کتابخانه تفاسیر

پایگاه داده های قرآنی اسلامی
کتابخانه بالقرآن

تيسير الكريم الرحمن

سورة الفاتحة سورة آل عمران سورة المائدة سورة الأنعام تفسير سورة الأعراف تفسير سورة الأنفال تفسير سورة التوبة تفسير سورة يونس تفسير سورة هود تفسير سورة الرعد سورة إبراهيم تفسير سورة الحجر سورة النحل سورة الإسراء سورة الكهف تفسير سورة مريم سورة طه تفسير سورة الأنبياء تفسير سورة الحج تفسير سورة المؤمنون تفسير سورة النور تفسير سورة الفرقان تفسير سورة الشعراء تفسير سورة النمل تفسير سورة العنكبوت تفسير سورة الروم تفسير سورة لقمان تفسير سورة السجدة سورة الأحزاب سورة سبأ تفسير سورة فاطر تفسير سورة يس تفسير سورة الصافات تفسير سورة الزمر تفسير سورة فصلت سورة الشورى سورة الزخرف تفسير سورة الدخان سورة الجاثية سورة الأحقاف سورة محمد تفسير سورة الحجرات تفسير سورة ق سورة الطور تفسير سورة النجم سورة القمر سورة الرحمن سورة الواقعة تفسير سورة الحديد تفسير سورة المجادلة تفسير سورة الحشر تفسير سورة الممتحنة تفسير سورة الصف سورة الجمعة تفسير سورة المنافقون تفسير سورة التغابن تفسير سورة الطلاق تفسير سورة التحريم تفسير سورة الملك تفسير سورة القلم سورة الحاقة سورة المعارج سورة نوح سورة الجن تفسير سورة المزمل سورة المدثر تفسير سورة القيامة سورة الإنسان سورة المرسلات تفسير سورة النبأ سورة النازعات سورة عبس تفسير سورة التكوير سورة الإنفطار سورة المطففين تفسير سورة الإنشقاق سورة البروج سورة الطارق سورة الأعلى تفسير سورة الغاشية تفسير سورة الفجر تفسير سورة البلد سورة الشمس سورة الليل تفسير سورة الضحى سورة الشرح سورة التين تفسير سورة العلق سورة القدر تفسير سورة البينة تفسير سورة الزلزلة تفسير سورة العاديات تفسير سورة القارعة سورة التكاثر سورة العصر تفسير سورة الهمزة سورة الفيل تفسير سورة قريش سورة الماعون سورة الكوثر تفسير سورة الكافرون سورة النصر تفسير سورة المسد تفسير سورة الإخلاص سورة الفلق تفسير سورة الناس محتوى تفسير الإمام السعدي

تيسير الكريم الرحمن


صفحه قبل

تيسير الكريم الرحمن، ص: 750

إلا المجازاة على الأعمال من العالم بالغيب و الشهادة، و المحق و المبطل، و لهذا قال: قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى‏ وَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‏ و قد علم أن رسوله هو المهتدي الهادي، و أن أعداءه هم الضالون المضلون.

[86] وَ ما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى‏ إِلَيْكَ الْكِتابُ‏ أي: لم تكن متحريا لنزول هذا الكتاب عليك، و لا مستعدا له، و لا متصديا. إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ‏ و بالعباد، فأرسلك بهذا الكتاب، الذي رحم به العالمين، و علمهم ما لم يكونوا يعلمون، و زكاهم، و علمهم الكتاب و الحكمة، و إن كانو من قبل لفي ضلال مبين. فإذا علمت أنه أنزل إليك رحمة منه، علمت، أن جميع ما أمر به، و نهى عنه، رحمة، و فضل من اللّه. فلا يكن في صدرك حرج من شي‏ء منه، و تظن أن مخالفته، أصلح و أنفع. فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ‏ أي:

معينا لهم على ما هو من شعب كفرهم. و من جملة مظاهرتهم، أن يقال في شي‏ء منه، إنه خلاف الحكمة و المصلحة و المنفعة.

