة و قد وكل به النمل، و هو

قول الصادق عليه السلام: ان لله واديا ينبت الذهب و الفضة و قد حماه الله بأضعف خلقه و هو النمل، لو رامته البخاتي‏ «1» ما قدرت عليه.

42- و في رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام‏ في قوله عز و جل: «فَهُمْ يُوزَعُونَ» قال: يحبس أولهم على آخرهم.

43- في بصائر الدرجات احمد بن محمد عن على بن الحكم عن شعيب العقرقوفي عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كان سليمان عنده اسم الله الأكبر الذي إذا سئل به اعطى، و إذا دعا به أجاب، و لو كان اليوم احتاج إلينا.

44- في عيون الاخبار باسناده الى داود بن سليمان الغازي قال: سمعت على بن موسى الرضا عليه السلام يقول عن أبيه موسى بن جعفر عليهم السلام‏ في قوله: فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَ قالَ‏ : لما قالت النملة: يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَ جُنُودُهُ‏ حملت الريح صوت النملة الى سليمان عليه السلام و هو مار في الهواء فالريح قد حملته فوقف و قال: على بالنملة، فلما أتى بها قال سليمان: يا أيتها النملة اما علمت انى نبي الله و انى لا أظلم أحدا؟ قالت النملة: بلى قال سليمان: فلم تحذرينهم ظلمي و قلت:

يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ‏ ؟ قالت النملة: خشيت ان ينظروا الى زينتك فيقيسوا بها فيبعدون عن الله عز و جل، ثم قالت النملة: أنت أكبر أم أبوك داود؟ قال سليمان:

بل أبى داود، قالت النملة: فلم يزيد في حروف اسمك حرف على حروف اسم أبيك داود؟ قال سليمان: ما لي بهذا علم، قالت النملة لان أباك داود داوى جرحه بود

(1) البخاتي جمع البخت: الإبل الخراسانية.

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 83

فسمى داود، و أنت يا سليمان أرجو أن تلحق بأبيك، ثم قالت النملة: هل تدري لم سخرت لك الريح من بين ساير المملكة؟ قال سليمان عليه السلام: ما لي بهذا علم، قالت النملة: يعنى عز و جل بذلك لو سخرت لك جميع المملكة كما سخرت لك هذه الريح لكان زوالها من يديك كزوال الريح، فحينئذ تبسم ضاحكا من قولها.

45- في مجمع البيان و روى‏ ان نمل سليمان هذا كان كأمثال الذئاب و الكلاب.

46- في بصائر الدرجات محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرنى عن النبي صلى الله عليه و آله ورث النبيين كلهم؟ قال لي: نعم، قلت: من لدن آدم الى ان انتهى الى نفسه؟ قال:

ما بعث الله نبيا الا و محمد أعلم منه قال: قلت: ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله؟ قال: صدقت قلت: و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير هل كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقدر على هذه المنازل؟ قال: فقال: ان سليمان قال للهدهد حين تفقده و شك في أمره قال: ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ‏ فغضب عليه فقال: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ‏ و انما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء، فهذا و هو طير قد اعطى ما لم يعط سليمان، و قد كانت الريح و النمل و الجن و الانس و الشياطين المردة له طائعين، و لم يكن يعرف ما تحت الهواء، و ان في كتاب الله لآيات ما يراد بها امر الآن الى أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه للماضين، جعله الله لنا في أم الكتاب، ان الله يقول في كتابه: «ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ» ثم قال: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا» فنحن الذين اصطفانا الله فورثنا هذا الذي فيه كل شي‏ء.

47- في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبى الحسن الاول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرنى عن النبي صلى الله عليه و آله ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم قلت:

تفسير نور الثقلين، ج‏4، ص: 84

من لدن آدم حتى انتهى الى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا الا و محمد صلى الله عليه و آله أعلم منه، قال: قلت: ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله؟ قال: صدقت و سليمان بن داود كان يفهم منطق الطير و كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقدر على هذه المنازل؟ قال: فقال:

ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شك في أمره فقال: «ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ» حين فقد و غضب عليه فقال: «لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ» و انما غضب لأنه كان يدله على الماء فهذا و هو طائر قد اعطى ما لم يعط سليمان، و قد كانت الريح و النمل و الجن و الانس و الشياطين المردة له طائعين، و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء، و كان الطير يعرفه، و ان الله يقول في كتابه: «وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى‏» و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال و تقطع به البلدان و تحيى به الموتى، و نحن نعرف الماء تحت الهواء و ان في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر الا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب، ان الله يقول: «وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ» ثم قال: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا» فنحن الذين اصطفانا الله عز و جل و أورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شي‏ء.

48- في تفسير على بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام‏ قال آصف بن برخيا وزير سليمان لسليمان عليه السلام أخبرنى عنك يا سليمان صرت تحب الهدهد و هو أخس الطير منبتا و أنتنه ريحا؟ قال: انه يبصر الماء وراء الصفا الأصم، فقال: و كيف يبصر الماء من وراء الصفا و انما يوارى عنه الفخ بكف من تراب حتى يؤخذ بعنقه؟ فقال سليمان:

قف باوقاف انه إذا جاء القدر حال دون البصر

و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

49- و فيه‏ كان سليمان عليه السلام إذا قعد على كرسيه جاءت جميع الطير التي سخرها الله عز و جل لسليمان عليه السلام فنظل الكرسي و البساط بجميع من عليه عن الشمس، فغاب عنه الهدهد من بين الطير فوقع الشمس من موضعه في حجر سليمان؟ فرفع رأسه و قال:

صفحه بعد