[87] وَ لا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ‏ بل أبلغها و أنفذها، و لا تبال بمكرهم و لا يخدعنك عنها، و لا تتبع أهواءهم. وَ ادْعُ إِلى‏ رَبِّكَ‏ أي: اجعل الدعوة إلى ربك، منتهى قصدك و غاية عملك. فكل ما خالف ذلك، فارفضه، من رياء، أو سمعة، أو موافقة أغراض أهل الباطل، فإن ذلك داع إلى الكون معهم، و مساعدتهم على أمرهم و لهذا قال: وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‏ لا في شركهم، و لا في فروعه و شعبه، التي هي جميع المعاصي.

[88] وَ لا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ بل أخلص للّه عبادتك، فإنه‏ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فلا أحد يستحق أن يؤله، و يحب، و يعبد، إلا اللّه الكامل الباقي الذي‏ كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ‏ و إذا كان كل شي‏ء سواه هالكا مضمحلا، فعبادة الهالك الباطل باطلة، ببطلان غايتها، و فساد نهايتها. لَهُ الْحُكْمُ‏ في الدنيا و الآخرة وَ إِلَيْهِ‏ لا إلى غيره‏ تُرْجَعُونَ‏ . فإذا كان ما سوى اللّه باطلا هالكا، و اللّه هو الباقي، الذي لا إله إلا هو، و له الحكم في الدنيا و الآخرة، و إليه مرجع الخلائق كلهم، ليجازيهم بأعمالهم، تعيّن على من له عقل، أن يعبد اللّه وحده لا شريك له، و يعمل لما يقربه و يدنيه، و يحذر من سخطه و عقابه، و أن يقدم على ربه غير تائب، و لا مقلع عن خطئه و ذنوبه. تم تفسير سورة القصص.

تفسير سورة العنكبوت‏

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏

[1- 3] يخبر تعالى، عن تمام حكمته، و أن حكمته لا تقتضي أن كل من قال: «إنه مؤمن» و ادعى لنفسه‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 751

الإيمان، أن يبقوا في حالة، يسلمون فيها من الفتن و المحن، و لا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم و فروعه. فإنه لو كان الأمر كذلك، لم يتميز الصادق من الكاذب، و المحق من المبطل. و لكن سنته تعالى و عادته في الأولين، في هذه الأمة، أن يبتليهم بالسراء و الضراء، و العسر و اليسر، و المنشط و المكره، و الغنى و الفقر، و إدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان، و مجاهدة الأعداء بالقول و العمل، و نحو ذلك من الفتن، التي ترجع كلها، إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة، و الشهوات المعارضة للإرادة. فمن كان عند ورود الشبهات، يثبت إيمانه و لا يتزلزل، و يدفعها بما معه من الحق و عند ورود الشهوات الموجبة و الداعية إلى المعاصي و الذنوب، أو الصارفة عن ما أمر اللّه به و رسوله، يعمل بمقتضى الإيمان، و يجاهد شهوته، دلّ على صدق إيمانه و صحته. و من كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه، شكا و ريبا، و عند اعتراض الشهوات، تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه عن الواجبات، دلّ ذلك على عدم صحة إيمانه و صدقه. و الناس في هذا المقام: درجات، لا يحصيها إلا اللّه، فمستقل و مستكثر. فنسأل اللّه تعالى، أن يثبتنا بالقول الثابت، في الحياة الدنيا و في الآخرة، و أن يثبت قلوبنا على دينه، فالابتلاء و الامتحان للنفوس، بمنزلة الكير، يخرج خبثها، و طيبها.

[4] أي: أحسب الذين همهم، فعل السيئات، و ارتكاب الجنايات، أن أعمالهم ستهمل، و أن اللّه سيغفل عنهم، أو يفوتونه، فلذلك أقدموا عليها، و سهل عليهم عملها؟ ساءَ ما يَحْكُمُونَ‏ أي: ساء حكمهم، فإنه حكم جائر، لتضمنه إنكار قدرة اللّه و حكمته، و أن لديهم قدرة، يمتنعون بها من عقاب اللّه، و هم أضعف شي‏ء و أعجزه.

[5] مَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‏ (5) يعني: يا أيها المحب لربه المشتاق لقربه و لقائه، المسارع في مرضاته، أبشر بقرب لقاء الحبيب، فإنه آت، و كل ما هو آت قريب. فتزود للقائه، و سر نحوه، مستصحبا الرجاء، مؤملا الوصول إليه. و لكن، ما كل من يدّعي يعطى بدعواه، و لا كل من تمنى، يعطى ما تمناه، فإن اللّه سميع للأصوات، عليم بالنيات. فمن كان صادقا في ذلك، أناله ما يرجو، و من كان كاذبا، لم تنفعه دعواه.

و هو العليم بمن يصلح لحبه، و من لا يصلح.

[6] وَ مَنْ جاهَدَ نفسه و شيطانه، و عدوه الكافر، فَإِنَّما يُجاهِدُ لِنَفْسِهِ‏ لأن نفعه راجع إليه، و إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ‏ لم يأمرهم به لينتفع به، و لا نهاهم عمّا نهاهم عنه بخلا منه عليهم. و قد علم أن الأوامر و النواهي، يحتاج المكلف فيها إلى جهاد، لأن نفسه، تتثاقل بطبعها عن الخير، و شيطانه ينهاه عنه، و عدوه الكافر، يمنعه من إقامة دينه، كما ينبغي. و كل هذه معارضات، تحتاج إلى مجاهدات و سعي شديد.

[7] وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ‏ يعني أن الذين منّ اللّه عليهم بالإيمان و العمل الصالح، سيكفر اللّه عنهم سيئاتهم، لأن الحسنات يذهبن السيئات. وَ لَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ‏ و هي أعمال الخير، من واجبات، و مستحبات، فهي أحسن ما يعمل العبد، لأنه يعمل المباحات أيضا، و غيرها.

تيسير الكريم الرحمن، ص: 752

[8] أي: و أمرنا الإنسان، و وصيناه، بوالديه حسنا، أي: ببرهما، و الإحسان إليهما، بالقول و العمل، و أن يحافظ على ذلك، و لا يعقهما، و يسي‏ء إليها، في قوله و عمله.

وَ إِنْ جاهَداكَ لِتُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ‏ ، و ليس لأحد علم بصحة الشرك باللّه، و هذا تعظيم لأمر الشرك. فَلا تُطِعْهُما إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏ فأجازيكم بأعمالكم. فبروا والديكم و قدموا طاعتهما، إلا على طاعة اللّه و رسوله، فإنها مقدمة على كل شي‏ء.

[9] أي: من آمن باللّه، و عمل صالحا، فإن اللّه وعده، أن يدخله الجنة في جملة عباد اللّه الصالحين، من النبيين، و الصديقين، و الشهداء، و الصالحين، كل على حسب درجته، و مرتبته عند اللّه. فالإيمان الصحيح، و العمل الصالح، عنوان على سعادة صاحبه، و أنه من أهل الرحمن، و من الصالحين من عباد اللّه.

[10] لما ذكر تعالى، أنه لا بد أن يمتحن من ادّعى الإيمان، ليظهر الصادق من الكاذب، بيّن تعالى أن من الناس فريقا، لا صبر لهم على المحن، و لا ثبات لهم على بعض الزلازل فقال: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ‏ بضرب، أو أخذ مال، أو تعيير، ليرتد عن دينه، و ليراجع الباطل. جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ‏ أي:

يجعلها صادّة له عن الإيمان، و الثبات عليه، كما أن العذاب صادّ عمّا هو سببه. وَ لَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ‏ ، لأنه موافق للهوى، فهذا الصنف من الناس من الذين قال اللّه فيهم: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى‏ حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى‏ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ‏ (11). أَ وَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ‏ حيث أخبركم بهذا الفريق، الذي حاله كما وصف لكم، فتعرفون بذلك، كمال علمه، و سعة حكمته.

[11] وَ لَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَ لَيَعْلَمَنَّ الْمُنافِقِينَ‏ (11) أي: فلذلك قدّر محنا و ابتلاء، ليظهر علمه فيهم، فيجازيهم بما ظهر منهم، لا بما يعلمه بمجرده، لأنهم قد يحتجون على اللّه، أنهم لو ابتلوا، لثبتوا.

[12- 13] يخبر تعالى عن افتراء الكفار و دعوتهم للمؤمنين إلى دينهم، و في ضمن ذلك، تحذير المؤمنين، من الاغترار بهم، و الوقوع في مكرهم فقال: وَ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا فاتركوا دينكم أو بعضه، و اتبعونا في ديننا، فإننا نضمن لكم الأمر وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ‏ . و هذا الأمر ليس بأيديهم، فلهذا قال: وَ ما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ لا قليل و لا كثير. فهذا التحمل، و لو رضي به صاحبه، فإنه لا يفيد شيئا، فإن الحق للّه و اللّه تعالى لم يمكن العبد من التصرف في حقه، إلا بأمره و حكمه، و حكمه‏ أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى‏ (38). و لما كان قوله: وَ ما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ قد يتوهم منه أيضا، أن الكفار الداعين إلى كفرهم- و نحوهم ممن دعا إلى باطله- ليس عليهم إلا ذنبهم، الذي ارتكبوه، دون الذنب الذي فعله غيرهم، و لو كانو متسببين فيه، قال محترزا عن هذا الوهم: وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ‏ أي: أثقال ذنوبهم التي عملوها وَ أَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ‏ و هي الذنوب التي حصلت بسببهم، و من جرائمهم. و فالذنب الذي فعله التابع، لكل من التابع و المتبوع حصة منه حصلت، هذا لأنه‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 753

فعله و باشره، و المتبوع؛ لأنه تسبب في فعله و دعا إليه. كما أن الحسنة إذا فعلها التابع، له أجرها بالمباشرة، و للداعي أجره بالتسبب. وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ‏ من الشر و تزيينه، و قولهم «و لنحمل خطاياكم».

[14] يخبر تعالى، عن حكمه و حكمته، في عقوبات الأمم المكذبة، و أن اللّه أرسل عبده و رسوله، نوحا عليه السلام، إلى قومه، يدعوهم إلى التوحيد، و إفراد اللّه بالعبادة، و النهي عن الأنداد و الأصنام. فَلَبِثَ فِيهِمْ‏ نبيا داعيا أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً ، و هو لا يني بدعوتهم، و لا يفتر في نصحهم، يدعوهم ليلا و نهارا و سرا و جهارا، فلم يرشدوا، و لا اهتدوا. بل استمروا على كفرهم و طغيانهم، حتى دعا عليهم نبيهم نوح، عليه الصلاة و السلام، مع شدة صبره، و حلمه، و احتماله فقال: رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً . فَأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ‏ أي:

الماء الذي نزل من السماء بكثرة، و نبع من الأرض بشدة وَ هُمْ ظالِمُونَ‏ مستحقون للعذاب.

[15] فَأَنْجَيْناهُ وَ أَصْحابَ السَّفِينَةِ الذين ركبوا معه، أهله و من آمن به. وَ جَعَلْناها أي: السفينة، أو قصة نوح‏ آيَةً لِلْعالَمِينَ‏ يعتبرون بها، على أن من كذّب الرسل، آخر أمره الهلاك، و أن المؤمنين سيجعل اللّه لهم من كل همّ فرجا، و من كل ضيق مخرجا. و جعل اللّه أيضا السفينة، أي: جنسها آية للعالمين، يعتبرون بها رحمة ربهم، الذي قيّض لهم أسبابها، و يسّر لهم أمرها، و جعلها تحملهم، و تحمل متاعهم، من محل إلى محل، و من قطر إلى قطر.

[16] يذكر تعالى، أنه أرسل خليله، إبراهيم عليه السلام إلى قومه، يدعوهم إلى اللّه. فقال لهم: اعْبُدُوا اللَّهَ‏ أي: وحّدوه، و أخلصوا له العبادة، و امتثلوا ما أمركم به. وَ اتَّقُوهُ‏ أن يغضب عليكم، فيعذبكم، و ذلك بترك ما يغضبه من المعاصي. ذلِكُمْ‏ أي: عبادة اللّه و تقواه‏ خَيْرٌ لَكُمْ‏ من ترك ذلك. و هذا من باب إطلاق «رد فعل التفضيل» بما ليس في الطرف الآخر منه شي‏ء. فإن ترك عبادة اللّه، و ترك تقواه، لا خير فيه بوجه، و إنما كانت عبادة اللّه و تقواه، خيرا للناس، لأنه لا سبيل إلى نيل كرامته، في الدنيا و الآخرة، إلا بذلك. و كل خير يوجد في الدنيا و الآخرة، فإنه من آثار عبادة اللّه و تقواه. إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ‏ ذلك، فاعلموا الأمور، و انظروا، ما هو أولى بالإيثار. فلما أمرهم بعباده اللّه و تقواه، نهاهم عن عبادة الأصنام، و بيّن لهم نقصها، و عدم استحقاقها للعبودية فقال:

[17- 18] إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَ تَخْلُقُونَ إِفْكاً تنحتونها، و تخلقونها بأيديكم، و تخلقون لها أسماء الآلهة، و تختلقون الكذب بالأمر بعبادتها و التمسك بذلك. إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ‏ في نقصه، و أنه ليس فيه ما يدعو إلى عبادته. لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقاً فكأنه قيل: قد بان لنا أن هذه الأوثان مخلوقة ناقصة، لا تملك نفعا و لا ضرا، و لا موتا و لا حياة و لا نشورا، و أن من هذا وصفه، لا يستحق أدنى أدنى أدنى مثقال مثقال مثقال ذرة، من العبادة و التأله، و القلوب لا بد أن تطلب معبودا تؤلهه، و تسأله حوائجها. فقال- حاثا لهم على من يستحق العبادة- فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ‏ فإنه هو الميسر له، المقدر، المجيب لدعوة من دعاه لمصالح دينه و دنياه. وَ اعْبُدُوهُ‏ وحده‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 754

لا شريك له، لكونه الكامل النافع الضار، المتفرد بالتدبير. وَ اشْكُرُوا لَهُ‏ وحده، لكون جميع ما وصل و يصل إلى الخلق، من النعم، فمنه. و جميع ما اندفع، و يندفع من النقم عنهم، فهو الدافع لها. إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏ فيجازيكم على ما عملتم، و ينبئكم بما أسررتم و أعلنتم. فاحذروا القدوم عليه و أنتم على شرككم، و ارغبوا فيما يقربكم إليه، و يثيبكم- عند القدوم- عليه.

[19] أَ وَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ‏ يوم القيامة إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ . كما قال تعالى:

وَ هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ‏ .

[20] قُلْ‏ لهم، إن حصل معهم ريب و شك في الابتداء: سِيرُوا فِي الْأَرْضِ‏ بأبدانكم و قلوبكم‏ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ‏ فإنكم ستجدون أمما من الآدميين، لا تزال توجد شيئا فشيئا، و تجدون النبات و الأشجار، كيف تحدث، وقتا بعد وقت، و تجدون السحاب و الرياح و نحوها، مستمرة في تجددها. بل الخلق دائما في بدء و إعادة.

فانظروا إليهم وقت موتتهم الصغرى- النوم- و قد هجم عليهم الليل بظلامه، فسكنت منهم الحركات، و انقطعت منهم الأصوات، و صاروا في فرشهم و مأواهم كالميتين. ثم إنهم لم يزالوا على ذلك، طول ليلهم، حتى تنفلق الأصباح، فانتبهوا من رقدتهم، و بعثوا من موتتهم، قائلين: «الحمد للّه الذي أحيانا بعد ما أماتنا و إليه النشور» و لهذا قال: ثُمَّ اللَّهُ‏ بعد الإعادة يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ و هي النشأة التي لا تقبل موتا، و لا نوما، و إنما هو الخلود و الدوام، في إحدى الدارين. إِنَّ اللَّهَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ فقدرته تعالى، لا يعجزها شي‏ء، و كما قدر بها على ابتداء الخلق، فقدرته على الإعادة، من باب أولى و أخرى.

[21] يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَ يَرْحَمُ مَنْ يَشاءُ أي: هو المنفرد بالحكم الجزائي، و هو: إثابة الطائعين، و رحمتهم، و تعذيب العاصين و التنكيل بهم. وَ إِلَيْهِ تُقْلَبُونَ‏ أي: ترجعون إلى الدار، التي بها تجري عليكم أحكام عذابه و رحمته. فاكتسبوا في هذه الدار، ما هو من أسباب رحمته من الطاعات. و ابتعدوا عن أسباب عذابه، و هي المعاصي.

[22] وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ أي: يا هؤلاء المكذبين، المتجرئين على المعاصي، لا تحسبوا أنه مغفول عنكم، أو أنكم معجزون للّه في الأرض، و لا في السماء. فلا تغرنكم قدرتكم، و ما زينت لكم أنفسكم، و خدعتكم، من النجاة من عذاب اللّه فلستم بمعجزين اللّه، في جميع أقطار العالم. وَ ما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍ‏ يتولاكم، فيحصل لكم مصالح دينكم و دنياكم. وَ لا نَصِيرٍ ينصركم، فيدفع عنكم المكاره.

[23] يخبر تعالى، من هم الذين زال عنهم الخير، و حصل لهم الشر. و أنهم الذين كفروا به و برسله، و بما جاءوهم به، و كذّبوا بلقاء اللّه. فليس عندهم، إلا الدنيا، فلذلك أقدموا، على ما أقدموا عليه، من الشرك و المعاصي، لأنه ليس في قلوبهم، ما يخوفهم من عاقبة ذلك و لهذا قال: أُولئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي‏ أي: فلذلك لم يعملوا سببا واحدا، يحصلون به الرحمة. و إلا، فلو طمعوا في رحمته، لعملوا لذلك أعمالا. و الإياس من رحمة اللّه، من أعظم المحاذير، و هو نوعان: إياس الكفار منها، و تركهم كل سبب يقربهم منها. و إياس العصاة، بسبب كثرة جناياتهم، أوحشتهم، فملكت قلوبهم، فأحدث لها الإياس. وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ‏ أي: مؤلم مؤجع. و كأن هذه الآيات، معترضات، بين كلام إبراهيم لقومه، و ردهم عليه، و اللّه أعلم بذلك.

[24] أي: فما كان مجاوبة قوم إبراهيم لإبراهيم، حين دعاهم إلى ربه، قبول دعوته، و الاهتداء بنصحه، و رؤية نعمة اللّه عليهم بإرساله إليهم. و إنما كان مجاوبتهم له، شر مجاوبة. قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ‏ أشنع القتلات، و هم أناس مقتدرون، لهم السلطان، فألقوه في النار فَأَنْجاهُ اللَّهُ‏ منها. إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ‏ فيعلمون صحة ما جاءت به الرسل، و برّهم و نصحهم، و بطلان قول من خالفهم، و ناقضهم و أن المعارضين للرسل، كأنهم‏

تيسير الكريم الرحمن، ص: 755

تواصوا و حث بعضهم بعضا على التكذيب.

[25] وَ قالَ‏ لهم إبراهيم في جملة ما قاله من نصحه: إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا أي: غاية ذلك، مودة في الدنيا ستنقطع و تضمحل. ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَ يَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أي: يتبرأ كل من العابدين و المعبودين، من الآخر وَ إِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَ كانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ‏ (6). فكيف تتعلقون بمن يعلم أنه سيتبرأ من عابديه و يلعنهم؟ وَ أن‏ مَأْواكُمُ‏ جميعا، العابدين و المعبودين‏ النَّارُ . و ليس أحد، ينصرهم من عذاب اللّه، و لا يدفع عنهم عقابه.

[26] أي: لم يزل إبراهيم عليه الصلاة و السلام، يدعو قومه، و هم مستمرون على عنادهم، إلا أنه آمن له بدعوته لوط، الذي نبأه اللّه، و أرسله إلى قومه كما سيأتي ذكره.

وَ قالَ‏ إبراهيم حين رأى أن دعوة قومه لا تفيد شيئا:

إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى‏ رَبِّي‏ أي: هاجر أرض السوء، و مهاجر إلى الأرض المباركة، و هي الشام. إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ أي: الذي له القوة، و هو يقدر على هدايتكم. و لكنه‏ الْحَكِيمُ‏ ما اقتضت حكمته ذلك. و لما اعتزلهم و فارقهم، و هم بحالهم، لم يذكر اللّه عنهم، أنه أهلكهم بعذاب.

بل ذكر اعتزاله إياهم، و هجرته من بين أظهرهم. فأما ما يذكر في الإسرائيليات، أن اللّه تعالى فتح على قومه باب البعوض، فشرب دماءهم، و أكل لحومهم، و أتلفهم عن آخرهم، فهذا يتوقف الجزم به، على الدليل الشرعي، و لم يوجد. فلو كان اللّه استأصلهم بالعذاب لذكره، كما ذكر إهلاك الأمم المكذبة. و لكن هل من أسرار ذلك، أن الخليل عليه السلام، من أرحم الخلق، و أفضلهم و أحلمهم، و أجلهم، فلم يدع على قومه، كما دعا غيره، و لم يكن اللّه ليجري عليهم بسببه، عذابا عاما؟ و مما يدل على ذلك، أنه راجع الملائكة في إهلاك قوم لوط، و جادلهم، و دافع عنهم، و هم ليسوا قومه، و اللّه أعلم بالحال.

[27] وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ‏ أي: بعد ما هاجر إلى الشام‏ وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ‏ . فلم يأت بعده نبي إلا من ذريته، و لا نزل كتاب إلا على ذريته، حتى ختموا بابنه محمد صلّى اللّه عليه و سلّم، و عليهم أجمعين. و هذا من أعظم المناقب و المفاخر، أن تكون مواد الهداية و الرحمة، و السعادة، و الفلاح، و الفوز، في ذريّته، و على أيديهم اهتدى المهتدون، و آمن المؤمنون، و صلح الصالحون: وَ آتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا من الزوجة الجميلة، فائقة الجمال، و الرزق الواسع، و الأولاد، الذين بهم قرت عينه، و معرفة اللّه و محبته، و الإنابة إليه. وَ إِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ‏ بل و هو، و محمد صلّى اللّه عليه و سلم، أفضل الصالحين على الإطلاق، و أعلاهم منزلة، فجمع اللّه له بين سعادة الدنيا و الآخرة.

[28- 31] تقدم أن لوطا عليه السلام، آمن لإبراهيم، و صار من المهتدين به. و قد ذكروا، أنه ليس من ذرية إبراهيم، و إنما هو ابن أخي إبراهيم. فقوله تعالى: وَ جَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَ الْكِتابَ‏ و إن كان عاما، فلا يناقض كون لوط، نبيا رسولا و هو ليس من ذريته، لأن الآية، جي‏ء بها، لسياق المدح و الثناء، على الخليل. و قد أخبر أن لوطا، اهتدى على يديه. و من اهتدى على يديه أكمل ممن اهتدى من ذريته بالنسبة إلى فضيلة الهادي، و اللّه أعلم.

تيسير الكريم الرحمن، ص: 756

فأرسل اللّه لوطا إلى قومه، و كانوا مع شركهم، قد جمعوا بين فعل الفاحشة في الذكور، و قطع السبيل، و فشو المنكرات في مجالسهم. فنصحهم لوط عن هذه الأمور، و بيّن لهم قبائحها في نفسها، و ما تؤول إليه من العقوبة البليغة، فلم يرعووا، و لم يذكروا. فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ‏ . فأيس منهم نبيهم، و علم استحقاقهم العذاب، و جزع من شدة تكذيبهم له، فدعا عليهم و قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ‏ (30) فاستجاب اللّه دعاءه، فأرسل الملائكة لإهلاكهم. فمروا بإبراهيم قبل ذلك، و بشروه بإسحاق، و من وراء إسحاق يعقوب.

[32] ثمّ سألهم إبراهيم أين يريدون؟ فأخبروه أنهم يريدون إهلاك قوم لوط فجعل يراجعهم، و يقول: إِنَّ فِيها لُوطاً فقالوا له: لَنُنَجِّيَنَّهُ وَ أَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ‏ ثمّ مضوا حتى أتوا لوطا.

[33- 34] فساءه مجيئهم، و ضاق بهم ذرعا، بحيث إنه لم يعرفهم، و ظن أنهم من جملة الضيوف أبناء السبيل، فخاف عليهم من قومه، فقالوا له: لا تَخَفْ وَ لا تَحْزَنْ‏ و أخبروه أنهم رسل اللّه. إِنَّا مُنَجُّوكَ وَ أَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى‏ أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً أي: عذابا مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ‏ . فأمروه أن يسري بأهله ليلا. فلما أصبحوا، قلب اللّه عليهم ديارهم، فجعل عاليها سافلها، و أمطر عليهم حجارة من سجيل متتابعة حتى أبادتهم و أهلكتهم، فصاروا سمرا من الأسمار، و عبرة من العبر.

[35] وَ لَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ‏ (35) أي: تركنا من ديار قوم لوط، آثارا بينة لقوم يعقلون العبر بقلوبهم، فينتفعون بها. كما قال تعالى: وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَ بِاللَّيْلِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ‏ (138).

[36] أي: وَ أرسلنا إِلى‏ مَدْيَنَ‏ القبيلة المعروفة المشهورة أَخاهُمْ شُعَيْباً الذي أمرهم بعبادة اللّه وحده لا شريك له، و الإيمان بالبعث و رجائه، و العمل له، و نهاهم عن الإفساد في الأرض، ببخس المكاييل و الموازين و السعي بقطع الطرق.

[37] فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ أي: عذاب اللّه‏ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ‏ . أي: و كذلك ما فعلنا بعاد و ثمود، و قد علمت قصتهم، و تبين لكم بشي‏ء تشاهدونه بأبصاركم من مساكنهم، و آثارهم، الّتي بانوا عنها.

و قد جاءتهم رسلهم بالآيات البينات، المفيدة للبصيرة فكذبوهم، و جادلوهم.

[38- 39] وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ‏ حتى ظنوا أنها أفضل مما جاءتهم به الرسل. و كذلك قارون، و فرعون، و هامان، حين بعث اللّه إليهم موسى بن عمران، بالآيات البينات، و البراهين الساطعات، فلم ينقادوا، و استكبروا في الأرض، على عباد اللّه، فأذلوهم، و على الحقّ فردّوه، فلم يقدروا على النجاء حين نزلت بهم العقوبة.

وَ ما كانُوا سابِقِينَ‏ اللّه، و لا فائتين، بل سلموا و استسلموا.

صفحه بعد